مساعي دبلوماسية عمانية مكثفة لوقف العدوان علي غزة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
على الرغم من حرص الدبلوماسيَّة العُمانيَّة على التمسُّك بالحيادِ التَّامِّ فى القضايا الدوليَّة والإقليميَّة، وذلك حرصًا على دَوْرها كوسيط يسعى إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، وصولًا للسَّلام المنشود الذى تراه سلطنة عُمان البوَّابة الرئيسة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، إلَّا أنَّ هذا الحياد الإيجابيَّ قائم على عددٍ من الأُسُس التى لا تحيد عَنْها، وأبرزها الالتزام بالقوانين والمواثيق الدوليَّة وشروط العدالة وطُرق تطبيقها.
مشاركة قوية للسلطنة فى قمة القاهرة
ومن هذا المنطلق، ترأس صاحبُ السُّمو شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع وفد سلطنة ýعُمان فى قمة القاهرة للسلام، نيابةً عن صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام.
مواقف عُمانية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية
كما جاء تأكيد السُّلطان هيثم بن طارق، لدى ترؤُّسه اجتماع مجلس الوزراء الأخير، تضامنَ سلطنة عُمان مع الشَّعب الفلسطينى الشَّقيق، ودعم كافَّة الجهود الدَّاعية لوقف التصعيد والهجمات على الأطفال والمَدنيين الأبرياء وإطلاق سراح السّجناء وفقًا لمبادئ القانون الإنسانى الدولى، وذلك خلال استعراض السُّلطان التطوُّرات الخطيرة ودوَّامة العنف المريرة التى تشهدها السَّاحة الفلسطينيَّة، وهو موقفٌ عُمانى ليس بجديد، بل تُعدُّ مناصرةُ القضيَّة الفلسطينيَّة أحَدَ أهمِّ الأُسُس التى تقوم عَلَيْها منطلقات الخارجيَّة العُمانيَّة، حيث تؤمن السَّلطنة بأنَّ الحلَّ الوحيد لمعضلات ومشاكل المنطقة هو إقرار السَّلام القائم على تمكين الشَّعب الفلسطينى من استعادة كافَّة حقوقه المشروعة بإقامة دَولته المستقلَّة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقيَّة وفق مبدأ حلِّ الدولتيْنِ ومبادرة السَّلام العربيَّة وجميع القرارات الأُمميَّة ذات الصِّلة.
سلطان عُمان يجرى اتصالات مكثفة لوقف نزيف الدم فى غزة
إنَّ الرؤية الحكيمة للسُّلطان هيثم بن طارق، السَّاعية لإحداث السَّلام العادل المنشود فى القضيَّة الفلسطينيَّة، تؤمن بضرورة اضطلاع المُجتمع الدولى بمسؤوليَّاته لحماية المَدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانيَّة ورفع الحصار غير المشروع عن غزَّة وباقى الأراضى الفلسطينيَّة، وتسعى، عَبْرَ تحشيد الجهود الدبلوماسيَّة، إلى وقف حالة العنف الحاليَّة، حيث استعرض السلطان هيثم مع أنطونيو جوتيريش الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة التطوُّرات الجارية فى السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة خلال اتِّصال هاتفىّ ناقشا فيه الجهود الرامية لتعزيز الأمن والسِّلم الدولييْنِ، والتى تنطلق من وقف التصعيد الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينيَّة المحتلَّة.
كما بحث السلطان هيثم بن طارق مع الرئيس الإيرانى الدكتور إبراهيم رئيسى، التطوُّرات الراهنة على السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة لا سِيَّما المستجدَّات فى الأراضى الفلسطينيَّة.
وقد تباحث السلطان هيثم بن طارق، هاتفياً مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، تطورات التصعيد الراهن بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى ضوء التداعيات الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، والمعاناة الإنسانية المتصاعدة التى يتكبدها المدنيون بسبب النزاع.
واتفق الزعيمان على أهمية توحيد الجهود لحث جميع الأطراف على التهدئة وخفض العنف، واستعرضا الاتصالات الجارية فى هذا الصدد. كما تم التشديد على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقًا لمرجعيات ومقررات الشرعية الدولية، وبما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
وخلال لقائه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون بحضور الأمين العام للمجلس بقصر البركة العامر بسلطنة عمان، شدد السُّلطان ýهيثم بن طارق سلطان عمان على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد واستخدام القوة والعنف وتوفير الحماية للمدنيين فى غزة واحتياجاتهم الإنسانية بصورة عاجلة.
اتصالات دبلوماسية مكثفة للخارجية العُمانية
وبجانب الجهود التى يبذلها سلطان عُمان، لإيجاد حلٍّ آنىّ للعدوانِ الإسرائيلى على غزَّة، والسَّعى لإيجاد حلٍّ جذرىّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، تحرَّكت الدبلوماسيَّة العُمانيَّة، حيث حرصت أوَّلًا على بناء موقف خليجى موَحَّد، حيث أجرى بدر بن حمد البوسعيدى وزير الخارجيَّة اتِّصالات مع نظرائه وزراء خارجيَّة مجلس التعاون لدوَل الخليج العربيَّة، حيث أكَّد الوزراء أنَّ على المُجتمع الدولى والأطراف الدوليَّة الدَّاعمة لجهود استئناف عمليَّة السَّلام، مسؤوليَّة أساسيَّة للتدخل الفورى لوقف التصعيد الجارى فى فلسطين وفتح الممرَّات الإنسانيَّة للسكَّان فى غزَّة، والاحتكام إلى قواعد القانون الدولى والإنسانى.
كما تلقى ýبدر البوسعيدى وزير الخارجية العُمانى اتصالا هاتفيا من سامح شكرى وزير خارجية جمهورية مصر العربية.، جرى خلاله بحث التصعيد الجارى ضد ýغزة وباقى الأراضى الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة لاحتواء الوضع مع التأكيد الحازم على ضرورة الوقف الفورى للعمليات العسكرية الاسرائيلية فى ýغزة والعمل على فتح ممرات إنسانية عاجلة لضمان وصول الإغاثة والمساعدات للسكان والمصابين جراء القصف الإسرائيلى.
واستعرض وزير الخارجيَّة العُمانى مع نظيره الأمريكى وجهات النظر والوضع الراهن والخطير الذى يواجه المشهد فى غزَّة والأراضى الفلسطينيَّة المحتلَّة، حيث عبَّر عن موقف السَّلطنة القلق من التصعيد المستمر الذى يستنزف السكَّان المَدنىين فى غزَّة والحاجة الملحَّة لتحقيق الهدنة المطلوبة وفتح الممرَّات والأجواء للاحتياجات الإنسانيَّة العاجلة، وإعادة تشغيل محطَّات الكهرباء والمياه، مؤكِّدًا أنَّ المُجتمع الدوليَّ أمام مسؤوليَّة أخلاقيَّة وقانونيَّة تجاه كسر هذه الدوَّامة، والتوجُّه إلى تحقيق السَّلام العادل والشامل للقضيَّة الفلسطينيَّة، واستعادة الحقِّ الفلسطينى المشروع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى غير المشروع.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قد بحث هاتفياً مع وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى، التطورات الجارية فى فلسطين وتداعياتها جراء التصعيد الإسرائيلى الغاشم ضد غزة. واستعرض الجانبان، الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتهدئة ووقف العدوان والإفراج عن المعتقلين وفتح ممرات للإغاثة الإنسانية للسكان فى غزة. وتم التأكيد على الحل السياسى للقضية الفلسطينية، لتحقيق السلام العادل والشامل وفقًا للقانون الدولى.
كما بحث وزير الخارجية العمانى بدر بن حمد البوسعيدى، خلال اتصال هاتفى، مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، التطورات الراهنة فى المنطقة وتداعياتها. وشدد الوزيران على أهمية وقف دوامة العنف والعدوان واللجوء إلى خيار السلام القائم على عدالة القانون والشرعية الدولية.
فلسطين حاضرة الاجتماع الخليجى الأوروبى
وحضرت القضية الفلسطينية فى أعمال الاجتماع الوزارى المشترك بين مجلس التعاون الخليجى والاتحاد الأوروبى، وكان واضحا انعكاس الأحداث الجديدة فى فلسطين على الكثير من النقاشات التى دارت فى الاجتماع أو خلال الحوارات الثنائية التى عقدت بين وزراء الخارجية الخليجيين ونظرائهم الأوروبيين فى محاولة جادة للوصول إلى وجهات نظر متقاربة بين جميع الأطراف. ودعا بدر بن حمد البوسعيدى وزير الخارجية إلى وقف فورى لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى من جميع الأطراف والالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية وحل معاناة الفلسطينيين.
الدَّوْرة الاستثنائية الـ 43 للمجلس الوزارى لدول الخليج بمسقط
وأكد وزير الخارجية العُمانى بدر البوسعيدى خلال أعمال الدَّوْرة الاستثنائية الثالثة والأربعين للمجلس الوزارى لدول الخليج بشأن تطوُّرات الأوضاع فى غزة، والتى عُقدت فى مسقط برئاسته، أكد على ضرورة دفع الجهود لاحتواء الصراع والعمل على منع توسعه وانخراط أطراف أخرى فيه؛ مؤكدا الموقف الخليجى الداعم لوقف نزيف الدم فى قطاع غزة وتأمين وصول الإمدادات الطبية والغذائية للنازحين فى غزة.
وأعلن المجلس الوزارى لدول مجلس التعاون الخليجى، تقديم دعم فورى للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، ودعا فى الوقت ذاته إلى الوقف الفورى لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد المجلس على ثبات الشعب الفلسطينى على أرضه والتحذير من أى محاولات لتهجيره، مطالبا بإنهاء الحصار الإسرائيلى «غير القانونى» والسماح بدخول الدواء والغذاء لسكان غزة، كما دعا المجلس جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين، وطالب بإطلاق سراح المحتجزين من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى.
يشار إلى أن انعقاد الاجتماع الوزارى الاستثنائى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يأتى بناء على طلب سلطنة عمان «دولة الرئاسة الحالية لمجلس التعاون»، وبعد التشاور والتنسيق مع دول المجلس، ويهدف الاجتماع إلى التشاور وإجراء مناقشات حول التطورات الأخيرة فى المنطقة.
أين سقط ضمير العالم؟!!
وتحت هذا العنوان جاءت افتتاحية جريدة عُمان الصادرة يوم 18 أكتوبر الحالى، إذ قالت «ما يحدث من مجازر وجرائم مروعة وعمليات تطهير عرقى بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، جرائم فظيعة لا يمكن أن يتجاوزها التاريخ أو ينساها؛ لأن مشاهدها ستبقى محفورة فى ذاكرة من رآها، ستبقى ندوبها ما بقيت لهذه الأجيال ذاكرة..
واستطرت جريدة عُمان قائلة:»لكنها فى الوقت نفسه ستبقى تطرح سؤالا مهمًا ومفجعًا: أليس لهذا العالم ضمير إنسانى حي؟ هذا العالم الذى يجرحه ذبح عصفور صغير أو دهس قط فى أى شارع من شوارع العالم، ألا يجرحه ذبح مئات الأطفال فى غزة؟ ألا يفجعه ذبحهم وهم فى لحظة بين الخوف والوسن فى لحظة توهَّم الجميع فيها أن الهدوء قد عمّ المكان؟ ألا يوجعه قصف المستشفيات بمَن فيها؟ وهدم البنايات على رؤوس أصحابها؟ ألا تخجله تلك الأيادى المتدلية من وسط الركام وكأنها تشبثت بصحوة متوقعة للعالم حتى نزفت رمقها الأخير؟ أم أن هذا العالم قد وصل إلى ذروة توحشه وفقدانه للإنسانية فلا يرف له جفن وهو يرى جثث الأطفال تتناثر فى الطرقات وتتقطع أشلاء النساء وكبار السن، وتفرّق الأسر وتهجير أكثر من مليون شخص فى ظروف إنسانية صعبة جدا.. فيما يقول العالم إنه قد وصل إلى «نهاية التاريخ» من التقدم البشرى والتفوق.
التطهير العرقى فى غزة.. استعادة لنكبة فلسطين الأولى
وكانت افتتاحية جريدة عُمان يوم 14 أكتوبر الجارى قد حملت عنوان (التطهير العرقى فى غزة.. استعادة لنكبة فلسطين الأولى) قالت فيها: إن الاستراتيجية التى تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلية فى غزة ضد الشعب الفلسطينى الذى يزدحم تاريخه بقصص النفى والتهجير والنزوح، مألوفة ومعروفة بوضوح لا لبس فيه.
وأضافت افتتاحية الجريدة: «ذاكرة الشعب الفلسطينى حاضرة، وما زالت أحداث 1948 تتردد بقوة، لتذكر الفلسطينيين والعالم بالجريمة الكبرى التى ارتكبتها إسرائيل والمتمثلة فى تهجير الفلسطينيين عن أرضهم إلى مناف فى العالم. وفى ظل القصف العنيف الذى تقوم به إسرائيل اليوم على قطاع غزة والذى يتعدى توصيفه فكرة «جريمة الحرب» إلى «الإبادة الجماعية» تبدو إسرائيل عازمة على تكرار التاريخ، وربما على أمل أن يتفاعل العالم بنفس الجمود الذى اتسمت به الأحداث التى وقعت قبل أكثر من 7 عقود من الزمن».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العدوان على غزة وزیر الخارجیة مجلس التعاون وقف التصعید ة الفلسطینی بدر بن حمد على ضرورة ل الخلیج سلطنة ع فى غزة ع مانى ة التى
إقرأ أيضاً:
الأذرع الطولى لمصر.. القوات المسلحة من أقوى الجيوش على مستوى العالم
تعتبر القوات المسلحة المصرية اليوم من بين الأقوى على مستوى العالم، وتحظى بترتيب متقدم فى العديد من التصنيفات العالمية التى تقيم قدرات الجيوش بناء على معايير متعددة مثل القوة الجوية والبحرية والبرية، وما جعل القوات المسلحة المصرية تحقق هذا التقدم الكبير هو تبنيها استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز كل جوانب قوتها الدفاعية من خلال تحديث الأسلحة والمنظومات القتالية، وتطوير البنية التحتية العسكرية، بالإضافة إلى رفع كفاءة العنصر البشرى.
