بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيله.. هيئة الكتاب تطلق مشروع «استعادة طه حسين»
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
في الذكرى الخمسين لوفاة عميد الأدب العربي طه حسين، تطلق الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مشروعها "استعادة طه حسين"، الذي يقدَّم إلى القارئ العربي من خلال منهجية جديدة تنظر إلى طه حسين باعتباره مفكرًا وأستاذًا صاحب مدرسة فكرية وإبداعية ومعرِّبًا وواضعًا للمناهج التعليمية والتربوية.
وقال بهي الدين، إن مشروع استعادة طه حسين، يتمثَّل في إصدار مجموعة من مؤلفاته، ومترجماته، وأيضًا بعض المؤلفات التي تعاون فيها مع آخرين، ويقدم المشروع في مرحلته الأولى اثني عشر عنوانًا مهمًّا تعبر عن رؤية الهيئة في تقديم طه حسين والاحتفاء به، مؤكدًا أن طه حسين كان ولا يزال ظاهرة فكرية وعلمية جديرة بإعادة القراءة والاهتمام.
وأضاف أن الهيئة حرصت على أن تكون باكورة مشاركتها في الاحتفاء بخمسينية رحيل عميد الأدب العربي بمجموعة متنوعة من الكتب غير المشهورة أو غير السائرة بين جموع القراء، بل وبعض المثقفين، ووقع الاختيار على طباعة (12) كتابًا تتنوع بين التأليف والتأليف المشترك والترجمة، وتمت المراجعة والاعتماد على الطبعات الأولى أو أقدم طبعة أمكن الحصول عليها، كما تم تكليف واحد من كبار أساتذة النقد والأدب المعاصرين لكتابة تصدير لهذه الأعمال، وهو الأستاذ الدكتور سامي سليمان، فكتب تصديرًا بانوراميًّا كاشفًا عن مجمل أعمال وأفكار طه حسين ومشروعه الفكري والثقافي، كذلك تم تكليف المصمم الكبير الفنان أحمد اللباد لعمل الغلاف، لتخرج الطبعة الجديدة في أبهى صورة على مستوى تصميم الغلاف والإخراج الفني الداخلي.
وأشار إلى أن باكورة إسهام الهيئة في مشروع استعادة طه حسين هي: حافظ وشوقي، وقادة الفكر، والحياة الأدبية في جزيرة العرب، والتوجيه الأدبي (بالاشتراك مع: أحمد أمين وعبد الوهاب عزام ومحمد عوض محمد)، وآراء حرة (بالاشتراك مع: محمد كرد علي وعلي مصطفى مشرفة)، والحياة والحركة الفكرية في بريطانيا (بالاشتراك مع: أحمد محمد حسنين باشا وعلي مصطفى مشرَّفة)، وزدِّيج (تأليف: فولتير)، وأندروماك (تأليف: جان راسين)، ونظام الأتينيين (تأليف: أرسطوطاليس)، وصحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان (تأليف: أيسكولوس - سوفوكليس)، ومن الأدب التمثيلي اليوناني (تأليف: سوفوكليس)، وأوديب وثيسيوس.. من أبطال الأساطير اليونانية (تأليف: أندريه جيد).
وقال بهي الدين، إن طه حسين واحد من أعلام الثقافة العربية، ويحظى بمكانةٍ فريدة في نفوس قرائه وفي مسارات الثقافة العربية الحديثة من عشرينيات القرن الماضي إلى اللحظة الحاضرة؛ لذلك كان لزامًا على الهيئة أن تشارك بإعادة إصدار مؤلفاته، في مناسبة الاحتفاء بمرور خمسين عامًا على رحيله، ليس لأن أعماله أصبحت ملكية عامة فحسب -فقد سبق للهيئة إعادة طبع عدد كبير من أعماله- ولكن بغرض استعادة مشروع طه حسين؛ لإعادة قراءته قراءة جادة وجديدة، تهدف إلى إلقاء مزيد من الضوء على أفكاره ورؤاه الثقافية، ومنجزه في المناحي الثقافية المختلفة، وتوفير عدد من العناوين التي لم يُقدَّر لها الرواج بين جموع القراء، وبخاصة الشباب منهم.
وأوضح أن الهيئة سوف تستكمل المشروع بنشر ما ألَّفه طه حسين، وشارك في تأليفه مع آخرين ومن بينها المناهج التربوية والتعليمية، خاصة ما صدر من مؤلفات ظلت تدرَّس للطلاب في مراحل التعليم الثانوية، مثل كتاب "المجمل في تاريخ الأدب العربي"، وكذلك الكتب التي قدَّم لها طه حسين، ومن بينها "كليلة ودمنة"، الذي حققه عبد الوهاب عزَّام.
وتستهدف الهيئة في الفترة المقبلة، إلى جانب ما سبق، طباعة العناوين الآتية: "تجديد ذكرى أبي العلاء، وصوت أبي العلاء، ومع أبي العلاء في سجنه، ومع المتنبي، وعلى هامش السيرة، ومرآة الإسلام، والوعد الحق، والشيخان، والفتنة الكبرى (الجزء الأول- الجزء الثاني)، من أدب التمثيل الغربي، من هناك، الأيام، فصول مختارة من كتب التاريخ، ومذكرت طه حسين". كذلك جمع مقالات العميد المتناثرة في المجلات المختلفة، وهي تمثل كنزًا ثقافيًّا من كنوز العميد، ينبغي النظر إليها وقراءتها في سياق واحد.
هذا فضلًا عن إعادة نشر أعماله الإبداعية في سلسلة "أدباء القرن العشرين" التي تعاود الصدور، فتم إصدار (5) عناوين أخرى من مؤلفات عميد الأدب العربي فيها، وهي: «الحب الضائع، وأديب، وجنة الشوك، والمعذبون في الأرض، ودعاء الكروان»، وتستكمل باقي الإصدارات على مدار الأشهر المقبلة.
وقال الدكتور سامي سليمان، إن طه حسين، أبرز رمز من رموز صنَّاع الثقافة العربية الحديثة في القرن العشرين والقرن الحالي، وهو صاحب مشروع ثقافي فذ يبتغي به إحداث النهضة والتنوير في عقول أبناء المجتمع العربي وفي واقعهم، وقد غطت عناصر ذلك المشروع مجالات متعددة في الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، كما انبسطت أبعاده لتشمل التراث والثقافة الحديثة والمعاصرة والعلاقة بالآخر، والهموم الإنسانية المشتركة، فكان أن صار مشروع طه حسين مشروعًا حضاريًّا يصوغ من عناصر واقعنا واقعًا بديلًا ظل طه حسين يحلم بأن يصير الغد -قريبًا كان أم بعيدًا- تحقيقًا لمطامح ذلك المشروع.
وأضاف: “ولعل ما ينطوي عليه مشروع طه حسين الثقافي من رؤى عميقة قد جعل منه مصدرًا خصبًا ومتجدِّدًا من مصادر النهضة الدائمة والتطوير الخلاق لثقافتنا وواقعنا، وما أحرانا أن نجدد النظر إليه علنا نستلهم منه ما يجعلنا أقدر على الصمود في عالم موَّار بعوامل التغيير”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب الأدب العربی IMG 20231028
إقرأ أيضاً:
حسين الزناتي: مصر وتونس قواسم وتحديات مشتركة من الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي
أكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين، ورئيس لجنة الشؤون العربية، وجود الكثير من القواسم المشتركة بين مصر وتونس؛ فتاريخ الدولتان شهد انتقال عاصمة الفاطميين من المهدية التونسية إلى القاهرة، ومعها نُقلت الآثار الإسلامية والعمارة الفاطمية إليها، ومن جامع الزيتونة في تونس إلى الأزهر الشريف تواصل الفكر الإسلامي المعتدل والمستنير بين البلدين.
وقال "الزناتي" خلال الحوار المفتوح الذي أعدّته لجنة الشؤون العربية بالنقابة لسفير تونس بالقاهرة، ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، محمد بن يوسف، اليوم، إن مصر كانت من أولى الدول التي دعمت الكفاح التونسي ضد الاستعمار الفرنسي، رغم أنها كانت تقع تحت الاستعمار البريطاني منذ 1882، لكنها ساندت الحركة الوطنية التونسية، وبعدها شهدت العلاقات بين مصر وتونس توافقًا منذ ثورة 23 يوليو 1952، ولعبت مصر دورًا واضحًا في دعم الحركة الوطنية التونسية، واستمرّت في مساندة كفاحها ضد الاحتلال، وتبنّت قضيتها في مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، وكانت دائمًا معها، حتى حصلت تونس على استقلالها بموجب الاتفاقية التونسية الفرنسية في مارس 1956.
وتابع: “على الجانب الآخر، كان موقف تونس مؤيدًا تمامًا لقرار الحكومة المصرية بتأميم قناة السويس، كما وقفت تونس إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها، بل وشاركت معها في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وأيضًا في حرب أكتوبر 1973”.
وأضاف وكيل نقابة الصحفيين: “كما جمعت هذه القواسم المشتركة بين البلدين في التاريخ الحديث، فقد واجهتا العديد من التحديات الصعبة، في التاريخ المعاصر؛ حيث شهدتا أولى أحداث ما سُمي بدول الربيع العربي، ومعها كانت تجربة اندلاع ثورتي الياسمين في تونس، ثم 25 يناير في مصر، وبالتزامن أيضًا شهدت الدولتين بعدها ظهور القوى الإسلامية على الساحة السياسية لهما ووصولها للسُلطة، ثم فشلها في الإدارة، مما أدّى برغبة شديدة لدى الشعبين في تغيير النظام، وهو ما حدث في تونس بإقامة انتخابات، وفي مصر بإندلاع ثورة 30 يونيه 2013.”.
واستكمل قائلًا: “أما الآن فمازالت تتسم العلاقات السياسية بين مصر وتونس بالقوة والمتانة، ويسودها التفاهم، ولا توجد عقبات تعترض مسار هذه العلاقات، وهو ما ينعكس في المواقف المتشابهة التي تتبناها الدولتان تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتطورات الأزمة الليبية، باعتبارهما دولتي جوار، والوضع في السودان، وغيرها من القضايا”.