DW عربية:
2025-02-02@20:18:55 GMT

ما دور الميليشيات الموالية لإيران في الحرب بين إسرائيل وحماس؟

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

مظاهرة مناهضة لإسرائيل في ساحة التحرير ببغداد في 13 أكتوبر/تشرين الأول

يبدو أن الرسالة كانت واضحة: الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا خلال الأسبوع الماضي تعني أن أعضاء الميليشيات العراقية والمتمردين الحوثيين في اليمن لم يكونوا راضين على ما يبدو عن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.

مختارات واشنطن تخشى تمدد النزاع بين إسرائيل وحماس ليشمل حزب الله وإيران الولايات المتحدة تنصح مواطنيها بعدم السفر للعراق واشنطن تضع 2000 جندي في "حالة تأهب قصوى" لانتشار محتمل في الشرق الأوسط محادثات في الرياض بين الحوثيين والسعودية.. على طريق السلام في اليمن؟

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش الأمريكي نفذ الخميس (26 أكتوبر/تشرين الأول 2023) ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على الهجمات ضد القوات الأمريكية. وذكر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران والتي بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر". 

وأمر الرئيس جو بايدن بتنفيذ تلك الضربات. وقال أوستن في البيان "هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة ويجب أن تتوقف". وأضاف: "إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية فلن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا".

منذ الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة حماس الإسلاموية المسلحة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، قام الجيش الإسرائيلي بقصف قطاع غزة المكتظ بالسكان، فضلاً عن منع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والإمدادات الطبية إلى القطاع. أدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 على غزة إلى تقييد الواردات إليها ومنع معظم الناس من المغادرة.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا في هجمات حماس وفي غزة، وقُتل أكثر من 7000 شخص منذ ذلك الحين بسبب القصف الإسرائيلي الانتقامي، وفقاً للسلطات الصحية التابعة لحماس. ولا يمكن التحقق من الأعداد الدقيقة بشكل مستقل، لكن عدد القتلى في غزة مستمر في الارتفاع مع استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

أصبح "الحشد الشعبي" في العراق أكثر قوة مع مرور الوقت

من هي تلك المجموعات؟

أصبح المزاج السائد متوتراً لدى الجماعات المسلحة في العراق واليمن التي تعتبر نفسها حلفاء لحماس.

وقال محللون سياسيون في مؤسسة الأبحاث "The Century Foundation" والتي مقرها الولايات المتحدة، في تعليق في 16 تشرين الأول/أكتوبر: "إن التدخل الإسرائيلي الواسع في غزة يهدد بتصعيد من قبل حلفاء حماس فيما يسمى بمحور المقاومة، وهو تحالف إقليمي تقوده إيران ويضم أيضاً حزب الله اللبناني ومختلف الفصائل شبه العسكرية العراقية وحركة الحوثيين في ​​اليمن".

وتحكم حماس، التي شنت الهجمات الوحشية على إسرائيل، قطاع غزة، وتصنف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي ودول من بينها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة.

حزب الله هو ميليشيا كبيرة وحزب سياسي مقره في لبنان. وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

وفي العراق، ظهرت الميليشيات الموالية لإيران بعد عام 2014 عندما تطوع السكان المحليون لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي المتطرف. ولهذا السبب تُعرف على نطاق واسع باسم "قوات الحشد الشعبي". تختلف أيديولوجيات الميليشيات المنضوية تحت "الحشد الشعبي"، وبعضها لديه الآن أجنحة سياسية في البرلمان العراقي. ويحظى العديد منها بدعم مالي وتكتيكي من قبل إيران.

وتخوض حركة التمرد الحوثي حرباً أهلية مع الحكومة اليمنية الرسمية منذ عام 2014، بدأت الحرب بشكل جزئي كرد فعل على النفوذ السعودي المتزايد. ويحظى الحوثيون أيضاً بدعم إيران.

وقد أعرب قادة اثنتين من الميلشيات الكبيرة في العراق عن معارضتهم لما يحدث في غزة. وقال هادي العامري، زعيم منظمة بدر، في تصريح صحفي بعد يومين من هجوم حماس: "إذا دخلت أمريكا هذه المعركة مباشرة، فسوف نعتبر كل الأمريكيين أهدافاً مشروعة".

وأعلن جعفر الحسين، المتحدث باسم كتائب حزب الله، عبر منصة "تليغرام" في 18 أكتوبر/تشرين الأول، أن "الأميركيين شركاء أساسيون في قتل أهل غزة، وبالتالي عليهم أن يتحملوا العواقب". وأدلى زعيم جماعة الحوثي اليمنية بتصريح مماثل.

هجوم حماس جاء في وقت تقترب فيه إسرائيل من بعض الدول العربية

تداعيات قصف المستشفى المعمداني 

قبل اندلاع الصراع الحالي، كان هناك بعض التوقف في الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والميليشيات العراقية، والتي دأبت على ترديد أنها تريد خروج الولايات المتحدة من العراق وأطلقت في السابق صواريخ على قواعد أمريكية.

ومنذ قصف مستشفى الأهلي (المعمداني) في غزة في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت مثل هذه الهجمات من جديد. وأعلنت الميليشيات مسؤوليتها عن حوالي 11 هجوماً بطائرات مسيرة أو صواريخ على قواعد أمريكية في العراق وسوريا. وتوفي أحد الجنود الأمريكيين نتيجة لأزمة قلبية أصيب بها خلال إحدى الهجمات، وأصيب آخرون بجروح طفيفة لكنهم تمكنوا من العودة إلى الخدمة بعد ذلك.

وفي العراق أيضاً، أفادت وسائل إعلام محلية عن وجود تحركات عسكرية على جبل سنجار، وهي نقطة مرتفعة تم إطلاق منها صواريخ على إسرائيل في عام 1991 من قبل دكتاتور البلاد السابق صدام حسين. كما شوهد أعضاء كبار في الميليشيات العراقية في لبنان وسوريا، وهي دول أقرب إلى إسرائيل جغرافياً من العراق واليمن.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تمكنت المدمرة البحرية الأمريكية "يو إس إس كارني" من اعتراض ثلاثة صواريخ وعدة طائرات بدون طيار في البحر الأحمر، أطلقتها جماعة الحوثي، رغم ذلك قال الجيش الأمريكي إن أهدافها كانت غير واضحة.

ويعتقد الخبراء أن فرص خوض إيران للحرب بنفسها تظل ضئيلة. لكن وكلاء إيران – مثل حماس وحزب الله والميليشيات في العراق واليمن – قد يتصرفون دون إثارة أزمة دولية فورية.

وأفاد باحثون في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في 20 أكتوبر/ تشرين الأول أن العديد من الميليشيات العراقية قد أنشأت منظمة جامعة جديدة تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق". وقال الباحثون في التقرير: "بالنظر إلى أزمة غزة واحتمال توسيع نطاق الحرب على المستوى الإقليمي، تريد الميليشيات المدعومة من إيران إظهار الوحدة من خلال دمج أفعالها في علامة تجارية واحدة". وهي بمثابة "إعلان عن واجب"، حسب الباحثين.

بحلول عام 2016، سيطر الحوثيون على جزء كبير من شمال اليمن

ما حجم التهديد؟

حتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كانت الزيادة في الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا هي أكثر من مجرد قعقعة سلاح.

صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين أن الولايات المتحدة تعلم أن إيران كانت وراء الهجمات التي نفذها وكلاؤها. وقال كيربي: "نعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات، تسهل بشكل فعال هذه الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم أو لمصلحة إيران".

ونفت إيران مسؤوليتها عن الهجمات، قائلة إن الميليشيات تتصرف بشكل مستقل.

وقال حمزة حداد، وهو زميل زائر في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، إنه في الوقت الحالي، يمكن اعتبار هجمات الطائرات بدون طيار ومشاركة قادة الميليشيات شبه العسكرية بشكل واضح في الاجتماعات في لبنان كمواقف فردية في الغالب.

"حان الوقت للحكم السياسي السليم وضبط النفس"

وأشار حداد إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار والمشاعر المعادية للولايات المتحدة ليست جديدة أيضاً. وأضاف: "في الوقت الحالي، إنهم يرسلون رسالة فقط". "لكن نعم، قد تكون هناك عواقب أكثر خطورة إذا بدأنا نرى سقوط إصابات".

وكتب المحللون السياسيون في مؤسسة الأبحاث "The Century Foundation" في تعليقهم أنه لا يوجد دليل على تورط الميليشيات العراقية أو الحوثيين بأي شكل من الأشكال في هجوم حماس على إسرائيل. لكنهم أضافوا أنه "إذا توسعت إسرائيل في عمليتها في غزة، كما وعد المسؤولون الإسرائيليون بذلك، فمن غير المرجح أن يمنع الوجود العسكري الأمريكي فصائل "محور المقاومة" التي تقودها إيران من الهجوم. وعندها ستكون الولايات المتحدة في مأزق للتدخل لدعم إسرائيل. وهذا بدوره سيؤدي إلى هجمات على أهداف أمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وقال المحللون إنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن للميليشيات العراقية أن تهاجم القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، بينما يستهدفها الحوثيون في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد يهاجم الحوثيون بشكل مباشر هذين البلدين، اللذين يعتبران حليفين للولايات المتحدة. وخلص المحللون إلى أنه "بما أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في هجومها على حماس، فإنه على إسرائيل عدم ارتكاب أعمال وحشية ضد المدنيين الفلسطينيين، كي لا تطلق العنان لحرب أوسع نطاقاً ستكون بمثابة كارثة على الولايات المتحدة والشرق الأوسط".

الكاتبة: كاثرين شير/ ز.ك.ب

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حركة حماس الحرب بين إسرائيل وحماس الشرق الأوسط الحشد الشعبي حزب الله الحوثيون الحرب في الشرق الأوسط سوريا اليمن لبنان إسرائيل هادي العامري القواعد الأمريكية في سوريا قاعدة عين الأسد حركة حماس الحرب بين إسرائيل وحماس الشرق الأوسط الحشد الشعبي حزب الله الحوثيون الحرب في الشرق الأوسط سوريا اليمن لبنان إسرائيل هادي العامري القواعد الأمريكية في سوريا قاعدة عين الأسد أکتوبر تشرین الأول الولایات المتحدة فی العراق وسوریا منظمة إرهابیة الشرق الأوسط على إسرائیل إسرائیل فی بدون طیار حزب الله فی غزة من قبل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتجسس على مستخدمي واتساب

في الآونة الأخيرة، أفادت تقارير بأن شركة «واتساب»، المملوكة لشركة ميتا، قد تعرضت لاستهداف من قبل شركة باراغون سوليوشنز الإسرائيلية، المتخصصة في تطوير برامج التجسس. 

يأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث تم استهداف العديد من مستخدمي المنصة، بما في ذلك صحفيون وأعضاء فعالون في المجتمع المدني.

استهداف مستخدمي واتساب

كشف مسؤول من «واتساب» أن الشركة قد أرسلت خطابًا إلى باراغون تطالبها بوقف عمليات الاختراق. وأوضح المسؤول أن «واتساب» اكتشفت محاولات لاختراق بيانات حوالي 90 مستخدمًا، الأمر الذي يعكس طبيعة الهجمات المتكررة التي تستهدف المستخدمين العاديين وأولئك الذين يمثلون قوى فكرية في المجتمع.

أعلنت «واتساب» أنها ملتزمة بحماية قدرات الناس في التواصل بشكل خاص، وأنها قد اتخذت خطوات ملموسة لتعطيل جهود القرصنة. كما تم إحالة الأهداف المستهدفة إلى مجموعة مراقبة الإنترنت الكندية المعروف باسم Citizen Lab، مما يعكس حرص الشركة على تعزيز أمان مستخدميها.

من المستهدف بالاختراق؟

تعتبر برامج التجسس، التي تمثلها شركات مثل باراغون، أداة تسلط الضوء على الصراع القائم بين حقوق الأفراد في الخصوصية والأمن الوطني. يتم تقديم هذه البرامج عادة كأدوات ضرورية لمكافحة الجريمة وتعزيز الأمن القومي. 

ومع ذلك، فإنها تُستخدم بشكل متكرر لاستهداف الصحفيين، والناشطين، والمعارضين السياسيين، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن التوسع غير المنضبط في استخدام هذه التكنولوجيا.

وتزايدت المخاوف حول استخدام برامج التجسس، خاصة بعد أن تم اكتشاف مثل هذه الأدوات على هواتف ما لا يقل عن 50 مسؤولًا أمريكيًا، ما يعكس التأثير الواسع والمتزايد لهذه الهجمات. وهذا يتطلب استجابة فورية من قبل المؤسسات القانونية والمجتمع المدني لضمان حماية الخصوصية والحفاظ على حقوق الأفراد، بحسب الخبراء.

 

وعند الحديث عن طبيعة الأهداف، رفض المسؤول في «واتساب» الإفصاح عن هوية المستهدفين أو أماكن تواجدهم الجغرافي بشكل دقيق. لكنه أشار إلى أن الهجمات شملت عددًا غير محدد من الأفراد ضمن المجتمع المدني ووسائل الإعلام، مما يعكس حجم التهديدات التي تعاني منها هذه الفئات.

وقال إن المستهدفين كانوا موجودين في أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك العديد من الأشخاص في أوروبا، مضيفا أن مستخدمي WhatsApp استقبلوا مستندات إلكترونية ضارة لا تتطلب تفاعل المستخدم لاختراق أهدافهم، وهو ما يسمى بالاختراق بدون نقرة والذي يعتبر خفيًا بشكل خاص.

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة للفلسطينيين؟
  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة
  • إسرائيل تتجسس على مستخدمي واتساب
  • القناة 12 العبرية: الوسطاء يبحثون تسريع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل مارست كل أنواع الكذب والتضليل في عدوانها على غزة
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • باحث: اتفاق التهدئة ضرورة للطرفين رغم الشكوك في نوايا إسرائيل
  • إيران: هجوم الولايات المتحدة على مواقع نووية سيؤدي إلى حرب شاملة