وتجسدت هذه الاستراتيجية فى امتلاك الأسلحة المتطورة وإقامة قواعد عسكرية ضخمة، مما جعل الجيش المصرى قادرًا على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التى تواجهها البلاد، بالإضافة إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ومن أبرز الأدوات العسكرية التى امتلكتها القوات المسلحة المصرية فى السنوات الأخيرة حاملة الطائرات المروحية «الميسترال»، والتى تعتبر نقطة تحول فى قوتها البحرية ومنها حاملة الطائرات «جمال عبد الناصر» و«أنور السادات» اللتان دخلتا الخدمة فى الأسطول المصرى وتجسدان قدرات جديدة فى العمليات البحرية، حيث تُعد الحاملة المروحية إحدى الأسلحة الاستراتيجية التى تسمح للقوات البحرية المصرية بإجراء عمليات برمائية واسعة النطاق.
هذه السفن الضخمة تمتلك قدرة استيعابية كبيرة من المروحيات والمدرعات، بالإضافة إلى القوات الخاصة، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات متعددة فى مسارح العمليات البحرية والبرية، ومن خلال أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة التى تتمتع بها، تساهم «الميسترال» فى تعزيز قدرة مصر على التحرك فى أى نقطة من البحر الأحمر والمتوسط، مما يجعلها عنصرًا مهمًا فى الاستراتيجية العسكرية المصرية فى منطقة حساسة جغرافيًا.
علاوة على ذلك، حققت القوات الجوية المصرية تقدمًا غير مسبوق مع امتلاكها طائرات «رافال» الفرنسية متعددة المهام والتى تعتبر من أحدث المقاتلات فى العالم، حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متخصصة مثل التفوق الجوى، والقصف الدقيق، والاستطلاع، بالإضافة إلى قدرتها على حمل الصواريخ طويلة المدى وتم تزويد طائرات «رافال» بصواريخ عالية الدقة، مما يجعلها قادرة على ضرب الأهداف الاستراتيجية بشكل فعال من مسافات بعيدة.
وتعد طائرة «ميج-٢٩M» الروسية واحدة من الطائرات المتطورة التى انضمت إلى القوات الجوية المصرية فى السنوات الأخيرة وتم تعديل هذه الطائرة لتلبية احتياجات الجيش المصرى فى مواجهة التهديدات الجوية وتمتاز بقدرتها على العمل فى جميع الظروف الجوية، فضلًا عن تسليحها المتنوع.
فضلا عن طائرات الهجوم الروسية «كاموف» وهى الطائرات المروحية الهجومية القوية، وقد دخلت الخدمة فى الجيش المصرى فى إطار تعزيز القدرة على تنفيذ عمليات هجومية على الأرض والتعامل مع التهديدات المعقدة ومن أبرز الطرازات طائرة «كا-٥٢» وهى طائرة مروحية هجومية متعددة المهام، وتمثل إضافة كبيرة لقوة الجيش المصرى فى مجال الهجوم الجوى.
إلى جانب امتلاك مصر لطائرات «آباتشى» من الطائرات الهجومية الثقيلة والتى تستخدمها القوات المسلحة المصرية لتنفيذ المهام التكتيكية الدقيقة وتعد النسخ المحدثة من طائرات الأباتشى إحدى أبرز المعدات التى انضمت إلى القوات الجوية المصرية فى إطار تحديث أسطول الطائرات الهجومية.
وعزز هذا التقدم من القوة الجوية المصرية مما وضعها فى مكانة متقدمة فى المنطقة من حيث القدرة على الردع والقيام بالمهام الهجومية والدفاعية على حد سواء.
