انقسام البلاد من أسوأ التجارب التى قد تشعر بها أى أمة، خاصةً ما يتبع هذا الأمر من حروب وعدم استقرار سياسى، وحدوث اضطراب ليس فقط أمنيا، ولكن ينتقل إلى مشاعر السُكان، وتتحول أبسط مطالبهم فى الحياة بسلام إلى طموح بعيد عن متناول الأيدى، تلك الظروف التى خرج منها فيلم «وداعًا جوليا» إلى النور، ذلك العمل السودانى الذى حقق نجاحات مُتتالية، ومتلاحقة ربما لم يتخيلها أحد حتى من أبطاله، الذين سعدوا والفرحة لم تتمالكهم عندما عُرض العمل فى مصر، بعدما حصد جائزة من مهرجان «كان» السينمائى الدولى، واختارته السودان كى يُمثلها فى حفل توزيع جوائز «أوسكار» 2024، وهى المرة الأولى للسودان بالمشاركة فى هذه المهرجانات العالمية.


قصة فيلم «وداعًا جوليا»، تدور حول مطربة سودانية، متزوجة من رجل غنى فى السودان، تقرر استضافة امرأة فقيرة من جنوب السودان فى بيتها، وذلك بعدما تسببت الأسرة الثرية فى قتل زوج السيدة الفقيرة من جنوب السودان، حيث شعرت السيدة الثرية بتأنيب الضمير حول أسرته، وقدم الفيلم عدة قضايا متكاملة، بين العنصرية، واضطهاد المرأة وتحكم وتسلط الرجل الذى قد يكون أحيانًا أسوأ من أى شىء آخر، وبدأت الأحداث بمحاولة منى الغناء وامتهان الأمر، ولكن زوجها يرفض ويأمرها بالبقاء فى المنزل فقط، دون المزيد من التفكير بشأن أى شىء، ولكن مع الوقت تتغيرالأمور وتكذب «منى» على زوجها فقط كى تُحقق حلمها.
أخذ «وداعًا جوليا» من صُناعه مجهودًا كبيرًا، واستمر العمل عليه 5 سنوات، بين الفكرة والتحضيرات والتأليف والتصوير، والتأثر باستفتاء 2011، عندما صوت 99% من سُكان الدولة بانفصال جنوب السودان، وتضفير الزوايا السياسية والتاريخية فى الفيلم بحِس درامى جعل المُشاهد يتأثر وينفعل مع أبطال العمل، ويدرك مشاعرهم المتخبطة بين الفرح والحزن والفزع وغيرها من المشاعر الإنسانية.
وحكى صُناع فيلم «وداعًا جوليا» تفاصيل العمل، وكواليسه لـ«المصرى اليوم»، بين التصوير والتأليف وتعاون الجميع مع بعضه البعض من أجل إخراج منتج يناسب المُشاهد العربى، أيًا كانت ثقافته، كما تحدثوا عن شعورهم بشأن توقيت عرض الفيلم، بالتزامن مع أحداث فلسطين، واشتعال الحرب هنا، بجانب بعض التوتر على حدود الأراضى المصرية.

وقالت إيمان يوسف، بطلة الفيلم، والتى تقدم دور مطربة تُدعى مُنى، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: أول فيلم سودانى يُعرض فى مصر، بالسينمات، ويهمنى جدًا أن نعرف رأى الجمهور، الجمهور المصرى والسودانى، لأن الفيلم يحكى عن حالة عشناها، وبالمناسبة كل شخص شارك فى هذا الفيلم «اشتغل فيه بقلبه»، وصعوبات التصوير كانت بسبب المظاهرات فى السودان، لدرجة أننا كنّا نُجدول التصوير حسب جدول المظاهرات نفسها. وتابعت عن صعوبات الشخصية: كانت بسبب نفسية الشخصية المُتغيرة والمُتقلبة، لذلك كان المخرج يعمل معى على الدور الذى ذاكرت من أجله بِجد، ومنى الشخصية التى أقدمها هى شخصية لديها مشاعر مختلطة من المشاعر والأحاسيس، ومنى هى فتاة تحب الغناء ولكن زوجها كان يمنع هذا الأمر، ولكن بعد فترة تقرر منى العودة للغناء، لذلك قررت العودة، ولكنها تكذب خلال الفيلم، وكل ذلك يُعيدنا للعادات والتقاليد والمشاكل التى نواجهها نحت كنساء عرب، وتوقعت أن ينجح الفيلم ولكن ليس لدرجة مهرجان «كان»، كأن الفيلم هو حلم لنا، ولكن لأن الفيلم معمول بطاقة وحب، نحن نتوقع نجاحات أكثر.

وقال الفنان نزار جمعة: لنا الشرف أن نعرض فى مصر، لأن مصر بالنسبة لنا مدرسة لكل العرب فى مجال السينما، والفيلم يتناول أحداثا عقب وفاة «جونجرنج»، وأنا أقدم دور شخص عُنصرى، ونحن نطلق عليه لفظًا بالسودان يُعنى «سى السيد»، وهو الشخص المُتسلط على المرأة، وبالنسبة لتوقيت عرض الفيلم مع ما يحدث فى فلسطين، أرى أن العالم يعيش كل يوم فى حروب، وهو صراع أزلى بين الظالم والمظلوم، لذلك أرى أنه لا توجد مشكلة، واعتدنا على هذا الأمر.

وعن حصول الفيلم على عدد كبير من الجوائز واختياره ليُمثل السودان فى حفل توزيع جوائز أوسكار 2024: بالنسبة لجوائز كان، وتمثيل السودان فى الأوسكار، أنا أراه حلم شباب سودانى يتحقق، وهو نتيجة مجهود سنوات، بالنسبة للشباب السودانى، ومجهود 5 أعوام بالكامل من المخرج والمنتج، والفكرة أنه من خلال العمل يؤكد على فكرة أننا نستطيع أن نقدم شيئا رغم الظروف، وحقيقةً لم أتخيل أن يحصد الفيلم كل هذا الكمّ من الجوائز، وأصعب شىء فى هذا الفيلم هو طول عدد ساعات التصوير مع الأسرة، حيث لم أستطع قضاء وقتًا طويلًا فى بيتى بسبب مواعيد التصوير، وفكرة تأجيل الجونة السينمائى، لن تُضايقنا، وبالمناسبة أستعد قريبًا لفيلم جديد مع فنان مصرى، ونصور العمل فى إفريقيا.
وقال المنتج أمجد أبوالعلاء لـ«المصرى اليوم»: سعيد جدًا أننا اليوم نقدم فيلما سودانيا للمرة الثانية، بعد «ستموت فى العشرين»، وأنا سعيد أننا نفتتح هذا الفيلم بالرغم مما يحدث فى السودان وما يحدث فى فلسطين، ومثل كل السودانيين الموجودين اليوم، بيوتهم مُحتلة من ميليشيا تُدعى «الجنجويد».

وأضاف أمجد أبوالعلاء: فعليًا نحن مشاعرنا منذ فترة مُتخبطة، بين السعادة والحزن والغضب، وحقيقةً أنا من أنصار أن الفن لا يجب أن يتوقف مهما حدث، حتى فى أيام المصائب، وبالمناسبة نحن عندما صورنا الفيلم كانت الناس تموت فى الشارع، وعندما عرضنا الفيلم كانت بيوتنا يتم احتلالها، وعن نفسى أمى وشقيقتى كانتا تعبران من المعبر من الخرطوم، لذلك مهما حدث لن أربط الفكرتين ببعضهما البعض، لأن الثقافة والفنون ليستا مثل الحفلات، وبالمناسبة أثناء تصوير الفيلم كنت متوقعا أنه سوف ينجح، واستغرق العمل منى 5 سنوات.

على هامش عرض الفيلم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: وداع ا جولیا

إقرأ أيضاً:

نوال الزغبي تتحضر لألبومها الجديد: وداع العام بحفل كبير في مصر

متابعة بتجــرد: أعربت النجمة اللبنانية نوال الزغبي عن حماسها الكبير لإطلاق ألبومها الجديد من خلال تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة X، قائلة: “I can’t wait for my new album”.

وتنشغل الزغبي حاليًا بالتحضير لهذا الألبوم الذي طال انتظاره، حيث تستجيب لرغبة جمهورها العريض في العودة إلى ساحة الألبومات الغنائية بعد فترة اعتمدت فيها على إصدار أغاني منفردة (سينجل).

نجاح مستمر مع أغنية “من باريس”

تعيش نوال الزغبي حالة من النجاح اللافت مع أغنيتها الأخيرة “من باريس”، التي كتب كلماتها خالد فرناس، ولحنها ياسر نور، ووزعها عمر عبد الفتاح. الأغنية حصدت أكثر من 6 ملايين مشاهدة خلال ستة أشهر فقط، مما يعكس استمرارها في جذب أنظار الجمهور العربي وتحقيق نجاحات متتالية.

ليلة مميزة في ختام 2024

تستعد نوال الزغبي لاختتام عام 2024 بحفل غنائي مميز يشاركها فيه الفنان اللبناني وائل جسار. الحفل سيُقام في مصر يوم الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024، بفندق موفنبيك، ومن المتوقع أن يكون حدثًا استثنائيًا يجمع النجمين لتقديم باقة من أجمل أغانيهما.

تفاصيل الحفل

التاريخ: الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024المكان: فندق موفنبيكللحجز والاستعلام:+21019161082+20238555015حماس الجمهور

الحفل يشهد إقبالاً واسعًا من الجمهور المصري والعربي، حيث يُعد فرصة فريدة للاستمتاع بصوتين من أبرز نجوم الأغنية العربية في ليلة موسيقية لا تُنسى، ستكون وداعًا رائعًا لعام 2024 واستقبالًا مشرقًا للعام الجديد.

I can’t wait for my new album ❤️????

— Nawal El Zoghbi – نوال الزغبي (@NawalElZoghbi) December 24, 2024 main 2024-12-25Bitajarod

مقالات مشابهة

  • «الباراسيتامول» قد يكون قاتلاً.. ولكن متى؟
  • نوال الزغبي تتحضر لألبومها الجديد: وداع العام بحفل كبير في مصر
  • آراء في وداع عام 2024
  • ترامب متصالحاً.. ولكن؟!
  • محافظ بورسعيد يستقبل أسر وأبطال المقاومة الشعبية ويقدم التهنئة بعيد النصر
  • محافظ بورسعيد يستقبل أسر وأبطال المقاومة الشعبية ويقدم التهنئة لهم بعيد النصر
  • وداعًا لآلام الظهر في الشتاء.. استشارى يقدم نصائح فعّالة للراحة والحماية
  • لـ 3 أيام.. تامر عاشور يسيطر على المركز الأول بـ "ياه" عبر يوتيوب
  • أمنيات محفوفة بالقلق.. اللاجئون في مخيمات دهوك يتحدثون عن العودة لسوريا الجديدة (صور)
  • نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن