شبكة اخبار العراق:
2024-10-02@09:23:38 GMT

حماس التي أعادت الثقة بنتنياهو

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

حماس التي أعادت الثقة بنتنياهو

آخر تحديث: 28 أكتوبر 2023 - 10:17 صبقلم:فاروق يوسف ينبغي أن لا يأخذنا التفاؤل بما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر 2023 بعيدا عن تداعياته التي يقف في مقدمتها الرد الإسرائيلي المتوقع. ذلك أمر هو نوع من البداهة لا يحتاج إلى عميق تفكير. فمن المعروف أن دولة هشة وخائفة ولا تملك جذورا في الأرض التي تحكمها مثل إسرائيل إذا ضُربت برصاصة فإنها سترد بصاروخ.

ذلك ما صار معروفا من خلال حروب إسرائيل السابقة التي اتخذت بالنسبة إلى الغرب طابع الدفاع عن النفس فيما كان الطرف الآخر سواء كان حزب الله أو حركة حماس ضعيفا إلى درجة أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه حتى وإن كان على حق. والحق هنا نسبي إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل. فلا حق لأحد في الدفاع عن نفسه في مواجهتها. لذلك فإن الاصطفاف الغربي وراء إسرائيل كان جزءا من الوصفة الجاهزة التي لم يكن زعماء حماس يجهلونها في ظل قتل واختطاف مدنيين صاروا هذه المرة واجهة للصراع. لا تستطيع حركة حماس أن تعترف بأنها قد أخطأت فذلك الاعتراف ينزع عنها بطولة زائفة صارت بفعل تأثيرها العاطفي محاولة لإبعاد الأنظار عن ميزان القوى في المنطقة وعن الحقائق السياسية العالمية الداعمة لذلك الميزان الذي لا يمكن تغيير معادلاته بالعنف. لا أحد يجرؤ في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على أهل غزة أن يقول بصراحة إن حماس من خلال مغامرتها إنما تحاول ابتزاز الآخرين، فلسطينيين كانوا أم عربا أم أطرافا دولية متعاطفة مع القضية الفلسطينية. لقد اكتفى الكثيرون بالقول خجلا إن حماس لا تمثل شعب غزة الذي يتعرض لعقاب بسبب ذنب لم يرتكبه. وإذا ما كان البعض يرى في ذلك القول نوعا من التجني على القضية الفلسطينية فإنه يتناسى عن عمد حقيقة أن حماس حين اختطفت غزة فإنها فصلتها عن فلسطين وهي منذ ذلك اليوم صارت تحارب بغزة وليس من أجلها. غزة أصلا رهينة. وكلما قامت حماس بواحدة من مغامراتها دفعت الرهينة الثمن. ذلك ليس عدلا. ما كان للغرب أن يقف وراء آلة الحرب الإسرائيلية المدفوعة بالانتقام وهي تقتل المدنيين من أهل غزة رغبة منها في استعادة كرامتها المضاعة. ما كان الغرب في حاجة إليه أن يدرك حقيقة أن غزة كانت ولا تزال ضحية وأنه من غير العدل أن يُظلم أهلها مرتين. مرة حين اختطفتهم حماس ومرة أخرى حين صبت إسرائيل نار ثأرها عليهم. أعرف أن البعض سيعتبرون كل ما ورد سلفا نوعا من تثبيط الهمم وتخييب الآمال. هذا في حالة النوايا السليمة أما في حالة النوايا السيئة فهو نوع من الخيانة للقضية الفلسطينية. ولكن لا ذكر للقضية في كل ما فعلته حماس. فـ“طوفان الأقصى” كان هو عنوان المغامرة الجديدة. وهو ما يعني اختصار القضية بـ“إشكالية جامع” فيما هي في حقيقتها أكبر وأكثر سعة من ذلك. القضية الفلسطينية ليست صراعا بين مسلمين ويهود لكي يكون الأقصى محورها. الكثير من قادة الفصائل المسلحة الفلسطينية يوم كان هناك نضال وطني فلسطيني حقيقي من أجل التحرير كانوا مسيحيين. جورج حبش، وديع حداد، نايف حواتمة والقائمة تطول. ولقد قاتل يابانيون إلى جانب الفلسطينيين. أما أن يجري التأكيد على الطابع الإسلامي ففي ذلك خيانة للقضية التي محورها أن هناك شعبا طُرد من أرضه التي احتلتها عصابات قادمة من مختلف أنحاء الأرض. ليست حماس على حق حين استبدلت الأرض بالدين. لا لشيء إلا لأن فلسطين هي وطن الديانات التوحيدية الثلاث. كل ذلك الكلام لا ينفع في ظل العدوانية الإسرائيلية التي صارت عنوانا للصراع بعد أن انتهت حركة حماس من تنفيذ مغامرتها. لقد انتهى الحلم ومعه انتهى الوهم وها نحن أمام الواقع. حكومة بنيامين نتنياهو مهددة بالسقوط إن لم يصل انتقامها إلى آخر الشر. ليس لأن صبرها قد نفد، ولكن لأنها وقعت في كماشة، إما أن تخرج منها عن طريق القتل أو تستسلم لهزيمتها. ولأن نتنياهو رجل حرب فقد وجد في الدعم الغربي له مناسبة لإنجاز مختلف أنواع المجازر. لقد قرر أن يحرق الغابة لا بحثا عن الأرنب الذي يختبئ فيها بل لأنه ليس مستعدا لهزيمة، يكون الفلسطينيون سببها. لقد أخطأت حماس حين صنعت سببا غير متوقع يستعيد من خلاله نتانياهو مكانته لدى الإسرائيليين.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ما کان

إقرأ أيضاً:

طفلة أعادت المفكر عبد الوهاب المسيري إلى طريق الإيمان.. «غيرت مفاهيمه»

تعتبر رحلة الدكتور عبدالوهاب المسيري الفكرية من أبرز الرحلات التي شهدها المشهد الفكري العربي في القرن العشرين، فمن كونه شابًا مثقفًا تأثر بالفكر الماركسي إلى العودة لتعاليم الإسلام بشكل واعٍ ومدروس، وقد أطلقت «الوطن» 3 حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع وتقوية الروابط الأسرية.

رحلة عبدالوهاب المسيري من الإلحاد إلى الإيمان

هذه الرحلة الفكرية الطويلة والمعقدة، وثقها المسيري في كتابه الشهير «رحلتي الفكرية»، تثير الكثير من التساؤلات، ففي بداية حياته الفكرية، تأثر «المسيري» بالفكر الماركسي والنظريات المادية، ما دفعه إلى الشك في وجود الله والآخرة، ثم كانت فترة دراسته في الولايات المتحدة والتي شكّلت نقطة تحول مهمة في حياته، إذ بدأ يتساءل عن الكثير من القضايا الفلسفية والدينية حتى عاد إلى الإسلام بشكل واعٍ، فلم تكن عودته مجرد اعتناق شكلي، بل كانت رحلة عميقة للبحث عن الذات والمعنى للحياة.

ووفقًا لما ذكره الراحل في كتابه «رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر»، فقد كانت قصة زواجه من الدكتورة هدى حجازي إحدى أهم القصص التي ألقت الضوء على أحد أبرز جوانب شخصيته، إذ كان حينها عضوًا في الحزب الشيوعي المصري، وعندما بدأ حبها يدق بابه طلب النصح من مسؤوله الحزبي عمّا يشعر به، فأخبره أنّها «برجوازية» والزواج من مثلها يسبب مشكلات كثيرة، وبذلك طرح تصورًا عقليًا أيديولوجيا (طبقيًا) للحب والزواج، وهو ما أهداه لأنّ يطلب النصيحة من والدته التي لم يستشرها في حياته قط فطرحت عليه سؤالًا بسيطًا وهو: «هل يشعر قلبك بالفرح حينما تراها؟»، فلم يجب عن السؤال، إلا أنّه شعر بأنّ أثقالًا أيديولوجية وتحليلات طبقية مادية سقطت على وجدانه، وأن أغلال العقل والقلب بدأت تنفك وقرر الارتباط بالدكتورة هدى، ولعل هذه كانت من أوائل أحداث حياته التي اهتز فيها النموذج المادي الوظيفي كإطار للرؤية.

الإنسان ليس كائن مادي

مرّ «المسيري» في مرحلة الخطوبة بمحطات من الحب جعلته يتسائل كيف يمكن للمرء أن يحب بهذه الطريقة اللازمنية، وأن يترك من يحب ويذهب إلى عمله، وكيف يتحمل الإنسان هذه العواطف بشكل يومي، وهل يتحمل جهازه العصبي مثل هذا العبء، وبعد الزواج اكتشف ميلاد جديد من الحب القادر على التعايش مع الزمن والتاريخ والمجتمع، فالحب في الزواج يتسم بنوع من الاستمرار، وحينها بدأ يعي مفاهيم مثل السكينة والمودة والألفة، وخضعت حياته الزوجية للتأمل أيضًا، فأصبح لديه رؤية ومفهوم للزواج تختلف عن ذي قبل.

ومنذ ذلك الوقت، حاول عبدالوهاب المسيري ألا يعيش في العام وحسب، وأن يختبر المقولات الأيدولوجية على محك الأشياء المباشرة والوجدانية، حتى توصل إلى أنّ الأيدولوجية قد تكون قناعًا يختفي وراءه الإنسان بحيث يتحول إلى عقل محض، وقد يختفي الإنسان تمامًا إلى درجة أنّه يموت قلبًا لا قالبًا، فكان ميلاد ابنته «نور» التي أسماها باسم أستاذته في الجامعة من أهم لحظات حياته، إذ شعر أنّ ميلادها شيء رهيب، وأنّه لا يمكن للنموذج المادي تفسير ما يحدث.

يقول عبدالوهاب المسيري: «عندما ولدت ابنتي وجدت أنّ زوجتي ابتعدت عني ودخلت في علاقة قوية مع هذا الشيء الصغير الذي وصل، وبدأت أتسائل هل ارتباطي المادي بابنتي هل يمكن أن يكون مصدره غدد؟، ووجدت أن النموذج المادي عاجز، وبالتدريج وجدت أن تركيبية الإنسان تتحدى القوانين المادية الحتمية، ووجدت أنه لا يمكن تفسير الإنسان إلا من خلال لا إله إلا الله، وأنه ليس كائنا ماديا، فالإنسان يصبح ثغرة في العالم الطبيعي يشير إلى الله سبحانه وتعالى، فـ أنا لا أنتقل من الله إلى الإنسان، ولكن من الإنسان إلى الله، وأنا من النادر أن أشير إلى القرآن والسنة إلا في الحديث عن تركيبة الإنسان لأنه أنجح طريقة للرد على العلمانيين». 

مقالات مشابهة

  • الكرملين: ليس لدى بوتين خطط للاتصال بنتنياهو حاليا
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة
  • الرئاسة الفلسطينية: لا مستقبل آمن بالمنطقة دون حل القضية الفلسطينية  
  • طفلة أعادت المفكر عبد الوهاب المسيري إلى طريق الإيمان.. «غيرت مفاهيمه»
  • لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!