إعداد / د. الخضر عبدالله:

ويكمل الرئيس علي ناصر  حديثه  عن  علاقة اليمن مع المملكة الهاشمية  ويقول :" في 1994 عُقد اجتماع في عَمّان برعاية الملك حسين وجرى التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق من قبل الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض ومن قبل القوى السياسية كافة في اليمن، برعاية إقليمية ودولية، غير أن ما حصل كان التوقيع على الوثيقة دونما صدق النيات، لأن الأفرقاء بمجرد مغادرتهم عمّان حصل الافتراق الذي أعقبه الاقتتال وإعلان الانفصال في حرب صيف 1994م.

وقد شاركت في هذه الحفلة كل القوى السياسية اليمنية، لأكون أحد شهود التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق بين القوى المتصارعة، ولكن كان يبدو أن المختلفين أرادوا أن يكسبوا الوقت لاستعداداتهم للحرب وكسب القوى المحلية والإقليمية والدولية في صراعهم العنيف، ولهذا تفرقت بهم السبل بعد التوقيع مباشرة، فمنهم من اتجه إلى صنعاء، ومنهم من قصد الرياض والكويت وغيرهما.


علي البيض .. و لوبي النفط  

واوضح الرئيس ناصر :" ان علي سالم البِيض نائب الرئيس اليمني  كان قد زار الولايات المتحدة الأميركية، ورتب لوبي النفط لقاءً بينه وبين نائب الرئيس الأميركي آل غور، حيث حاول أن يكسب تفهماً أميركياً لموقفه الداعم للانفصال دون أن يدرك أن مصالح القوى العظمى فوق تحالفات الأشخاص ومصالحهم. لقد كان من مصلحة أميركا حينذاك أن يبقى اليمن موحداً في جنوب الجزيرة العربية، والعراق ضعيفاً ممزقاً بعد أن أنهكته حربا الخليج الأولى والثانية، ليبقيا فزاعة لدول الجزيرة والخليج، إضافة إلى البعبع الإيراني في شرقي الجزيرة. ويبدو أن الاستراتيجية الأميركية كانت تقتضي استمرار هذه الأوضاع والمخاوف ليبقى الجميع في حاجة إليها. ولم يفهم البيض موقف البيت الأبيض وتعقيدات الوضع في المنطقة، ويبدو أنه عاد بانطباع مؤداه أن أميركا ستقف إلى جانبه، وربما كان ذلك بتأثير من بعض جماعات الاحتكارات النفطية، إضافة إلى مواقف بعض دول الخليج التي كانت تعطي إشارات غير مرئية تحرض فيها على المواجهة والانفصال. وكانت هذه الدول ترى أن المنتصر مهزوم في هذه الحرب لأن أهدافها ستتحقق ولو جزئياً من نتائجها، وقد عجلت هذه الأحداث بترسيم الحدود عام 2000م."


موقف المملكة الهاشمية من الرئيس صالح

وبين الرئيس ناصر  في حديثه " عاد البِيض إلى عَمّان من الولايات المتحدة الأميركية والتقى ملك الأردن الحسين بن طلال الذي استقبله وودعه في المطار، وعامله كرئيس دولة، وليس كنائب كما هو وضعه، ويبدو أنه اعتبر تلك الحفاوة رسالة أخرى موجهة إلى الرئيس علي عبد الله صالح، وأنها تدعم موقفه، ولم يتفهم ذلك الملك الداهية الذي راهن عليه كأحد أفراد البيت الهاشمي في مراحل متعددة... أغضب ذاك الاهتمام علي عبد الله صالح وأنصاره الذين بدأوا يرددون أن الِبيض والعطاس وبن حسينون باعتبارهم ينحدرون من أصول هاشمية، أصبحوا ضمن مؤسسة آل البيت «مآب» التي كان يرعاها الملك، وكان ذلك جزءاً من التحريض والتشهير ببعض سادة حضرموت الذين رفعوا راية الماركسية واللينينية والماوية وتحرير الخليج العربي في بداية حياتهم السياسية... وإظهار أنهم يرتدون الآن بحثاً عن دولة هاشمية، وكان ذلك جزءاً من الصراع وآلياته. 
غير أن علي البيض لم يستثمر ذلك الاحترام والتعاطف الذي أبداه الملك له. ففي الزيارة التالية في شباط/فبراير 1994م، وعند توقيع وثيقة العهد والاتفاق، أبقى زوجته في الطائرة، ولم ينزلها معه بالرغم من إلحاح الملك ووليّ عهده عليه، وهو ما عُدَّ عدم اهتمام أو تقدير لجهود الملك، وإذا أضيف إلى ذلك إصراره على المغادرة من عَمّان مباشرة إلى الرياض بدلاً من صنعاء أو عدن كما كان يقترح الملك ويلحّ عليه، فإن كل ذلك عُدَّ سوء تقدير، وبداية العدّ التنازلي في علاقته مع المملكة الهاشمية.

خلافات 94

واشار الرئيس ناصر  في حديثه " انه التقي الملك حسين قبل التوقيع على الوثيقة، وطلب من جلالته أن يقنع الرئيس ونائبه بالبقاء في عَمّان بعد التوقيع ومغادرة بقية المشاركين، بهدف تصفية النفوس من الخلافات والأحقاد والضغائن والكراهية التي خلفتها الخطابات الحادة والمقابلات الإعلامية التشهيرية والمهاترات والشتائم التي شملت كل طرف، وذلك للعمل على استعادة الثقة بينهم، لأنني كنت أرى أن التوقيع كان استراحة احتاج إليها الطرفان لتعبئة قواهما، وأن ما وراء الأكمة يحمل نذر الحرب وطلائعها... وكنت ألحّ على جلالته في ذلك بينما كنا نتحدث في قصر الهاشمية بحضور الرئيس علي عبد الله صالح في شباط/فبراير 1994م. قلت له أنْ لا بد من أن يبقيا يوماً أو يومين، وإذا بقيا أسبوعاً سنضمن نتائج إيجابية بلا شك... واقترحت عليه أن من الأفضل بعدها أن يرافقهما جلالته مع الشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب إلى صنعاء لكي يؤدي نائب الرئيس القسم الدستوري أمام البرلمان، ومن ثم يتوجهون جميعاً إلى عدن باعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية لعقد اجتماع لمجلس الوزراء... وأنهيت مقترحي قائلاً: «وفي حالة رفضهما هذه الأفكار فإني أقترح عليكم يا جلالة الملك إبقاءهما في عَمّان»، وضحكنا جميعاً، وعلّق الرئيس صالح مازحاً بقوله: «يبدو أن الأخ الرئيس علي ناصر جاهز لأن يكون بديلاً لنا نحن الاثنين». طلبت من الملك رأيه، فقال بطريقته المهذبة المعتادة: «شكراً سيدي، وإذا وافقوا فأنا جاهز للذهاب إلى صنعاء وعدن، وربنا يوفقنا جميعاً لما فيه خير اليمن وأمنها واستقرارها».


باسندوة وطريقته الساخرة

ويستطرد الرئيس ناصر قائلا:" كنت متيقناً أن اتفاقهما سيكون، فيما لو حصل، على حساب الآخرين كعادتهما وكما حدث بعد لقائهما واتفاقهما في عدن في تشرين الثاني/نوفمبر 1989م، أو كما عبّر عن ذلك الأستاذ محمد سالم باسندوه بطريقته الساخرة: «إذا اتفقا فسيكون اتفاقهما على حسابنا، وإن اختلفا فسيؤدي ذلك إلى خطر على الوطن والوحدة اليمنية». وكان بذلك صادقاً في تقييمه... غير أن التهديد الآن كان جدياً، فمصلحة الوطن كلها تتعرض الآن للمحنة والمجازفة غير المحسوبة... وكانت المصلحة تقتضي معالجة هذه الأزمة بكثير من التفاني والتضحية، بعيداً عن مكر السياسة والتواءاتها. كنت حريصاً على رفض كل العروض والإغراءات في عمّان بالعودة إلى السلطة نائباً للرئيس ورئيساً للوزراء كما عرض عليّ ذلك الرئيس علي عبد الله صالح في عمّان، وكنت بذلك حريصاً على عدم تعميق الخلافات بينهما أو توظيفي في هذا الصراع... وقد عرض البيض عليّ ما يشبه ذلك لاحقاً في أيار/مايو 1994م، عندما أعلن دولة في الجنوب لم تعمَّر طويلاً ولم يعترف بها إلا جمهورية أرض الصومال، وسقطت في 7/7/1994م بعد 47 يوماً من إعلانها بعد الحرب التي شنها خصمه على عدن.

و يستدرك  الرئيس ناصر في حديثه ويقول :"ليست هذه هي المرة الأولى التي ألتقي الملك حسين، فقد كنت ألتقيه في مؤتمرات القمم العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز... كان الملك جمّ التواضع، هادئ الأعصاب، خافت الصوت... شاهدته مرة في أحد شوارع عَمّان واقفاً بسيارته أمام إحدى نقاط المرور، لأن الإشارة كانت حمراء، وكان أحد الضباط المرافقين لي ينبهني ويقول إنه سيدنا ويشير نحو سيارته. أكبرت ذلك الموقف، وظلت تلك الصورة حية أمامي، لأنني كنت متيقناً أن أي زعيم آخر أو ابنه أو أخاه أو أحد أقاربه أو عساكره لن يقف بسيارته أمام الإشارة مهما كان لونها، حفاظاً على الأمن والجاه... وأتذكر باحترام كبير موقفه في قمة بغداد عام 1978م، وذلك عندما وقف يدعو لرفع تجميد عضوية اليمن الديمقراطية في جامعة الدول العربية بعد مقتل الرئيس احمد الغشمي في مكتبه بصنعاء عام 1978م، وتبنى الموقف حتى عدنا إليها. كان متوازناً في مواقفه، فبالرغم من علاقاته الخاصة والمتميزة ببريطانيا وأميركا، إلا أنه كان دائماً يتخذ مواقف متوازنة في علاقاته بكل دول العالم في ظروف الصراع في المنطقة والحرب الباردة بين القطبين في العالم. وأتذكر أنه كان عندما يختلف مع الرئيس جمال عبد الناصر يركب طائرته ويتوجه إلى القاهرة ويشعر المسؤولين فيها بأنه قادم إليهم ويحقق بذلك التصالح ووقف الحملات الإعلامية بين البلدين، وهو لا يهتم بالجانب البروتوكولي كثيراً، فقد قام بزيارة السجن للإفراج عن المهندس ليث شبيلات الذي كان شديد الانتقاد للملك ونظامه، ما أدى إلى سجنه، فذهب الملك لإخراجه من السجن وانتظر حتى انتهى شبيلات من صلاة الظهر لينقله بسيارته الخاصة إلى والدته ويتناول معه الشاي وينصرف إلى قصره.
ارتأى الملك أن نلتقي في عَمّان بعد سفر الوفود، وكذلك نصحني بلقاء الأمير حسن بن طلال الذي التقيته غير مرة، وكان يهتم بالعمل الفكري والثقافي منشغلاً بالندوات والمؤتمرات الاقتصادية والفكرية في الأردن وخارجها. أمر الملك باستضافتنا غير مرة في حمامات معين التي تقع على بعد 120 كيلومتراً وعلى عمق 120 متراً عن سطح الأرض، وتنساب فيها الشلالات الساخنة من ارتفاع أكثر من عشرين متراً، ويلتف حولها وتحتها مئات السياح من العرب الذين يطلبون الشفاء والعلاج بالمياه المعدنية، تحت إشراف عدد من الأطباء والممرضين الذين يقدمون أفضل وسائل العلاج والراحة، وهي في مستوى المصحات المتطورة في بعض بلدان أوروبا الشرقية والغربية التي كنا نزورها.


