إيران.. منظمة هنغاو تكشف لـالحرة ملابسات وفاة فتاة المترو
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
قالت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، إن وفاة الشابة الإيرانية، أرميتا كراوند، السبت، أجج موجة غضب عارمة في صفوف الإيرانيين، مبدية قلقها من "تكرر هذه الحوادث المأساوية التي تقع ضحيتها نساء وفتيات".
وتوفيت، الفتاة الإيرانية أرميتا كراوند التي دخلت في غيبوبة، مطلع أكتوبر، في قطار الأنفاق بطهران، وذلك بعد تقارير عن مواجهة مع شرطة الأخلاق، بسبب ما قيل إنه انتهاك لقانون الحجاب في البلاد.
وأوضحت المنظمة الحقوقية لموقع "الحرة"، أن الفريق الطبي لم يتمكن من إجراء أي عمليات جراحية للشابة الراحلة، بسبب تدهور علاماتها الحيوية وحالتها الصحية التي كانت في وضع حرج للغاية.
وتابعت المنظمة الحقوقية أن أرميتا تُركت في غيبوبة بعد تعرضها لـ"اعتداء عنيف" شنه ضباط شرطة الأخلاق في مترو طهران، وقع قبل 28 يوما.
بالمقابل، تقول السلطات إن الفتاة "فقدت الوعي" بسبب هبوط ضغط الدم، ونفت وقوع أي احتكاك بين الفتاة وعناصر رسميين.
إيران.. وفاة "فتاة المترو" بعد شهر على دخولها في غيبوبة توفيت الشابة الإيرانية، آرميتا كراوند، السبت، التي دخلت في غيبوبة مطلع أكتوبر، بعد مواجهة مع عناصر شرطة في قطارات الأنفاق في طهران،بسبب انتهاك "قواعد اللباس" في إيران، حسبما ذكرت وكالتي "فرانس برس" و"رويترز".وأتت الحادثة بعيد حلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 إثر دخولها في غيبوبة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
وفيما أشارت المنظمة إلى أنه من الصعب تقديم بيان نهائي في هذا الوقت، أوضحت أن رد فعل الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي "يعكس قلقهم العميق وغضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية".
وتتحدر كراوند المقيمة في طهران، من مدينة كرمنشاه في غرب إيران الذي تقطنه غالبية من السكان الأكراد.
وأوضح المصدر ذاته أنه في أعقاب دخول أرميتا المستشفى، مارست السلطات الأمنية الإيرانية "ضغوطا كبيرة على عائلتها والطاقم الطبي وأصدقائها، وحثتهم على حجب المعلومات حول حالتها وصحتها".
وأثارت وفاة مهسا أميني (22 عاما) في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في سبتمبر من العام الماضي، احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا وتحولت إلى أكبر مظهر لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات.
وأشارت المنظمة إلى أن تشديد المراقبة على الأخبار بشأن الوضعية الصحية للشابة "نابع من خوف السلطات من تجدد الاحتجاجات في الشارع الإيراني".
يذكر أن القانون على النساء يفرض تغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة منذ ثورة عام 1979.
وتواجه المخالفات لقواعد الزي توبيخا علنيا أو غرامات أو الاعتقال. لكن في تحد لتلك القواعد الصارمة بدأت الكثير من النساء يظهرن دون حجاب في الأماكن العامة مثل المطاعم والمتاجر، منذ وفاة أميني.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شرطة الأخلاق فی غیبوبة
إقرأ أيضاً:
ترامب ومنظمة التجارة وسلاح الرسوم الجمركية
بلغت التجارة السلعية للولايات المتحدة الأميركية 5.1 تريليونات دولار بتقديرات عام 2023، وهو ما يمثل 18.7% من ناتجها المحلي الإجمالي البالغ 27.8 تريليون دولار، وذلك وفقًا لأرقام قاعدة بيانات البنك الدولي.
وجاءت الصادرات السلعية لأميركا بحدود تريليوني دولار، بينما سجلت وارداتها السلعية 3.1 تريليونات دولار، وبذلك بلغ العجز التجاري الأميركي نحو 1.1 تريليون دولار.
ويبلغ إجمالي التجارة السلعية للعالم كله في العام نفسه قرابة 48 تريليون دولار، وبما يمثل 45.5% من إجمالي الناتج المحلي للعالم البالغ 106.7 تريليونات دولار.
وبذلك يمثل إجمالي التجارة الخارجية السلعية للولايات المتحدة 10.6%، من إجمالي التجارة السلعية للعالم.
وبالنظر إلى هذه الأرقام يتخذ الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب من مجال التجارة الخارجية لبلده ورقة ضغط لتمرير أجندته السياسية، مع العديد من الدول على رأسها الصين والاتحاد الأوروبي.
بل ويفضل ترامب التجارة ورقة ضغط على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا، ما لم تقبل مقترحه بإنهاء الحرب. كما يرى ترامب أن آلية فرض الرسوم الجمركية العالية على تجارة روسيا مع أميركا ودول أخرى، أكبر تأثيرا من العقوبات الاقتصادية.
إعلانفهل يحق لترامب أن يستخدم الرسوم الجمركية، لمواجهة مشكلة الهجرة غير النظامية مع المكسيك وكندا؟ أو مع الاتحاد الأوروبي والصين، من أجل خفض العجز في الميزان التجاري لبلاده معهما أو من أجل تمرير أجندته السياسية؟
الصين واحدة من الاقتصادات الكبرى التي يرغب ترامب في أن يحل معها مشكلة العجز التجاري (غيتي) أميركا ومنظمة التجارةمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، سعت دول العالم لتنظيم شؤون الاقتصاد العالمي، حيث تم إنشاء المؤسستين الماليتين، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبقيت قضية التجارة العالمية، تدار عبر ما يعرف بالاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة حتى نهاية عام 1994.
ولم تر أميركا عقب الحرب العالمية الثانية، مصلحة في قيام منظمة التجارة، ولم تسع لتفعيلها كما فعلت مع إنشاء البنك والصندوق الدوليين.
إلا أنها سعت في نهاية 1994 لإقرار ميلاد منظمة التجارة العالمية، كبديل لاتفاقية الغات، وذلك في مؤتمر الدار البيضاء، لتدخل المنظمة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 1995.
وكانت خطوة الولايات المتحدة بتفعيل منظمة التجارة، تتويجًا لسيطرتها على النظام العالمي، كقطب أوحد، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات، وقدمت أميركا ومعها أوروبا العديد من الوعود لكافة الدول النامية لكي تنضم للمنظمة.
وكان من أبرز تلك الوعود:
رفع الدعم عن القطاع الزراعي في أميركا وأوروبا. فتح أسواقهما أمام المنتجات الزراعية للدول النامية. العمل على نقل التكنولوجيا للدول النامية.ولكن لم يتحقق من تلك الوعود شيء، على الرغم من مرور 3 عقود.
وتهتم المنظمة بشكل رئيس بقضايا التجارة الدولية، وكان أشهر اتفاقياتها، اتفاقية مكافحة الإغراق، واتفاقية مكافحة الدعم، واتفاقية الوقاية من الواردات، بالإضافة إلى اتفاقية الحماية الفكرية، واتفاقية حرية الاستثمار. وبذلك نُظمت أعمال التجارة، على المستوى العالمي.
وتعد هيئة فض المنازعات بالمنظمة، الجهة المنوطة باتخاذ القرارات تجاه أي ممارسات تتظلم منها الدول، نتيجة تلك الأعمال التي تتضرر منها على صعيد التجارة أو الخدمات.
ترامب هدد بفرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين (الفرنسية) محاولات ترامب عرقلة المنظمةفي ولايته الأولى، أنعش ترامب الحمائية التجارية، وجعل العالم يعيش حربا تجارية فعلية، سواء في السعي لرفع الرسوم الجمركية خارج نطاق قواعد منظمة التجارة العالمية، وتهديده آنذاك بالانسحاب من المنظمة، أو تعطيل تعيين بعض القضاة داخل المنظمة، مما يجعل المحكمة المعنية بفض المنازعات غير مؤهلة للقيام بعملها.
إعلانوبشكل عام، يعتقد ترامب، أن اتفاقيات التجارة الأميركية متعددة الأطراف من خلال منظمة التجارة، أو من خلال التجمعات التجارية الأخرى مثل "نافتا" هي اتفاقيات سيئة، وليست في صالح الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أن الجديد هو توظيف آلية الرسوم الجمركية، لتحقيق أغراض سياسية، وهو ما عبر عنه ألكسندر بارولا ممثل البرازيل في منتدى دافوس، بقوله "أعتقد أن استخدام الرسوم الجمركية لأغراض سياسية يؤدي إلى تداعيات سلبية وسيضر حقا بالنظام الدولي القائم على القواعد… أعتقد أن هذه رسالة سيئة".
وتعد القضية الأبرز هنا، التي تفرضها تهديدات ترامب، أو خطواته المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ، أنها تضر بأهم مبدأ لمنظمة التجارة العالمية، وهو حرية التجارة، وقد عبرت تقارير صندوق النقد الدولي غير مرة أن خطوات ترامب نحو الحماية التجارية -إبان ولايته الأولى- أحد مهددات النمو الاقتصادي على مستوى العالم.
كيف يتم التعامل مع مخالفات التجارة العالمية؟هناك خطوات لا بد من اتباعها لإثبات وجود تجاوز من قبل دولة ما تجاه دولة أخرى، ولا يتعلق الأمر بمجرد قرار إداري يصدره رئيس أو وزير في دولة ما.
مثلا في حالة الإغراق، على الدولة التي مورس ضدها الإغراق، أن تثبت الأضرار التي لحقت بها من جهة رخص المنتج الأجنبي قياسا لأسعار المنتج المحلي أو تراجع أرباح شركاتها أو زيادة مخزوناتها المحلية بسبب السلع الأجنبية. في حالة ارتكاب دولة مصدرة لمخالفة دعم صادراتها، بعيدًا عن الأدوات المعتمدة من منظمة التجارة، كأن تقدم الدول المصدرة دعمًا لصناعتها من خلال الإعفاءات الضريبية أو الجمارك، ففي هذه الحالة من حق الدولة المتضررة أن تشكو للمنظمة التجارة، وتطالب بتعويضات. في حالة اتفاقية الوقاية من الواردات، فإذا زادت الواردات لدولة ما عن متوسط وارداتها خلال 3 سنوات مضت، وأدى ذلك إلى أضرار بميزان مدفوعاتها، يصبح من حقها أن تلجأ إلى نظام الحصص من الواردات، لكن هذا الحق مقيد بأن تكون الحصص موجهة للسلع بشكل عام، وليس ضد دولة بعينها. اتفاقية الحماية الفكرية، تعطي الحق لأصحاب الحقوق الفكرية، بالحصول على تعويضات، في حالة إثبات الاعتداء على تلك الحقوق من قبل مؤسسات أو دول.ترامب يفضل ورقة التجارة للضغط على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا (شترستوك) سوابق للمخالفات الأميركية
في عهد جورج بوش الابن، تم فرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الخاصة بالاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى، كما تم ذلك في ولاية ترامب الأولى بشكل أوسع، وهو ما دعا تلك الدول إلى اللجوء لمنظمة التجارة العالمية، لتقديم شكاوى ضد الولايات المتحدة، لما لحق بتلك الدول من أضرار بسبب القرارات الأميركية.
إعلانومؤخرًا صرحت تجوزي أكونجور إيويلا مديرة منظمة التجارة العالمية، أن الدخول في نظام الحماية التجارية، عبر الرسوم الجمركية، من شأنه أن يؤدي إلى كارثة، ويعوق معدلات النمو الاقتصادي.
وثمة شكوى من قبل الدول أعضاء منظمة التجارة العالمية، بسبب تعنت أميركا تجاه جهاز القضاء بالمنظمة، كيف ذلك؟ بعد صدور الأحكام الأولية، يمكن للأعضاء أن يلجؤوا لمحكمة الاستئناف بنفس المنظمة، لكن أميركا عطلت تعيين قضاة جدد لهذه المحكمة فلم تتمكن من القيام بوظيفتها منذ عام 2019، بسبب عدم اكتمال أعضاء المحكمة.
المنظمة ومواجهة ترامبخلال الأيام المقبلة، سنكون أمام مشهد إقدام ترامب على ما وعد به، أو التراجع عنه. كما سنكون أمام سيناريوهات عديدة للمواجهة من قبل باقي أعضاء المنظمة، أو المنظمة نفسها.
فهل سيتجاهل ترامب المنظمة، خاصة أنها تعاني من ضعف يتعلق بإمكانية استغنائها عن التمويل الأميركي؟
سينتظر عالم التجارة أيضا أن تكون خطوة إقدام ترامب على تنفيذ آلية الرسوم الجمركية، فرصة لأن تتوحد باقي دول العالم لترسم خطوة جديدة على خريطة النظام العالمي متعدد الأقطاب، وتنشئ جبهة أمام تصرفات ترامب.
هذه الجبهة إما أن تدفع الرئيس الأميركي للقبول بقواعد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، أو أن ينجح هو في تقويض هذا النظام عبر تهميش دور منظمة التجارة العالمية، أو الانسحاب من عضويتها.