أدى الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إلى أزمة إنسانية، حيث سقط الآلاف من الضحايا، ودمار واسع النطاق، ونقص حاد في الضروريات الأساسية. 

أحد التحديات التي تواجه سكان غزة هو الافتقار إلى إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل موثوق وبأسعار معقولة، وهو أمر حيوي للاتصالات والتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية.

وفقًا للبنك الدولي، كان 38% فقط من سكان غزة قادرين على الوصول إلى الإنترنت في عام 2019، مقارنة بـ 76% في إسرائيل و67% في الضفة الغربية. يتم توفير خدمة الإنترنت في غزة من قبل شركتين فلسطينيتين، جوال وحضارة، اللتين تعتمدان على البنية التحتية الإسرائيلية وتخضعان للقيود والتعطيلات الإسرائيلية. 

خلال التصعيد الأخير للعنف، أفادت التقارير أن إسرائيل قطعت خدمات الإنترنت والهاتف التي تقدمها لغزة، وكذلك إمدادات الكهرباء، مما ترك العديد من سكان غزة في الظلام ومعزولين عن العالم الخارجي.

أحد الحلول الممكنة لهذه المشكلة هو Starlink، وهي خدمة إنترنت عبر الأقمار الصناعية طورتها SpaceX، وهي شركة طيران خاصة أسسها إيلون ماسك Elon Musk.

تهدف Starlink إلى توفير إمكانية الوصول إلى الإنترنت بسرعة عالية ومنخفضة الكمون ومنخفضة التكلفة لأي شخص، في أي مكان على الكوكب، باستخدام كوكبة من آلاف الأقمار الصناعية الصغيرة في مدار أرضي منخفض. 

ستارلينك غير متوفر رسميًا في إسرائيل أو فلسطين، لكن تم استخدامه لأغراض عسكرية من قبل دول أخرى، مثل أوكرانيا التي تواجه غزوًا روسيًا.

في هذه المقالة، سوف نستكشف الفوائد والتحديات المحتملة لاستخدام ستارلينك في غزة، بالإضافة إلى الآثار الأخلاقية والسياسية لمثل هذه الخطوة.

فوائد ستارلينك لغزة


يمكن أن تقدم ستارلينك العديد من المزايا لشعب غزة، خصوصاً في أوقات النزاع. بعض هذه الفوائد هي:

تحسين التواصل: يمكن لـ Starlink تمكين سكان غزة من التواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم والمنظمات الإنسانية، فضلاً عن الوصول إلى المعلومات والأخبار من مصادر مختلفة. وهذا يمكن أن يساعدهم على التغلب على الضغوط النفسية والعاطفية الناجمة عن العيش تحت الحصار والقصف، وكذلك التعبير عن آرائهم ومطالبهم للمجتمع الدولي.
تعزيز التعليم: يمكن لـ Starlink تسهيل التعلم عبر الإنترنت للطلاب والمعلمين في غزة، الذين يواجهون العديد من العقبات بسبب إغلاق المدارس والجامعات، ونقص الكهرباء والوصول إلى الإنترنت، وتعطيل المناهج والامتحانات. يمكن أن توفر لهم Starlink إمكانية الوصول إلى الموارد التعليمية والمنصات والدورات التدريبية من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى فرص التعاون والتبادل مع المتعلمين والمعلمين الآخرين.
صحة أفضل: يمكن لـ Starlink تحسين الوضع الصحي في غزة، التي تعاني من نقص الإمدادات والمعدات الطبية والعاملين، فضلاً عن ارتفاع خطر تفشي الأمراض بسبب الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي. يمكن لـ Starlink تمكين خدمات التطبيب عن بعد، مثل التشخيص عن بعد والاستشارة والمراقبة والعلاج، بالإضافة إلى الوصول إلى المعلومات والمشورة الصحية. يمكن لـ Starlink أيضًا دعم تنسيق وتسليم المساعدات الإنسانية والاستجابة لحالات الطوارئ.
تنمية اقتصادية أكبر: يمكن لستارلينك أن يعزز الآفاق الاقتصادية لغزة، التي دمرتها سنوات من الحصار والحرب والبطالة. يمكن لـ Starlink تمكين رواد الأعمال والمستقلين والعاملين في غزة من الوصول إلى الأسواق والعملاء والفرص العالمية، بالإضافة إلى الأدوات والخدمات عبر الإنترنت التي يمكن أن تعزز إنتاجيتهم وابتكارهم. ويمكن لشركة ستارلينك أيضًا جذب الاستثمارات الأجنبية والشراكات إلى القطاعات الناشئة في غزة، مثل التكنولوجيا والزراعة والطاقة المتجددة.


تحديات ستارلينك لغزة


في حين أن ستارلينك يمكن أن تقدم العديد من الفوائد لغزة، إلا أنها تواجه أيضًا العديد من التحديات التي يمكن أن تحد من جدواها وفعاليتها. بعض هذه التحديات هي:

المشكلات الفنية: لا يزال Starlink في مرحلته التجريبية ولم يتم اختباره أو نشره في مناطق مثل غزة. ومن غير الواضح مدى جودة أدائها من حيث السرعة والكمون والموثوقية والتغطية والأمن في مثل هذه البيئة. علاوة على ذلك، يتطلب ستارلينك معدات خاصة لاستقبال إشارات الأقمار الصناعية، مثل محطة المستخدم (هوائي طبق صغير)، وحامل ثلاثي الأرجل، وجهاز التوجيه، والتي قد لا تكون متاحة بسهولة أو ميسورة التكلفة للعديد من سكان غزة.
العوائق القانونية: تعمل شركة Starlink ضمن الإطار التنظيمي للجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC)، التي تمنحها التراخيص والأذونات لإطلاق وتشغيل أقمارها الصناعية ومحطاتها الأرضية. ومع ذلك، قد لا تحصل Starlink على الموافقات أو الاتفاقيات اللازمة للعمل في إسرائيل أو فلسطين، مما قد يشكل مخاطر ومسؤوليات قانونية لكل من SpaceX ومستخدميها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوصول إلى الإنترنت بالإضافة إلى العدید من سکان غزة یمکن أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

2 مليون شكوى ضد شركات الاتصالات العُمانية.. و86% من أطفال السلطنة يستخدمون الإنترنت

 

الرؤية- سارة العبرية

نظمت هيئة تنظيم الاتصالات اليوم الأحد لقاءً حواريًا مع عددٍ من المنتفعين من مختلف الجهات بهدف مناقشة مجموعة من المحاور المتعلقة بقطاع الاتصالات.

ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص الهيئة على تعزيز التواصل مع المنتفعين وتبادل الأفكار والرؤى حول الخدمات المُقدمة، بما يسهم في تطوير قطاع الاتصالات وتحسين جودة خدماته.


 


 


 


 

وخلال اللقاء، استعرضت الهيئة جهودها المبذولة في تجويد خدمات الاتصالات، منها إيقاف خدمات الجيل الثالث واستبدالها بخدمات الجيلين الرابع والخامس، وذلك بهدف مواكبة التطورات التكنولوجية وتحسين تجربة المستخدمين، كما تم نقل مشتركي خدمات الإنترنت من الشبكات منخفضة السرعة إلى شبكات الألياف البصرية والجيل الخامس، مما يتيح لهم الاستفادة من سرعات أعلى وجودة أفض. كما استعرضت أهمية التوصيلات الداخلية للمباني ومواصفات الأجهزة والكوابل المستخدمة.

وفي تصريح خاص لـ"الرؤية"، قال المهندس ناصر الجابري مدير دائرة جودة الخدمة والخدمة الشاملة: "خلال السنوات الأربع الماضية، تلقت شركات الاتصالات ما يقارب مليوني شكوى، وتم تصعيد 8000 شكوى منها إلى هيئة تنظيم الاتصالات، وتنوعت هذه الشكاوى بين جودة الخدمات، الفوترة، العروض الترويجية، والأرقام".

وأضاف أنه فيما يتعلق بشكاوى النطاق العريض، فقد بلغ إجمالي الشكاوى 398 شكوى، منها 226 ضد شركة عمانتل، و76 ضد أوريدو، و98 ضد شركة أواصر.

وتهدف مبادرات تحسين خدمات الاتصالات في سلطنة عُمان إلى تعزيز البنية الأساسية للاتصالات وتحسين جودة الإنترنت، وتشمل هذه المبادرات نقل مشتركي الإنترنت من شبكة ADSL منخفضة السرعة إلى شبكات الألياف البصرية والجيل الخامس عالية السرعة؛ حيث انخفض عدد مشتركي ADSL من 167509 مشتركين في عام 2021 إلى 26000 مشترك في عام 2024. وتتضمن المبادرات إيقاف خدمات الجيل الثالث واستبدالها بخدمات الجيل الرابع والخامس، مع استهداف ترقية 5582 محطة، أُنجز منها 1921 محطة حتى الآن.

علاوة على ذلك، تتواصل جهود نشر شبكات الجيل الخامس (5G) بشكل مكثف؛ حيث تستهدف السلطنة نشر 4412 محطة، أُنجز منها 3046 محطة، إلى جانب ترقية وصلات محطات الاتصالات من تقنيات الأقمار الصناعية منخفضة السرعة إلى وصلات الألياف البصرية عالية السرعة. وقامت شركة عمانتل بترقية 174 محطة بينما نفذت شركة أوريدو عمليات ترقية لـ164 محطة على التوالي.

وفي 2019، أصدرت هيئة الاتصالات إرشادات تمديد شبكة الاتصالات والبيانات الداخلية في المباني، كما صدرت لائحة تنظيم توصيلات شبكات الاتصالات غير النشطة للوحدات ومناطق التطوير العقاري في 2024.

وتطرق اللقاء إلى محور الرسائل الاقتحامية والاحتيالية، وأوضحت الهيئة أنها بذلت جهودًا ملموسة للحد من الاحتيال الإلكتروني بالتعاون مع المُرخَّصين، وجرى تشكيل فريق عمل مشترك بين الهيئة والمُرخَّص لهم لمتابعة الحالات الاحتيالية ووضع حلول فعّالة للحد منها. كما قامت بتوجيه المُرخَّص لهم لتطبيق إجراءات وحلول فنية للحد من هذه الظاهرة، إضافة إلى إطلاق حملات توعوية تهدف إلى زيادة وعي المجتمع بمخاطر الاحتيال الإلكتروني وطرق تجنبه.

وقال فيصل الشكيلي مدير دائرة المواصفات الفنية بالهيئة "إن عدد الرسائل الاقتحامية في العالم في عام 2023 بلغ 3.6 تريليون رسالة نصية، وإن 29% عالميًا نسبة الأشخاص الذي استلموا رسائل احتيالية"، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان تواجه عدة تحديات منها تطبيقات تواصل اجتماعي غير مرخصة، وعدم اتباع الإرشادات التوعوية، بجانب عدم وجود قناة موحدة للإبلاغ عن حالات الاحتيال، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في عمليات الاحتيال.


 


 

وفيما يخص حماية الأطفال من إدمان الشاشات الإلكترونية، أشارت الهيئة إلى أن 86% من الأطفال في سلطنة عُمان يستخدمون الإنترنت؛ الأمر الذي دفع الهيئة إلى إطلاق عدة مبادرات تهدف إلى توعية الأطفال والأسر حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، ومن بين هذه المبادرات الحملة الوطنية التوعوية للأطفال حول الاستخدام الآمن لوسائل وخدمات الاتصالات، كما قامت الهيئة بتخصيص باب في لائحة حقوق المنتفعين يعنى بحماية الأطفال مستخدمي خدمات الاتصالات.

وحول متوسط عدد الساعات التي يقضيها الطفل العُماني على الشاشات، توضح التقديرات أن 50% من الأطفال يستخدمون الإنترنت لمدة ساعتين إلى 5 ساعات وأكثر في اليوم، وأن 80% من الأطفال يملكون حسابات خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت شركة أوريدو وقّعت مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" لإطلاق تطبيق "Safe and Sound"، الذي يتيح الأبوين التحكم في المحتوى الذي يتابعه أطفالهم، بالإضافة إلى تنظيم وقت الشاشة والرقابة الأبوية. وفي نفس السياق، أبرمت عُمانتل مذكرة تفاهم مع اليونيسيف لدعم برامج رعاية الأطفال في السلطنة، مع تفعيل برنامج "Secure Net" الذي يوفر ميزات الرقابة الأبوية مثل تصفية المحتوى، الإيقاف المؤقت، وتحديد أوقات الاستراحة والدراسة، كما تم تعزيز برنامج "Safe Net" في شركة أواصر، وهو مصمم لحماية المستخدمين وأطفالهم من المخاطر الإلكترونية مثل الفيروسات، البرامج الضارة، وهجمات التصيد الاحتيالي، وغيرها من الأنشطة الضارة.

مقالات مشابهة

  • “ستارلينك” تسجل مليون مستخدم جديد خلال أربعة أشهر وتحقق 4 ملايين مشترك حول العالم
  • تفاصيل اعتداء ومحاولة اختطاف مدير فرع شركة YOU للاتصالات في تعز على يد مسلحين تابعين لحزب الإصلاح
  • 2 مليون شكوى ضد شركات الاتصالات العُمانية.. و86% من أطفال السلطنة يستخدمون الإنترنت
  • عطل جزئي بالنظام الداخلي لشركة زين للاتصالات يتسبب بإرباك بعض خدماتها
  • كيفية تحسين سرعة الإنترنت عبر وضع الراوتر الشبكي في المكان المثالي
  • كارثة أمنية.. بيانات 100 مليون أمريكي متاحة على الإنترنت دون حماية
  • لماذا انفجرت المليشيات غضباً من تفعيل الإنترنت الفضائي في اليمن؟
  • مسؤول يمني بقطاع الاتصالات يكشف لـ "الفجر" أبرز المخاوف من خدمة " ستارلينك"
  • إزاي تعرف شجرة عائلتك من على الإنترنت.. ادخل على هذا الرابط
  • ستارلينك في اليمن: لماذا يعارض الحوثيون تفعيل الإنترنت الفضائي؟