مقالب الرئيس صالح

ويتابع حديثه ويقول :" أتاحت لي هذه الزيارة في عام 1996م الفرصة لمشاهدة بعض المواقع الأثرية في «مادبا»، ومنها الجبل الذي يقال إن النبي موسى خاطب منه الرب «جبل نيبو»، وكنت أجد ارتياحاً ومتعةً في هذه المصحة. وفي إحدى زياراتي تلك، صحوت من نومي على صوت الرئيس علي عبد الله صالح عبر الهاتف، وكان حينذاك في زيارة للأردن، وهو يحاول الحديث معي بلهجة شامية (وهي عادته في نصب مثل هذه المقالب حيث يتقمص شخصية أحد مراسلي القنوات الفضائية أو الصحفيين للوصول إلى الذين يريد أن يتحدث معهم)، طبعاً عرفت صوته في الحال، فضحك وقال: كيف حال الأمين العام؟ ثم طلب أن نلتقي على الغداء في قصر زيد بن شاكر الذي كان رئيساً للديوان الملكي آنذاك بحضور الملك حسين ووليّ عهده الحسن، وكانت هذه المرة الأولى التي نلتقي بعد حرب عام 1994م. أخذ الرئيس يعاتبني أمام الملك حسين والحضور، ويذكر الملك باللقاء الذي حصل في قصر الهاشمية، وكيف أنه عرض عليّ منصب نائب الرئيس ورئيس الوزراء ورفضته، وأضاف: «الأخ علي ناصر» رفض عرضي لأنه كان يحلم بأن يحكم ويصبح رئيساً،ولو عرضت منصب وزير وليس نائب رئيس على أيّ شخص آخر لركض من أقصى الأرض وقبل هذا العرض». قلت له: «قد يكون هذا صحيحاً، ولكني لست من الذين يركضون إلى الهاوية، والمهم أنك قد وجدت لك نائباً ورئيساً للوزراء». قال: «ليس المهم المنصب، بل الخسائر، فلو قبلت وعدت معنا لوفرنا 80% من الخسائر في الأرواح والممتلكات في الحرب، ولحسمت المعركة في أسبوع، وكنا أنا وأنت سنخزن في معاشق بعدن، ولذلك فأنت تتحمل المسؤولية». المهم أنه كان يشعر بالغرور ونشوة النصر بعد أن وصل إلى معاشيق الرئاسية، ولم يكن ذلك بقوته العسكرية، بل بقوة أنصارنا (الزمرة) وبسلاح الوحدة الذي أساء البعض استعماله.

ناصر  والرئيس صالح

رددت قائلاً: «صدقني لو أنني عدت معك حينذاك، فإنني كنت سأخرج من اليمن مطروداً كما خرجت عام 1990م، عندما تخليت عني واخترت البيض حليفاً لك». فأجاب: «هذا صحيح، لو عدت أنت، لعاد البيض إلى صنعاء وكنا تجنبنا الحرب والخسائر». طبعاً لم يكن هذا سوى تبسيط ساذج للقضايا، فلم تكن عودتي لتمنع الحرب بعد أن استعدّ لها كل الأفرقاء وقبضوا الثمن، وقد حاولنا بكل الطرائق وقفها من الخارج دون جدوى، وكما أثبتت الأحداث، فإن المنتصر في تلك الحرب كان خاسراً، والبعض من المحللين يذهب إلى أن نتائج حرب 1994م عجّلت بترسيم الحدود مع السعودية من قبل علي عبد الله صالح، ويرون أن علي البيض كان سيفعل الشيء نفسه في ما يتعلق بترسيم الحدود لو كسب الحرب وانتصر فيها، وبعد ذلك تنازل النظام في صنعاء عن اتفاقية الطائف 10 حزيران/يونيو 2000، وهذا ما رفضه الأئمة يحيى وأحمد ومحمد البدر والأمير محمد بن الحسيي، كما أكد لي ذلك الأمير محمد الحسين نفسه في منزله بعمّان عام 1994.
قلت: «هذا ماضٍ، وعليك أن تنظر إلى المستقبل، وأعتقد أنني لو قبلت العودة إلى السلطة لاختلفنا من وقت مبكر، فالسلطة تفرّق بين الأب وابنه والأخ وأخيه، وكما ترى فأنا حريص على استمرار العلاقة بك خارج السلطة لأنها قد لا تتحملنا ولا تتسع لنا معاً، والمهم أننا وقفنا مع الوحدة ودفعنا الثمن من أجلها».
ردّ قائلاً: أتحداك أن تأتي معي إلى صنعاء وعدن. فأجبت بأنه ما من مشكلة في العودة إلى اليمن بعدما انتفت الأسباب، ولكني سأختار الوقت المناسب للعودة»، وغادر إلى مصر، وعدت إلى حمامات معين.


محسن لناصر حان الوقت للعودة إلى اليمن

ويواصل  الرئيس علي ناصر :" في نوفمبر من العام نفسه وجّه إليّ دعوة للمشاركة في الاحتفالات بعيد استقلال الجنوب وجلاء القوات البريطانية، وقد اتصل بي لهذا الغرض وزير الخارجية عبد الكريم الإرياني، وكذا العميد علي محسن الأحمر الذي قال: «إن الوقت قد حان للعودة إلى اليمن وإننا في انتظارك»، وعندما سألته: «هل الوقت مناسب والجو مناسب؟» قال: «نعم، وأنصح بعدم التأجيل، فنحن في انتظارك».
وبعد عشرين سنة منذ لقائنا في الأردن وحتى عام 2016 جرت أحداث وتطورات خلالها في اليمن وخارجها عصفت بعدد من الزعماء العرب وفي مقدمتهم الرئيس علي عبد الله صالح وصدام حسين ومعمر القذافي وحسني مبارك وزين العابدين بن علي والرئيس الجزائري الأمين زروال، وغيّب الموت الملك حسين والملك فهد والملك عبد الله والشيخ زايد بن سلطان والرئيس رفيق الحريري والرئيس حافظ الأسد والزعيم ياسر عرفات والملك الحسن الثاني وأمير البحرين وأمير الكويت وغيرهم من الزعماء، واندلعت ثورات الربيع العربي في المنطقة، وشهدت اليمن تغيرات كبيرة وأحداثاً خطيرة، أبرزها وأخطرها دخول أنصار االله وأنصار صالح إلى عدن، والحرب على اليمن في آذار/مارس 2015م، ما استدعى أن نتحرك في المنطقة العربية لوقف الحرب والاحتكام إلى لغة الحوار، ومن أجل ذلك فقد قمنا بزيارات لكل من عُمان والإمارات ولبنان وإيران ومصر والأردن التي زرتها مطلع عام 2016، والتقيتُ فيها السفير السعودي في صنعاء (محمد سعيد آل جابر) والسيد يحيى دويد عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر مبعوثاً من قبل الرئيس صالح، وكان الهدف من اللقاء مع السفير السعودي ويحيى دويد، مناقشة المبادرة التي تقدمت بها إلى دول المنطقة والمقترحات التي قدمها الرئيس السابق صالح بشأن الحرب والحل، ولكننا لم نلمس استجابة من الطرفين، وأكدنا استمرار التواصل في المستقبل، . وعلى هامش هذه اللقاءات التقيت عدداً من المسؤولين الأردنيين، وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، والتقيت الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الأردني الأسبق، رئيس لجنة الشؤون الدولية التي تضم في عضويتها وزراء وسفراء وقادة عسكريين وأمنين، وقد أكدوا جميعهم وقف الحرب والاحتكام إلى الحوار، على الرغم من مشاركة الأردن رمزياً في عاصفة الحزم، وأكدت خلال لقائي مع هذه الشخصيات الذي استمرّ أكثر من ساعتين أن الحوار هو الطريق الوحيد لحلّ الأزمة السياسية في اليمن وأهمية حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وبما يرتضيه شعب الجنوب، وهو صاحب الحق في تقرير مصيرة السياسي، وأكدت أهمية دور المملكة الأردنية التي رعت التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق.
رحّب أعضاء لجنة الشؤون الدولية بفكرة تشكيل لجنة عربية، واقترحت أن يرأسها الدكتور طاهر المصري مع عدد من الشخصيات العربية وعضوية السيد عبد السلام المجالي، وبارك الجميع ذلك.
والتقيت لهذا الغرض الدكتور طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق الذي أبدى استعداده لرئاسة اللجنة العربية والتواصل مع أطراف الصراع في اليمن والمنطقة من أجل وقف الحرب، واتفقنا أن يضاف إلى عضويتها السيد عباس زكي من فلسطين، والوزير عبد الرحيم مراد ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة من لبنان، وعمرو موسى ونبيل العربي من مصر، والدكتور يوسف مكي من السعودية، والشيخ سيف المسكري من عُمان. وبعد الاتصال باللجنة المقترحة رحب الجميع بالتحرك لوقف الحرب، ولكن الذي عرقل نشاط اللجنة وتحركها، المواقف المتشنجة من طرفي الصراع في اليمن، ورفض المبادارات الأممية والدولية للسلام المقدمة في جنيف والكويت لاحقاً، وكذلك عدم توافر الإمكانات المالية لنشاطها.

