طالب المرشح الرئاسي الأميركي المستقل والفيلسوف كورنيل ويست بوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" الإسرائيلية ضد سكان غزة، وفي حين حذرت النائبة الديمقراطية الأميركية إلهان عمر من أن الاجتياح الإسرائيلي للقطاع ستكون له تداعيات كارثية، شهدت مدن عديدة في الولايات المتحدة مظاهرات داعمة لغزة.

وجاءت مطالبة المرشح ويست في كلمة ألقاها خلال مظاهرة داعمة لغزة نظمها طلاب بجامعة كاليفورنيا في الحرم الجامعي أمس الجمعة، طالبوا خلالها بوقف الحرب ونددوا بالعدوان الإسرائيلي على القطاع.

وفي فيديو عبر حسابه على منصة "إكس"، قال ويست، إنه انضم للمظاهرة بجامعة كاليفورنيا لدعم إخوته الفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات دموية وتمارس إسرائيل إبادة جماعية بحقهم، وطالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة فورا.

كما انتقد ويست في لقاء تلفزيوني مساء أمس، موقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل الذي وصفه بأنه "غير أخلاقي"، وكذلك "ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الإعلام الأميركي مع ضحايا الحرب".

وأوضح المرشح الرئاسي أن "الإعلام الأميركي يحث المواطنين على دعم ضحايا إسرائيل في حين يصور الضحايا المدنيين في غزة على أنهم إرهابيون ينبغي استهدافهم عسكريا، وتأييد الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي قطع عنهم الكهرباء والماء والغذاء والدواء ويواصل تدمير المنشآت الحية في غزة بما في ذلك المدارس والمستشفيات".


تحذيرات

من جانبها حذرت النائبة الديمقراطية الأميركية إلهان عمر من أن الاجتياح الإسرائيلي للقطاع ستكون له تداعيات كارثية، وسيفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.

وطالبت الأميركيين بمعارضة الاجتياح الإسرائيلي، وحذرت من أنه قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا لا تحمد عقباه.

وقالت إن غالبية الأميركيين يعارضون الاجتياح الإسرائيلي لغزة، وإن ثلثي الأميركيين و80% من الديمقراطيين يؤيدون وقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب المرعبة.

وفي سياق متصل، تتعرض النائبة الديمقراطية رشيدة طليب لضغوط بسبب موقفها المناهض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. حيث تسعى النائبة مارجوري تايلور غرين، لتمرير مشروع قرار في مجلس النواب الأميركي يدينها بسبب موقفها الداعم لغزة.

وأعربت طليب، عن استنكارها لمشروع القرار الساعي لإدانتها، وقالت إنها تقف إلى جانب اليهود الساعين لوقف العنف المستمر ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.


مظاهرات داعمة لغزة

وشهدت مدن عديدة في الولايات المتحدة مظاهرات داعمة لقطاع غزة، مع تكثيف الاحتلال حملته العسكرية على القطاع، وقطع الإنترنت ووسائل الاتصال عن سكانه، وسط حديث عن بدء العملية البرية التي كانت إسرائيل تتوعد بها.

واحتشد مئات اليهود المناهضين للعدوان الإسرائيلي على غزة في محطة قطارات "غراند سنترال" الشهيرة وسط مدينة نيويورك الأميركية مساء أمس الجمعة، وطالبوا بوقف إطلاق النار وبالحرية للشعب الفلسطيني.

واحتل المتظاهرون قاعة المسافرين الرئيسية في المحطة، مرتدين قمصانا سوداء، وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات تطالب بالحرية لفلسطين، وتدعو للوقوف في وجه الحرب، ووقف إطلاق النار.

واعتقلت الشرطة عشرات المحتجين، ونشرت مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، التي نظمت الاحتجاج، مقطعا مصورا على إنستغرام يظهر أفرادا من الشرطة وهم يقتادوا صفا طويلا من المحتجين إلى خارج المحطة وهم مكبلو الأيدي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاجتیاح الإسرائیلی إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن

خالد الصايدي

تزايدت الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة على خلفية غياب المهنية والحيادية عن قراراتها وتقاريرها بشأن الأوضاع في اليمن وتعاملها بمعايير مزدوجة.

يأتي ذلك على خلفية تقرير فريق الخبراء الأممي الذي تناول مزاعم عن انتهاكات وسوء إدارة للمساعدات الإنسانية في صنعاء.

سياسيون ومنظمات حقوقية اعتبروا التقرير بمثابة أداة سياسية لخدمة أجندات الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني، في الوقت الذي كان يجب أن يظهر حيادية المنظمة التي أُنشئت لتكون مرجعا عالميا للعدالة والسلام.

التقرير أثار تساؤلات جدية حول مصداقية المنظمة الأممية ودورها الحقيقي في إدارة النزاعات الدولية، حيث اعتُبر محاولة لتبرير الحصار والعقوبات المفروضة على اليمن تحت غطاء أممي.

استهداف المواقف الوطنية

عدد من القيادات في صنعاء ربطوا بين توقيت التقرير والضغوط المتزايدة على اليمن بسبب موقفه المبدئي من دعم القضية الفلسطينية؛ فقد أشار عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى، إلى أن التركيز على البحر الأحمر وباب المندب في التقرير يمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة اليمن ويخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

ونوه المرتضى بأن التقرير يحمل في طياته أهدافا سياسية واضحة تستهدف مواقف صنعاء المبدئية، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية، ويظهر عداء صريحا للمواقف اليمنية المناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ورغبة في الضغط على صنعاء لإيقاف دعمها لفلسطين، خصوصًا في البحر الأحمر وباب المندب.

وأضاف المرتضى أن التقرير يمثل انعكاسا لمحاولات تشويه صورة صنعاء أمام المجتمع الدولي، ويمهد الطريق لمزيد من التدخلات الأجنبية في اليمن..

 

ضعف المصداقية

من جانبه قال محمد عياش قحيم، وزير النقل بحكومة التغيير والبناء، إن الأمم المتحدة تعتمد في معلوماتها على مصادر غير موثوقة، معتبرًا أن التقرير الاممي دليل على عجز المنظمة الأممية عن تحقيق الشفافية والحيادية.. ويؤكد أن هذا التقرير لا يمتلك أي مصداقية، وأن الأمم المتحدة أصبحت أداة تخدم أجندات معينة.”

مشيرا الى أن التقرير بدلًا من أن يكون أداة لدعم الحلول، بات وسيلة لإثارة الفوضى وتبرير الحصار والعدوان على اليمن.

ازدواجية

من جهته لفت حسين العزي نائب وزير الخارجية السابق، إلى أن مجلس الأمن الدولي فقد الكثير من شرعيته بسبب انحيازه المتكرر لصالح القوى الكبرى، واستخدامه كأداة لتبرير التدخلات الأجنبية حيث يقول العزي”مجلس الأمن بات اليوم غطاء سياسيا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، متجاهلا حقوق الشعوب الحرة ومعاناة المدنيين في الدول المستهدفة.”

وأضاف العزي أن ازدواجية المعايير التي تتبعها الأمم المتحدة تسهم في فقدان الثقة الدولية بها، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بالتصدي لهذا الانحياز السافر.

شرعنة لصالح القوى الكبرى

أما محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لانصار الله فقد أكد أن الأمم المتحدة تتخذ مثل هكذا قرارات وتقارير كأداة لشرعنة الحروب لصالح الدول الكبرى، مشيراً إلى أن صنعاء لن تتراجع عن دعمها لغزة رغم هذه التهديدات. وأوضح البخيتي أن الأمم المتحدة كهيكل تنظيمي يحتوي على مواثيق جيدة، لكن التدخلات السياسية تعرقل تطبيقها.

وقال البخيتي “تقرير فريق الخبراء هو انعكاس لهيمنة القوى الكبرى على الأمم المتحدة، وتحويلها إلى وسيلة لتزييف الحقائق وتبرير الحروب. لكننا في صنعاء سنواصل دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين.”

مصادر غير موثوقة

الدكتور عبد الملك محمد عيسى استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، دعا الجهات الأممية إلى تحقيق توازن وشفافية أكبر في تقاريرها المستقبلية، لتقديم رؤية واقعية تعكس وجهات نظر جميع الأطراف، محذرًا من أن استمرار التحيز سيؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعزز مواقف دولية تستهدف اليمن بشكل غير مبرر.

ويرى عيسى أن تقرير فريق الخبراء الامميين الاخير يعكس انحيازا واضحا ويعتمد على مصادر محددة وغير موثوقة، في حين يتجاهل وجهات نظر وأصوات محايدة من الداخل اليمني، مما يقلل من مصداقيته.

أبرز الانتقادات التي ذكرها عيسى في ورقته التي حصلت “الوحدة” على نسخة منها تتعلق بالاعتماد المتكرر على مصادر إعلامية معادية لليمن وتجاهل الروايات الصادرة عن مناطق يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى، مما يشير إلى انحياز نحو التحالف السعودي-الإماراتي.

وأشار عيسى إلى أن التقرير يدعو ضمنيا المجتمع الدولي إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، وهو ما يتعارض مع الأهداف المعلنة للأمم المتحدة في دعم السلم والأمن.

وتطرق أيضًا إلى عدة عبارات تضمنها التقرير، رأى فيها محاولة لربط جماعة أنصار الله بجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة، ووصف هذا الربط بأنه استناد إلى مصادر مغلوطة، مشيرًا إلى أن هناك تقارير تثبت قتال هذه التنظيمات إلى جانب خصوم أنصار الله.

تسييس النزاعات

وكانت منظمة “انتصاف” للحقوق، أكدت أن التقرير الأخير يعكس انحيازًا صارخا، ويستغل سلطات مجلس الأمن الدولي لتحقيق مصالح القوى الكبرى.

وقالت المنظمة في بيان لها حصلت “الوحدة” على نسخة منه “التقرير الأخير ليس إلا أداة لتحقيق السياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية، ويتناقض مع مبادئ العدالة والحيادية التي من المفترض أن تمثلها الأمم المتحدة.”

وأوضحت المنظمة أن التقرير يتضمن إشارات ضمنية لدعوات بتشديد العقوبات الاقتصادية على اليمن، مما قد يمثل تمهيدا لاعتداءات جديدة.

وأشارت المنظمة إلى ازدواجية واضحة في المعايير، حيث يتجاهل التقرير جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، بينما يُسخر لتبرير المزيد من الضغط على صنعاء.

وأكدت المنظمة أن هذا التقرير، إذا لم يواجه بالرفض، قد يفتح المجال لإسرائيل لتنفيذ اعتداءات إضافية بغطاء من الشرعية الدولية. ودعت المنظمة الحقوقية جميع المؤسسات الحقوقية والناشطين العالميين إلى إدانة التقرير، ورفض ما وصفته بـ”الانحياز” السافر، وإظهار حقيقة الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في فلسطين ولبنان.

وحمّلت “انتصاف” مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمينها العام المسؤولية الكاملة عن أي جرائم قد تحدث نتيجة لهذا التقرير، مشيرة إلى أهمية محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.

 

مقالات مشابهة

  • نواب أميركيون يطالبون بإحاطة سرية عن انتقال حماس المحتمل لتركيا
  • مناقشات الورقة الأميركية تزيل العراقيل أمام عودة النازحين.. ومساهمة بريطانية باستحداث مراكز للجيش
  • السفراء العرب في روما يطالبون المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • سفراء عرب في روما يطالبون المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • نواب يطالبون بوقف زيادة أسعار السلع والبنزين والكهرباء بعد تثبيت سعر الفائدة
  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • طارق فهمي: أمريكا تعطى شيكا على بياض لإسرائيل فى الحرب على غزة
  • هوكستين: هناك تقدماً بالمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في لبنان
  • أميركا تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة
  • فيتو أمريكي ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة