طارق الطاهر: طه حسين شخصية استثنائية بصيرته نفذت إلى ما عجز عنه «المبصرون»
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
قال طارق الطاهر، رئيس تحرير مجلة الثقافة، إن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ليس شخصا نكتب عنه مقال أو دراسة، إنما «حياة» نسعى لاكتشافها وفك شفراتها، واتخاذ العبر والعظات من تجربته الثرية.
وأضاف «الطاهر»، في تصريحات لـ«الوطن»، وأنا أتتبع سيرة الدكتور طه حسين من مصادر مختلفة، أوصلتني لوثائق، بعضها لا زال يحتاج لمن يحلله ويربطه بمسيرة عميد الأدب العربي، فرغم مرور خمسين عاما على رحيله، وما يقرب من 130 عاما على مولده، إلا أن جوانب كثيرة في حياته، لم يلق عليها الضوء بما يناسب قيمتها، بدءا من دوره كـ«أب»، فلم يأخذ ما يستحقه من الكتابات.
وكشف عن أن تحت يديه -على سبيل المثال- «كراسة» مؤنس طه حسين، فيها تتجلى الأبوة بكل معانيها، فقد اتخذ من نفسه «معلمًا» لابنه، كما مارس هذا الدور مع غيره، إذ نجد الدقة الشديدة والمعلومات الوافية، لتعليم مؤنس للغة العربية، مستشهدا في هذه الكراسة- التي لم تنشر من قبل- بآيات من القرآن الكريم، مع ترجمة معانيها للغة الفرنسية، وكذلك كان يتوقف عند أبيات من الشعر العربي ليتعلم من خلالها قواعد النحو.
ولفت «الطاهر»، إلى هذا «المعلم» لم يتوقف أحد بما يناسب دوره في مواقفه من الاستعمار والاحتلال والدول صاحبة النفوذ في ذلك الوقت ومنها فرنسا، فما زال هذا الدور بكل تفاصيله وأبعاده خفي، وجزء كبير منه مدفون في خطابات تلاميذه التي أرسلوها أماكن بعثاتهم في البلاد الأوروبية، إذ كانوا يوالونه بكل ما يحاك ضد مصر وشعبها وإرادتها الوطنية.
العميد يرد إلى فرنسا وسام «الجوقة الفرنسية»ونوه بأن هناك جزءا آخر- من هذا الدور- رصدته الصحف في حينها، ومع مرور الوقت، اكتسب صفة الوثيقة الغائبة، وفي هذا الإطار، أستعيد ما نشرته جريدة «أخبار اليوم» في 15 ديسمبر 1956، بعدما هاجم الكاتب الكبير الراحل محمد التابعي، الذين احتفظوا بأوسمة من الدول المعتدية على مصر، وإذ بـ«طه حسين»، يكشف أنه لم ينتظر هذا المقال، لإرسال وسام «الجوقة الفرنسية» الذي سبق الحصول عليه، فقد أرسله بالفعل إلى المفوضية السويسرية لرده لفرنسا.
واختتم العميد رسالته إلى علي أمين أمين بهذه الأسطر: «لم أرد الإعلان عن ذلك لأني رأيته أيسر ما يجب على المواطن الكريم، فأرجو لا يعدني الأستاذ التابعي من بين الوزراء السابقين الذين كانوا ينتظرون جوازا يقربهم من الفرنسيين أو الإنجليز.. مقتهم الله جميعا».
سيرة طه حسين لا زالت منقوصةوأوضح الكاتب الصحفي، أن من خلال المثالين السابقين، أظن تأكد أن «سيرة طه حسين لا زالت منقوصة»، وتحتاج إلى المزيد من الجهد والتعب والتعاون ما بين وزارة الثقافة- بهيئاتها المختلفة- والباحثين، فنحن أمام شخصية استثنائية، استطاعت أن تقلب «الموازين»، وأن تنفذ ببصيرتها إلى ما عجز عنه «المبصرون»، فحرك المياه الساكنة.
واختتم بأنه أصبح طاقة هائلة ساهمت في بناء وطنه، هذا البناء الذي لا زلنا لم نتوافر على كل أسراره، فما أحوجنا في هذه اللحظة، لاستعادة كل قيم التنوير بدلالتها ومفرداتها، لكي تنير لنا الطريق في هذه اللحظات الصعبة، التي تحتاج منا إلى «صبر» طه حسين وعقله وبصيرته وقوته، في اتخاذ المواقف التي يمليها عليه ضميره الشخصي والجمعي معا.
جدير بالذكر، أنَّه تمر اليوم الذكرى الخمسين على وفاة عميد الأدب العربي طه حسين، تاركًا ورائه إرثًا عظيمًا في الأدب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طه حسين الهجرة الجماعية طه حسین
إقرأ أيضاً:
“دبي للثقافة” تنظم “ملتقى تعبير الأدبي “
أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” عن تفاصيل النسخة الثالثة من “ملتقى تعبير الأدبي” التي تنظمها يومي 26 و27 نوفمبر الجاري، بهدف تسليط الضوء على قضايا الأدب والشعر والدراسات الإنسانية والثقافة المعاصرة ودورها في تطوير المجتمع، وإبراز الإنتاج الأدبي المحلي. ويأتي الملتقى الذي يندرج تحت مظلة “منصة تعبير” في سياق التزامات الهيئة الهادفة إلى رفع وتيرة الحراك الثقافي الذي تشهده دبي.
ستتضمن أجندة الملتقى الذي تستضيفه مكتبة محمد بن راشد عقد سلسلة من الجلسات النقاشية والندوات التخصصية وورش العمل التفاعلية، بمشاركة نخبة من المثقفين والمبدعين والكتاب الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة.
وستستضيف جلسات “فضاءات 6 – عوالم مبدعة وتجارب مُلهمة”، نخبة من الكتاب والمثقفين، بينما سيشهد الملتقى تنظيم مجموعة من ورش العمل، من بينها ورشة “كيف تكتب نصًا يحقق ملايين المشاهدات؟” وورشة “تحويل الكلمات إلى ثروة” وتُختتم الجلسات بأمسيات شعرية ما يضفي بعداً ثقافياً خاصاً يعكس ثراء الأدب الإماراتي ويمنح الجمهور فرصة التفاعل مع رواده.
ولفت محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في “دبي للثقافة” إلى أن “ملتقى تعبير الأدبي” يعكس أهمية تفاعل الحركة الأدبية المحلية مع الجمهور تهدف إلى ضمان استدامته وتطوره عبر مد جسور التواصل بين الأجيال، وفتح آفاق جديدة أمام الأقلام الناشئة والمبدعين والمثقفين، وتحفيزهم على التعبير عن آرائهم والمشاركة في تشكيل مستقبل الأدب الإماراتي.
ويستضيف الملتقى على هامش فعالياته مجموعة من المنصات التفاعلية التي تقدمها مجموعة دبي للفلك، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ومنصة تنمو، وجمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، فيما تقدم خولة السويدي عبر منصة “الأدب التشكيلي” لمحة تعريفية عن العلاقة بين الفنون والأدب.وام