"مهرجان الشارقة السينمائي" يكرم صناع الأفلام .. ويسدل الستار على نسخته العاشرة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
أسدل "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب" الستار على فعاليات نسخته العاشرة التي عقدت تحت رعاية قرينة عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الشيخة جواهر القاسمي وذلك خلال حفل خاص استضافه مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار مساء أمس الجمعة وحضره كوكبة من نجوم السينما والدراما العربية.
وتوج المهرجان في حفل الختام عدداً من المخرجين وصناع الأفلام المتميزين والواعدين عن سبع فئات حيث فاز فيلم "نزوح" للمخرجة سُؤدُد كعدان بجائزة أفضل فيلم روائي طويل، فيما نال "سكون" من إخراج أحسن منهاس ومروان بكري جائزة أفضل فيلم خليجي قصير، وحصد فيلم "أمل" من إخراج كانتو راندريسي ووليد لاوير ولوسي جون وماكسيم بيترو وهينري إمبويم جائزة أفضل فيلم من صنع الطلبة، وانتزع فيلم "ضمير متصل" للمخرج مجتبى الحجي جائزة أفضل فيلم من صنع الأطفال والناشئة.
حفل ختام الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب
Closing ceremony of the 10th edition of Sharjah International Film Festival for Children and Youth#sharjahsiff #filmfestival #SIFF2023 #مهرجان_الشارقة_السينمائي pic.twitter.com/aij4Wz0fLb
وفاز فيلم "دودة القز" للمخرج أمير هونارماند بجائزة فئة أفضل فيلم دولي قصير، ونال "تلة الحصى" من إخراج مارجولِن بيريتن جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، بينما توج فيلم "تيتينا" من إخراج كايسا نايس بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة طويل، وحصل فيلما "قبلة القطة" لهَنغ سو بِن، و"حادي العيس" لعبدالله سحرتي على تنويه خاص.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير عام مؤسسة فن مديرة المهرجان، في كلمتها خلال الحفل، إن كافة الأعمال التي عرضها "الشارقة السينمائي الدولي" ساهمت في فتح عيون الصغار على صنوف الإبداع، ومع وصولنا إلى المحطة الأخيرة من المهرجان نكرم ثلة من صناع الجمال ورواة الحكاية على ما قدموه من أفلام وأعمال تابعناها بكل شغف عبروا فيها عن مشاعرنا جميعاً حيث كنا على مدار 5 أيام على موعد مع أكثر من 80 حكاية ملهمة جاءت من جميع أنحاء العالم لتجتمع تحت سماء إمارة الشارقة حيث تنبض الثقافة بالحياة والإبداع، مثمنة الدور الكبير الذي لعبته فرق عملها والمتطوعين في إنجاح فعاليات نسخة المهرجان العاشرة .
وخلال الحفل، كرّمت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، الفنان سامر المصري، وصانع المحتوى عمر فاروق، وشركة أتنفس، إلى جانب أعضاء لجنة تحكيم الأفلام في المهرجان التي ضمت كلا من الدكتور مدحت العدل، وسونجيكو تشو، ومحمد حاجي، وغدير السبتي، ومحمد الكندي، ومحمد قبلاوي، ومونيكا واهي، وأحمد شوقي، وتوماس داناي، وسحر عبدالله، وتوماس كوتشيرا، وعبدالرحمن الغنام، وجيزا م. توث.
جدول عروض الأفلام
???? احجز تذكرتك ولا تفوت العرض!
Film Screening Schedule
???? Book your ticket and don't miss the show!#sharjahsiff #filmfestival #SIFF2023 #مهرجان_الشارقة_السينمائي pic.twitter.com/oHsf0Ex3ND
وشهد حفل توزيع الجوائز، تكريم شركاء وداعمي المهرجان ومن بينهم الراعي الذهبي مدينة الشارقة للإعلام "شمس" والشريكين الاستراتيجيين الهلال للمشاريع وغلفتينر وشركاء الموقع فوكس سينما ومسرح الزاهية (ربع قرن) وأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والشريك الرسمي سيتي سنتر الزاهية والشريك الفضي مجموعة بيئة ومطار الشارقة الدولي والشريك الإعلامي الاستراتيجي مكتب الشارقة الإعلامي والشريك السياحي الرسمي هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة والشريك الفني "ليب" والناقل الرسمي للمهرجان إي جي أم سي - "بي إم دبليو" و غيرهم من الشركاء الداعمين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حاكم الشارقة الشارقة مهرجان الشارقة السینمائی جائزة أفضل فیلم من إخراج
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي.. أيقونة للثقافة والحكم الرشيد
علي بن سالم كفيتان
هناك أناس يطبعون محبتهم ويفرضون احترامهم عليك، حتى ولو لم تلتقِ بهم أو تجالسهم، يكفي أن ترى في وجوههم الصدق وروح الأمانة والإحساس بالمسؤولية، وصاحب السُّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة، شخصيةٌ يطغى حضورها أينما حلَّ؛ فالرجل يتسم بالعفوية والبساطة وتتملكه روح الأبوة الحانية على كل من يصادفه.
الرجل لديه حضور سياسي لافت وهو مُؤسِّس الشارقة الحديثة التي انتهجت روح الثقافة والأدب والفنون، وأصبحت قِبلة لحجاج المعرفة البشرية بمراكزها الثقافية الفسيحة ومجالسها الأدبية المتعددة وجامعاتها الحديثة، لهذا فلا غرابة أن يتصدر عناوين الأخبار المُتلفزة والصحف الرسمية وفضاءات التواصل الاجتماعي الواسع عندما يحضر إلى مناسبة كبيرة كمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين. ولا شك أنَّ مسقط لها سحرها لرجلٍ يعرف هيمنة الجغرافيا وروح التاريخ وسُّمو الإنسان، والشيخ سلطان منح الكثير من وقته وفكره ومكانته لنبش كنوز عُمان المنسية في خزائن الإمبراطوريات التي تنافست على حكم الشرق، ونقل لنا عبر سلسلة من المؤلفات القيمة إرثًا إنسانيًا وسجلًا سياسيًا واجتماعيًا لا يُقدَّر بثمنٍ.
التقيتُ الشيخ القاسمي للمرة الأولى والوحيدة في مطلع الألفية الجديدة في قصره الهادئ بالشارقة، على هامش ورشة عمل تنظمها سنويًا هيئة البيئة والمحميات بالشارقة في شهر فبراير من كل عام، لتناقش سُبل حماية وإكثار مفردات الحياة الفطرية في الجزيرة العربية. وعلى ما أذكر كانت هناك امرأة فاضلة من هيئة البيئة والمحميات بالشارقة تُعرِّف بِنَا عند السلام على سُّموه، وأذكرُ أنَّه التفتَ إليَّ وقال: "أنت من ظفار؟" فأومأتُ له بالإيجاب؛ فالرجل عبارة عن عقلية واسعة وذاكرة غنية تستطيع استدعاء الأسماء وتربطها بالجغرافيا في غضون ثوانٍ محدودة. استمعنا بعد ذلك بشغفٍ لحديث شيِّق عن الإرث البيئي في الجزيرة العربية، كان يسلسله الشيخ القاسمي بحُبٍ وهو يستحضرُ الجبال والسهول والوديان والسواحل والخلجان، ويتكلم بلغة الواثق العارِف بتضاريس جزيرة العرب، وأنواع حيواناتها ونباتاتها، وغالبًا ما يذكر عُمان وينظرُ إليَّ حيث كنتُ الثالث إلى يمينه، ويختم حديثه بالتأكيد على أهمية الإرث البيئي وعلاقته بالإبداع الإنساني في الثقافة والآداب والفنون.
ذكر لنا الشيخ القاسمي بعض الأشعار التي تناولتْ جمال الأحياء الفطرية، ومنها الريم والمها وقوة وبسالة النمر العربي، وأردف قائلًا: لا زال هذا الرمز البيئي يعيش بأمان في جبال ظفار ويحظى باهتمام بالغ من قِبل جلالة السلطان، ونأمل أن يستمر وأن تستفيد مراكز الإكثار هنا في الشارقة وبقية دول المنطقة من هذا المخزون الطبيعي، الذي لا نجده إلّا في سلطنة عُمان. وتطرق حاكم الشارقة إلى تجارب التعاون المُثمِر بين عُمان والشارقة في هذا المجال بامتنان عظيم. ونحن في حضرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لم نكن مُهتمين بفخامة المكان ولا سعته ولا حتى الجانب البروتوكولي، وما يجب عليك فعله؛ فقد كان القاسمي محور المكان بحضوره الرزين، وحديثه الرصين عن موضوع اللقاء.
عقب ذلك، ونحن نغادر القصر، سلَّمتُ عليه بشكل استثنائي، وأذكرُ أنني قلتُ له: "أَمتعتْنِي الرواية التاريخية عن الشيخ الأبيض"، فضحك، وقال: "لديَّ مشاريع أخرى لروايات مُماثلة؛ فالتاريخ جامد إذا كان فقط أحداثًا وتواريخَ، وتظل السردية التاريخية للأحداث أقرب وأسهل للمُتلقِّي من العامة".
الدكتور القاسمي شخصيةٌ استثنائيةٌ في محبته لعُمان وسلطانها وشعبها، وتربطه علاقة وطيدة وراسخة بها، وما كان استقبال المقام السامي لسُّموه قبل أيام، إلّا تتويجًا للمكانة الرفيعة التي تربطه بعُمان وبجلالة السلطان المعظم وشعب عُمان؛ فهذه العلاقة الوطيدة عبَّر عنها اللقاء الحميم؛ فكِلا الرجلين (جلالته وسُّموه) يعرفان قيمة التاريخ والإرث البشري في منطقتنا، ويُقدِّران أي جهدٍ لتوثيقه وحمايته من النسيان والاندثار. وكما قال سموه في أحد أحاديثه المُتلفزة "تاريخ عُمان كله مُشرِّف"، فهُم الذين تصدُّوا للغُزاة والطامعين وأسسوا أقدم كيان سياسي في جزيرة العرب، ما يزال يحكم إلى اليوم، وهم من خاطبهم سيد الخلق محمد بن عبدالله- عليه أفضل الصلاة والسلام- ضمن ملوك وأباطرة ذلك الزمان، للدخول في الإسلام؛ فأجابوه دون أن يطأ بلادهم خُف ولا حافر، وأثنى عليهم في حديثه- عليه الصلاة والسلام- حيث قال: "لو أنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ ما سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ".
يُمثِّل سُّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي روح الإمام العادل، وهذا ما يفيضُ من خلال لقاءاته وأحاديثه، لأهمية الالتفات إلى رفع المستوى المعيشي للمواطنين، وأن يعيش الإنسان بكرامة، وهذا ما ترجمه سموه في عدة أوامر وتوجيهات انعكست خيرًا على أهل الشارقة، وبلغت كذلك التفاتاته الكريمة خارج نطاق الإمارة، وحتى الدولة، لتبلُغ المحتاجين والمعوزين في مختلف بقاع الدنيا.
حفظ الله سُّموه، ولا شك أن عُمان ستظل مُمتنةً لكل حرفٍ يكتبه وكل حديث يُدلي به عنها.
رابط مختصر