الحرب البرية لا تعني دخول حزب الله الحرب!
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
بدأت اسرائيل مسار المعركة البرية مساء امس من خلال قصف جنوني طال الاحياء السكنية ومحاور التقدم المفترضة، من دون ان تظهر اي معلومات حقيقية عن طبيعة الاشتباكات التي حصلت عند حدود القطاع ونتيجتها، لكن الاكيد ان الدخول البري للجيش الاسرائيلي، وان كان محدودا في الساعات الماضية، فهو مؤشر على ان القرار قد اتخذ من قبل الحكومة الاسرائيلية بالعملية العسكرية.
بالتوازي مع هذه التطورات، بات السؤال الأبرز هو، هل تؤدي العملية البرية الى اشتعال جبهات اخرى، وتحديدا جبهة لبنان؟ وما هو موقف "حزب الله" من هذا التطور الميداني؟ علما ان هناك قناعة عامة ان الحرب البرية على غزة هي من الخطوط الحمراء التي رسمهم الحزب ولا يمكن تخطيها وبالتالي فإن الجبهة الجنوبية ستفتح على مصرعيها، فما دقة هذا الأمر؟
بحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله" لم يحدد ابداً الخطوط الحمراء الذي ستؤدي به الى فتح جبهة الجنوب بشكل كامل وبالتالي الذهاب الى معركة مفتوحة مع اسرائيل، اذ ان الحديث عن كون المعركة البرية هي من دوافع اشعال المنطقة ودخول الحزب الى المعركة بشكل شامل، اتى من اعلاميين ومحللين ولم يصدر رسميا عن اي جهة حزبية.
وترى المصادر ان الحرب البرية، ضمن الحسابات المنطقية، تقلل احتمالات دخول "حزب الله" الى الحرب، اذ ان المقاومة الفلسطينية لن تكون عندها بحاجة الى دعم عسكري لانها ستدخل الجيش الاسرائيلي بحالة من الاستنزاف، بعكس ما اذا استمر القصف وقتل المدنيين ومنع الماء المحروقات والدواء عن سكان القطاع، وعليه فإن العملية البرية بحد ذاتها ليست جرس انذار يوحي بإقتراب الحرب في لبنان.
وتشير المصادر الى ان دخول الحزب الى الحرب او اشتعال جبهات اخرى يكون في حالتين مرتبطتين بالهجوم البري، الاولى هي دخول تل ابيب الى غزة بشكل سريع وتحقيقها تقدما كبيرا وظهور المقاومة الفلسطينية بحالة من الضعف، عندها فإن مساندة غزة ستكون امرا حتميا لمنع سقوطها عسكريا وضرب وظيفتها الاستراتيجية، لكن حصول هذا التطور ليس مرجحا وفق التجارب السابقة.
اما الحالة الثانية فهي دخول الجيش الاسرائيلي الى مستنقع القطاع واستنزافه بشكل كبير، ما يجعل الحكومة الاسرائيلية غير قادرة على تحقيق اي انجاز وفي الوقت نفسه غير قادرة على التراجع، عندها قد يكون دخول جبهات أخرى الى المعركة فرصة لتحقيق انتصار اكبر في وجه اسرائيل وتوجيه ضربة قاضية لها، خصوصا اذا ترافق الامر مع عملية تقدم بري من لبنان بإتجاه مناطق الجليل.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله: متجهزون لمعركة طويلة.. وهذه حصيلة خسائر الاحتلال في العملية البرية
أعلن حزب الله اللبناني، أنه "أوقع أكثر من 100 قتيل و1000 جريح من جنود العدو منذ بداية المناورة البرية جنوبي لبنان".
من جهته، قال حزب الله إن "قرار العدو الانتقال للمرحلة الثانية من المناورة البرية سيكون مصيره الخيبة، وحصاده المزيد من الخسائر".
وأضاف الحزب في بيان، أنه اتخذ كافة "الإجراءات لخوض معركة طويلة، ومنع العدو من تحقيق أهدافه دفاعا عن حرية وسيادة لبنان".
وقُتل مستوطنان بصاروخ أُطلق من لبنان على نهاريا الساحلية شمال الأراضي المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في مدن حيفا وعكا ونهاريا وتل أبيب ومناطق الجليل الأعلى شمالا، جراء إطلاق صواريخ ومسيّرات من لبنان دفعت السكان إلى الاحتماء بالملاجئ.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عددا من "الأهداف الجوية المشبوهة" أُطلقت من لبنان.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب ومحيطها، في حين ذكر الجيش أنه اعترض ثلاثة صواريخ عبرت من لبنان في منطقة الوسط.
وشدد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، على أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار في لبنان، الذي يشهد عدوانا إسرائيليا جويا وبريا متواصلا على أراضيه، مجددا تأكيده "استمرار إسرائيل في ضرب حزب الله بكل قوتها".
وقال كاتس في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "ينبغي مواصلة العمليات الهجومية من أجل تقويض قدرات حزب الله وتحقيق ثمار النصر".
وأضاف أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان، ولن تكون هناك فترة راحة. وسنواصل ضرب حزب الله بكل قوة، حتى تتحقق أهداف الحرب"، على حد قوله.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن "الفرقة 36 في الجيش بدأت تعميق العملية البرية باتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوبي لبنان".
من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن "الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي، موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.