ولكننا لم نيأس وحاولنا احياء فكرة تشكيل اللجنة العربية من جديد برئاسة الامام الصادق المهدي (رئيس وزراء السودان الاسبق) والدكتور عبد السلام المجالي (رئيس وزراء الاردن الاسبق) والمهندس سمير حباشنة (وزير سابق – الاردن) وضمت العديد من الشخصيات العربية 
وقد وجهت هذه اللجنة أكثر من رسالة إلى المعنيين بالصراع في اليمن تناشدهم بوقف الحرب وشملت رسائل إلى الجمهورية الايرانية والمملكة العربية السعودية والى الامين العام للامم المتحدة . 
(للحديث بقية)

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الرئیس علی ناصر رئیس الوزراء نائب الرئیس الرئیس صالح التوقیع على الرئیس ناصر فی المنطقة الملک حسین الصراع فی إلى صنعاء فی ع م ان فی الیمن أنه کان من قبل

إقرأ أيضاً:

الكوني: إعلان حالة الطوارئ قد يُنقذ الدولة المنهارة

قال النائب المجلس الرئاسي موسى الكوني، إن إعلان حالة الطوارئ وانتقال السلطة للقائد الأعلى للجيش قد يُنقذ الدولة المنهارة.

وأضاف الكوني في لقاء مع شخصيات فاعلة من طرابلس: “بإعلان الطوارئ تستطيع أن تنقذ الدولة عندما تنهار.. ونحن دولة منهارة.. ولا يوجد حال أسوء مما نحن فيه الذي يدعو إلى إعلان حالة الطوارئ”.

وأشار الكوني إلى التجربة التونسية وما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد من إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة والبرلمان وتعديل الدستور وحل مجلس القضاء”.

وتابع الكوني: “عندما تنهار الدولة هنا تتدخل السلطة السيادية العليا لممارسة هذه الاختصاصات الاستثنائية.. وتسحب الصلاحيات من الحكومات والبرلمان وكافة الأجسام وتنتقل إلى الجيش في حالة وجود جيش موحد وقادر أن ينقذ الدولة ومؤسساتها”.

مقالات مشابهة

  • وردنا للتو| إعلان هام من العاصمة صنعاء.. وهذا ما سيحدث ولأول مرة في اليمن (تفاصيل)
  • محمد عبد الجليل: الأهلي يحتاج محمد رمضان في منصب مدير الكرة.. بالرغم من أنه سبب رحيلي
  • الرئيس الإيراني يندد بالقصف الاسرائيلي على اليمن.. يجب أن يكون هناك رد حاسم
  • الكوني: إعلان حالة الطوارئ قد يُنقذ الدولة المنهارة
  • محلل سياسي: طارق صالح سيدخل صنعاء ”فاتحا على ركام البيجرات”
  • ”اغتيال نصرالله يثير زلزالاً في المنطقة.. فرحة عارمة في اليمن وحداد في صنعاء”
  • مبالغ أممية اعتمدت لفقراء اليمن تسعى المليشيات الى نهبها.. 120 مليار ريال يتم إيقاف صرفها في مناطق سيطرة الحوثيين
  • البرھان وزيف السلطة
  • بمشاركة واسعة من داخل اليمن وخارجه.. انطلاق أعمال المؤتمر الثاني للرسول الأعظم بالعاصمة صنعاء
  • بايدن لـ قادة العالم: شعوبكم اهم من البقاء في السلطة