«الوطن» في ضيافة متحف طه حسين «رامتان» بمناسبة ذكرى رحيله الـ50 (صور)
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
50 عاما تمرّ اليوم على رحيل الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، وصاحب المشروع الحضاري والتنويري، الذي صك شعار «التعليم كالماء والهواء»، ليقر مجانية التعليم في مصر.
طه حسين المولود في 14 نوفمبر 1889 بقرية عزبة الكيلو بمحافظة المنيا، صاحب مسيرة كفاح طويلة ومنجز فكري وروائي ونقدي، فضلا عن توليه عن القيام بالعديد من المهام من بينها عميد كلية الآداب، ورئيس مجمع اللغة العربية، ووزيرا للمعارف.
بمناسبة ذكرى رحيله، كان لـ«الوطن» جولة داخل متحفه الكائن بضاحية الهرم، إذ عاش الدكتور طه حسين، في فيلا «رامتان»، مع أسرته إلى أن رحل عن عالمنا قبل 50 عاما.
و«رامتان» كانت أرض فضاء اشتراها العميد وبنى الفيلا بحديقة كبيرة، لأن كان لديه رغبة في الشعور بأجواء الريف.
ورامتان كلمة عربية مثنى كلمة رامة، أي استراحة في الصحراء ، واختار مثنى الكلمة لكي تكون له واحدة ولابنه مؤنس الثانية، الذي تزوج ليلى العلايلي حفيدة الشاعر أحمد شوقي وعاش بالفيلا نفسها.
ومنذ أواخر الخمسينيات انتقل العميد إلى الفيلا التي شهدت العديد من الأحداث من بينها إقامة «صالون الأحد»، ولقاءات مع السفراء والشخصيات البارزة من مختلف الدول.
تبلغ مساحة فيلا «رامتان» الكائنة بالشارع طه حسين بالهرم 680 مترا بالحديقة، وهي التي يقع في منتصفها تمثال نصفي لـ الدكتور طه حسين، من البرونز من عمل الفنان عبد القادررزق سنة 1936م.
وتقع الفيلا على طابقين يشغل كل طابق 250 مترا مربعا.
مقتنيات متحف طه حسينوفي 15 من يوليو 1993 تسلم المتحف من أسرة العميد قلادة النيل الكبرى ونحو 50 وساما وميدالية ونيشانا ومجموعة من الشهادات العلمية والفخرية، حصل عليها العميد من مصر وتونس والمغرب وبلجيكا وإيران واسبانيا والسنغال.
7 آلاف كتاب في مكتبة متحف العميدبالطابق الأول وعلى يمين مدخل الفيلا يفتح باب حجرة المكتبة التي تضم مكتب الدكتور طه حسين، وتضم المكتبة 7 آلاف كتابا من بينها 4 آلاف كتاب عربي و3 آلاف كتاب أجنبي، ومن بينها مؤلفاته التي تتجاوز الـ 50 إصدارا متنوعا، وهي الكتب تم تجليدها في دار الكتب، بعد تحويل المقر إلى متحف قومي.
طه حسين يتسلم قلادة النيل في 1965:شهدت المكتبة العديد من الأحداث واللقاءات من بينها مراسم استقبال رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر عندما منحه قلادة النيل في عام 1965م، وهي من أبرز الأوسمة الموجودة في المتحف والتي تعد من أهم الأوسمة، ويعد العميد أول من حصل عليها دون أن يكون رئيس دولة، وتعادل نصف كيلو من الذهب، وكانت القلادة في ذلك الوقت لا تُهدى إلا للأمراء ورؤساء الدول، وهي محفوظة ومؤمنة. كما كانت المكتبة أيضا تجمع العميد مع سكرتيره الدكتور فريد شحاتة الذي كان يقرأ له.
ووفق تصريحات مروة شفيق، كبير أمناء المتحف لـ «الوطن»: «اشترت وزارة الثقافة الفيلا من الدكتور محمد حسن الزيات، زوج السيدة أمينة ابنة العميد، والذي كان مفوض الأسرة في 1992، بسعر مليون و200 ألف جنيه، ومن دون المقتنيات، ولما علمت الأسرة بقرار تحويلها إلى متحف أهدت جميع المقتنيات إلى المكان.
وخارج المكتبة بالطابق الأول صالون استقبال صغير، المزين جداره بقطعة من كسوة الكعبة، أهداها له الملك السعودي عام 1954، وإلى جوار المكتبة الصالون الرئيسي بلونه النبيتي الفاتح والذي تم به تسجيل أشهر اللقاءات مع صاحب المكان والمكانة، ومن بينها حلقاته من برنامج «نجمك المفضل» مع المذيعة ليلى رستم.
كما شهد الصالون العديد من جلسات أعضاء مجمع اللغة العربية مع الدكتور طه حسين، حيث عقدت الجلسات في بيته بانتظام في في أيامه الأخيرة بعد تراجع صحته.
فى الركن المواجه للصالون مدفأة يعلوها راديو كان يستمع العميد من خلاله القرآن كل صباح على إذاعة القرآن الكريم، كما يضم جهاز «بيك أب» وبعض الصور، وعلى مقربة من الصالون نجد بيانو أبنوسي أنيق أهداه طه حسين إلى زوجته الحبيبة سوزان، وفي آخر القاعة سفرة مستديرة ومعها 10 كراسي، والجدران مزينة بصور ولوحات فنية متنوعة المقاسات.
يضم الطابق الثاني غرف النوم، لكل فرد من أفراد أسرة العميد، وكذلك غرفة الموسيقى التي تحتوي على أثاث يمتاز بالرقة والتواضع حيث تزين جدرانه صور لشهادات تهنئة إلى العميد بمناسبة عيد ميلاده الحادى والثمانين مهداة من عبد الفتاح الصعيدي عضو مجمع اللغة العربية.
وتحتوي الغرفة على جهاز «بيك اب» حيث كان يستمع طه حسين إلى روائع الموسيقى ومن بينها مجموعة من الاسطوانات العالمية النادرة للموسيقيين أمثال باخ وموريس رافييل وفيردي وشوبان وآخرين.
وخارج غرف النوم نجد أن غرفة المعيشة معلق على جدرانها العديد من اللوحات لكبار الفنانين المصريين والأجانب من بينها لوحات محمود سعيد وراغب عياد إلى جانب جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسن سنة 1973م.
وخارج الغرف بالطابق الثاني أيضا أربع فاتيرنات منها، فاترينة عرض تضم مجموعة من «بدل» العميد، وفاترينة ثانية تضم بعض المتعلقات الشخصية لصاحب المكان، كما تضم النظارة السوداء الشهيرة، ومجموعة محافظ جلدية، ومنشة وعلب سجائر ومطفأة وعدة حلاقة ومنشة وبعض الساعات والمنبهات الصغيرة.
، وفاترينة أخرى، تضم عدد من المسابح بألوان مختلفة وبعض القبعات السوداء وعبوات عطر ودولاب آخر عريض يضم 35 نيشانا ووساما أهديت له من مصر وبلدان العالم المختلفة، فضلا عن عدد من العملات النحاسية.
عاش هنا المفكر الكبير لنحو 17 عاما إلى يوم رحيله في 28 أكتوبر 1973، وشيعت الجنازة 31 أكتوبر من الشهر ذاته، وخرجت الجنازة الشعبية الكبيرة من جامعة القاهرة العريقة كما يليق بصاحب المقامات الرفيعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طه حسين رامتان وزارة الثقافة الدکتور طه حسین العدید من من بینها
إقرأ أيضاً:
الرهوي يعزي في وفاة عضو مجلس النواب الدكتور عبدالباري دغيش
الثورة نت/سبأ بعث رئيس مجلس الوزراء أحمد الرهوي ، برقية عزاء و مواساة في وفاة عضو مجلس النواب رئيس لجنة الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالباري عبدالله دغيش، عن عمر ناهز 67 عاما حفل جلها بالعطاء في خدمة الوطن. وأشاد رئيس مجلس الوزراء في برقية العزاء التي بعثها إلى أبناء وأسرة الفقيد وآل دغيش كافة، بمناقب الراحل وإسهاماته الحيوية في المجالين البرلماني والصحي كعضو في مجلس النواب ورئيس للجنة الصحة والسكان بالمجلس. ولفت إلى المواقف الوطنية للفقيد التي توجها بثباته وصموده مع وطنه وشعبه ضد العدوان الأمريكي السعودي طيلة هذه السنوات رافضا كافة المغريات لمغادرة العاصمة صنعاء .. ونوه الرهوي بإسهامات الفقيد في خدمة قطاع الصحة والسكان من خلال ترأسه للجنة المختصة في مجلس النواب لمدة تزيد عن عشرين عاما .. وأكد أن الوطن عامة ومجلس النواب خاصة فقدا شخصية وطنية برلمانية بارزة فاعلة مخلصة ومتفانية ونائبا كفؤاً سخر جل جهوده من أجل خير الوطن وأبنائه. وعبر رئيس مجلس الوزراء، عن بالغ العزاء والمواساة لأبناء وأسرة الفقيد وآل دغيش وقيادة وأعضاء مجلس النواب.. سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وزملائه الصبر والسلوان. ” إنا لله وإنا إليه راجعون “