الحراك السياسي: إلي أين الاتجاه؟
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
يحاول الزملاء في الحزب الشيوعي السوداني الحاق بقطار الحراك السياسي الذي بدأ يزيد من سرعته، حيث عقدت قوى الحرية و التغيير " المركزي" و قوى مدنية و التي أطلقت على نفسها أسم " تقدم" في أديس أبابا و أختارت لها هيئة قيادية من 60 شخصا إلي جانب مكتب تنفيذي من شخصا إلي جانب مكتب تنفيذي من 30 شخصا. و عملها أن تدعو للمؤتمر التأسيي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية " تقدم" و يقول بيان ختام جلسات التحالف أنهم سيعملون على تأسيس دولة المواطنة و قيام دولة مدنية ديمقراطية و أن عملية تأسيس الدولة لا تستثنى أي فصيل سياسي سوى المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية و واجهاتها و كل من دعم و يدعم حرب الخامس عشر من إبريل.
في جانب أخر من المشهد السياسي: بدأ الحزب الشيوعي يدفع عضويته لقيام نشاط سياسي يؤكدوا فيه رؤية الحزب الشيوعي في الموقف السياسي الراهن، لذلك تم الإعلان عن ندوتين في يوم واحد هو يوم الأحد 29 أكتوبر 2023م الأولى يقيمها "منتدى بنيان" و يتحدث فيها عضوية من قيادات في الحزب الشيوعي، و الندوة الأخرى يقيمها " المركز الموحد لقوى الثورة السودانية بالخارج" و المركز يمثل واحدا من الواجهات التي تدور في فلك الحزب الشيوعي و يتحدث فيها أيضا من أعضاء الحزب الموزعين في واجهات عديدة. الندوتان سوف يطرح من خلاليهما رؤية الحزب الشيوعي عن الوضع السياسي الراهن، و موقف الحزب منها. و ربما تجيب بطريق غير مباشر عن سؤال : هل الحزب الشيوعي السوداني سوف يفتح نافذة حوار مع " تقدم" بعد ما استبعدت مشاركة المؤتمر الوطني و الإسلاميين بمختلف مسمياتهم، كما يرقب الزملاء أم أن الحزب يفضل أن يكون تحالف الجذرية هو المعبر عن الحزب و واجهاته؟
هناك قوى أخرى أعلنت أنها تقف مع الجيش في الحرب الدائرة مع الميليشيا و هي أيضا تمثل قاعدة أجتماعية و تعتقد أن موقفها مع الجيش محدود بالحرب، و أنها تعتقد أي عملية سياسية يجب أن تبدأ بعد وقف الحرب التي لا يكون فيها أي دور للميليشيات العسكري خارج الجيش، هذه رؤية أيضا مدعوم من قطاع من النخب السياسية. الأسئلة التي تطرح بسبب الواقع المتشظي: هل كل مجموعة سوف تعمل في جزيرة معزولة عن البقية الأخرى أم هناك نقاط للإلتقاء؟ و من الجهة المناط بها أن تنظم اللقاءات الحوارية سودانية أم خارجية؟ و هل الحوار السياسي يكون داخل السودان أم خارج السودان؟ و هل هناك فترة انتقالية تشارك فيها المكونات التحالفية و كم مدتها؟ و حكومة الفترة الانتقالية؛ هل حكومة الفترة الانتقالية سوف تكون من كفاءات سودانية مستقلة أم محاصصات ترضي كل هذه التحالفات؟ و من هي الجهة المناط بها دعوة القوى السياسية للحوار من أجل صناعة دستور دائم للبلاد؟ تظل الأسئلة عديدة و لا تملك التحالفات الإجابة عليها، لأنها ذات خصائص خلافية، لذلك كان الأفضل كل تحالف سياسي أن يقدم مشروعه السياسي للشعب و يطرحه للحوار.
أن العمل من أجل بناء السودان و التحول الديمقراطي، يحتاج قبل كل شيء إلي ضخ أفكار في الساحة السياسية، بهدف خلق حوار وطني حولها، بعيدا عن ثقافة الاستقطاب التي توطن منذ اربعينيات القرن الماضي، و هي ثقافة حدية تعتمد في تعاملاتها على لونين أبيض و أسود، و معلوم أن السياسة تؤسس على المصالح، و لذلك لابد من إيجاد ألوان أخرى تجعل التقارب ممكنا، حتى بين القوى السياسية ذات الشعار الواحد و تختلف في تفاصيله، إذا كان بالفعل الهدف التحول الديمقراطي و ليس البحث عن السلطة. الغريب في الأمر أن الحرب لم تغير كثيرا في طريقة التفكير، مما يدل أن التغيير لا يجب أن يكون محصورا فقط في الشعارات، بل يجب أن يطال العقول التي تنشر الشعارات. أن التمسك بنفس الخطوات السابقة في التجربة سوف تعطيك نفس النتائج السابقة السالبة. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
آمنة الضحاك: الحراك الزراعي يصبّ في صالح جهودنا الوطنية
زارت الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، اليوم الجمعة، "مهرجان قدفع الزراعي" بنسخته الثانية، بقرية قدفع في الفجيرة، والذي يستمر حتى 2 فبراير (شباط) المقبل.
يهدف المهرجان – الذي تنظمه دائرة السياحة والآثار في الفجيرة ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة - إلى تسليط الضوء على تاريخ الزراعة في قدفع والاحتفاء بالمزارعين، الذين يلعبون دوراً حيوياً في تنمية المحاصيل المحلية.
واطّلعت الدكتورة آمنة الضحاك خلال جولتها بأروقة المهرجان على أبرز المحاصيل الزراعية المعروضة من خير مزارع إمارة الفجيرة، وشهدت عددا من الفعاليات الزراعية بهدف إبراز إرث دولة الإمارات الزراعي.
وأكدت الدكتورة آمنة الضحاك، أن إمارة الفجيرة تحظى بأهمية خاصة في ملف الزراعة في الإمارات لما تمتلكه من مزارع كبرى متطورة تشتهر بإنتاج مجموعة متنوعة من أهم المحاصيل الزراعية.
وقالت إنه بقيادة ودعم الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، تواصل الإمارة التوسع في نشاط الزراعة والمساهمة الفاعلة في منظومة الأمن الغذائي الوطني المستدام.
وأضافت الضحاك أن اهتمام الإمارات بالزراعة يتزايد يوما بعد يوم كونها ركيزة لتعزيز الأمن الغذائي الوطني المستدام وهدفنا تمكين المزارعين المواطنين والمزارع المحلية، من خلال برامج التدريب وإقامة المشاريع الزراعية الحديثة لزيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
وأكدت أن الهدف التوسع في الزراعة وترسيخها ثقافة وممارسة مجتمعية في كل أنحاء الدولة، موضحة أن الزراعة ينبغي أن تكون نشاطاً مجتمعياً قبل أن تكون نشاطاً اقتصادياً واصفة مهرجان قدفع الزراعي بأنه يلعب دوراً كبيراً في هذا المجال من خلال إبراز إرث الدولة الزراعي والبناء عليه لخير الأجيال القادمة.
وقالت إن ما نراه من حراك زراعي في كل إمارات الدولة يصب في صالح جهودنا الوطنية لجعل الزراعة أحد أهم الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية لعقود قادمة وأشارت إلى إطلاق مبادرات كبرى مثل البرنامج الوطني "ازرع الإمارات" و"المركز الزراعي الوطني".
وأكدت أن الفترة المقبلة ستشهد إحداث تحول جذري في تعزيز قطاع الزراعة والغذاء وقالت في هذا الصدد: “إننا نولي أهمية خاصة لتقديم برامج الدعم والتدريب والمساعدة في إطلاق المزيد من المشاريع الزراعية خاصة تلك التي تستند إلى الزراعة الحديثة الذكية مناخياً والتي تساعدنا – ليس فقط على إنتاج الغذاء – ولكن أيضاً لتعزيز مواجهة التغيرات المناخية وترشيد استهلاك مواردنا الطبيعة وعلى رأسها المياه، ونحن على تواصل مستمر مع جموع المزارعين في الدولة، من خلال اجتماعات دورية لنتعرف على رؤاهم، ونطلعهم على خططنا من أجل تمكينهم في هذا المجال”.
وأضافت : "نريد من كل فرد في المجتمع أن تكون الزراعة جزءا أساسيا من حياته، فاليوم نستطيع الزراعة في كل مكان بداية من المنازل وانتهاءً بالمزارع الكبرى فبالزراعة سنكون أكثر قدرة على بناء مستقبل مستدام في دولة الإمارات".