تشهد غزة الآن قصف عنيف وهجوم لم تشهده من قبل يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قام بقطع وسائل الاتصالات والإنترنت والكهرباء بشكل كامل كي لا يتمكن الإعلام من بث المجزرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الآن لإبادة الفلسطينيين، محاولًا تنفيذ أكبر عدد من المجازر خلال هذه الساعات.

بينما فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #starlinkforgaza والذي انتشر بقوة وتصدر المواقع خاصة موقع X، في مطالبات بضرورة توصيل الانترنت الفضائي إلى غزة من أجل أن تصل الحقيقة وما يحدث للعالم.

ويعتبر الوضع في القطاع صعب للغاية في ظل القصف المستمر، حيث استخدم الاحتلال قنابل الفوسفور الأبيض "المحرم دوليًا" في مناطق شمال وغرب قطاع غزة، ودوت صافرات الإنذار غلاف غزة.

وشهد مخيم الشاطئ الواقع غرب قطاع غزة مجزرة كبيرة، حيث استشهد أكثر من 100 شخص حتى الآن ومئات المصابين، فضلًا عن الاعتقالات العشوائية، كما اقتحمت مخيم الجلزون الواقع شمال رام الله بالضفة الغربية، وغارات إسرائيلية على مستشفى الشفاء ومخيم البريج، في حين لم تتمكن سيارات الإسعاف من التحرك بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي بينما يحاول المواطنون نقل الشهداء والمصابين على عربات وفي مركبات خاصة.

وكان قد صرح مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي)، إن حركة حماس ستدفع ثمن جرائمها ضد الإنسانية، وإن إسرائيل ستبدأ الانتقام اعتبارا من الليلة.

وأضاف أنه خلال الساعات الأخيرة تم تكثيف الغارات، وشن السلاح الجوي هجومًا واسع النطاق على أهداف تقع تحت الأرض وعلى البنية التحتية لحركة حماس.

من جانبها، أكدت المقاومة الفلسطينية، أن محاولات التوغل البري لن تتوقف في غزة والمعركة طويلة طالما لم يستطع العالم أن يضغط على أمريكا والكيان الصهيوني لإيقاف جرائم القتل تجاه المدنيين.

وتدور في الوقت الحالي اشتباكات عنيفة مع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في موقعين داخل قطاع غزة بعد أن أكدت إسرائيل توسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اشتباكات عنيفة الاحتلال الإسرائيلي الفسفور الأبيض القصف الجوي المقاومة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

كيف يدير العالم حربه القذرة على غزة؟

يمانيون../
أصبحت تصريحات القادة والمسؤولين في مختلف أنحاء العالم بشأن الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة تكرارًا مفضوحًا وسردًا مملًا، خاليًا من أي معيار أخلاقي أو مبدأ عدالة أو شعور إنساني.

أقوالٌ رنانة وعباراتٌ منمقة، فيما الأفعال تأتي على النقيض التام، فتقف مع القاتل وتكاد تضع الضحية في قفص الاتهام، بذلك، يغدو العالم بأسره شريكًا في جريمةٍ كبرى تتواصل فصولها في عناء غزة، إلا من رحم ربي.

المشهد العام بارد، والكلمات فاترة، والرسائل تافهة لا تحمل سوى المزيد من التهريج في مسرح السيرك الإجرامي، حيث بات “التهجير” مرادفًا جديدًا في قاموس المعتوه “ترامب” لمفهوم “الحرية”، في أعقاب لقائه مع شقيقه في الإجرام “نتنياهو”.

اللقاء كشف عن توافقٍ فجّ على ما سُمّي “التهجير الطوعي”، والذي يُمارَس فعليًا كجريمة تهجيرٍ قسري تحت ضغط الإبادة، مع توصيف حماس على أنها “شر مطلق” يجب استئصاله، والحديث عن تحويل غزة إلى “منطقة حرية” بعد نقل سكانها.

“ترامب”، الذي لا يرى في غزة أكثر من “قطعة عقارية” مغرية، يتجاهل بحر الدم المسفوك كما لو كان ماءً جاريًا لا وزن له، بينما ينشغل بـ”قلق” مصطنع على مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة.

ويسعى جاهدًا لعقد صفقة تبادل أسرى قبل زيارته المرتقبة للمنطقة، لا سيما السعودية، فيما يصر نتنياهو على أن تكون الصفقة جزئية لا تنهي الحرب، لأن نهاية الحرب تعني سقوط حكومته الحائرة، لذا، يتزايد الضغط على الوسطاء لدفع حماس نحو تنازلات تخدم شروط الاحتلال.

نتائج اللقاء أكدت أنه لا انتصارات تُذكر لنتنياهو عند عودته، ولا امتيازات سياسية، بل مجرد “صفقة لمن يدفع أكثر” وفق استراتيجية ترامب التجارية المعتادة.

ولعل عقلية الرجلين لا تدرك تعقيدات المنطقة ولا حساسياتها الدينية والتاريخية، ويظنان أن “المزيد من القوة” يحقق النتائج، في تجاهل لحقيقة أن الإخضاع بالقوة لا يولد إلا المزيد من المقاومة والثورة، وأن اتساع النظرية الأمنية الإسرائيلية سيقود إلى انفجار واسع في المنطقة.

الاعتماد على نماذج التطبيع الرسمية في العالم العربي يمثل مأزقًا كبيرًا ومضللًا حتى للجمهور الأمريكي والإسرائيلي، حيث يبدو أن المشروع الصهيوني يندفع إلهيًا نحو نهايته، فيما المنطقة تستعد لصدامات كبرى يكون فيها الاحتلال هو الخاسر الأكبر.

أما تصريح ترامب عن “محبته لأردوغان” فيعكس صورة صارخة للعجز؛ إذ لم ينجح الأخير في توظيف تلك العلاقة لوقف حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ أكثر من عام ونصف، ويبدو عجزه اليوم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وهو تقصيرٌ لا يُمكن التغاضي عنه، خاصة وأنه ينتمي إلى مدرسة فكرية تستهدفها آلة الحرب الصهيونية في غزة، ورغم ذلك لم يتجاوز أداؤه دائرة الشجب والخطابات.

هذه هي الحقيقة المؤلمة؛ في معظم البلدان العربية والإسلامية لا يوجد إلا ضجيج بلا أثر، ومظاهرات لا تهدف إلا لتسكين الضمير لدى من بقيت لديهم مشاعر لم تمت بعد، وبات العالم بأسره وعلى ما يبدو وكأنه ينتظر من نتنياهو أن “يتكرم” بوقف حرب الإبادة، وكأن ذلك شأنه الشخصي، في مفارقة عجيبة وساخرة تنضح بالخزي والعار.

أما التقارير العبرية، كمثل ما نشرته “يديعوت أحرونوت” عن نية جيش الاحتلال إدخال مساعدات إلى غزة، فليست أكثر من دعاية رخيصة هدفها تلميع صورة الاحتلال وتلمّس الأعذار له ولأصدقائه على الجانب الأخر من المعابر، بينما الحقيقة تؤكد أن الحصار لا يزال قائمًا، وأن لا مؤشرات جدية لأي انفراج قادم.

حتى هذه اللحظة، لم تتلقَ حماس أي مقترحات من الوسطاء حول تهدئة أو صفقات، ولا عقدت لقاءات مع فتح، ولا توجد ترتيبات أو تواريخ محددة، ومع ذلك، تبدي الحركة انفتاحًا مسؤولًا على أي حوار وطني جاد يوحد الصف ويعزز الموقف الفلسطيني.

وهي في كل طرحٍ واقعي تعاملت بجدية، متمسكة بأولوياتها الواضحة: وقف العدوان، إنهاء الحصار، وقف المجازر، إنقاذ الشعب، ثم دعمه واستعادة كرامته.

غزة، بإرثها الجهادي وتضحياتها البطولية، باتت رمزًا عالميًا للصمود والثبات، ومصدر إلهام لكل مشروع تحرري، أثبتت قدرتها على صياغة رؤية كفاحية ثورية موحدة، مؤكدة حاجة الأمة إلى مشروع سياسي ثقافي جامع يعيد لها اعتبارها ودورها في معركة الوعي والتحرر، مشروع منهاجه القرآن ومسيره الجهاد.

عبدالقوي السباعي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • إعلام فلسطيني: شهيد جراء قصف الاحتلال خيمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • كيف يدير العالم حربه القذرة على غزة؟
  • حصيلة حرب الإبادة الصهيونية على غزة ترتفع إلى 50,846 شهيدًا
  • حماس معلقة على مجزرة الشجاعية: جرائم الاحتلال الوحشية لن تمضي دون حساب
  • إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
  • عباس لحماس: توقفوا عن إعطاء إسرائيل ذرائع لقصف غزة
  • الرئاسة تعقب على احتلال إسرائيل لمحور "موراغ" وهذا ما طالبت به حماس
  • 58 شهيدا في غزة إثر استمرار المجازر الوحشية بحق المدنيين
  • شهيد وإصابات في قصف إسرائيلي جنوب مدينة غزة
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة