ماذا وراء تباطؤ الإسرائيليين في القيام بالعملية البرية في غزة؟
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس الجمعة، أن قواته البرية تقوم بتوسيع نطاق عملياتها في قطاع غزة، ومن الواضح أن هذه ليست العملية البرية التي ينتظرها الكثيرون، والتي أكدت إسرائيل أنها ستقوم بها، رغم طلب الولايات المتحدة منها تأجيلها، من أجل الاستعداد بشكل أفضل لهجمات محتملة على الجيش الأمريكي بالمنطقة، حسب ما صرح به مصدر أمريكي مطلع.
ويقول الدكتور إيريك لوب أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، أنه "يبدو أن هناك تردداً لدى الإسرائيليين فيما يتعلق بتلك العملية في غزة بسبب صعوبة، إن لم يكن استحالة، القضاء على حركة حماس".
وأضاف أن "هذا الأمر نفسه ينطبق على جماعات مثل ميليشيا حزب الله الإرهابية في لبنان وحركة طالبان في أفغانستان. فهذه حركات متعددة الأبعاد لديها ميليشيات، ومكاتب سياسية، وأجهزة استخبارات، ووسائل إعلام ودعم دولي".
The delay in the Gaza invasion underscores the herculean challenges the IDF would face in such an operation. https://t.co/99wZEmb85s
— National Interest (@TheNatlInterest) October 27, 2023وأوضح أنه في غزة، من المرجح أن حماس خططت لمقاومة أي غزو بري وسوف ترحب به. فرجال حماس لديهم التزام عالي المستوى وألفة جغرافية، كما أنهم مسلحون تسليحاً جيداً ومتحصنون في خنادق وأنفاق تحت الأرض. والمشكلة التي قد تواجهها حماس وغيرها من الميليشيات هي عدم القدرة إلى حد كبير على التواصل مع أبناء غزة بعد القصف الإسرائيلي الشديد والإخلاء الجماعي لشمال غزة.
وأشار الدكتور إلى أنه بالنسبة لإسرائيل، من المرجح كثيراً أن أي عملية برية تنطوي على قتال عن قرب على أرض غزة وتحت أرضها ستكون باهظة التكاليف، حيث ستكون هناك خسائر فادحة في الأرواح وتعقيدات تتعلق بعدد أكثر من 200 من الرهائن الذين تحتجزهم حماس وغيرها من الميليشيات. وعندما كانت إسرائيل تقوم بعمليات برية متقطعة في غزة منذ عام 2008، تعرضت لعدد أكبر من الخسائر في الأرواح، حتى لو كان من تواجههم قد تعرضوا لعدد أكبر كثيراً من الخسائر في الأرواح وكانت النسبة الأكبر بين المدنيين.
وأضاف لوب، وهو باحث غير مقيم بمعهد الشرق الأوسط، أنه "بدون التحدث عن تجربة الولايات المتحدة في دول مثل فيتنام، وأفغانستان، والعراق، مرت إسرائيل بسيناريو مماثل في جنوب لبنان مع جماعة حزب الله، التي تمتلك أيضاً نظاماً واسع النطاق من المخابىء والأنفاق. وبعد حوالي 20 عاماً من احتلال غزة وتعرضها لهجمات حرب عصابات، انسحبت بعد أن سأم الإسرائيليون رؤية أبنائهم وهم يعودون في أكياس الجثث. وكلما طال أمد الصراع الحالي، كلما تفاقمت الكارثة الإنسانية ، وكلما تضاءل الدعم الدولي لإسرائيل، وكلما زادت فرص اندلاع حرب إقليمية".
وقال إنه "إذا ما تم افتراض إمكانية قيام إسرائيل بإضعاف أو تفكيك حركة حماس، كلما كانت الخيارات والنتائج الأطول مدى دون المستوى الأمثل. فالميليشيات الفلسطينية الأكثر تطرفاً من حماس يمكن أن تعيد تشكيل نفسها، وأن تملأ الفراغ الذي تتركه حماس، وأن تطلق تمرداً أكثر ضراوة".
وتابع أن إسرائيل ستكون مترددة في إعادة احتلال غزة وأن تصبح في مستنقع هناك، كما كانت في الفترة ما بين 1967 و2005. ومن الممكن أن تملأ السلطة الفلسطينية الفراغ ولكنها ستواجه أزمة شرعية مع الفلسطينيين. ومن الممكن أن تقوم الدول العربية المجاورة بالمهمة لكنها لن تريد أن يراها مواطنوها وغيرهم من العرب والمسلمين تحكم غزة وتحضع الفلسطينيين وتكون شريكاً لإسرائيل، والولايات المتحدة، والدول الغربية.
ويقول بوب في ختام تحليله إن "قوات حفظ السلام الدولية مثل قوات اليونيفيل في لبنان، على طول الحدود الإسرائيلية -اللبنانية لها سجل مختلط وليست بديلة عن القيادة والإدارة المحلية. وفي الوقت نفسه، وكما كشفت الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، لا يمكن أن يلجأ الجانبان إلى الوضع الراهن غير المستدام. وسوف يتطلب إيجاد حل سياسي عملي وقابل للاستمرار شجاعة وإبداع من جانب العناصر الفاعلة المحلية، والإقليمية، والدولية- وهو ما يبدو أنه غير متوفر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله يصدر بيانا بشأن إلزام إسرائيل بالانسحاب .. ماذا قال؟
وأكد بيان حزب الله بالقول: إنّه "يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني أمام أي تهديد أو عدوان".
وأشار البيان إلى أنهُ "منذ عام 2000م وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية يُجدّد دحر العدو، مؤكدّا أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء".
وقال حزب الله: إنّ "مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ويؤكد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله عليه) بأنّها "نقطة القوة التي لا يستطيع أن يهزمها أحد".
وأكد حزب الله "لقد أثبت شعب المقاومة أنه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنهم عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ودحر المحتل نهائيًا".
وقال: "إنّنا في حزب الله، إذ ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم".
ودعا حزب الله "جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معًا معاني التضامن الوطني ولنبني سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار"، مشددًا على أنّ "المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا".
وختم حزب الله بيانه موجهاً "التحية إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى الذين رسموا بدمائهم طريق التحرير والانتصار. ونعتبر أنّ هذه اللحظات العظيمة التي يعيشها وطننا اليوم ليست إلا تأكيدًا على أنّ لبنان بشعبه ومقاومته وأبنائه الأحرار هو وطن العزة والكرامة".