أعلن مسؤول العلاقات الوطنية في حركة حماس، علي بركة، يوم السبت، عن فشل الهجوم البري الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة عبر ثلاثة محاور. 

وأكد بركة وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية بالجنود والعتاد خلال تصدي المقاومة الفلسطينية لهذا الهجوم.

بركة أوضح أن المقاومة الفلسطينية أعدت كمائن وخطط دفاعية لصد هذا الهجوم، واستخدمت صواريخ كورنيت وقذائف ياسين في مواجهة القوات الإسرائيلية.

 

وأشار إلى أن صمود المقاومة أجبر القوات الإسرائيلية على التراجع بعد توغلها برياً، مشيرًا إلى أن المقاومة لم تستخدم إلا نسبة قليلة من قدراتها.

وأشار إلى أن هناك توقعات بمعاودة العدو محاولة جديدة، وأنه تم استخدام الطيران المروحي لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.

من ناحية أخرى، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أن مقاتلي المقاومة في قطاع غزة تمكنوا من تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة خلال تصديهم للهجوم البري الإسرائيلي. 

وأشار هنية إلى أن المعركة تاريخية وأن التفاصيل ستتم الإعلان عنها من قبل الناطق العسكري باسم كتائب القسام.

وتشن طائرات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا ضخمًا وعنيفًا على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مما أدى إلى انقطاع شبكة الاتصالات عن القطاع.

وأصدرت حركة "حماس" بيانًا مساء الجمعة تدين فيه الغارات الإسرائيلية العنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي بشدة على غزة، وأشارت إلى قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، من أنه بدون تحقيق تغيير جوهري، سيتكبد سكان غزة حجمًا غير مسبوق من المآسي الإنسانية.

ويتعرض قطاع غزة لهجمات إسرائيلية برية وبحرية وجوية منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، وكان الجيش الإسرائيلي قد رد عليها بعملية "السيوف الحديدية"، مما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى من الجانب الفلسطيني.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف أدارت المقاومة حربا نفسية تفوقت على السردية الإسرائيلية؟

منذ اليوم الأول للحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدءا من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دارت آلة الدعاية الإسرائيلية في "حرب نفسية" لا تقل ضراوة عن ما تفعله مدافع الاحتلال وطائراته في مسعى إلى تدمير مصادر الثقة بالمقاومة وانتزاعها من حاضنتها الشعبية، وهو ما قوبل بحرب مضادة استهدفت زعزعة شرعية الاحتلال أمام مواطنيه والرأي العام الدولي على حد سواء.

وشكلت "معركة السرد الدعائي" موضوع ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "تأثيرات سرديات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية في الرأي العام الفلسطيني خلال الحرب على غزة (25 يوليو/تموز- 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024)" ناقش فيها رئيس قسم الإعلام في جامعة المهرة اليمنية عبد الله بخاش أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية وكفاءة الأجهزة الإعلامية للمقاومة الفلسطينية في التصدي لها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحديات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزةlist 2 of 2تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواسend of list من التبشير إلى الحرب النفسية

يعود ظهور مصطلح "دعاية" أو "بروباغندا" إلى بداية العقد الثالث من القرن الـ17 مرفقا مع العبارة اللاتينية (Congragatio de propaganda fide) والتي تعني "التجمع لنشر الإيمان"، وهو ما ربط مصطلح الدعاية في البداية مع شكل من أشكال النشاط الديني للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. واكتسبت الكلمة معناها السياسي مع اندلاع الحرب العالمية الأولى.

إعلان

وأصبحت الدعاية أداة للسيطرة والامتثال من قبل القوى الاجتماعية المهيمنة، أو ما يسميه عالم الاجتماع الفرنسي جاك إلول "دعاية الاندماج"، التي توظفها النظم الاجتماعية الحديثة لتشجيع المواطنين على الامتثال للنظام السائد ودعمه، وذلك عبر الصحف والتلفزيون والأفلام والكتب المدرسية واستنادا إلى مجموعة من أدوات الإقناع والمصادر المجهولة.

ويشرح مُنظّر الدعاية السياسية هارولد لاسويل تأثير الدعاية على الجمهور المتلقي بناء على مفاهيم المجتمع الجماهيري أولا وعلى علم نفس الاستجابة للمحفزات ثانيا، فالجمهور هدف مفتوح يمكن للرسالة الإعلامية أن تصيبه بسهولة وتؤثر فيه عبر استهداف محفزات الأفراد الداخلية والتلاعب بآرائهم ومواقفهم والتحكم فيها.

ومع توسع استعمال الدعاية السياسية وظهور السردية والسردية المضادة، نشأ ما يمكن تسميته بالحرب النفسية، وهي "استخدام الدعاية ضد العدو، إلى جانب التدابير العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية، قصد إضعاف معنوياته وكسر إرادته في القتال أو المقاومة، أو تعزيز عزيمة الحلفاء والمقاتلين".

ويرى باحثون أنها بمثابة حرب تدور رحاها بين "مجتمع المواطنين وساحة المعركة المسلحة".

المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري استخدم أساليب الدعاية والحرب النفسية مرارا خلال شهور الحرب (الفرنسية) سردية وسردية مضادة.. المقاومة في مواجهة الاحتلال

تركز الدعاية الإسرائيلية على "شرعنة" انتهاكاتها في قطاع غزة، فهي تسعى إلى اكتساب الشرعية الأميركية أولا، والشرعية الدولية ثانيا لإدامة الحرب على القطاع قدر المستطاع وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهي من أجل ذلك تحرص على التموضع في شخصية الأخيار ضد أشرار ما يسمى "الإرهاب الفلسطيني".

ويقول خبير الدعاية الإسرائيلي عمير دوستري إن إسرائيل نفذت إستراتيجيات اتصالية متعددة عبر منصات مختلفة شملت وسائل الإعلام الرقمية ووسائل الإعلام الدولية والتواصل مع المؤثرين والشخصيات العامة على مستوى العالم إلى جانب تقديم الإحاطة للمسؤولين الحكوميين وطلب إزالة المحتوى التحريضي ضدها من وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

ورصد الباحث نواف التميمي مجموعة الأساليب التي استخدمتها إسرائيل لبث دعايتها في المجتمع الدولي، ومن بينها استضافة مؤثرين عالميين وكبار مذيعي التلفزيونات الأميركية وأساتذة جامعات عالمية، وكذلك تدريب طلاب وشخصيات عامة في نحو 90 جامعة في أميركا الشمالية على مناهج تجهزهم لإعادة بث الخطاب الدعائي الإسرائيلي.

المحلل السياسي الأميركي بين شابيرو ألّف كتاب "فخ حماس.. لماذا لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" (غيتي)

 

وبالمقابل، نشر الباحثان نيسيا روبنشتاين ونتانيل فلامر دراسة حول الحرب النفسية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل في الفترة ما بين عامي 2007 و2014 وتوصلا إلى أن الحركة مارست "حربا نفسية إسقاطية" تعكس معتقدات الحركة نفسها بدلا من استهداف الثقافة الشعبية للجمهور الإسرائيلي، وهو ما قلل من فاعلية الحرب النفسية التي شنتها حماس ضد إسرائيل.

لكن حماس طورت من أساليبها الدعائية في الفترة ما بين 2014 و2023 كما خلص إلى ذلك الباحثان في دراسة أخرى رصدا فيها استثمار الحركة للثقافة الشعبية الإسرائيلية وإعادة صياغتها "بشكل متقدم ومثير للإعجاب"، رغم أنها لم تحقق أي اختراق فعلي في وعي المجتمع الإسرائيلي، بسبب ما سمياه تجاوز الثقافة الإسرائيلية مرحلة تأثير الدعاية.

وخلص باحثون إسرائيليون آخرون مثل غابرييل فايمان ودانا فايمان ساكس إلى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان "غزوا بريا لآلاف المسلحين باتجاه المجتمعات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش" ولكنه كان في الآن ذاته "بداية لغزو نفسي صادم" نفذته حركة تعرف بأنها "إحدى أكثر المنظمات خبرة في مجال الدعاية والحرب النفسية"، وهو ما وُصف بالحرب الجسدية النفسية المزدوجة.

ولم تتأخر إسرائيل كثيرا في التعامل مع "هجوم حماس الدعائي"، فقد وجد التحليل النوعي الذي أجراه الباحث باسم الطويسي أن الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام العالمية كانت متصدرة على مدار الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب، لكنها سرعان ما بدأت بالخفوت بعد ظهور رواية مناقضة تماما على منصات الإعلام الرقمية، خاصة بعد قصف المستشفى المعمداني في غزة.

حرب غزة.. أو ملحمة الحرب النفسية

تميز بحث بخاش حول تأثير سرديات الدعاية الإسرائيلية، باعتماده على مسح أجراه لآراء نحو 40 مشاركا من الجمهور الفلسطيني العام، خلال الفترة الممتدة من 25 يوليو/تموز إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حول حملات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية التي تعرضوا لها.

إعلان

وتصدر كل من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير -الذي استقال لاحقا- قائمة مصادر الدعاية الإسرائيلية الأكثر استهدافا للرأي العام الفلسطيني، وهما إلى جانب منصبيها في الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة، يرأسان اثنين من أكبر أحزاب اليمين الإسرائيلي، ويعرفان بتصريحاتهما العنصرية المعادية للعرب والفلسطينيين.

ورأى 68% من المشاركين في الاستطلاع أن القنوات الأميركية كانت قناة الدعاية الأكثر توظيفا في حملات الدعاية الإسرائيلية، فيما جاءت منصات التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية، تليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فوسائل إعلام عربية، ثم المشاهير والشخصيات المشهورة.

وتكشف نتائج الدراسة أن التهجير والقتل والعنف المفرط والتجويع والحصار وافتعال الأزمات وإثارة الرعب والتخويف وتدمير المساكن كان لها دور أكثر تأثيرا وفاعلية في الحرب النفسية الإسرائيلية من شيطنة المقاومة والتضليل والإسقاط النفسي والتحريض على إثارة الفتنة وغيرها من أساليب الدعاية الأخرى.

المقاومة نشرت العديد من المقاطع المصورة للأسرى الإسرائيليين في إطار الحرب النفسية التي استهدفت الجمهور الإسرائيلي (مواقع التواصل)

 

وفضل المشاركون في الدراسة التعامل مع الدعاية الإسرائيلية بمزيج من الإستراتيجيات الاتصالية، تتضمن الأخذ بسياسة الهجوم المضاد مع تكثيف الضغط الإعلامي لإحراز تفوق على مصادر الدعاية الإسرائيلية وتحقيق الفعل الاستباقي وتفكيك الفكر الصهيوني وراء حملات الدعاية الإسرائيلية.

وأكد نحو 70% من المشاركين رضاهم على أداء المؤسسات الإعلامية التابعة للمقاومة الفلسطينية، وأبدوا ثقتهم في نجاعتها أمام الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف الرأي العام الفلسطيني، فقد كان أداء إعلام المقاومة -حسب نتائج الدراسة- مستمرا ومنتظما وكان خطابها الاتصالي صادقا وواقعيا وفعالا، مما حقق تفوقا في الكفاءة الاتصالية على أجهزة الدعاية الإسرائيلية الموجهة.

إعلان

 

[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة من خلال هذا الرابط]

مقالات مشابهة

  • كيف أدارت المقاومة حربا نفسية تفوقت على السردية الإسرائيلية؟
  • ميناء رفح البري يستقبل 20 جريحا فلسطينيا و21 مرافقا لهم من قطاع غزة
  • القوات المسلحة تعلن استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن
  • القوات المسلحة تعلن استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية
  • ميناء رفح البري يستقبل 36 جريحا فلسطينيا و58 مرافقا لهم من قطاع غزة
  • اتفاق غزة إلى أين؟... تمارا حداد تكشف السيناريوهات المقبلة بين حماس وإسرائيل
  • لماذا صمدت “حماس”؟.. تحليل لفشل الإستراتيجية الإسرائيلية
  • حماس تدين "الابتزاز" الإسرائيلي بعد قطع الكهرباء عن غزة
  • تفاصيل إعلان حركة حماس موافقتها على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة
  • حماس تكشف تفاصيل محادثات الحركة غير مسبوقة مع إدارة ترامب