المعارضة تقطع الطريق على باسيل
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
من الواضح ان قوى المعارضة، بالرغم من علاقتها التي تحسنت نسبيا مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الا انها لا تزال حتى اللحظة تتعامل معه كخصم سياسي ولا تريد اعطاءه اي مكسب.
وبحسب مصادر مطلعة فإن رفض استقبال باسيل، وان كان تحت حجة ترك مستوى التنسيق على حاله، اي مع النواب العونيين، يعود الى ان المعارضة ليست مستعدة للمساهمة في تحسين صورة باسيل في هذه اللحظة.
وتقول المصادر ان باسيل يريد ان يظهر كمن يستطيع التواصل مع الجميع، ويريد القول لـ"حزب الله" انه قادر على تحصين الشارع المسيحي ومنع تفلته ضد الحزب في لحظة الحزب، لكن المعارضة رفضت المساهمة في اعطاء رئيس "التيار" هذه الصورة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية واشنطن وطهران: من يُحسن التقاط اللحظة؟
تحذير الرئيس الأمريكي حول ضرورة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، أو مواجهة الولايات المتحدة عسكريا، هي محاولة للجمع بين الدبلوماسية واستراتيجية الضغط القصوى التي يتبعها. رسالة ترامب إلى خامنئي المحددة بزمن حملت طابع العرض والإنذار في آنٍ واحد. مفاوضات مباشرة مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. هذا ما طالب به الرئيس الأمريكي، لكنه أكد أن هذه العملية لن تكون مفتوحة، بل يجب إنجاز الاتفاق خلال شهرين، في إشارة إلى أنّ الولايات المتحدة تدرس خيار التدخل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية على نحو خاص، ولكن المؤكد أن الإدارة الأمريكية تطمح إلى تحقيق توافق مع طهران، عبر المفاوضات دون تصعيد قد يكلّف واشنطن الكثير.
يُستخدم الضغط العسكري بشكل أكثر وضوحا من قبل الإدارة الأمريكية كأداة لتعزيز المطالب الدبلوماسية. على نحو إجبار طهران على قبول اتفاق شامل يقلص نفوذها الإقليمي.. إضعاف ايران وانهاكها ماليّا واقتصاديا منذ سنوات، يأتي ضمن مخطّط أمريكا لتعجيزها وتحجيم مكانتها كقوّة إقليمية لها نفوذ، بما يضمن تعزيز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط بوصفها الحليف الأكثر ولاء لأمريكا والأقوى في المنطقة.
العداء كان السمة الغالبة على علاقات أمريكا وإيران، وقد بدأ ذلك مع الإطاحة بحكومة محمد مصدق عام 1953
في مايو 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينها، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، كما تعهد بذلك خلال حملته الانتخابية، بعد أن رفعت الولايات المتحدة في 2016 العقوبات التي فرضتها على إيران بسبب برنامجها النووي، بعد أن أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ إيران التزاماتها الواردة في الاتفاق المعروف باسم الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه عام 2015 بعد جولات مضنية من المفاوضات في إطار مجموعة 5 زائد واحد. اليوم يعود ترامب إلى تجديد الضغط بلغة أكثر عدائية، نظرا للتطورات الحاصلة في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر، وحروب إسرائيل الهمجية التي لا تتوقف. ولا يخفى في كل ذلك محاولة استثمار التحولات الاستراتيجية وما يعتقدون أنه تراجع لمحور المقاومة.
العداء كان السمة الغالبة على علاقات أمريكا وإيران، وقد بدأ ذلك مع الإطاحة بحكومة محمد مصدق عام 1953، بعد تأميمه الثروة النفطية لإيران. رتّبت المخابرات المركزية الأمريكية ونظيرتها البريطانية عملية الإطاحة بحكومة مصدق، الذي كان يتمتع بتأييد شعبي واسع، وأعادت الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، وإلى الآن تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن سبيل لإعادة إيران إلى بيت الطاعة، وتثبيت حكومة موالية لأمريكا، مثلما كان الأمر زمن الشاه، حين تقاسم أمور المنطقة مع إسرائيل، بل كانت إيران شرطي المنطقة برعاية أمريكية. وقد أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت عام 2000 بدور بلادها في الانقلاب ضد مصدق. بقولها إنه «من السهل إدراك سبب استمرار كراهية أغلبية الإيرانيين لتدخل أمريكا في شؤون بلادهم الداخلية».
حدث ذلك عندما أصدر مصدق عام 1951 مرسوما بتأميم النفط والغاز، ما أثار غضبا وخوفا لدى بريطانيا والولايات المتحدة، ورأوا في ذلك تهديدا لنفوذهم في هذه البلاد، إذ ليس من السهل أن تسمح هذه الدول الاستعمارية التي تحترف النهب باستقلال الحكومات واستغلال موارد بلدانها لفائدة شعوبها. بريطانيا أرادت أن تبقى إيران ضمن منطقة نفوذها، كما هو الحال منذ الحرب العالمية الأولى، حيث كانت تحتكر النفط هناك عن طريق شركة النفط الانكلو-إيرانية التي حملت فيما بعد اسم «بريتش بتروليوم». عام 1957 وقّعت الولايات المتحدة وإيران على اتفاقية حول استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية. وبعدها بعشر سنوات، قدّمت الولايات المتحدة مفاعلا نوويا لمركز أبحاث في طهران ووقود المفاعل على شكل يورانيوم مخصب إلى درجة 93 في المئة، وهي درجة تخصيب اليورانيوم المستخدم في إنتاج الأسلحة النووية.
وفي عام 1968 وقّعت إيران على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وصادقت عليها بعد عامين، شريطة السماح لها بالاحتفاظ بالمفاعل واستخدامه لأغراض سلمية. اليوم تُطالب واشنطن بتخلي طهران عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. وهو الملف الوحيد جوهر المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين الطرفين بوساطة عمانية.
بينما تؤكد إيران رفضها للمفاوضات تحت التهديد، تُكثف إسرائيل استعداداتها لسيناريوهات أكثر عدوانية، أما الولايات المتحدة، فتستمر في تقييم الخيارات الدبلوماسية والعسكرية، حسب ردود الفعل الإيرانية المحتملة، وجميعها ديناميكيات تؤكد طبيعة المرحلة الحرجة التي وصلت إليها المنطقة من حيث تضاعف إمكانات الفوضى وافتعال حروب جديدة. انزلاق الشرق الأوسط إلى دائرة الفوضى أصبح واضحا، ولا بوادر لأن تتخلص المنطقة من شبح الحرب بسبب مشاريع أمريكا وأطماع كيانها الصهيوني. ومع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، سيحاول نتنياهو بكل ما يستطيع أن يدفع نحو ما بعد الحصار الاقتصادي الخانق، وسياسة العقوبات التي يتبناها ترامب بخصوص طهران. وسيكون البرنامج النووي محط أنظار هؤلاء، واحتمالية المواجهة العسكرية قائمة إذا ما قامت تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. في كل ذلك هناك فرضيتان أمام واشنطن، إما السلوك الشرس غير محسوب العواقب، وإما سلوك مغاير ينبع من التحسّب لردّات فعل الخصم ولمصالح أمريكا وليس لأماني إسرائيل.
في المحصلة، ارتبطت الولايات المتحدة في نظر شعوب العالم ارتباطا وثيقا بما يُعدّ بلا منازع أكثر المعتدين نشاطا، وأكبر مُسبب للمعاناة بالقوة العسكرية في الشرق الأوسط، خاصة أمام ما يشاهده العالم من جرائم حرب الإبادة والتجويع لسكان غزة. والتكاليف التي ستتكبدها أمريكا ستكون كبيرة، إذا ما سقطت في فخ نتنياهو وأمنياته بأن تتواجه عسكريا مع إيران بهدف الإطاحة بنظامها وتحجيم قدراتها العسكرية.
المصدر: القدس العربي