"الخسائر والأضرار" و "الإنذار المبكر" و"زيادة التعهدات".. ركائز "COP27"
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
أنجزت قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" ثلاث ركائز رئيسية لتعزيز ودعم مسيرة العالم المناخية عبر مبادرات كانت الأولى في تاريخ القمم المناخية الأممية، وتصدرت مبادرة "صندوق الخسائر والأضرار" لمساعدة البلدان النامية على معالجة آثار التغيرات المناخية، مخرجات ونتائج هذه القمة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر(تشرين الثاني) 2022.
ونجح مؤتمر المناخ برفع سقف التعهدات الدولية لخفض آثار أخطار التغير المناخي، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي بخفض انبعاثات الغازات بمقدار 57 % بحلول 2030، وكندا بنسبة 75 % بحلول عام 2030، إضافة إلى تعهد منظمة الأغذية والزراعة "فاو" بوضع خارطة طريق للزراعة تتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية قبل مؤتمر المناخ المقبل، وكذلك تعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بالتوقف عن إزالة الغابات في منطقة الأمازون بحلول عام 2030. الإنذار المبكر
وأعلنت الأمم المتحدة، خلال اجتماع عقدته في"COP27"، عن مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" للتحذير من الظواهر المناخية المتطرفة، باستثمارات 3.1 مليار دولار سنوياً ما بين أعوام 2023 و2027.
وتشمل المكونات الأساسية لتحقيق "الإنذار المبكر للجميع" أربع ركائز هي : تعزيز "الإلمام بمخاطر الكوارث" ويشمل جمع البيانات بطريقة منهجية وإجراء تقييمات للمخاطر، فيما تختص الركيزة الثانية بعمليات "الرصد والتنبؤ" عبر وضع خدمات لمراقبة الأخطار والإنذار المبكر، وتُعنى الركيزة الثالثة بعمليات "التأهب والاستجابة" عن طريق بناء الكفاءات الوطنية والمجتمعية في مجال الاستجابة، وأما الركيزة الرابعة فتضم عمليات "التعميم والإبلاغ"، وتتم من خلال تعميم المعلومات المتعلقة بالمخاطر لتصل إلى جميع من يحتاجون إليها وتكون مفهومة وقابلة للاستخدام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمقاومة تغير المناخ في باكستان، الذي عقد في جنيف في يناير(كانون الثاني) الماضي لدعم إعادة الإعمار في باكستان بعد الفيضانات المدمرة التي ضربتها في صيف 2022: إن العالم حقق في مؤتمر "COP27"، بعض الإنجازات المهمة، بما في ذلك التقدم في معالجة الخسائر والأضرار وتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، فضلا عن دعوة غير مسبوقة لإصلاح الهيكل المالي العالمي.
ودعا غويتريش، إلى إيجاد طرق إبداعية لتمكين البلدان النامية من الحصول على إعفاء من الديون والتمويل بشروط ميسرة، مشدداً على أن الدمار الذي أحدثه تغير المناخ حقيقي وأن البلدان النامية الأقل مسؤولية هي أول من يعاني؛ ولفت إلى أن البلدان الواقعة على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ بحاجة إلى دعم هائل وأنه على البلدان المتقدمة الوفاء بالتزاماتها بمضاعفة تمويل التكيف وتحقيق هدف 100 مليار دولار على وجه السرعة دون تأخير.
أجندة التكيف
وفي ديسمبر(كانون الأول) 2022، استعرض رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل "أجندة 2030" للتنمية المستدامة الدكتور محمود محيي الدين، في جَلسة إحاطة بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، أبرز مخرجات مؤتمر الأطراف "COP27"، مشيراً إلى أن المؤتمر حقق العديد من النتائج في جميع مجالات العمل المناخي.
حشد التمويل
وشهد "COP27" الإعلان عن بيان نيروبي الذي يسعى لتوفير تسهيلات تمويلية بحجم 14 مليار دولار لدعم التكيف في أفريقيا ضد الكوارث الطبيعية بشتى أنواعها، إضافة إلى دعوة المؤتمر لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي ليكون أكثر عدالة وكفاءة لتوفير ما يلزم من التمويل، كما شهد إصدار تقرير بعنوان "حشد التمويل من أجل العمل المناخي" الذي يتضمن عدة توصيات مهمة في مجال دفع التمويل المناخي.
وأبرز مؤتمر المناخ مبادلة الديون كحل جديد ومبتكر لتمويل العمل المناخي وتخفيف أعباء الديون على الدول النامية، مع عرض نماذج ناجحة لمبادلات الديون المبنية على مؤشرات الأداء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الإنذار المبکر الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطلق مبادرة لمواجهة الصعوبات المالية
أطلق الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، عملية مراجعة داخلية تهدف لجعل المنظّمة الدولية "أكثر كفاءة" في ظلّ الصعوبات المالية المزمنة التي تعاني منها، والتي فاقمتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال غوتيريش في معرض تقديمه مبادرة "الأمم المتحدة 80" (يو إن 80)، بمناسبة حلول الذكرى الـ 80 لتأسيس المنظمة هذا العام: إنّ "الموارد تتضاءل على كل المستويات، وقد كان الأمر كذلك لفترة طويلة".
وأضاف أنّ "الأمم المتّحدة تواجه منذ 7 سنوات على الأقلّ أزمة سيولة، لأنّ ليس كل الدول الأعضاء تسدّد اشتراكاتها بالكامل، والكثير منها لا تسدّدها في الوقت المحدّد".
I am intensifying our @UN reform efforts by launching the #UN80 Initiative to make proposals in 3 areas:
• Efficiencies & improvements in the way we work.
• Review of the implementation of our mandates.
• Review of deeper, more structural changes & programme realignment in… pic.twitter.com/4whvC8MS9W
وبحسب الأمم المتّحدة، فإنّ الولايات المتّحدة أكبر مساهم في الميزانية العادية للمنظمة الدولية (بنسبة 22% وفقاً للحصّة التي حدّدتها الجمعية العامّة)، راكمت حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، متأخّرات بلغت 1.5 مليار دولار، وهو مبلغ كبير بالمقارنة مع 3.72 مليار دولار هي القيمة الإجمالية للميزانية العادية للأمم المتحدة لعام 2025.
وكذلك فإنّ الصين، ثاني أكبر مساهم في ميزانية المنظمة (20%)، لم تسدّد حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الاشتراكات المستحقة عليها للعام 2024.
وتضاف إلى هذه الصعوبات المالية المزمنة التي تعاني منها الأمم المتحدة، إلغاء إدارة ترامب غالبية المساعدات الخارجية الأمريكية التي تشكّل أهمية بالغة بالنسبة للعديد من الوكالات الأممية الإنسانية. وكذلك، يتهدّد الأمم المتحدة شبح تعليق المساهمة الأمريكية في ميزانيتها، كما حدث خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى.
Secretary-General António Guterres’ full remarks to the press on the launch of his UN80 Initiative: https://t.co/NPbfxW3Trz pic.twitter.com/FUcyMyJxnw
— UN Spokesperson (@UN_Spokesperson) March 12, 2025وشدّد مسؤول كبير في الأمم المتحدة، على أنّ مبادرة "UN80" ليست ردّاً على الضغوط الأمريكية، على الأقل ليس بالكامل، مشيراً إلى أنّ التدقيق المنتظم ضروري لمثل هكذا منظمة. ولكنّ المسؤول أقرّ بأنّ "الظروف الحالية تضيف درجة من الإلحاح إلى العملية"، رافضاً أيّ مقارنة بين مبادرة غوتيريش ولجنة الكفاءة الحكومية الأمريكية (دوج)، التي شكّلها ترامب برئاسة إيلون ماسك لتفكيك العديد من الوكالات الفدرالية الأمريكية.
وعن مبادرة "الأمم المتحدة 80"، قال غوتيريش "إنّنا نتحدث عن إجراءات وأساليب وأهداف مختلفة تماماً، عن تلك التي تتبعها (دوج)"، مؤكّداً أنّ الأمر يتعلق بـ"تكثيف" الإصلاحات الجارية أصلاً.
وفي سياق خفض النفقات، يجري على سبيل المثال نقل بعض أنشطة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وصندوق الأمم المتّحدة للسكان، من مقريهما الواقعين حالياً في نيويورك، إلى نيروبي عاصمة كينيا التي تعتبر أقل تكلفة بكثير.
"It's essential that an organizational system as complex & crucial as the United Nations subjects itself to rigorous & regular scrutiny to assess its fitness for purpose in carrying out its goals efficiently."@antonioguterres launches #UN80 initiative.https://t.co/WeSRTe3HRu pic.twitter.com/Wut4NCvQFL
— United Nations (@UN) March 12, 2025وشدّد الأمين العام على أنّ "الأمم المتّحدة لم تكن ضرورية في أيّ وقت مضى، أكثر مما هي عليه اليوم". وأضاف أنّ "ميزانيات الأمم المتحدة ليست مجرد أرقام في ورقة محاسبية، بل هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين البشر في سائر أنحاء العالم". ولكنّه أكّد "يجب أن نحصل على قيمة مقابل أموالنا"، داعياً إلى أنّ تكون الأمم المتحدة "أقوى وأكثر فعالية بما يتماشى مع القرن الـ 21".
وستتولى مجموعة العمل الداخلية التي تم إطلاقها أمس الأربعاء، مهمة تحديد المجالات والسبل التي يمكن ترشيد النفقات فيها وتعزيز الكفاءة.