يشكل موقف التنظيمات الإرهابية من الوضع الحالي في غزة جزءًا أساسيًا يجب مراعاته واستعراضه، حيث إن هذه التنظيمات العنيفة تسعى جاهدة للاستفادة من الأحداث الجارية لتعزيز وجودها، على الرغم من استخدامها المتكرر لقضية فلسطين فى خطبها بهدف تصوير نفسها كمؤيدة للنضال الفلسطيني، إلا أن عملية "طوفان الأقصى" تبرز كعملية استثنائية تأثيرًا، مما يتسبب بالتأثيرات الاستثنائية على أنشطتها وتأمين المنطقة.

بدأت هذه الديناميات مع تنظيم "القاعدة"، حيث أصدر فروعه وقيادته المركزية بيانات متعاقبة؛ ففى ٨ أكتوبر ٢٠٢٣، أصدر تنظيم "القاعدة فى شبه القارة الهندية" بيانًا بعنوان "خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود.."، أشاد فيه بـ"كتائب القسام"، دون الإشارة إلى حركة "حماس"، حيث أكد أن عملية "طوفان الأقصى" تعد ردًا مناسبًا على العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا على مدى عقود؛ مشددًا على أهمية الجهاد كوسيلة لتحرير الأمة الإسلامية من سيطرة أنظمة الكفر.

بعدها، نشر تنظيم "القاعدة فى اليمن" بيانًا فى ٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بعنوان "بشأن عملية طوفان الأقصى المباركة". أشاد فيه بالهجوم ونسبه إلى "كتائب القسام" دون ذكر حركة "حماس". دعا الجيران الفلسطينيين إلى دعم الفصائل فى الداخل نظرًا لقربهم جغرافيًا من فلسطين. كما دعا الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة وتجنب ما يثير الانقسام بينهم وبين إخوتهم المسلمين.

فى اليوم نفسه، أصدر تنظيم "حراس الدين" بيانًا بعنوان "القدس لن تُهوّد" حيث انتقد الدعم الغربى الموجه لإسرائيل ودعا إلى الجهاد والدفاع عن المقدسات.

بالمثل، أصدرت حركة "الشباب الصومالية" بيانًا فى ١١ أكتوبر ٢٠٢٣، قامت فيه بتهنئة المجاهدين فى فلسطين على غزوة طوفان الأقصى وأشارت إلى الدعم الغربى لليهود.

تنظيم "قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي" وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" أصدرا بيانًا مشتركًا فى ١٣ أكتوبر ٢٠٢٣ بعنوان "وارتاعت يهود لقرب الوعد" حيث دعوا الفصائل الفلسطينية فى الضفة الغربية إلى دعم المجاهدين فى غزة.

فى اليوم نفسه؛ أصدرت القيادة العامة لتنظيم "القاعدة" بيانًا بعنوان "ألا نصر الله قريب" أثنوا فيه على دور المجاهدين فى فلسطين ودعوا الأمة الإسلامية لتقديم الدعم لهم.

تنظيم "داعش" لم يصدر بيانًا واكتفى بإشارة ضمنية فى صحيفة "النبأ" إلى أهمية دعم المسلمين فى محنهم، دون الحديث بشكل صريح عن عملية "طوفان الأقصى".

تحتوى الملاحظات والاستنتاجات الرئيسية على معلومات مهمة حول موقف تنظيمى "القاعدة" و"داعش" من القضية الفلسطينية وحركة "حماس"، وكيف تأثرت علاقتهما بها. إليك إعادة صياغة لتقرير صحفى تشمل هذه المعلومات:

فى السياق الذى تم ذكره سابقًا، يمكن التوصل إلى عدة ملاحظات واستنتاجات رئيسية:

١. موقف تنظيمي "القاعدة" و"داعش" من القضية الفلسطينية:

- تنظيم "القاعدة" قد أعطى أهمية كبيرة لقضية "تحرير القدس" كجزء من ركائزه. ومع ذلك، فشل فى تنفيذ هجمات كبيرة ضد إسرائيل بسبب صعوبة اختراق الحدود الإسرائيلية بسبب اتفاقيات السلام مع جيرانها العرب.

- بالنسبة لتنظيم "داعش"، لم تكن القضية الفلسطينية فى مركز اهتمامه، وأكد على أنها ليست الأولوية مقارنة بقضايا الجهاد الأخرى.

٢. العوامل المؤثرة فى تفضيل الاستهداف:

- صعوبة فرض السيطرة على الدول المجاورة لإسرائيل كانت تجعلها هدفًا صعب المنال للتنظيمين.

- الهيمنة القائمة لفصائل المقاومة الفلسطينية على المشهد الصراعى مع إسرائيل، مما يمنع التنظيمات الإرهابية من التدخل فى الأراضى الفلسطينية.

٣. موقف تنظيمي "القاعدة" و"داعش" من حركة "حماس":

- "القاعدة" أشاد بـ "كتائب القسام" بدون الإشارة إلى "حماس" بينما رفض "داعش" الرد على عملية "طوفان الأقصى".

- الاختلافات الأيديولوجية والعقائدية بين "حماس" والتنظيمين والعلاقة بين "حماس" وإيران تلعبان دورًا فى هذا الموقف.

٤. تأثير عملية "طوفان الأقصى":

- يمكن أن يؤدى هذا الحدث إلى تداعيات مشابهة لأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١.

- تزويد "إسرائيل" بحرية أكبر للقيام بعمليات فى غزة بسبب تصويرها "حماس" على أنها تهديد إرهابي، مما قد يؤدى إلى تصاعد التوترات فى المنطقة.

- تقديم تنظيم "القاعدة" استراتيجية تحديد أهداف جديدة تتضمن استهداف أهداف غربية.

- "داعش" قد يستفيد من تحول الاهتمام الدولى إلى غزة لتوسيع نشاطه فى أفريقيا.

٥. تشبيه الأحداث:

- محاولة تشبيه عملية "طوفان الأقصى" بأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ تسمح بتقديم تصوير سلبى للقيادتين الإسرائيلية والأمريكية وتعزيز موقف إسرائيل فى الصراع.

- هذه التشبيهات تضع إسرائيل فى موقف يبرر عملياتها العسكرية فى غزة.

وبناءً على هذه الملاحظات والاستنتاجات، يبدو أن عملية "طوفان الأقصى" ستكون لها تأثيرات كبيرة على المشهد الإقليمى والدولى وقد تسهم فى تغيير الديناميات الإقليمية والعالمية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طوفان الأقصى التنظيمات الإرهابية تنظيم القاعدة طوفان الأقصى أکتوبر ٢٠٢٣ أن عملیة

إقرأ أيضاً:

تخرج دفعة من دورات طوفان الأقصى في مديرية الزهرة بالحديدة

الثورة نت|

نفذت دفعة من خريجي دورات التعبئة العسكرية للمرحلة الخامسة من أبناء الربع الشرقي بمديرية الزهرة محافظة الحديدة، اليوم مسيرا وعرضا رمزيا، ضمن أنشطة التعبئة لتعزيز الجهوزية لمواجهة الأعداء.

وفي المسير هتف الخريجون، بشعارات الجهاد والحرية والاستعداد للمشاركة في معركة المواجهة مع ثالوث الشر الامريكي الصهيوني البريطاني، معبرين عن الاعتزاز بالتحاقهم بالدورات العسكرية.

وجددوا المضي على خطى الشهداء حتى تحرير الأرض والمقدسات من دنس العدو الإسرائيلي، مشددين بأن النصر على اعداء الأمة لن يتحقق الا بالجهاد والخروج من الصمت والذل والتحرك لدعم قضية الأمة المركزية.

وعبروا عن الاعتزاز بما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من عمليات بطولية في مواجهة أعداء الله واليمن وفلسطين.. مؤكدين أن الموقف التاريخي المشرف لليمن في نصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية، لا يمكن أن يتزحزح.

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى"
  • كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
  • تطورات اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى"
  • المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
  • تطورات اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تخرج دفعة من دورات طوفان الأقصى في مديرية الزهرة بالحديدة
  • صحيفة عبرية تسلط الضوء على رواية "الصبي اليتيم الضائع".. رحلة خطيرة من اليمن إلى أرض الميعاد (ترجمة خاصة)
  • ندوة في ثقافي أبو رمانة عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى