أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس الجمعة، أن قواته البرية تقوم بتوسيع نطاق عملياتها في قطاع غزة، ومن الواضح أن هذه ليست العملية البرية التي ينتظرها الكثيرون، والتي أكدت إسرائيل أنها ستقوم بها، رغم طلب الولايات المتحدة منها تأجيلها، من أجل الاستعداد بشكل أفضل لهجمات محتملة على الجيش الأمريكي بالمنطقة، حسب ما صرح به مصدر أمريكي مطلع.

ويقول الدكتور إيريك لوب أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، أنه "يبدو أن هناك تردداً لدى الإسرائيليين فيما يتعلق بتلك العملية في غزة بسبب صعوبة، إن لم يكن استحالة، القضاء على حركة حماس".

وأضاف أن "هذا الأمر نفسه ينطبق على جماعات مثل ميليشيا حزب الله الإرهابية في لبنان وحركة طالبان في أفغانستان. فهذه حركات متعددة الأبعاد لديها ميليشيات، ومكاتب سياسية، وأجهزة استخبارات، ووسائل إعلام ودعم دولي".

The delay in the Gaza invasion underscores the herculean challenges the IDF would face in such an operation. https://t.co/99wZEmb85s

— National Interest (@TheNatlInterest) October 27, 2023

وأوضح أنه في غزة، من المرجح أن حماس خططت لمقاومة أي غزو بري وسوف ترحب به. فرجال حماس لديهم التزام عالي المستوى وألفة جغرافية، كما أنهم مسلحون تسليحاً جيداً ومتحصنون في خنادق وأنفاق تحت الأرض. والمشكلة التي قد تواجهها حماس وغيرها من الميليشيات هي عدم القدرة إلى حد كبير على التواصل مع أبناء غزة بعد القصف الإسرائيلي الشديد والإخلاء الجماعي لشمال غزة.

وأشار الدكتور إلى أنه بالنسبة لإسرائيل، من المرجح كثيراً أن أي عملية برية تنطوي على قتال عن قرب على أرض غزة وتحت أرضها ستكون باهظة التكاليف، حيث ستكون هناك خسائر فادحة في الأرواح وتعقيدات تتعلق بعدد أكثر من 200 من الرهائن الذين تحتجزهم حماس وغيرها من الميليشيات. وعندما كانت إسرائيل تقوم بعمليات برية متقطعة في غزة منذ عام 2008، تعرضت لعدد أكبر من الخسائر في الأرواح، حتى لو كان من تواجههم قد تعرضوا لعدد أكبر كثيراً من الخسائر في الأرواح وكانت النسبة الأكبر بين المدنيين.

وأضاف لوب، وهو باحث غير مقيم بمعهد الشرق الأوسط، أنه "بدون التحدث عن تجربة الولايات المتحدة في دول مثل فيتنام، وأفغانستان، والعراق، مرت إسرائيل بسيناريو مماثل في جنوب لبنان مع جماعة حزب الله، التي تمتلك أيضاً نظاماً واسع النطاق من المخابىء والأنفاق. وبعد حوالي 20 عاماً من احتلال غزة وتعرضها لهجمات حرب عصابات، انسحبت بعد أن سأم الإسرائيليون رؤية أبنائهم وهم يعودون في أكياس الجثث. وكلما طال أمد الصراع الحالي، كلما تفاقمت الكارثة الإنسانية ، وكلما تضاءل الدعم الدولي لإسرائيل، وكلما زادت فرص اندلاع حرب إقليمية".

وقال إنه "إذا ما تم افتراض إمكانية قيام إسرائيل بإضعاف أو تفكيك حركة حماس، كلما كانت الخيارات والنتائج الأطول مدى دون المستوى الأمثل. فالميليشيات الفلسطينية الأكثر تطرفاً من حماس يمكن أن تعيد تشكيل نفسها، وأن تملأ الفراغ الذي تتركه حماس، وأن تطلق تمرداً أكثر ضراوة".