َعلى جانب آخر قامت القوات المسلحة بتطوير قدراتها الدفاعية المحلية، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو إنتاج «راجمة الصواريخ رعد ٢٠٠» والتى صنعت بالكامل داخل مصر، وتمثل إنجازًا كبيرًا فى مجال التصنيع العسكرى المحلى وتتميز بقدرتها على إطلاق صواريخ دقيقة فى وقت قياسى، مما يجعلها أداة فعالة للتعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة فى ساحة المعركة.
الإضافة التى شهدتها القوات المسلحة فى تسليحها تعكس قدرة مصر على الاعتماد على إمكانياتها الذاتية لتطوير أسلحتها بما يتناسب مع الاحتياجات العسكرية الحديثة ومن خلال هذه الأنظمة المحلية، تعمل القوات المسلحة على تقليل الاعتماد على الأسلحة المستوردة وتعزيز قدرة الصناعة الدفاعية المحلية على تلبية احتياجات الجيش المصرى.
ولا يقتصر التطوير العسكرى فى مصر على الأسلحة فقط، بل يمتد إلى تطوير القواعد العسكرية التى تمثل العمود الفقرى للقدرة على الانتشار السريع والتأهب لمواجهة أى تهديدات، ومن أبرز القواعد العسكرية التى تم إنشاؤها فى الفترة الأخيرة، قاعدة «محمد نجيب» العسكرية التى تُعد واحدة من أكبر القواعد العسكرية فى الشرق الأوسط. وتتسم القاعدة بموقعها الاستراتيجى فى الشمال الغربى من مصر، وهى تحتوى على منشآت تدريبية متطورة، بالإضافة إلى مستودعات للأسلحة والمعدات وتوفر القاعدة بيئة تدريبية مثالية للقوات المصرية، مما يعزز من جاهزيتها لمواجهة أى تهديدات محتملة على الحدود الغربية.
من جهة أخرى، تعتبر قاعدة «برنيس» البحرية التى تقع على ساحل البحر الأحمر، أحد أبرز المشاريع العسكرية فى العصر الحديث، وتمثل نقطة انطلاق استراتيجية للقوات البحرية المصرية، حيث تمنحها القدرة على حماية الممرات البحرية الحيوية فى البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية لمصر.
والموقع الجغرافى للقاعدة جعلها مركزًا مهمًا للدفاع عن المصالح المصرية فى منطقة حيوية تشهد نشاطًا بحريًا وعسكريًا متزايدًا ويمكن للبحرية المصرية تعزيز وجودها فى البحر الأحمر وفرض قوتها فى وجه أى تهديدات قد تطرأ فى هذه المنطقة.
إلى جانب القواعد العسكرية الكبرى، تبذل القوات المسلحة المصرية جهدًا كبيرًا فى تعزيز تعاونها العسكرى مع دول أخرى من خلال إجراء مناورات عسكرية مشتركة وتتيح تلك المناورات للقوات المصرية تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة مع جيوش الدول الكبرى، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة فى المنطقة.
ومن بين هذه المناورات، تأتى مناورات «النجم الساطع» التى تُعد واحدة من أكبر المناورات العسكرية المشتركة فى الشرق الأوسط، حيث تشارك فيها القوات المصرية مع القوات الأمريكية وعدد من حلفائها إلى جانب المناورات الأخيرة التى تجريها القوات المسلحة مع المملكة العربية السعودية تحت اسم « السهم الثاقب»
وتهدف هذه المناورات إلى تحسين التنسيق بين القوات المشاركة وتعزيز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة المصرية كما تتيح للقادة العسكريين المصريين فرصة تدريب القوات على أساليب حديثة فى الحرب البرية والجوية والبحرية.
كل هذه التطورات جعلت من الجيش المصرى أحد اللاعبين الرئيسيين فى معادلة الأمن الإقليمى والدولى، فقد شهدت التصنيفات العسكرية العالمية تقدمًا ملحوظًا لمصر، حيث صنفها تقرير «غلوبال فاير باور» ضمن أفضل عشرة جيوش فى العالم.
ويعكس ذلك التطور بشكل جلى القدرات المتزايدة للقوات المسلحة المصرية من حيث المعدات، والتدريب، والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية متكاملة، سواء كانت دفاعية أو هجومية.
ومع التحديات الأمنية المتزايدة فى المنطقة، فإن القوات المسلحة المصرية تظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، بفضل امتلاكها للأسلحة المتطورة مثل «الميسترال» و«الرافال» و«رعد ٢٠٠»، إضافة إلى القواعد العسكرية الحديثة مثل قاعدة «محمد نجيب» و«برنيس»، تعزز القوات المسلحة المصرية مكانتها كقوة عسكرية قادرة على مواجهة أى تهديدات داخليًا وخارجيًا.