لبنان ٢٤:
2024-12-26@21:33:13 GMT

هذا أخطر ما في الحروب

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

هذا أخطر ما في الحروب

أخطر ما في الحروب هو فكرة الاعتياد عليها وما فيها من بشاعات وقذارات، ومآسٍ، وويلات، وكوارث. فكما يعتاد السجين على سجنه، وتنشأ بينه وبين سجّانه علاقة لم يستطع العلم النفسي تفسيرها علميًا، وإن كانت مرتبطة بما يُعرف بـ "متلازمة ستوكهولم"، كذلك الأمر بين المعتدي والمُعتدى عليه، بحيث يصبح هذا الاعتياد نوعًا من أنواع الصمود والدفاع عن النفس.

       ففكرة الاعتياد على الحرب قد تنتقل عدواها من ساحات القتال إلى الساحات الإعلامية، بحيث لا يعود الخبر عنها مع مرور الوقت يحتّل المقام الأول في نشرات الأخبار والتعليقات والتحليلات. وأكبر دليل على ما يحدثه هذا الاعتياد هو ما نلاحظه من تلاشي الاهتمام بما يجري على أرض أوكرانيا، حيث لم يعد أحد يسمع شيئًا عمّا يحصل فيها، بينما كانت أخبارها تتصدّر عناوين الصحف على ما عداها من أخبار أخرى قبل اندلاع الحرب على غزة.     فما يحصل في غزة من مجازر وإبادة جماعية منذ 22 يومًا من دون انقطاع لا يمكن الاعتياد عليه سوى بالنسبة إلى العالم المنغمس حتى أذنيه في ما هو مرسوم لقطاع غزة في الدرجة الأولى، وللضفة الغربية لاحقًا، وربما لما يخطّط له العدو لجنوب لبنان في مراحل متقدمة. فهذا العالم الذي يصمّ آذانه عن أنين الأطفال والنساء والشيوخ في غزة المدمرة، والذي يشيح بنظره عن مشاهد القتل الجماعي والممنهج، مع توالي سقوط الشهداء والمصابين، وقد بلغت أعداهم الآلاف، لا يقيس الأمر بميزان العدالة وحقوق الانسان، وبالأخص حقوق الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل أن يكون له وطن يعيش فيه بحرية وأمان وسلام.    وهذا الأمر لن يتحقّق إلا عندما يتوقف صوت المدفع، وتُردع آلة القتل الجماعي، وعندما يقتنع هذا العالم بأن هناك شعبًا يستحق الحياة كسائر شعوب العالم، وعندما يتغّلب منطق العقل على المنطق القائم على التصفية الجسدية، وعندما يعرف الجميع أن الدّم المهدور في غزة يستسقي المزيد من الدماء والجراح، أو عندما تسود العدالة الإنسانية، شمالًا وجنوبًا، بكل ما ترمز إليه.    فالحّل لن يكون بتهجير أهل غزة وأهل الضفة إلى المجهول، بل بالعودة إلى مبادرة السلام، التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز من بيروت، والتي تطالب بسلام عادل وشامل، قوامه "حلّ الدولتين". فمن دون هذا الحلّ، وهو الوحيد، لن يكون سلام لا في فلسطين، ولا في لبنان، ولا في إسرائيل، ولا في أي مكان من العالم. 
وما بدأنا نشهده من هجمات ضد المواقع الأميركية في المنطقة ليس سوى البداية، وإن يكن الحفاظ على الحالة القائمة منذ اندلاع الحرب وحتى اللحظة هو السائد حاليًا، من خلال استهداف "حزب الله" المحدود للمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مع الإبقاء على دور داعم للفصائل الفلسطينية في لبنان وتمكينهم من القيام بعمليات ضد إسرائيل سواء بإطلاق الصواريخ أو محاولات التسلل.    فهذا "الستاتيكو" لا يعني بالضرورة انتفاء فكرة اندلاع حرب واسعة على الجبهة الجنوبية، ولكن الاتصالات التي يقوم بها لبنان مع عواصم القرار كشفت بما لا يقبل الشك بأن كلًا من "حزب الله" والعدو الإسرائيلي يحسبان جيدًا ما يمكن أن ينتج عن هذه الحرب من خسائر في البشر قبل الحجر، مع أهمية ما للبشر من قيمة إنسانية سامية أولًا، ومن ثم ما للحجر من قيمة اقتصادية، لأن جميع الأطراف مأزومون، وستكون النتيجة كارثية على الجميع، خصوصًا أن أعداد الشهداء، الذين سقطوا للحزب منذ بداية المناوشات، قد تخطّت المعدلات النسبية قياسًا إلى أعداد لشهداء الذين سقطوا في حرب تموز، ولم تكن مجرد مناوشات. وهذا ما تدركه القيادة العسكرية في المقاومة، وتعمل بكل الإمكانات المتاحة والمتوافرة لتلافي هذا الأمر قبل بدء أي معركة كبرى. فهل تبدأ؟ 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أهم عشرة أحداث عالمية في عام 2024

شهد العالم في عام 2024 سلسلة من الأحداث العالمية، التي ستترك بصمة واضحة على مختلف جوانب الحياة البشرية.

فمن الحروب والأزمات الجيوسياسية إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة، مرورا بالأحداث والكوارث الطبيعية، لم يكن هذا العام عاديا بأي حال من الأحوال.

في هذا السياق، نستعرض أبرز 10 أحداث شكّلت عناوين الصحف العالمية وساهمت في صياغة واقع العالم لعام 2024، حسب مؤسسة "مجلس العلاقات الخارجية" البحثية الأميركية:

تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط: امتدت الحروب الإسرائيلية لتشمل حزب الله وإيران، وشهدت سوريا تغييرا جذريا مع الإطاحة بنظام بشار الأسد القائم منذ فترة طويلة. الانتخابات الرئاسية الأميركية: انسحب جو بايدن من السباق الرئاسي، وتعرض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، وأدين بـ34 جناية، ورغم ذلك، أُعيد انتخابه، عقب فوزه على كامالا هاريس. الكوارث الطبيعية: شهد العالم سلسلة من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والفيضانات، التي أثرت على ملايين الأشخاص. التطورات في الذكاء الاصطناعي: شهد عام 2024 تقدما كبيرا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تحسين قدرات توليد الصور والنصوص والفيديوهات. الأحزاب الحاكمة تواجه صعوبات كبيرة: شهد عام 2024 موجة من الانتخابات في نحو 80 دولة تمثل أربعة مليارات شخص. الناخبون حول العالم عاقبوا الأحزاب الحاكمة، حيث خسرت أحزاب بارزة في دول مثل الهند، اليابان، وجنوب أفريقيا مقاعدها واضطرت إلى تشكيل حكومات ائتلافية. سباق الفضاء: عام 2024 شهد إنجازات فضائية كبيرة مثل هبوط اليابان على القمر واكتشافات محتملة للحياة على المريخ، لكن المنافسة الجيوسياسية زادت مع اتهام روسيا بوضع أسلحة نووية في الفضاء وزيادة الصين لأقمارها العسكرية. الحرب في أوكرانيا: روسيا تقدمت في الحرب على أوكرانيا، رغم الخسائر البشرية الكبيرة. الدعوات لوقف إطلاق النار مستمرة، لكن شروط فلاديمير بوتين تجعل الحل صعبا حتى الآن. استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية: سجل 2024 أكثر الأعوام حرارة، مع تأثيرات كارثية مثل الجفاف والكوارث الطبيعية، بينما بقي التقدم في مواجهة التغير المناخي محدودا. الحرب في السودان: استمرت الحرب الأهلية في السودان مع معاناة إنسانية واسعة، تضمنت وفاة آلاف الأشخاص ونزوح الملايين، بينما فشلت الجهود الدولية في التوصل لحل. الاقتصاد الصيني: عودة الصين لاستراتيجية التصدير بعد أزمة كوفيد تسببت بمخاوف من تدمير الصناعات المحلية في الدول المستوردة، مما دفع دولا كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لفرض رسوم جديدة.

مقالات مشابهة

  • بوتين: نسعى للانتهاء من الحرب في أوكرانيا
  • صحف عالمية: إسرائيل تحاول تغيير المنطقة لكن الأمر ليس سهلا
  • عواقب الصدمات النفسية على ضحايا الحرب في دول الجوار
  • العدوان على الزرق – جرس الانذار المبكر.!!
  • غزة… شخصية عام 2024
  • عبد المنعم سعيد: الحروب العالمية الحالية ليست استثنائية
  • أهم 10 أحداث عالمية في 2024
  • أهم عشرة أحداث عالمية في عام 2024
  • شواطئ.. لماذا تتحارب الأمم؟ (1)
  • خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية