سياسيون أميركيون يطالبون بوقف الحرب على غزة ومظاهرات منددة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
طالب المرشح الرئاسي الأميركي المستقل والفيلسوف كورنيل ويست بوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" الإسرائيلية ضد سكان غزة، وفي حين حذرت النائبة الديمقراطية الأميركية إلهان عمر من أن الاجتياح الإسرائيلي للقطاع ستكون له تداعيات كارثية، شهدت مدن عديدة في الولايات المتحدة مظاهرات داعمة لغزة.
وجاءت مطالبة المرشح ويست في كلمة ألقاها خلال مظاهرة داعمة لغزة نظمها طلاب بجامعة كاليفورنيا في الحرم الجامعي أمس الجمعة، طالبوا خلالها بوقف الحرب ونددوا بالعدوان الإسرائيلي على القطاع.
وفي فيديو عبر حسابه على منصة "إكس"، قال ويست، إنه انضم للمظاهرة بجامعة كاليفورنيا لدعم إخوته الفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات دموية وتمارس إسرائيل إبادة جماعية بحقهم، وطالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة فورا.
كما انتقد ويست في لقاء تلفزيوني مساء أمس، موقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل الذي وصفه بأنه "غير أخلاقي"، وكذلك "ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الإعلام الأميركي مع ضحايا الحرب".
وأوضح المرشح الرئاسي أن "الإعلام الأميركي يحث المواطنين على دعم ضحايا إسرائيل في حين يصور الضحايا المدنيين في غزة على أنهم إرهابيون ينبغي استهدافهم عسكريا، وتأييد الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي قطع عنهم الكهرباء والماء والغذاء والدواء ويواصل تدمير المنشآت الحية في غزة بما في ذلك المدارس والمستشفيات".
تحذيرات
من جانبها حذرت النائبة الديمقراطية الأميركية إلهان عمر من أن الاجتياح الإسرائيلي للقطاع ستكون له تداعيات كارثية، وسيفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
وطالبت الأميركيين بمعارضة الاجتياح الإسرائيلي، وحذرت من أنه قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا لا تحمد عقباه.
وقالت إن غالبية الأميركيين يعارضون الاجتياح الإسرائيلي لغزة، وإن ثلثي الأميركيين و80% من الديمقراطيين يؤيدون وقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب المرعبة.
وفي سياق متصل، تتعرض النائبة الديمقراطية رشيدة طليب لضغوط بسبب موقفها المناهض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. حيث تسعى النائبة مارجوري تايلور غرين، لتمرير مشروع قرار في مجلس النواب الأميركي يدينها بسبب موقفها الداعم لغزة.
وأعربت طليب، عن استنكارها لمشروع القرار الساعي لإدانتها، وقالت إنها تقف إلى جانب اليهود الساعين لوقف العنف المستمر ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
مظاهرات داعمة لغزة
وشهدت مدن عديدة في الولايات المتحدة مظاهرات داعمة لقطاع غزة، مع تكثيف الاحتلال حملته العسكرية على القطاع، وقطع الإنترنت ووسائل الاتصال عن سكانه، وسط حديث عن بدء العملية البرية التي كانت إسرائيل تتوعد بها.
واحتشد مئات اليهود المناهضين للعدوان الإسرائيلي على غزة في محطة قطارات "غراند سنترال" الشهيرة وسط مدينة نيويورك الأميركية مساء أمس الجمعة، وطالبوا بوقف إطلاق النار وبالحرية للشعب الفلسطيني.
واحتل المتظاهرون قاعة المسافرين الرئيسية في المحطة، مرتدين قمصانا سوداء، وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات تطالب بالحرية لفلسطين، وتدعو للوقوف في وجه الحرب، ووقف إطلاق النار.
واعتقلت الشرطة عشرات المحتجين، ونشرت مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، التي نظمت الاحتجاج، مقطعا مصورا على إنستغرام يظهر أفرادا من الشرطة وهم يقتادوا صفا طويلا من المحتجين إلى خارج المحطة وهم مكبلو الأيدي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاجتیاح الإسرائیلی إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
WP: دول خليجة تتطلّع لـما بعد الحرب بغزة منذ وقف إطلاق النار
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، لمديرة مكتبها في الخليج، سوزانا جورج، قالت فيه: "إن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عاد إلى المنطقة، هذا الأسبوع، حيث تسعى إدارته إلى الاستفادة من النجاح المبكر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن ستيف ويتكوف سوف يسافر إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، وقال إنه لديه خطط لزيارة قطاع غزة، حيث استمرت الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، لأكثر من أسبوع.
وتابع: "كان أيضا في السعودية يوم الثلاثاء، وفقا لتقارير إعلامية عبرية، والتي قالت إنّ: "ويتكوف كان يعمل على اتفاقية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، تشمل إعادة إعمار غزة، وفي النهاية تطبيع العلاقات مع السعودية".
وأضاف: "مع قيام ويتكوف، وهو مطور عقاري منذ فترة طويلة، بتكثيف الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، سوف يحتاج إلى دعم من الدول الغنية بالنفط في الخليج لمتابعة الخطط الأكثر طموحا".
وبحسب التقرير نفسه: "يقول الدبلوماسيون إن دول الخليج العربية هنا قد تمول إعادة الإعمار في غزة، لكنها تريد أيضا ضمان أن تشمل فترة ما بعد الحرب مسارا إلى دولة فلسطينية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء: "كان موقفنا واضحا دائما، أن حل الدولتين هو المسار الوحيد للمضي قدما من أجل حل القضية الفلسطينية"، مضيفا: "البلاد، التي ساعدت في التوسط في وقف إطلاق النار، تتعاون بشكل كامل مع إدارة ترامب والمبعوث ويتكوف"، لكنه أضاف أن قطر لا "تتفق دائما في الكثير من الأمور مع جميع حلفائنا".
كذلك، قال ترامب، في الأيام الأخيرة، للمراسلين الصحافيين، إنه: "يريد تهجير سكان غزة بالقوة"؛ وقال يوم السبت، إنّ: الولايات المتحدة وغيرها يجب أن "تطهّر" المنطقة، التي وصفها بأنها "موقع هدم". وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، ضاعف من اقتراحه، مضيفا: "عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيما".
وفي السياق نفسه، انتقدت مصر والأردن هذه التصريحات على وجه الخصوص، بعد أن اقترح ترامب أن تستقبل الدولتان المزيد من الفلسطينيين من غزة. ولكن في الخليج، حيث قال المحللون إن التعليقات تسببت في "الكثير من القلق"، أبرز مسؤولون ودبلوماسيون آخرون أنهم لم يغيروا بعد المزاج العام من "التفاؤل الحذر" بشأن وقف إطلاق النار.
"حتى الآن، أطلقت حماس سراح سبع أسرى إسرائيليين، مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. فيما توقف القصف الإسرائيلي الواسع النطاق، ودخلت المساعدات إلى المنطقة، وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يوم الاثنين لشمال غزة، الذي كان معزولا عن بقية القطاع في معظم فترة الحرب" تابع التقرير.
وأشار إلى أن الحرب الهوجاء التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 47,000 فلسطينيا وفقا لوزارة الصحة في غزة. من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار الأولي، الذي بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير، لمدة 42 يوما، وبعد ذلك ستطلق حماس سراح الأسرى المتبقين وتسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع قواتها من غزة. عندها فقط يمكن أن تبدأ إعادة الإعمار - جنبا إلى جنب مع المفاوضات حول المستقبل السياسي لغزة.
قال الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين إبيش: "كان وقف إطلاق النار الخطوة الأولى الضرورية. الآن هناك الكثير من المناورات الجارية". مضيفا "من غير المرجح أن تلتزم البلدان بأدوار محددة لغزة بعد الحرب حتى يصل وقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية".
وتابع إبيش: "في الوقت الحالي، لا أحد يريد المبالغة في الالتزام بشيء". فيما أبرز التقرير أنه قبل أن تفتح دول الخليج العربي خزائنها، فإنها تريد على الأقل سلطة سياسية فلسطينية شرعية تتولى المسؤولية في غزة.
