صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-22@10:51:26 GMT

لماذا سينجح التفاوض؟!

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

لماذا سينجح التفاوض؟!

صباح محمد الحسن

بالأمس تحدثنا عن أن مفاوضات جدة هذه المرة ستكون ناجحة بنتائج مثمرة تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار وعودة الديمقراطية وإستعادة الحكم المدني
وثمة عديد من المؤشرات والأدلة تجعل إعلان وقف إطلاق النار ونهاية الحرب أدنى من قاب قوسين
أولها أن الوساطة نجحت فعليا هذه المرة في اقناع المؤسسة العسكرية بإرسال وفد يمثل الجيش السوداني ولايمثل الحكومة الكيزانية وهذا يعني نزع يد الفلول المفسدة من ماعون الطبخة.

ثانيا : يشكل إختيار الفريق الكباشي نقطة تحول جديدة في تصحيح مسار التفاوض فإبعاد البرهان عن هذا الملف أغلق باب المراوغة والهروب ، فالكباشي بعلاته سيحفظ له التاريخ أنه إتخذ أهم قرار وطني تاريخي بإنحيازه لرغبة الشعب والعمل على وقف الحرب عكس البرهان الذي تماطل في هذا القرار وتسبب في موت شعبه وحرق بلاده فقط لأجل إرضاء القيادات الكيزانية.

ثالثا : ذكرنا من قبل أن المفاوضات ليست مساحة (خد وهات) هي مسودة أشبه بمسودة اتفاق نيفاشا فقط تنتظر التوقيع من طرفي الصراع ولهذا سمي بإتفاق جدة قبل جلوس الأطراف على طاولة التفاوض
وإن طرفي الصراع على علم ودراية مسبقة واتفاق على ماتحتوي المسودة فما ينقصها فقط هو التوقيع عليها فالاوراق كُشفت في المرة الماضيه وان مارفضه الجيش وتعلل به في عدم الإستمرار سابقا هو ذاته الذي قبله الآن ليوقع عليه ، إذن لاعودة للوراء لشرح ماتم شرحه.

رابعا : مخطئ من يتحدث عن تلاشى الإتفاق الإطاري فإتفاق جدة لاتختلف بنوده عن الإطاري ، إصلاح أمني وعسكري وإبعاد الجيش عن المشهد السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية وهذا يعني أن طرفي الصراع سيوقعان الآن على ما وافقا عليه مسبقا في الإطاري.

خامسا : مازالت عصا العقوبات مرفوعه على طاولة التفاوض مع العلم انه لاتوجد جزرة بجانبها هذه المرة.

سادسا : ضرب خيام السرية التامة ومنع الوفود من التواصل مع قياداتهم خارج القاعة يعني أن الوساطة تفرض حصارا مشددا على الوفد وان لاخيار سوى التوقيع لذلك قلنا إن التفاوض هذه المرة لارجعه منه.

سابعا : دخول الاتحاد الإفريقي والإيغاد إلى غرفة التفاوض يعني إنتهاء الفرص أمام الوسطاء الجدد وإن لا منابر أخرى ولا رعاية خارجية وان مايجري الآن في جدة يتم بإجماع كل الواجهات الدولية، لا أحد بالخارج، لكي يتبنى حلا جديدا ً.

ثامنا : لأول مرة لم ترهن الوساطة سير التفاوض بالهدنة ووقف إطلاق النار لأنها تعلم أن هناك طرف ثالث يمكنه أن ينسف الإتفاق حالا لذلك قالت الأطراف الراعية والمتفاوضة إن التفاوض سيستمر بالرغم من إستمرار إطلاق النار ٠

طيف أخير:
كنا من قبل تحدثنا عن أن المجتمع الدولي يرى ضرورة دخول قوات دولية للفصل بين القوتين المتصارعتين لعدم الثقة فيها والآن نكرر أن دخول قوات لحفظ السلام وحماية المدنيين بات أقرب من ذي قبل وان البحر سيكشف عن أسراره قريبا.

