ما دور الميليشيات الموالية لإيران في الحرب بين إسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
مظاهرة مناهضة لإسرائيل في ساحة التحرير ببغداد في 13 أكتوبر/تشرين الأول
يبدو أن الرسالة كانت واضحة: الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا خلال الأسبوع الماضي تعني أن أعضاء الميليشيات العراقية والمتمردين الحوثيين في اليمن لم يكونوا راضين على ما يبدو عن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش الأمريكي نفذ الخميس (26 أكتوبر/تشرين الأول 2023) ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على الهجمات ضد القوات الأمريكية. وذكر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران والتي بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر".
وأمر الرئيس جو بايدن بتنفيذ تلك الضربات. وقال أوستن في البيان "هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة ويجب أن تتوقف". وأضاف: "إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية فلن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا".
منذ الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة حماس الإسلاموية المسلحة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، قام الجيش الإسرائيلي بقصف قطاع غزة المكتظ بالسكان، فضلاً عن منع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والإمدادات الطبية إلى القطاع. أدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 على غزة إلى تقييد الواردات إليها ومنع معظم الناس من المغادرة.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إن أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا في هجمات حماس وفي غزة، وقُتل أكثر من 7000 شخص منذ ذلك الحين بسبب القصف الإسرائيلي الانتقامي، وفقاً للسلطات الصحية التابعة لحماس. ولا يمكن التحقق من الأعداد الدقيقة بشكل مستقل، لكن عدد القتلى في غزة مستمر في الارتفاع مع استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
أصبح "الحشد الشعبي" في العراق أكثر قوة مع مرور الوقت
من هي تلك المجموعات؟
أصبح المزاج السائد متوتراً لدى الجماعات المسلحة في العراق واليمن التي تعتبر نفسها حلفاء لحماس.
وقال محللون سياسيون في مؤسسة الأبحاث "The Century Foundation" والتي مقرها الولايات المتحدة، في تعليق في 16 تشرين الأول/أكتوبر: "إن التدخل الإسرائيلي الواسع في غزة يهدد بتصعيد من قبل حلفاء حماس فيما يسمى بمحور المقاومة، وهو تحالف إقليمي تقوده إيران ويضم أيضاً حزب الله اللبناني ومختلف الفصائل شبه العسكرية العراقية وحركة الحوثيين في اليمن".
وتحكم حماس، التي شنت الهجمات الوحشية على إسرائيل، قطاع غزة، وتصنف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي ودول من بينها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة.
حزب الله هو ميليشيا كبيرة وحزب سياسي مقره في لبنان. وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وفي العراق، ظهرت الميليشيات الموالية لإيران بعد عام 2014 عندما تطوع السكان المحليون لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي المتطرف. ولهذا السبب تُعرف على نطاق واسع باسم "قوات الحشد الشعبي". تختلف أيديولوجيات الميليشيات المنضوية تحت "الحشد الشعبي"، وبعضها لديه الآن أجنحة سياسية في البرلمان العراقي. ويحظى العديد منها بدعم مالي وتكتيكي من قبل إيران.
وتخوض حركة التمرد الحوثي حرباً أهلية مع الحكومة اليمنية الرسمية منذ عام 2014، بدأت الحرب بشكل جزئي كرد فعل على النفوذ السعودي المتزايد. ويحظى الحوثيون أيضاً بدعم إيران.
وقد أعرب قادة اثنتين من الميلشيات الكبيرة في العراق عن معارضتهم لما يحدث في غزة. وقال هادي العامري، زعيم منظمة بدر، في تصريح صحفي بعد يومين من هجوم حماس: "إذا دخلت أمريكا هذه المعركة مباشرة، فسوف نعتبر كل الأمريكيين أهدافاً مشروعة".
وأعلن جعفر الحسين، المتحدث باسم كتائب حزب الله، عبر منصة "تليغرام" في 18 أكتوبر/تشرين الأول، أن "الأميركيين شركاء أساسيون في قتل أهل غزة، وبالتالي عليهم أن يتحملوا العواقب". وأدلى زعيم جماعة الحوثي اليمنية بتصريح مماثل.
هجوم حماس جاء في وقت تقترب فيه إسرائيل من بعض الدول العربيةتداعيات قصف المستشفى المعمداني
قبل اندلاع الصراع الحالي، كان هناك بعض التوقف في الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والميليشيات العراقية، والتي دأبت على ترديد أنها تريد خروج الولايات المتحدة من العراق وأطلقت في السابق صواريخ على قواعد أمريكية.
ومنذ قصف مستشفى الأهلي (المعمداني) في غزة في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت مثل هذه الهجمات من جديد. وأعلنت الميليشيات مسؤوليتها عن حوالي 11 هجوماً بطائرات مسيرة أو صواريخ على قواعد أمريكية في العراق وسوريا. وتوفي أحد الجنود الأمريكيين نتيجة لأزمة قلبية أصيب بها خلال إحدى الهجمات، وأصيب آخرون بجروح طفيفة لكنهم تمكنوا من العودة إلى الخدمة بعد ذلك.
وفي العراق أيضاً، أفادت وسائل إعلام محلية عن وجود تحركات عسكرية على جبل سنجار، وهي نقطة مرتفعة تم إطلاق منها صواريخ على إسرائيل في عام 1991 من قبل دكتاتور البلاد السابق صدام حسين. كما شوهد أعضاء كبار في الميليشيات العراقية في لبنان وسوريا، وهي دول أقرب إلى إسرائيل جغرافياً من العراق واليمن.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تمكنت المدمرة البحرية الأمريكية "يو إس إس كارني" من اعتراض ثلاثة صواريخ وعدة طائرات بدون طيار في البحر الأحمر، أطلقتها جماعة الحوثي، رغم ذلك قال الجيش الأمريكي إن أهدافها كانت غير واضحة.
ويعتقد الخبراء أن فرص خوض إيران للحرب بنفسها تظل ضئيلة. لكن وكلاء إيران – مثل حماس وحزب الله والميليشيات في العراق واليمن – قد يتصرفون دون إثارة أزمة دولية فورية.
وأفاد باحثون في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في 20 أكتوبر/ تشرين الأول أن العديد من الميليشيات العراقية قد أنشأت منظمة جامعة جديدة تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق". وقال الباحثون في التقرير: "بالنظر إلى أزمة غزة واحتمال توسيع نطاق الحرب على المستوى الإقليمي، تريد الميليشيات المدعومة من إيران إظهار الوحدة من خلال دمج أفعالها في علامة تجارية واحدة". وهي بمثابة "إعلان عن واجب"، حسب الباحثين.
بحلول عام 2016، سيطر الحوثيون على جزء كبير من شمال اليمن
ما حجم التهديد؟
حتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كانت الزيادة في الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا هي أكثر من مجرد قعقعة سلاح.
صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين أن الولايات المتحدة تعلم أن إيران كانت وراء الهجمات التي نفذها وكلاؤها. وقال كيربي: "نعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات، تسهل بشكل فعال هذه الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم أو لمصلحة إيران".
ونفت إيران مسؤوليتها عن الهجمات، قائلة إن الميليشيات تتصرف بشكل مستقل.
وقال حمزة حداد، وهو زميل زائر في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، إنه في الوقت الحالي، يمكن اعتبار هجمات الطائرات بدون طيار ومشاركة قادة الميليشيات شبه العسكرية بشكل واضح في الاجتماعات في لبنان كمواقف فردية في الغالب.
"حان الوقت للحكم السياسي السليم وضبط النفس"
وأشار حداد إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار والمشاعر المعادية للولايات المتحدة ليست جديدة أيضاً. وأضاف: "في الوقت الحالي، إنهم يرسلون رسالة فقط". "لكن نعم، قد تكون هناك عواقب أكثر خطورة إذا بدأنا نرى سقوط إصابات".
وكتب المحللون السياسيون في مؤسسة الأبحاث "The Century Foundation" في تعليقهم أنه لا يوجد دليل على تورط الميليشيات العراقية أو الحوثيين بأي شكل من الأشكال في هجوم حماس على إسرائيل. لكنهم أضافوا أنه "إذا توسعت إسرائيل في عمليتها في غزة، كما وعد المسؤولون الإسرائيليون بذلك، فمن غير المرجح أن يمنع الوجود العسكري الأمريكي فصائل "محور المقاومة" التي تقودها إيران من الهجوم. وعندها ستكون الولايات المتحدة في مأزق للتدخل لدعم إسرائيل. وهذا بدوره سيؤدي إلى هجمات على أهداف أمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وقال المحللون إنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن للميليشيات العراقية أن تهاجم القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، بينما يستهدفها الحوثيون في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد يهاجم الحوثيون بشكل مباشر هذين البلدين، اللذين يعتبران حليفين للولايات المتحدة. وخلص المحللون إلى أنه "بما أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في هجومها على حماس، فإنه على إسرائيل عدم ارتكاب أعمال وحشية ضد المدنيين الفلسطينيين، كي لا تطلق العنان لحرب أوسع نطاقاً ستكون بمثابة كارثة على الولايات المتحدة والشرق الأوسط".
الكاتبة: كاثرين شير/ ز.ك.ب
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حركة حماس الحرب بين إسرائيل وحماس الشرق الأوسط الحشد الشعبي حزب الله الحوثيون الحرب في الشرق الأوسط سوريا اليمن لبنان إسرائيل هادي العامري القواعد الأمريكية في سوريا قاعدة عين الأسد حركة حماس الحرب بين إسرائيل وحماس الشرق الأوسط الحشد الشعبي حزب الله الحوثيون الحرب في الشرق الأوسط سوريا اليمن لبنان إسرائيل هادي العامري القواعد الأمريكية في سوريا قاعدة عين الأسد أکتوبر تشرین الأول الولایات المتحدة فی العراق وسوریا منظمة إرهابیة الشرق الأوسط على إسرائیل إسرائیل فی بدون طیار حزب الله فی غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
أنباء عن تقدم في محادثات وقف إطلاق النار .. والأمم المتحدة تطلب رأيا قانونيا حول التزامات إسرائيل في غزة
عواصم "وكالات": أفادت مصادر أمنية مصرية بأن المفاوضات المطولة بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد 14 شهرا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تدخل مرحلتها النهائية.
وقالت مصادر في القاهرة مطلعة على المفاوضات إنه قد يجري التوصل إلى اتفاق في غضون عشرة أيام، والذي من المتوقع أن يتضمن أيضا الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدما تم إحرازه في جميع القضايا العالقة.
وسافر وفد مصري إلى العاصمة القطرية الدوحة صباح الخميس للمشاركة في المحادثات مع ممثلين من إسرائيل والولايات المتحدة .
وتتوسط الولايات المتحدة ومصر وقطر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، واللتان لا تتفاوضان مباشرة مع بعضهما البعض. وتستهدف المفاوضات التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وتركز جولة المحادثات في الدوحة على دور المؤسسات الدولية التي من المفترض أن تراقب تنفيذ الاتفاق المرتقب، وفقا للمصادر الأمنية.
وسيستمر وقف إطلاق النار في البداية لمدة 60 يوما، مع بقاء الجنود الإسرائيليين في بعض المناطق في قطاع غزة. وأضافت المصادر أن الرهائن الذين تم اختطافهم من إسرائيل سيتم الإفراج عنهم على مراحل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق أن النقاط العالقة تشمل تحديد السجناء الفلسطينيين الذين سيجري الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل الرهائن الذين تم اختطافهم من إسرائيل خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، من المقرر أن يجري نقل بعض السجناء الذين ارتكبوا جرائم خطيرة إلى دول مثل تركيا أو قطر.
إحراق "مسجد مردا"
اتهم مسؤولون فلسطينيون الجمعة مستوطنين بحرق مسجد في قرية مردا شمال الضفة الغربية المحتلة، وكتابة شعارات عنصرية معادية للعرب على جدرانه، فيما اعتبر الامن الداخلي والشرطة الاسرائيلية أنّ هذه الحادثة "بالغة الخطورة".
وأفاد محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل بأنّ "مستعمرين اقتحموا قرية مردا فجر الجمعة وأحرقوا مسجد "بر الوالدين" في القرية وكتبوا شعارات انتقامية وعنصرية ضد العرب والمسلمين، وأخرى تنطوي على تهديدات بالقتل والانتقام من أهالي القرية".
وحمّل "الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن جريمة المستعمرين"، مطالبا "المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لحماية الشعب الفلسطيني ومساجده وكنائسه وممتلكاته".
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إنّ "مستوطنين تسللوا فجر الجمعة الى قرية مردا شرق سلفيت في شمال الضفة وأضرموا النار في مسجد القرية وكتبوا على جدرانه شعارات باللغة العبرية".
وأظهرت صور تم التداول بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي شعارات مكتوبة باللون الأسود، تتضمّن عبارات مثل "الموت للعرب" و"إسرائيل ستبني المعبد المقدس".
وأضاف الشهود أن "الاهالي تمكنوا من إخماد الحريق قبل أن يمتد الى كل المسجد، وقد اقتصرت الاضرار على مدخله".
أفاد مصوّر وكالة فرانس برس في مكان الحادث بأنّ أهالي القرية كانوا يتجمعون في المسجد لتقييم الاضرار.
واعتبر محافظ سلفيت عبد الله كميل أنّ الحادث ليس منعزلا، مشيرا الى انّ "قرية مردا تتعرض بشكل دائم لاعتداءات من قوات الاحتلال ومستعمرين، عن طريق الاقتحامات وعمليات ترويع المواطنين وإغلاق البوابات الحديدية المنتشرة على مداخلها والاعتقالات وغير ذلك، فيما تتكرر هذه الأفعال= في معظم مناطق المحافظة".
وذكر بيان مشترك لجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الاسرائيلية باللغة العربية أن الجهازين شرعا "بالتحقيق للتدقيق في ملابسات حادثة الحرق التي وقعت هذه الليلة في القرية الفلسطينية مردا في منطقة السامرة" شمال الضفة الغربية.
وتابع البيان "بحسب الشبهات، أُحرق المسجد عمدا وكُتبت شعارات" على جدرانه، مضيفا "في إطار تقييم الوضع الذي أجراه جيش الدفاع وجهاز الأمن العام وشرطة إسرائيل، تقرر إجراء تحقيق مشترك".
وأردف البيان "ننظر الى هذه الحادثة على انها بالغة الخطورة وسنعمل بصورة حازمة لإحالة الجناة إلى القضاء ومحاكمتهم بشكل صارم".
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة إحراق مستوطنين مسجد قرية مردا، معتبرة أنّ "الاعتداء عنصري بامتياز، ويشكل ترجمة لحملات تحريض واسعة ضد شعبنا يمارسها أركان اليمين المتطرف الحاكم، وامتداد لمسلسل طويل من الانتهاكات وجرائم ميليشيات المستوطنين المسلحة والمنظمة المدعومة رسميا من حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة بـ"تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
وتصاعد العنف منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس واسرائيل في غزة في السابع من أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الصحة في رام الله. قُتل ما لا يقل عن 803 فلسطينيا في الضفة الغربية إثر هجمات للجيش الاسرائيلي أو برصاص مستوطنين.
كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.
رأيا قانونيا
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار رأي قانوني حول التزامات إسرائيل الإنسانية في قطاع غزة.
ويهدف الرأي القانوني إلى توضيح مدى إلتزام إسرائيل بقبول المساعدات من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وحصل القرار الذي تقدمت به النرويج على 137 صوتا لصالحه، بينما اعترضت 12 دولة - بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل - في حين امتنعت 22 دولة عن التصويت.
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره في بيان:"من غير المقبول أن تمنع إسرائيل تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال".
وأضاف وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في البيان: "إعاقة إسرائيل للمساعدات الضرورية تقوض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأكد إيدي قائلا: "لا يوجد أي بلد فوق القانون الدولي، ولا يحق لإسرائيل طرد منظمات الأمم المتحدة من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها بشكل غير قانوني".
وسيجري الآن إحالة طلب الرأي الاستشاري إلى المحكمة في لاهاي. ومع ذلك، فإن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة قانونيا وتعتبر رمزية.
هجوم ممنهج
اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بشن هجمات منهجية على النظام الصحي في غزة وبتقييد المساعدات الإنسانية الأساسية.
وقالت المنظمة، التي تعمل في غزة منذ أكثر من 20 عاما، إن موظفيها تعرضوا لأكثر من 40 هجوما منذ بداية الحرب، بما في ذلك غارات جوية وقصف واقتحامات عسكرية على المنشآت الصحية. وذكرت أنه بحلول شهر أكتوبر تم إغلاق 19 من مستشفيات غزة الـ36، ومنع القتال المستمر العديد من السكان من الوصول إلى المستشفيات التي لا تزال تعمل.
وذكر تقرير المنظمة أن "الهجمات على المدنيين، وتفكيك النظام الصحي، ومنع الطعام والماء والإمدادات، هي شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على سكان غزة. يجب أن يتوقف هذا الآن".
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بـ"الكاذب والمضلل تماما"، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تستهدف العاملين في المجال الصحي الأبرياء وتسعى لضمان إيصال المساعدات. واتهمت المجموعة الطبية بعدم الاعتراف باستخدام حركة حماس للمستشفيات كقواعد "للأنشطة والعمليات الإرهابية".
وتكرر ذكر بعض الاتهامات الواردة في تقرير أطباء بلا حدود في تقرير آخر من منظمة هيومن رايتس ووتش، التي اتهمت إسرائيل بحملة في غزة تشكل "أعمال إبادة جماعية"، من خلال قطع إمدادات المياه والكهرباء، وتدمير البنية التحتية، ومنع توزيع الإمدادات الحيوية.