وأوضح: "حكمت حماس المنطقة لمدة 17 عاما قبل الحرب - لكن إسرائيل قالت إنها لن تقبل دورا للجماعة المسلحة في حكم المنطقة".
وقال علي الشهابي، وهو رجل أعمال سعودي له علاقات وثيقة مع العائلة المالكة، إن: "السعودية ملتزمة بمطالبها بأن تكون الخطط بعد الحرب في غزة مرتبطة بخريطة طريق سياسية للدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى: "نوع الالتزام الذي تريد السعودية رؤيته من إسرائيل: يجب أن يكون شيئا له أسنان، وليس اتفاقيات بلغة غامضة".
وقال: "الإشارات التي نتلقاها من إدارة ترامب إيجابية للغاية. ترامب على استعداد لوضع ثقله وراء المطالبات"، مضيفا أن استعداد الرئيس للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيل لقبول وقف إطلاق النار يبشر بالخير لجهود الإدارة المستقبلية في المنطقة.
"بالنسبة للدول العربية في الخليج، توفر غزة بعد الحرب فرصة لتوسيع نفوذها الإقليمي، وملء الفراغ الذي خلفته حماس، التي كانت مدعومة من إيران. ولكن بالنسبة للإمارات على وجه الخصوص، والتي ناقشت أيضا لعب دور يركز على الأمن في غزة، فإن ذلك يوفر فرصة لنوع من الخلاص الدبلوماسي" أكد التقرير.
وأضاف: "في عام 2020، كانت الإمارات واحدة من أربع دول قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة - وتعرضت لضغوط هائلة أثناء الحرب لقطع العلاقات".
ومضى بالقول: "لكن إذا ساعدت الإمارات في الأمن أو إعادة الإعمار، فإن ذلك سيسمح لأبو ظبي "بإظهار قيمة اتفاقيات إبراهيم للعالم العربي"، كما قال شخص مطلع على تفكير كبار المسؤولين الإماراتيين، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
من جهته، قال رئيس مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، دان ديكر، إنّ: "الأمن في غزة، حيث انهار القانون والنظام بسبب الحرب، سيكون أيضا محورا رئيسيا لرحلة ويتكوف إلى إسرائيل".
وقال إنّ: "ويتكوف سوف يذهب في رحلة لتقصي الحقائق إلى غزة، لفهم التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه إسرائيل في المستقبل"، فيما وصف زيارة ويتكوف المخطط لها إلى القطاع بأنها "انعكاس لتورط أمريكا المتزايد في التدابير الأمنية في قطاع غزة".
كذلك، تراقب مصر وقطر تنفيذ الاتفاق، حيث تدخلت الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع للمساعدة في التفاوض على نزاع أدى إلى توقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار لعدة ساعات، يوم السبت. فيما رفضت دولة الاحتلال الإسرائيلي السماح للفلسطينيين بالسفر إلى شمال غزة إلاّ بعد تسلّم أربيل يهود، 29 عاما.
في المقابل، يقول المسؤولون القطريون إن الضغط الدولي ضروري للحفاظ على الاتفاق على المسار الصحيح. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن: "آليات المراقبة هذه المرة أكثر قوة أيضا. نحن نراقب كل تفاصيل الاتفاق".
وأبرز أن: "غرفة العمليات أكثر تطورا، والاتصالات أسرع، وتم إنشاء غرفة عمليات ثانية في العريش بالقرب من حدود مصر مع غزة لمراقبة دخول المساعدات"، متابعا: الوسطاء تعلموا العديد من "الدروس" من اتفاق وقف إطلاق النار الأولي.
وأردف: "ما الذي تسبب في انهيار المحادثات، وما لم يتم تنفيذه، ولماذا لم يتم تنفيذه، كل ذلك دخل في المفاوضات من أجل هذا الاتفاق"، مبرزا: "يتعين علينا جميعا أن نعمل بشكل جماعي، ولا أستطيع التأكيد على هذا بما فيه الكفاية. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يأخذ هذا الاتفاق على أنه أمر مسلم به".