بعد 28 يوما على دخولها المستشفى في قسم العناية الخاصة، توفيت السبت، الفتاة الإيرانية آرميتا كراوند التي دخلت في غيبوبة في ظروف غامضة، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إثر تعرضها لاعتداء من قبل شرطة الأخلاق، في إحدى محطات قطار الأنفاق في طهران.

وحسب وكالة "برنا" المرتبطة بوزارة الشباب والرياضة الإيرانية، فإن "آرميتا كراوند، المقيمة في طهران، توفيت السبت، بعد علاج طبي مكثف، وبعد 28 يوما على دخولها المستشفى في قسم العناية الخاصة".

والإثنين الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية دخول آرميتا كراوند في حالة "موت دماغي مؤكد"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

ومطلع الشهر الجاري، تم إدخال آرميتا كراوند (16 عاما)، إلى المستشفى مصابة بجروح في الرأس عقب تعرضها لاعتداء في محطة مترو طهران حسب ناشطين، وذلك بعد أسابيع فقط من إقرار إيران تشريعا صارما، يفرض عقوبات أشد بكثير على النساء اللاتي ينتهكن قواعد الحجاب الصارمة بالفعل في البلاد.

وحسب منظمة "هنكاو"، التي تعنى بحقوق الأكراد في إيران، خلال بيان في 3 أكتوبر/تشرين الأول، فإن "آرميتا كراوند، دخلت في غيبوبة بسبب اعتداء جسدي حاد من عناصر (إناث) من شرطة الأخلاق في مترو طهران".

My heart is broken. Right on the first anniversary of the murder of #MahsaAmini in the hand of morality police, this horrifying images, emerging of #ArmitaGaravand, the 16 year old girl who is in a coma in Iran after a reported confrontation with the morality police in Tehran.… pic.twitter.com/P14YmA15ZC

— Masih Alinejad ????️ (@AlinejadMasih) October 3, 2023

اقرأ أيضاً

وفاة مراهقة إيرانية دماغيا بعد الاعتداء عليها من شرطة الأخلاق.. هذه قصتها

وأوضحت أن الاعتداء حصل بسبب "ما عدّته الشرطة عدم التزام (من آرميتا) بالحجاب الإلزامي"، مشيرة إلى أن الفتاة عانت من إصابات بالغة، ونُقلت إلى مستشفى (فجر) في العاصمة، حيث ترقد تحت رقابة أمنية "ولا يُسمح لأي كان بزيارتها، حتى أفراد عائلتها".

وتداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي شريط فيديو قالوا إنه يظهر قيام عدد من عناصر الشرطة الإناث بدفع آرميتا إلى داخل إحدى عربات قطار الأنفاق، وبدا أنه لم تكن تغطي رأسها بحجاب.

ولاحقا، أفادت صحيفة "شرق" الإيرانية بأن مراسلتها مريم لطفي، أُوقفت لدى زيارتها مستشفى "فجر"، لتغطية قضية آرميتا، قبل الإفراج عنها بعد ذلك.

وتتحدر آرميتا المقيمة في طهران، من مدينة كرمنشاه في غرب إيران، التي تقطنها غالبية من السكان الأكراد.

لكن السلطات نفت وقوع أي احتكاك بين الفتاة وعناصر من أجهزة رسمية، مؤكدة أنها "فقدت الوعي" لانخفاض ضغط الدم، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

فيديو يوثق حادثة الاعتداء على شابة في إيران بسبب الحجاب.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/O3AlNJvUnV

— قناة الحرة (@alhurranews) October 4, 2023

اقرأ أيضاً

البرلمان الأوروبي يمنح جائزة ساخاروف لمهسا أميني والحركة النسائية في إيران

كما نفى مدير قطارات الأنفاق في طهران مسعود درستي، وقوع "أي خلاف لفظي أو جسدي" بين الطالبة و"الركاب أو المسؤولين في المترو".

وقال لوكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، إن "بعض الشائعات عن مواجهة مع عناصر المترو... غير صحيحة، ولقطات كاميرات المراقبة (في المحطة) تدحضها".

وأعادت الحادثة التذكير، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بوفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، إثر دخولها في غيبوبة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

واتهم ناشطون ومنظمات حقوقية في حينه الشرطة بضرب مهسا، بينما أكدت السلطات أن وفاتها كانت ناتجة عن حالة صحية سابقة.

وأطلقت وفاة مهسا احتجاجات واسعة في إيران، تراجعت حدتها أواخر 2022.

اقرأ أيضاً

فتاة إيرانية في غيبوبة.. واتهامات لشرطة الأخلاق بالاعتداء عليها

وأقر البرلمان الإيراني في سبتمبر/أيلول الماضي، ما يسمى بـ"مشروع قانون الحجاب" بشأن ارتداء الملابس، والذي إذا تم انتهاكه يمكن أن يؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وذلك في أعقاب الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات الحاشدة التي أشعلتها وفاة الفتاة الإيرانية من أصل كردي، مهسا أميني.

وفي الأسابيع التي سبقت حلول الذكرى السنوية لوفاة مهسا، اتهمت منظمات حقوقية غير حكومية، خارج إيران، السلطات بتكثيف "القمع"، وشنّ حملة توقيف لشخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات.

وقُتل المئات على هامش الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما تمّ توقيف الآلاف، وفق منظمات حقوقية.

وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق 7 من المدانين في قضايا متصلة بالتحركات.

في مقابل هذه الممارسات الاعتراضية، عمدت السلطات إلى تشديد لهجتها من خلال إعلان قيود إضافية لضبط الالتزام بوضع الحجاب، مثل استخدام كاميرات مراقبة في الشوارع، وتوقيف ممثلات شهيرات لظهورهن من دون حجاب.

اقرأ أيضاً

لماذا لم تشهد إيران احتجاجات في الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران فتاة المترو شرطة الأخلاق مهسا أميني آرميتا كراوند آرمیتا کراوند شرطة الأخلاق مهسا أمینی فی غیبوبة اقرأ أیضا فی طهران فی إیران

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الإيرانية.. مفاجآت وحيوية وصناعة نموذج

 

تُسقِط الانتخابات الإيرانية، جولة بعد أخرى، الدعاية الغربية التي كانت تسوق لفكرة أنَّ الانتخابات في إيران معلبة وموجهة ومطبوخة، وأن النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير ديمقراطي.
محاولات التشويه التي لم تتوقف، أفشلتها إيران من خلال تكريسها رسالة الثورة الإسلامية القائمة على أساس التوليف بين المبادئ الإسلامية والآليات الديمقراطية، جمعت الثورة بين مفهومين لم يكن متصوراً أن ينصهرا، هما الجمهورية والإسلامية في بوتقة واحدة.
هذه التوليفة أنتجت حيوية سياسية مفتقدة في أغلب دول المنطقة، وقد أدت الانتخابات المتوالية دوراً كبيراً في هذا المجال، وساهمت في تجديد حيوية المجتمع الإيراني ونخبته السياسية من دون أن يتعرض النظام للاهتزاز أو للانكشاف أمام الخارج.
الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة منذ انتصار الثورة الإسلامية، تأتي في هذا السياق، وهي تدفع إلى التوقف عند مجموعة استنتاجات ومعطيات:
أولاً: لقد أضفى وجود مرشحين ينتمون إلى التيارات المتباينة والمختلفة (تحت سقف الثورة) حيوية على المشهد، وجاءت المناظرات التلفزيونية التي حصلت لتطرح القضايا والعناوين التي تهم الناخب الإيراني، وليدلي كل مرشح بدلوه بهدوء واحترام متبادل بعيداً عن الشتائم والاتهامات والشخصنة والفضائحية التي تشهدها الانتخابات في عدد من الدول الغربية، بدليل المناظرة الرئاسية الأمريكية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.
ثانياً: لقد جرت مراحل هذه الانتخابات بسلاسة لافتة مع أنها أتت في ظروف استثنائية بعد رحيل مفاجئ للرئيس رئيسي. حصلت التحضيرات خلال فترة لا تتخطى 50 يوماً، ما يعكس قدرة إدارية عالية لدى الدولة الإيرانية، كما حظيت بتغطية إعلامية داخلية جيدة، وعكست الصحف الإيرانية نبض الشارع ومزاجه، فكان الإعلام مرآة عاكسة لما يجري، وأتيحت للمتنافسين فرص متكافئة ومجانية في الإطلالات الإعلامية.
ثالثاً: جرت الانتخابات وسط ترقب نتائج غير محسومة، أجمع المراقبون والمحللون والخبراء الانتخابيون على أن الشعب الإيراني سيصنع هذه المرة أيضاً المفاجآت الانتخابية، وما يؤكد هذا الأمر أن الشعب هو المقرر، وأن الانتخابات ليست مبرمجة أو معلبة، وكما هو معلوم، كلما ارتفع منسوب عدم اليقين قبل أي انتخابات، وكلما كانت النتائج مفاجئة ومغايرة للتوقعات، ازدادت الثقة بنزاهتها.
أما عندما صدرت نتائج الدورة الأولى، فقد تبين أنها أبعد ما تكون عن نسب التسعين % المتداولة في العديد من دول المنطقة، وانتقلت الانتخابات إلى مرحلة الجولة الثانية التزاماً بالقوانين، ما يؤكد أن الدولة الإيرانية هي دولة مؤسسات وقانون.
رابعاً: شكَّل تعدد المرشحين حتى ضمن التيار الواحد، وخصوصاً التيار المبدئي، دليلًا على عدم وجود “مايسترو” أو مبرمج للانتخابات التي كانت ترجمة طبيعية للمشاريع والبرامج والمقاربات المختلفة والمتنوعة في الساحة السياسية الإيرانية.
خامساً: تجري الانتخابات الايرانية في ظل منسوب جيد من الاستقرار الأمني والسياسي؛ ففي وقت يحذر الرئيس الفرنسي، الذي تخوض بلاده انتخابات تشريعية، من حصول حرب أهلية في فرنسا على خلفية الانقسامات الواقعة في بلاده، وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية ازدياد القلق من الانعكاسات الخطيرة للانتخابات الرئاسية على السلم الأهلي الأمريكي، تخوض إيران الانتخابات في جو من التنافس الصحي، وفي ظل ضوابط تضمن استقرار البلاد، وفي إطار مبادئ النظام الإسلامي التي تكرست عبر الاستفتاء الشعبي.
في إيران، لا حديث عن حروب أهلية في زمن الانتخابات، بل تظهر التجربة الديمقراطية الإيرانية أن هناك إمكانية لتنظيم معارضة من دون أن يراق على جوانبها الدم أو يُزج نشطاؤها في السجون ويطاردون حتى الموت، كما هو سائد في العديد من الدول في العالم.
سادساً: لا يمكن فصل المشهد الانتخابي عن واقع وحقيقة أن إيران من أكثر الدول استهدافاً، وبشكل معلن، من الولايات المتحدة الأمريكية. تتعرض إيران لحجم من التهديدات والضغوط الإعلامية والاقتصادية غير المسبوقة في التاريخ، ورغم كل هذا، يحافظ النظام على ثباته ويتحقق الانتظام الدستوري.
صمدت طهران في وجه التحديات على مدى 45 عاماً. منذ العام 1979م، تغيرت صورة العالم الإسلامي من المغرب إلى إندونيسيا، انقلبت أنظمة، واختفت حكومات، وتغيرت الأولويات والتحالفات في عدد من الدول العربية، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتغير، وحافظت على مبادئها الاستراتيجية ومواقفها تجاه القضايا الأساسية، وها هي اليوم، وعلى الرغم من الأعاصير التي تعصف بالمنطقة، تنجز الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة محافظة على حضورها الفاعل والوازن في الإقليم.
تنتظر إيران رئيسها الجديد ليمسك بالزمام ويعين السفينة على الصمود والثبات في وجه التحديات التي لم تتوقف، والتي لا تزال تلوح في الأفق، وعلى هذا الطريق، تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأفكار وتصنع النموذج الذي يحتذى ويحترم.

إعلامية لبنانية

مقالات مشابهة

  • بيزشكيان يمد يد الصداقة للجميع بعد انتخابه رئيسا جديدا لايران
  • مسعود بزشكيان رئيساً لإيران.. هل تغير نتائج الانتخابات المشهد السياسي؟
  • من هو مسعود بزشكيان رئيس إيران الجديد؟
  • الانتخابات الإيرانية.. مفاجآت وحيوية وصناعة نموذج
  • النتيجة النهائية تُعلَن اليوم الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزشكيان
  • بدء فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. عزوف واسع دفع السلطات لتمديد التصويت
  • إقبال أكبر برئاسيات إيران.. هل تؤثر النتائج على السياستين الداخلية والخارجية؟
  • بدء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الـ 14 في عموم إيران وخارجها
  • المرشح بزشكيان يتحدث لـبغداد اليوم: طهران ستعتمد الحوار بدل القوة