نقلاً عن صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: هذه المرة

إقرأ أيضاً:

ترامب يطلق ثورة أمريكية ثانية.. ولكن ضد العالم هذه المرة

بعد مرور شهرين فقط على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية، بات واضحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقود ثورة في السياسة الخارجية الأمريكية، ستؤدي إلى انقلاب النظام الدولي رأساً على عقب، من خلال زعزعته لاستقرار المؤسسات الراسخة، وأنماط التعاون الدولي المستقرة وتدميرها.

وفي تحليل نشره موقع مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي"، يقول ستيوارت باتريك الزميل البارز ومدير برنامج النظام العالمي والمؤسسات الدولية في المؤسسة، إن الولايات المتحدة بعد أن ظلت منذ عام 1945 تلعب دور المدافع والضامن الرائد لنظام عالمي مفتوح ملتزم بالقواعد، في ظل القانون الدولي، ترفض الآن منطق التعددية، بما في ذلك الالتزام بأي قيود على ممارسة نفوذها، أو تحمل مسؤوليات القيادة والاستقرار العالميين.

President Trump’s first months in office have presented a radical shift in global norms, writes @StewartMPatrick. How has he managed to change so much, so quickly?

Identifying a unified Trump Doctrine may be impossible, but here are some key themes to watch ⬇️

Read Stewart’s… pic.twitter.com/2eJB4hUOJ7

— Carnegie Endowment (@CarnegieEndow) March 21, 2025

ويشير باتريك الذي تركز أبحاثه على الأسس المتغيرة للنظام العالمي، ومستقبل الأممية الأمريكية، ومتطلبات التعاون المتعدد الأطراف إلى أن السياسة الخارجية، لم تشهد مثل هذا التغيير الجذري بالنسبة لنطاقه وسرعته، إلا كرد فعل على أحداث كبرى مفاجئة مثل الهجوم الياباني على بيرل هاربور أثناء الحرب العالمية الثانية، أو هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن. 

وفي الوقت نفسه، كان التغيير الجذري في الحالات السابقة يستهدف بناء أطر للتعاون والعمل متعدد الأطراف، لاحتواء المخاطر التي تهدد المصالح العليا للولايات المتحدة. لكن مع ترامب يتجه هذا التغيير نحو تدمير  الإطار المؤسسي للتعاون العالمي الذي طالما اعتبره العالم أمراً مسلماً به.

ويقول باتريك إنه مع حلول الذكرى 250 لاستقلال الولايات المتحدة، ونجاح ثورتها الأولى ضد الاحتلال البريطاني، يبدو أن ترامب قد أطلق ثورة أمريكا الثانية لكنها هذه المرة ضد العالم الذي صنعته واشنطن تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية.

وتتردد أصداء هذه الثورة في السياسة الخارجية الأمريكية عالمياً، إلى الدرجة التي أصابت حلفاء الولايات المتحدة القدامى بالذهول من تحولات إدارة ترامب، بدءاً من احتضانها لروسيا السلطوية، وانتهاء بتفكيك برامج ومؤسسات التنمية الدولية، مروراً بتجاهل حلفاء واشنطن من الدول الديمقراطية، حسب قول باتريك.

ويرصد باتريك مؤلف كتب "حروب السيادة: التوفيق بين أمريكا والعالم"، وكتاب"الروابط الضعيفة: الدول الهشة والتهديدات العالمية والأمن الدولي"، في تحليله 10 ملامح جوهرية تجسد سياسة ترامب الخارجية.

وأول هذه الملامح هو التخلي عن الدور القيادي لأمريكا في النظام العالمي. ففي العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، دافعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن نظام دولي منفتح وملتزم بالقواعد، واستثمرت فيه، ودافعت عنه، مع ترسيخ النفوذ الأمريكي في المؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ومنظمة الأمم الأمريكية.

وعلى النقيض من ذلك، يرى ترامب، بل ويرحب، بعالم لا قيمة فيه للأعراف والقواعد، حيث تكون جميع العلاقات عبارة عن صفقات تجارية، وتعكس نتائجها في نهاية المطاف ممارسة سافرة للسلطة. كما لم يقدم أي رؤية إيجابية لعلاقة الولايات المتحدة مع العالم، ولا المسؤولية الأمريكية في الحفاظ على النظام العالمي والدفاع عنه، ولا يؤمن إلا بالمصالح الوطنية الضيفة، ولا بالقيادة الأمريكية للعالم.

والملمح الثاني هو الإيمان بفكرة السيادة المطلقة. فإدارة ترامب تتبنى تفسيراً دفاعياً ومشوها للسيادة، يشكك في المنظمات والمعاهدات الدولية. ويرفض الالتزامات متعددة الأطراف، مستنداً في ذلك إلى حجج واهية مفادها أنها تقيد حرية الولايات المتحدة في العمل وتعرض الحكم الدستوري للخطر، بينما تسمح للأطراف الأضعف بالتكتل ضدها.

وانطلاقاً من هذا التصور، وجه ترامب وزير خارجيته ماركو روبيو بمراجعة كل المعاهدات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة والمنظمات الدولية المنضمة إليها، وتقديم توصيات بالمعاهدات والمنظمات التي يجب الانسحاب منها بحلول أواخر يوليو (تموز) المقبل.

وثالث الملامح هو تشويه الغرب وتحالفاته مع الولايات المتحدة. ففي تناقض سافر مع كل الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا يبدي ترامب أي تضامن مع الدول الديمقراطية المتقدمة الأخرى، التي تشكل مع الولايات المتحدة معسكر "الغرب".

وعلى سبيل المثال، يتعامل ترامب مع حلف الناتو باعتباره لا يزيد على صاروخ  حماية، متجاهلاً  الهوية الجماعية التي شكلت ملمحاً لأنجح حلف في التاريخ.

وقد أثار استعداد ترامب لمهاجمة الغرب، في ضوء نهجه العدائي تجاه حلف الناتو ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي قلق الشركاء. ومع تآكل ثقة الأوروبيين في مدى التزام الولايات المتحدة بالدفاع المشترك بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو، بدأت ألمانيا محادثات مع فرنسا وبريطانيا بشأن إقامة منظومة أسلحة نووية مشتركة. كما قالت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كايا كالاس، بعد اجتماع ترامب الكارثي في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "العالم الحر بحاجة إلى قائد جديد".

هكذا يتحدى ترامب نخب أمريكا؟ - موقع 24بين محاولاته لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وخوض معاركه مع القضاة، وإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الأسبوع بزيارة إلى مركز جون إف كينيدي للفنون المسرحية في واشنطن، وهي زيارته الأولى منذ أن نصّب نفسه رئيساً جديداً للمركز.

والملمح الرابع لثورة ترامب المدمرة في السياسة الخاجية هو إحياء مناطق النفوذ. تتجلى رؤية ترامب للعالم، المركزة على القوة، جلياً في سعيه إلى إقامة منطقة امتياز حصري للولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي. فتصميمه على ضم جزيرة غرينلاند وقناة بنما، وضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الـ 51، ونشر الجيش على حدود المكسيك، يحيي مبدأ مونرو.  وهذه الممارسات تؤدي إلى نفور جيران وحلفاء الولايات المتحدة منها، في الوقت الذي تضفي فيه المشروعية على جهود مماثلة تبذلها موسكو وبكين، على التوالي، لإعادة تأكيد سيطرتهما على "الجوار القريب" لروسيا في شرق أوروبا، والهيمنة على بحر الصين الجنوبي بالنسبة لبكين.

ويقول ستيوارت إن خامس الملامح هو تجاهل القانون الدولي. فعلى عكس أسلافه، إذ يفضل ترامب شريعة الغاب على سيادة القانون في السياسة العالمية. وخلال ولايته الأولى، سعى الرئيس الأمريكي عبثاً، إلى إضعاف النظام القانوني الدولي. لكن عودته إلى السلطة تتيح له فرصة أخرى لإنجاز هذه المهمة الخطيرة، سواء على صعيد تجاهل حقوق الإنسان أو السعي لتوسيع النفوذ الإقليمي.

وقد انحاز بالفعل إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حربه العدوانية ضد أوكرانيا، كما يدافع وزير دفاعه بيت هيغسيث عن الجنود الأمريكيين الذين ارتكبوا جرائم حرب، في حين يتبنى مستشاره للأمن القومي  مايكل والتز، استخدام القوات المسلحة ضد عصابات المخدرات في المكسيك.  

وأما سادس الملامح فهو تفضيل العلاقات الثنائية القائمة على التنمر. ففي ضوء نهجه القائم على منطق الصفقات التجارية في العلاقات الدبلوماسية وعقد الاتفاقات الدولية، يفضل ترامب، كما هو متوقع، التفاوض مع الدول الأخرى بشكل ثنائي، بدلاً من الأطر متعددة الأطراف التي تقل فيها أهمية القوة الأمريكية.  

وحيثما يتطلب الأمر عملاً جماعياً، يفضل ترامب ترتيبات محورية تضمن وجود زمام الأمور في قبضة الولايات المتحدة، كما هو الحال في اتفاقيات أرتميس لاستكشاف الفضاء.  وهذا الملمح يفسر نفور الرئيس الأمريكي من الاتحاد الأوروبي، وقوله المتكرر أنه "شكل لخداع الولايات المتحدة". وبشكل أعم، يتجاهل ترامب أن العلاقات الدولية ليست لعبة أحادية، أشبه بصفقة عقارية، بل هي لعبة متكررة ، حيث يجب كسب السمعة والثقة والمصداقية، وموازنة الفوائد بمرور الوقت.

وإذا كان الملمح السادس هو تفضيل العلاقات الثنائية القائمة على التنمر، فإن الملمح السابع هو رفض التعددية الاقتصادية. فقد استند النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية إلى ظهور  نظام دولي متعدد الأطراف ومفتوح ويستند إلى القانون في التجارة والمدفوعات الدولية، تحكمه مؤسسات بيرتون وودز والاتقاقية العامة للتعريفة والتجارة "جات" ومنظمة التجارة العالمية.

وكان عدم التمييز والمعاملة بالمثل، أهم ركائز هذا النظام التجاري العالمي المتجسدة في مبدأ الدولة الأكثر رعاية، الذي ينص على أن أي تنازل يمنح لشريك تجاري واحد يجب أن يمتد إلى جميع الشركاء. ومع ذلك، على مدى العقدين الماضيين، لم تحقق منظمة التجارة العالمية وظائفها في تحرير التجارة أو حل النزاعات. وفي المقابل يبدو أن ترامب عازم على توقيع إعلان وفاتها، مع تبنيه للرسوم الجمركية ورفض مبدأ الدولة الأكثر رعاية لصالح المعاملة بالمثل الثنائية الصريحة. وعلى حد تعبير أحد خبراء التجارة البارزين، "منظمة التجارة العالمية في مهب الريح".

هل دونالد ترامب فوق القانون؟ - موقع 24يثير تجاهل دونالد ترامب للأوامر القضائية وهجماته المتكررة على القضاة مخاوف من دخول الولايات المتحدة في أزمة دستورية غير مسبوقة، وفقاً لمنتقديه.

وأما ثامن الملامح فهو التنكر للتنمية العالمية. وقد فككت إدارة ترامب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ودمجت بقاياها في وزارة الخارجية، وهو القرار الذي له تداعيات كارثية ليس فقط على المصالح الوطنية للولايات المتحدة وسمعتها، وإنما أيضاً على الجهود العالمية لمحاربة الفقر والجوع والمرض والاضطراب والكوارث المناخية وغير ذلك الكثير.

ولم تكتف الإدارة الأمريكية بوقف تمويلها لهذه الجهود، وإنما أعلنت الحرب على أهداف التنمية المستدامة العالمية، وأعلنت اعتزامها رفض الإشارة إليها في قرارات ووثائق الأمم المتحدة على أساس أنها تهدد بشكل ما السيادة الأمريكية. وتتزايد المخاوف داخل الأمم المتحدة من احتمال انسحاب الولايات المتحدة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنوك التنموية متعددة الأطراف.

وثم يأتي الملمح التاسع وهو التخلي عن دعم الديمقراطية في العالم. فبميله إلى الحكام الأقوياء، تراجع ترامب عن السياسة الأمريكية المستمرة منذ عقود، لدعم الديمقراطية  في الخارج. وبعيداً عن وقف أنشطة دعم الديمقراطية الخاصة بوزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية الأمريكية، دمر ترامب منظمات الصندوق الوطني للتنمية وفريدم هاوس والوكلة الأمريكية للإعلام العالمي التي تدعم إذاعة صوت أمريكا، وغيرها من المؤسسات الإعلامية الأمريكية التي تروج للديمقراطية في الخارج.

ورغم أن الجهود الأمريكية لدعم الديمقراطية كانت انتقائية غالباً، مما عرض الولايات المتحدة للاتهام بالنفاق، وكانت عرضة للتجاوزات  كما حدث في قمة الديمقراطية التي عقدتها الإدارة الأمريكية السابقة، فإنها قدمت المساعدة والأمل للكثيرين من المعارضين ونشطاء الديمقراطية في العالم. لكن تصرفات ترامب تبدد الإيمان العالمي بالولايات المتحدة كصديق للحرية.

وأما الملمح العاشر والأخير، فهو  رفض فكرة الفائدة العامة العالمية.  وتنكر إدارة ترامب أي حاجة للمؤسسات متعددة الأطراف لتوفير فوائد عامة عالمية - أو التخفيف من "الآثار السلبية" العالمية. فالبيت الأبيض ينكر حقيقة تغير المناخ، ويتجاهل انهيار التنوع البيولوجي، ويقلل من خطورة أضرار التلوث، ويشكك في مبررات التعاون البيئي الدولي.  وانسحب من منظمة الصحة العالمية بناء على افتراض وهمي بأن الولايات المتحدة قادرة على إعادة إنتاج وظائفها على أساس وطني مخصص.

كما رفض أي حاجة لوضع قيود دولية لمواجهة المخاطر المتزايدة على السلامة والأمن والاستقرار الجيوسياسي التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق هيمنة أمريكية مطلقة اعتماداً على التفوق المأمول للولايات المتحدة في هذا المضمار.

وأخيراً يقول ستيوارت باتريك في تحليله إن "ترامب أطلق ثورته ضد نظام عالمي صناعة أمريكية. في الوقت نفسه فإن انتشار هذه الثورة عالميا أو مقاومتها أو حتى إثارتها لثورة مضادة سيكون خارج سيطرته. فإلى جانب تقويضها لمصالح ومصداقية الولايات المتحدة طويلة المدى، فإن سياسات إدارة ترامب تخلق فراغاً في قيادة العالم، سيسعى الآخرون لملئه سواء أدى ذلك إلى الخير أو الشر للعالم. وفي كل الأحوال لن يكون النظام العالمي الجديد صناعة الولايات المتحدة بمفردهاً.

مقالات مشابهة

  • ترامب يطلق ثورة أمريكية ثانية.. ولكن ضد العالم هذه المرة
  • منسقة السلام الأممية: ندعو لاستئناف التفاوض لوقف إطلاق النار بغزة
  • لماذا جددت إسرائيل غاراتها على غزة؟
  • “مخطط التهجير لم ينتهِ”.. دبلوماسي مصري سابق يعدد أسباب عودة إسرائيل للحرب على غزة
  • أحدهما مقرب من السنوار..إسرائيل تعلن اغتيال قياديين في حماس
  • تل أبيب لم تغلق باب التفاوض..تطورات جديدة في قطاع غزة | ماذا يحدث؟
  • حماس تؤكد:لم نغلق باب التفاوض مع تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة
  • لماذا أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة؟
  • غزة تشتعل مجددًا.. لماذا انهار وقف إطلاق النار وعادت الحرب؟
  • بعد معاودة الهجوم الإسرائيلي على غزة.. ما المختلف هذه المرة؟