وتابع أن إسرائيل ستكون مترددة في إعادة احتلال غزة وأن تصبح في مستنقع هناك، كما كانت في الفترة ما بين 1967 و2005. ومن الممكن أن تملأ السلطة الفلسطينية الفراغ ولكنها ستواجه أزمة شرعية مع الفلسطينيين. ومن الممكن أن تقوم الدول العربية المجاورة بالمهمة لكنها لن تريد أن يراها مواطنوها وغيرهم من العرب والمسلمين تحكم غزة وتحضع الفلسطينيين وتكون شريكاً لإسرائيل، والولايات المتحدة، والدول الغربية.

ويقول بوب في ختام تحليله إن "قوات حفظ السلام الدولية مثل قوات اليونيفيل في لبنان، على طول الحدود الإسرائيلية -اللبنانية لها سجل مختلط وليست بديلة عن القيادة والإدارة المحلية. وفي الوقت نفسه، وكما كشفت الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، لا يمكن أن يلجأ الجانبان إلى الوضع الراهن غير المستدام. وسوف يتطلب إيجاد حل سياسي عملي وقابل للاستمرار شجاعة وإبداع من جانب العناصر الفاعلة المحلية، والإقليمية، والدولية- وهو ما يبدو أنه غير متوفر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بحثت إنهاء العمليات البرية في لبنان ثم تراجعت.. تقرير يكشف

كشفت تقارير إسرائيلية، الأربعاء، أن المؤسسة الأمنية والجيش تطرقا إلى فكرة إنهاء العمليات البرية في لبنان مطلع هذا الأسبوع، قبل التراجع عن الفكرة، في ظل المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.

وأشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، أنه في ظل المفاوضات الجارية بقيادة الولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار، والتي "شهدت تقدما" خلال الأيام الأخيرة، "تقرر تأجيل الإعلان".

وذكر التقرير أنه في نهاية الأسبوع الماضي، أُعيد آلاف الجنود النظاميين والاحتياط إلى منازلهم للحصول على راحة. وفي الوقت الحالي يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ "عمليات إضافية" في جنوب لبنان، بهدف "تعميق الإنجازات الميدانية".

وقال رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، الأربعاء، في ختام تقييم للأوضاع: "يجب الاستمرار في تطوير الخطط لمواصلة القتال في لبنان، بما في ذلك توسيع وتعميق المناورات، وسننفذ هذه الخطط حسب الحاجة".

نفذت القوات الإسرائيلية عددا من الهجمات بالصواريخ الموجهة وشنت غارات جوية في عدة مناطق بلبنان الأربعاء.

وأفاد مصدر لـ"الحرة" مطلع الأسبوع، أن الجيش الإسرائيلي أوشك على "إتمام المهام الموكلة إليه"، ويستعد الآن لسيناريوهين: "إما إعادة الانتشار" بناء على ما وصف بإنجازات الجيش، أو "تعميق العملية العسكرية في لبنان، وذلك بناء على إيعاز من المستوى السياسي".

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد، الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك.

وقالت الوزارة في بيان ضمنته حصيلة غير نهائية للضحايا، إن "سلسلة غارات إسرائيلية على البقاع وبعلبك" أسفرت عن استشهاد "40 شخصا وإصابة 53".

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد  40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك، مشيرة إلى أن عمليات الإنقاذ ورفع الانقاض لا تزال جارية بحثا عن مفقودين.

وأحصت الوزارة استشهاد11 شخصا في مدينة بعلبك و16 في بلدة الناصرية. (الحرة) 

مقالات مشابهة

  • كانت شاهدة على جرائم إسرائيل في لبنان.. الصحافية نجلاء أبو جهجه في ذمة الله
  • إسرائيل بحثت إنهاء العمليات البرية في لبنان ثم تراجعت.. تقرير يكشف
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد إقالة غالانت
  • حماس بعد إعلان ترامب فوزه: على واشنطن "وقف الدعم الأعمى" لإسرائيل  
  • الانتخابات الأميركية.. ماذا وراء الموجة الحمراء؟
  • أمريكا كانت عايزة راجل.. ماذا قال عمرو أديب على فوز ترامب؟
  • حماس بعد إعلان فوز ترامب: على واشنطن “وقف الدعم الأعمى” لإسرائيل
  • أهداف إسرائيل وراء حظر الأونروا واعتداءاتها المتواصلة على القانون الدولي| ماذا يحدث؟
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعطل إبرام صفقة تبادل أسرى
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا رئيسيا في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة