صُناع وأبطال الفيلم يتحدثون : صورنا «وداعًا جوليا» ومنازلنا مُحتلة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
انقسام البلاد من أسوأ التجارب التى قد تشعر بها أى أمة، خاصةً ما يتبع هذا الأمر من حروب وعدم استقرار سياسى، وحدوث اضطراب ليس فقط أمنيا، ولكن ينتقل إلى مشاعر السُكان، وتتحول أبسط مطالبهم فى الحياة بسلام إلى طموح بعيد عن متناول الأيدى، تلك الظروف التى خرج منها فيلم «وداعًا جوليا» إلى النور، ذلك العمل السودانى الذى حقق نجاحات مُتتالية، ومتلاحقة ربما لم يتخيلها أحد حتى من أبطاله، الذين سعدوا والفرحة لم تتمالكهم عندما عُرض العمل فى مصر، بعدما حصد جائزة من مهرجان «كان» السينمائى الدولى، واختارته السودان كى يُمثلها فى حفل توزيع جوائز «أوسكار» 2024، وهى المرة الأولى للسودان بالمشاركة فى هذه المهرجانات العالمية.
قصة فيلم «وداعًا جوليا»، تدور حول مطربة سودانية، متزوجة من رجل غنى فى السودان، تقرر استضافة امرأة فقيرة من جنوب السودان فى بيتها، وذلك بعدما تسببت الأسرة الثرية فى قتل زوج السيدة الفقيرة من جنوب السودان، حيث شعرت السيدة الثرية بتأنيب الضمير حول أسرته، وقدم الفيلم عدة قضايا متكاملة، بين العنصرية، واضطهاد المرأة وتحكم وتسلط الرجل الذى قد يكون أحيانًا أسوأ من أى شىء آخر، وبدأت الأحداث بمحاولة منى الغناء وامتهان الأمر، ولكن زوجها يرفض ويأمرها بالبقاء فى المنزل فقط، دون المزيد من التفكير بشأن أى شىء، ولكن مع الوقت تتغيرالأمور وتكذب «منى» على زوجها فقط كى تُحقق حلمها.
أخذ «وداعًا جوليا» من صُناعه مجهودًا كبيرًا، واستمر العمل عليه 5 سنوات، بين الفكرة والتحضيرات والتأليف والتصوير، والتأثر باستفتاء 2011، عندما صوت 99% من سُكان الدولة بانفصال جنوب السودان، وتضفير الزوايا السياسية والتاريخية فى الفيلم بحِس درامى جعل المُشاهد يتأثر وينفعل مع أبطال العمل، ويدرك مشاعرهم المتخبطة بين الفرح والحزن والفزع وغيرها من المشاعر الإنسانية.
وحكى صُناع فيلم «وداعًا جوليا» تفاصيل العمل، وكواليسه لـ«المصرى اليوم»، بين التصوير والتأليف وتعاون الجميع مع بعضه البعض من أجل إخراج منتج يناسب المُشاهد العربى، أيًا كانت ثقافته، كما تحدثوا عن شعورهم بشأن توقيت عرض الفيلم، بالتزامن مع أحداث فلسطين، واشتعال الحرب هنا، بجانب بعض التوتر على حدود الأراضى المصرية.
وقالت إيمان يوسف، بطلة الفيلم، والتى تقدم دور مطربة تُدعى مُنى، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: أول فيلم سودانى يُعرض فى مصر، بالسينمات، ويهمنى جدًا أن نعرف رأى الجمهور، الجمهور المصرى والسودانى، لأن الفيلم يحكى عن حالة عشناها، وبالمناسبة كل شخص شارك فى هذا الفيلم «اشتغل فيه بقلبه»، وصعوبات التصوير كانت بسبب المظاهرات فى السودان، لدرجة أننا كنّا نُجدول التصوير حسب جدول المظاهرات نفسها. وتابعت عن صعوبات الشخصية: كانت بسبب نفسية الشخصية المُتغيرة والمُتقلبة، لذلك كان المخرج يعمل معى على الدور الذى ذاكرت من أجله بِجد، ومنى الشخصية التى أقدمها هى شخصية لديها مشاعر مختلطة من المشاعر والأحاسيس، ومنى هى فتاة تحب الغناء ولكن زوجها كان يمنع هذا الأمر، ولكن بعد فترة تقرر منى العودة للغناء، لذلك قررت العودة، ولكنها تكذب خلال الفيلم، وكل ذلك يُعيدنا للعادات والتقاليد والمشاكل التى نواجهها نحت كنساء عرب، وتوقعت أن ينجح الفيلم ولكن ليس لدرجة مهرجان «كان»، كأن الفيلم هو حلم لنا، ولكن لأن الفيلم معمول بطاقة وحب، نحن نتوقع نجاحات أكثر.
وقال الفنان نزار جمعة: لنا الشرف أن نعرض فى مصر، لأن مصر بالنسبة لنا مدرسة لكل العرب فى مجال السينما، والفيلم يتناول أحداثا عقب وفاة «جونجرنج»، وأنا أقدم دور شخص عُنصرى، ونحن نطلق عليه لفظًا بالسودان يُعنى «سى السيد»، وهو الشخص المُتسلط على المرأة، وبالنسبة لتوقيت عرض الفيلم مع ما يحدث فى فلسطين، أرى أن العالم يعيش كل يوم فى حروب، وهو صراع أزلى بين الظالم والمظلوم، لذلك أرى أنه لا توجد مشكلة، واعتدنا على هذا الأمر.
وعن حصول الفيلم على عدد كبير من الجوائز واختياره ليُمثل السودان فى حفل توزيع جوائز أوسكار 2024: بالنسبة لجوائز كان، وتمثيل السودان فى الأوسكار، أنا أراه حلم شباب سودانى يتحقق، وهو نتيجة مجهود سنوات، بالنسبة للشباب السودانى، ومجهود 5 أعوام بالكامل من المخرج والمنتج، والفكرة أنه من خلال العمل يؤكد على فكرة أننا نستطيع أن نقدم شيئا رغم الظروف، وحقيقةً لم أتخيل أن يحصد الفيلم كل هذا الكمّ من الجوائز، وأصعب شىء فى هذا الفيلم هو طول عدد ساعات التصوير مع الأسرة، حيث لم أستطع قضاء وقتًا طويلًا فى بيتى بسبب مواعيد التصوير، وفكرة تأجيل الجونة السينمائى، لن تُضايقنا، وبالمناسبة أستعد قريبًا لفيلم جديد مع فنان مصرى، ونصور العمل فى إفريقيا.
وقال المنتج أمجد أبوالعلاء لـ«المصرى اليوم»: سعيد جدًا أننا اليوم نقدم فيلما سودانيا للمرة الثانية، بعد «ستموت فى العشرين»، وأنا سعيد أننا نفتتح هذا الفيلم بالرغم مما يحدث فى السودان وما يحدث فى فلسطين، ومثل كل السودانيين الموجودين اليوم، بيوتهم مُحتلة من ميليشيا تُدعى «الجنجويد».
وأضاف أمجد أبوالعلاء: فعليًا نحن مشاعرنا منذ فترة مُتخبطة، بين السعادة والحزن والغضب، وحقيقةً أنا من أنصار أن الفن لا يجب أن يتوقف مهما حدث، حتى فى أيام المصائب، وبالمناسبة نحن عندما صورنا الفيلم كانت الناس تموت فى الشارع، وعندما عرضنا الفيلم كانت بيوتنا يتم احتلالها، وعن نفسى أمى وشقيقتى كانتا تعبران من المعبر من الخرطوم، لذلك مهما حدث لن أربط الفكرتين ببعضهما البعض، لأن الثقافة والفنون ليستا مثل الحفلات، وبالمناسبة أثناء تصوير الفيلم كنت متوقعا أنه سوف ينجح، واستغرق العمل منى 5 سنوات.
على هامش عرض الفيلم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وداع ا جولیا
إقرأ أيضاً:
رحيل صادم.. وداعًا محمد رحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خبر صادم لعالم الموسيقى والفن، توفي الفنان والملحن والمطرب المصري الشاب محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا، وذلك يوم السبت 23 نوفمبر 2024، الخبر الذي هز الوسط الفني وجماهيره، جاء بمثابة صدمة كبيرة لمحبيه الذين كانوا يتابعون أعماله المتميزة في عالم التلحين والغناء.
مشوار طويل في عالم الفنوُلد محمد رحيم في 1979 بمدينة الإسكندرية، ومنذ سن مبكرة بدأ رحيم في اكتشاف موهبته الموسيقية التي كان لها أثر كبير في صناعة الأغنية العربية الحديثة. بدأ مشواره الفني كملحن، حيث قدم ألحانًا لعدد من أشهر الفنانين في الساحة العربية، منهم عمرو دياب، تامر حسني، نانسي عجرم، وإليسا.
وتميز «رحيم» بقدرته الفائقة على دمج الإيقاعات الشرقية مع الأساليب الموسيقية الحديثة، مما جعله واحدًا من أبرز ملحني جيله، حيث لاقت ألحانه نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وحققت أغانيه انتشارًا واسعًا في مختلف أنحاء العالم العربي.
محمد رحيم.. جمع بين التلحين والغناءلم يكن محمد رحيم مجرد ملحن ناجح، بل كان أيضًا مطربًا له محبة خاصة في قلوب جماهيره. بالرغم من التركيز الكبير على مسيرته كملحن، إلا أنه قرر أن يخطو خطواته في عالم الغناء، حيث أصدر عدة ألبومات غنائية أثبتت قدرته الصوتية وحسه الفني. كانت أغانيه تحمل مزيجًا من الأحاسيس الصادقة، وكانت تتمتع بلمسات موسيقية مبتكرة.
خسارة فادحة للوسط الفنيأثر رحيل محمد رحيم بشكل كبير على الوسط الفني المصري والعربي، حيث عبر العديد من الفنانين عن حزنهم العميق لفقدان هذا المبدع الذي كان له حضور قوي في عالم الموسيقى. وصفه العديد من زملائه بأنه كان موسيقيًا مبدعًا، إنسانًا طيبًا، ومحبًا لمهنته بشكل غير عادي.
ويعتبر رحيل محمد رحيم يعد خسارة فادحة لكل محبي الفن والموسيقى العربية، حيث أن رحيله ترك فراغًا في الساحة الفنية لن يسده سوى الزمن. لكنه سيظل حيًا في أغانيه وألحانه التي شكلت جزءًا من تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة.
وكانت مسيرته الفنية مثالًا للعزيمة والإبداع، ومن المؤكد أن أعماله ستظل خالدة في ذاكرة جمهور الفن العربي على مر الأجيال.