ستحرمنا من أمومتها.. أمي اختارت نفسها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي كأي فتاة لم تبلغ العشرين بعد، أريد أن أجد الحنان والعطف والاحتواء لمشكلتي.

أشعر بالضياع والوحدة، فأمي اختارت اليوم وبعد 15 سنة من الطلاق أن تعيد حياتها وترتبط بشخص آخر.

سيدتي بكل ما تحمله الكلمة من معاني جميلة وصادقة أنا أحب أمي لدرجة لا يتصورها العقل. لأنها ضحت من أجلنا أنا وأخي الأصغر مني.

عشنا مع بعض في بيتها الخاص، بالقرب من بيت أخوالي، مؤخرا تقدم لخطبتها رجل يعرفه خالي. وقد أبدت موافقة مبدئية على الموضوع.

فشعرت بالحزن، فأمي سوف تعطي وقتها وحبها لرجل آخر، لا أنكر أنني أحب لها السعادة.لكن لا أتقبل أن يلج حياتنا رجل غريب ويشاركنا حب أمي.

تحدثنا في الموضوع واستمعت إلى وجهة نظرها، فقالت أنها تشعر بالوحدة حين نذهب للدراسة. فأبديت استعدادي للتضحية بدراستي وأبقى معها فقط لا تُدخل رجل أخر في حياتنا. فقط لنحافظ على استقرارنا.

لأننا نشأنا على نمط معين ولا أريد أن تحصل مفاجآت في حياتنا. لكنها تبدو مصرة ومرحبة بالفكرة. حقيقة لا أستطيع تقبل الأمر، فهل أنا مخطئة..؟ وهل من حقي أن أبدي رفضي لهذا الرجل الدخيل علينا؟.

سارة من الشرق

الــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، سررت لتواصلك بنا كثيرا بُنيتي، يأطرح سؤال مهم: هل أنت متمسكة بحب أمك..؟. أم بالاستقرار الذي تعرفونه..؟ لكن أيا كانت الإجابة سأقول أن أمك ليست أنانية.

فمن حقها ذلك، خاصة وأنها ضحت من أجلكم وكافحت طيلة 15 سنة بمفردها. حتى صرتم كبارا يُتكل عليكما.

ومادام النصيب جاء فلما لا تفكر هي في الموضوع، ثم لا داعي للخوف ولا تتوقعي السيئ. فأمك أكيد لن تتخذ القرار بطريقة عشوائية. وستضع في حسبانها أولادها الذين ضحت لأجلهم بالكثير وهذا واجبها.

ثم هو من معارف خالك، ولا أظنه يقدم لما لها شخصا غير لائق، ثم اعلمي أن زواج أمك لا يعني توقفها عن حبكما. فهي من المؤكد ستبقى أما جيدة.

لذا حاولي أن تتفهمي حاجة أمك لسند لها ومؤنس لحياتها، وطبيعة الحياة تقول أنك ستكبرين وترتبطين أنت أيضا يوما ما. وأخاك أيضا، وسوف تؤسسان حياة خاصة بكما. فهل ترضين أن تعيش بمفردها حينها؟.

بنيتي ما عليك الآن سوى بِرها، وأن تفسحي المجال لتعرف السعادة طريقا لقلبها، أما أنت فركزي في دراستك. وكيف تكونين ناجحة واثبتي للعالم أن توفيقك بفضل أمك بعد فضل الله.

فهي من سهرت وربت واعتنت حتى صرت على ما أنت عليه، ومثلما سعت للحفاظ على استقراركم منذ طلاقها فسوف تفعل دوما. وتحافظ على شملكم مهما كلفها الثمن. فلا تكوني قاسية عليها فتصيبين قلبها بألم كبير، حاولي تفهمها. وهي أكيد لن تخيب ظنكم، وبالتوفيق إن شاء الله.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين