أطياف -
بالأمس تحدثنا عن أن مفاوضات جدة هذه المرة ستكون ناجحة بنتائج مثمرة تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار وعودة الديمقراطية وإستعادة الحكم المدني
وثمة عديد من المؤشرات والأدلة تجعل إعلان وقف إطلاق النار ونهاية الحرب أدنى من قاب قوسين
أولها أن الوساطة نجحت فعليا هذه المرة في اقناع المؤسسة العسكرية بإرسال وفد يمثل الجيش السوداني ولايمثل الحكومة الكيزانية وهذا يعني نزع يد الفلول المفسدة من ماعون الطبخة
ثانيا : يشكل إختيار الفريق الكباشي نقطة تحول جديدة في تصحيح مسار التفاوض فإبعاد البرهان عن هذا الملف أغلق باب المراوغة والهروب ، فالكباشي بعلاته سيحفظ له التاريخ أنه إتخذ أهم قرار وطني تاريخي بإنحيازه لرغبة الشعب والعمل على وقف الحرب عكس البرهان الذي تماطل في هذا القرار وتسبب في موت شعبه وحرق بلاده فقط لأجل إرضاء القيادات الكيزانية
ثالثا : ذكرنا من قبل أن المفاوضات ليست مساحة (خد وهات) هي مسودة أشبه بمسودة اتفاق نيفاشا فقط تنتظر التوقيع من طرفي الصراع ولهذا سمي بإتفاق جدة قبل جلوس الأطراف على طاولة التفاوض
وإن طرفي الصراع على علم ودراية مسبقة واتفاق على ماتحتوي المسودة فما ينقصها فقط هو التوقيع عليها فالاوراق كُشفت في المرة الماضيه وان مارفضه الجيش وتعلل به في عدم الإستمرار سابقا هو ذاته الذي قبله الآن ليوقع عليه ، إذن لاعودة للوراء لشرح ماتم شرحه
رابعا : مخطئ من يتحدث عن تلاشى الإتفاق الإطاري فإتفاق جدة لاتختلف بنوده عن الإطاري ، إصلاح أمني وعسكري وإبعاد الجيش عن المشهد السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية وهذا يعني أن طرفي الصراع سيوقعان الآن على ما وافقا عليه مسبقا في الإطاري
خامسا : مازالت عصا العقوبات مرفوعه على طاولة التفاوض مع العلم انه لاتوجد جزرة بجانبها هذه المرة
سادسا : ضرب خيام السرية التامة ومنع الوفود من التواصل مع قياداتهم خارج القاعة يعني أن الوساطة تفرض حصارا مشددا على الوفد وان لاخيار سوى التوقيع لذلك قلنا إن التفاوض هذه المرة لارجعه منه
سابعا : دخول الاتحاد الإفريقي والإيغاد إلى غرفة التفاوض يعني إنتهاء الفرص أمام الوسطاء الجدد وإن لا منابر أخرى ولا رعاية خارجية وان مايجري الآن في جدة يتم بإجماع كل الواجهات الدولية، لا أحد بالخارج، لكي يتبنى حلا جديدا ً
ثامنا : لأول مرة لم ترهن الوساطة سير التفاوض بالهدنة ووقف إطلاق النار لأنها تعلم أن هناك طرف ثالث يمكنه أن ينسف الإتفاق حالا لذلك قالت الأطراف الراعية والمتفاوضة إن التفاوض سيستمر بالرغم من إستمرار إطلاق النار ٠
طيف أخير:
#لا_ للحرب
كنا من قبل تحدثنا عن أن المجتمع الدولي يرى ضرورة دخول قوات دولية للفصل بين القوتين المتصارعتين لعدم الثقة فيها والآن نكرر أن دخول قوات لحفظ السلام وحماية المدنيين بات أقرب من ذي قبل وان البحر سيكشف عن أسراره قريبا
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه المرة
إقرأ أيضاً:
لماذا سمي شهر رجب بالأصب والأصم ؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ها نحن في شهر رجب، وهو شهرٌ حرام (لأنه من الأشهر الحُرُم التي يُعظِّم فيها ربنا الآثام. وإن كانت محرمة في سائر السنة، إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد حرمة).
وأضاف “جمعة”، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك،، أنه سُمِّي "رجب الفرد" (لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي تأتي متتابعة: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم)، و"رجب الأصم" (أي الوحيد، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسُمِّي بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل: لأنه لا تُسمع فيه قعقعة السلاح للقتال)، و"رجب الأصبّ" (لأن الله يصبّ فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبًّا).
وهو تقدمة لرمضان وتهيئة لشعبان، لذا ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى المسارعة إلى مغفرته سبحانه وتعالى.
علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود إلى الذنوب أبدًا. ومع ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطّاء، كما قال رسول الله ﷺ وهو يعلّمنا كيف نربي أنفسنا : (كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون).
كلمة "خطّاء" و"توّاب" على وزن "فعّال"، وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته. لذا يجب علينا أن نكرر التوبة، وكلما وقعنا في الإثم أو المعصية، فلا نيأس، بل نعود إلى الله. فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده كما ورد في الحديث الشريف: (لَلّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها. فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح).
سيدنا رسول الله ﷺ يفتح أمامنا باب الأمل، ويأمرنا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى. "ففروا إلى الله"؛ فروا من أنفسكم إلى ربكم، وفروا مما سوى الله إلى الله.