تقرير: فيضانات ليبيا مؤشر لمواجهة إفريقيا ظرف مناخي قاس
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
ليبيا – سلطت 3 تقارير تحليلية الضوء على تبعات تغير المناخ وتأثيراته المدمرة الماثلة في قارة إفريقيا من خلال الفيضانات الأخيرة في ليبيا.
التقارير التي نشرها موقعا “غراوند ريبورت” و”هافبوست” الإخباريان الأميركيان وصحيفة “ذا ديلي يوتا كرونكال” الأميركية وتابعتها وترجمت أبرز ما ورد فيها من رؤى تحليلية صحيفة المرصد تحدثت عن عصر يتسم بتزايد تغير المناخ تواجهه القارة السمراء.
ووفقا للتقارير تواجه إفريقيا أزمة صامتة الأحداث المناخية المتطرفة التي تفاقمت بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري تسبب دمار واسع النطاق في جميع أنحاء القارة السمراء فيما تطرقت لما ورد في تحليل أجرته لجنة الإنقاذ الدولية ومعهد الموارد العالمية.
وبحسب التحليل توجد 7 بلدان إفريقية أكثر عرضة للكوارث المناخية لانخفاض الاستعدادات لظواهر المناخ وارتفاع الهشاشة مشيرا إلى أن إفريقا مسؤولة عن 2 إلى 3% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية ما عارضها لظرف مناخي قاس خلال العام 2023.
وبين التحليل أن الفيضانات الكارثية في ليبيا تمثل سمة من سمات هذا الظرف مؤكدا أن الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر غالبا ما تحدث بالتزامن مع حالات الجفاف ما قد يفضي إلى انعدام الأمن الغذائي والأزمات الإنسانية الأخرى.
وتحدثت التقارير عن عامل آخر متمثل بعدم وجود محطات أرصاد جوية عاملة تسجل البيانات في مناطق معينة ما يجعل من الصعب على العلماء تقييم دور تغير المناخ في هذه الكوارث ويعيق الجهود الرامية إلى تطوير آليات الاستجابة الفعالة.
وتناولت التقارير ضعف المجتمعات المهمشة في مواجهة تغير المناخ مبينة أنها غالبا ما تفتقر إلى الموارد والبنية التحتية اللازمة للتعامل مع الظواهر الجوية المتطرفة وتتأثر بشكل غير متناسب بآثارها وهو ذات ما حصل في ليبيا.
وبحسب العلماء دخلت الأرض في منطقة مناخية مجهولة وباتت تحت الحصار بسبب التصاعد الكبير في درجات الحرارة العالمية الناجمة عن الأنشطة البشرية المستمرة التي تطلق الغازات الدفيئة الضارة في الغلاف الجوي.
وتوقع العلماء أن تصل انبعاثات الكربون العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في العام 2023 في وقت سيكون فيه بحلول نهاية القرن الحالي ما بين 3 إلى 6 مليارات إنسان أي ما يعادل نصف سكان الكوكب أنفسهم محصورين خارج المنطقة الصالحة للعيش.
ونقلت التقارير عن الصحفي العلمي في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية “ديفيد والاس ويلز” وجهة نظره بشأن أوجه عدم اليقين المرتبط بتغير المناخ بالتزامن مع اليوم الوطني للعمل المناخي مع الدعوة إلى إصلاح السياسات العالمية.
وتحدثت التقارير عن تأليف “والاس ويلز” كتاب “الأرض غير الصالحة للسكن” ناقلة عن قوله إن حرارة العالم ارتفعت اليوم بمقدار 1.3 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية ما قاد لكوارث بيئية مثل الفيضانات في ليبيا.
ونبه “والاس ويلز” لتكرار ظواهر كانت تحدث مرة واحدة كل 500 عام مضيفا بالقول:”إن الحل لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بالبشر هو إزالة ما موجود من الكربون ما يعني القضاء تماما على استخدام هذا العنصر”.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: تغیر المناخ فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
أخنوش في مؤتمر المناخ بورزازات: الطاقات المتجددة رهان المغرب لمواجهة تحديات الماء والمناخ
زنقة 20 ا الرباط
قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إن المغرب يواصل بثبات مساره نحو تنمية منخفضة الانبعاثات الكربونية، مشددًا على أن الطاقات المتجددة تمثل ركيزة استراتيجية لتحقيق السيادة الطاقية وضمان الأمن المائي والتنمية المستدامة، وذلك خلال افتتاحه، اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025، لأشغال الدورة الـ16 لمؤتمر الطاقة بمدينة ورزازات.
وأوضح أخنوش، في كلمته الافتتاحية، أن اللقاء ينعقد في سياق دولي يتسم بتسارع التحولات المناخية والطاقية، والضغط المتزايد على الموارد، لاسيما الماء والطاقة، مما يفرض تفكيرًا معمقًا في سبل التوفيق بين التنمية وحماية البيئة.
وأكد رئيس الحكومة أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، انخرط منذ سنوات في تحول طاقي عميق، عبر الاستثمار في الطاقة الشمسية والريحية والكهرمائية، وصولا إلى الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن المملكة ستتجاوز نسبة 52% من الطاقات المتجددة في المزيج الكهربائي قبل متم سنة 2026، وهو ما كان مقررًا في الأصل سنة 2030.
كما شدد على أن تطوير “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر يتم وفق توجيهات ملكية سامية، ويعتمد على استثمار الموقع الجغرافي والبنيات التحتية الحديثة، ويهدف إلى جذب الاستثمارات وتثمين الموارد المحلية، ضمن رؤية تمتد لأكثر من 15 سنة من التجربة في الطاقات النظيفة.
وأشار رئيس الحكومة إلى العلاقة الوثيقة بين الطاقة والماء، مبرزا أن الإجهاد المائي الذي عرفته المملكة خلال السنوات الأخيرة يتطلب تنسيقا استراتيجيًا بين السياسات العمومية في المجالين، من خلال مقاربة مندمجة تعتمد الابتكار والتدبير الذكي للموارد.
وأبرز في هذا الإطار، أن المغرب يراهن على تحلية مياه البحر بالطاقة المتجددة، لتقليص الكلفة وحماية البيئة، مستشهداً بمشروع مدينة الداخلة كنموذج لهذا التوجه، حيث تُشرف شركة “ناريفا إنجي” على تنفيذ محطة لتحلية المياه بالطاقة النظيفة.
ودعا أخنوش إلى تعبئة الجامعات ومراكز البحث والمقاولات الناشئة من أجل تكوين كفاءات وطنية قادرة على مواكبة هذا الانتقال الطاقي، مؤكدًا أن المغرب سيواصل تعزيز موقعه كشريك موثوق إقليميًا ودوليًا، ومصدر اقتراحات عملية لمستقبل مستدام وعادل.