50 عاما على وفاة طه حسين.. 3 أفلام نقلت أدبه إلى شاشة السينما
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
تمر اليوم 50 عامًا على ذكرى وفاة طه حسين، الذي يعد واحدًا من رموز الفكر في القرن العشرين، وأصبح من خلال مؤلفاته وكتبه وعلمه عميدًا للأدب العربي، ولم تكن السينما تقف بمعزل عن أعمال هذه الأيقونة الأدبية التي رحلت يوم 28 أكتوبر عام 1973.
ذكرى وفاة طه حسينكان للفن نصيبا في أن ينهل من أدب طه حسين، لتتحول ثلاثة من أعماله إلى أفلام، بل وتتحول حياته وسيرته الذاتية إلى أعمال درامية تلقي الضوء عليه عندما كان طفلًا فقد النظر صغيرًا، ولكن عوضه الله ببصيرة قوية، ولسان ناطق بطلاقة، وتفكير ناضج عابر للمستقبل.
عام 1951 انتبهت السينما إلى أدب طه حسين، وكان أول أفلامه «ظهور الإسلام» المأخوذ عن كتابه «الوعد الحق»، سيناريو وإخراج إبراهيم عزالدين، بطولة عماد حمدي، كوكا، سراج منير، عباس فارس، وتدور قصته عما كان يحدث في شبه الجزيرة العربية قبل الرسالة المحمدية وانتشار الإسلام.
فيلم دعاء الكروانوعام 1959 كان للأديب طه حسين، موعدًا جديدًا مع السينما من خلال فيلم «دعاء الكروان» بطولة فاتن حمامة، أحمد مظهر، زهرة العلا، أمينة رزق، سيناريو وحوار يوسف جوهر، إخراج هنري بركات، وهو اقتباس عن رواية لـ طه حسين تحمل الاسم نفسه، وصٌنف الفيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية واحتل المركز الـ14 وذلك حسب استفتاء النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996.
فيلم «الحب الضائع»وجاء الفيلم الثالث «الحب الضائع» عام 1970 من إخراج هنري بركات، سيناريو وحوار وسف جوهر، بطولة سعاد حسني، رشدي أباظة، زبيدة ثروت، وكان نفس العمل تم تقديمه في الإذاعة المصرية عام 1969 وشارك فيه عمر الشريف وصباح وكذلك السندريلا ومن إخراج محمد علوان، وهو أيضا عن رواية للأديب بالاسم نفسه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طه حسين ذكرى طه حسين أفضل 100 فيلم فاتن حمامة طه حسین
إقرأ أيضاً:
135 عاما على ميلاد طه حسين.. «المستنير» الذى حــــــــــاربه الأزهر ونصفه الإمام الأكبر
سيرة من نور تحدت دربًا طويلًا معتمًا، «قاهر الظلام» كما يلقبه الوسط الثقافى فى العالم العربى، حلت منذ أيام قليلة ذكرى ميلاد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى توفى عام ١٩٧٣، عن عمر ناهز ٨٣ عامًا، فهو يُعد علمًا من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، واشتهر بعلمه الواسع فى عالم الأدب والفكر كما برز إلمامه بالفكر الغربى بشكل واضح سواء فى الفلسفة أو الأدب، ونسلط الضوء على بعض من أهم المعارك الفكرية التى خاضها، والتى لا تزال أصداؤها حاضرة فى اهتماماتنا الثقافية، ومحافلنا الفكرية حتى يومنا هذا.
يذخر تاريخ الدكتور طه حسين بالإنجازات العلمية الكبيرة، حيث التحَقَ بالتعليم الأزهرى، ثم كان أول المنتسِبين إلى الجامعة المصرية عامَ ١٩٠٨م، وحصل على درجة الدكتوراه عامَ ١٩١٤م. ثم أوفدَتْه الجامعة المصرية إلى فرنسا، وهناك أَعَدَّ أُطروحةَ الدكتوراه الثانية: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، واجتاز دبلوم الدراسات العليا فى القانون الرُّومانى.
وبعد عودته من فرنسا، عمل أستاذًا للتاريخ اليونانى والرومانى بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية، وفى ١٩٤٢م عُيِّن مستشارًا لوزير المعارف، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، وفى ١٩٥٠م أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل فى تأسيس عددٍ من الجامعات المصرية، وفى ١٩٥٩م عاد إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرِّغ، وتسلَّمَ رئاسة تحرير جريدة «الجمهورية».
سبب كره الإخوان لهووفقًا لكتاب الناقد الأدبى المصرى إيهاب الملاح، «طه حسين.. تجديد ذكرى عميد الأدب العربي» الذى وصف به علاقة عميد الأدب برجال الإسلام السياسى، حيث ذكر أن العميد كان يعرف بامتياز حدود وأبعاد هذا التراث، ودرسه وعيًا وفهمًا، وأنتج معرفة معاصرة، فتحت الباب لمزيد من القراءات والإضاءات والكشوفات ما أعاد النظر والبحث فى هذا التراث كله، وفتح الباب من بعده لباحثين ومفكرين مصريين وعرب لإنتاج قراءاتهم العميقة لهذا التراث وإشكالياته.
فتحت الجماعات الإسلامية النار عليه خاصة «الإخوان المسلمين» الذين كانوا يدّعون احتكار المعرفة الدينية ويقولون نحن أهل التفسير والحديث والفقه والسيرة، فجاء من برع فى كتابة السيرة والتراجم والإسلاميات والتاريخ الإسلامى بنظر منهجى ورؤى نقدية وكتابة معاصرة تجمع بين الدقة والإبانة والجمال، يحقق ويدرس ويخرج نصوصًا لا يعرفونها ولم يسمعوا بها ولم يقرأونها، وأثبت لهم أن القراءة الجادة الرصينة لا تكون إلا مقرونة بالفهم والتحليل والربط والمقارنة بغيرها من النصوص، فأصبح عدوًا لهم لا يتركون له ذكرى إلا وقاموا بتشويه مسيرته العلمية المشرفة وإنجازاته الثقافية التى تحتاج لآلاف الصفحات لذكرها.
«معاركه مع الأزهر»سادت حالة من التوتر فى العلاقة بين طه حسين ومؤسسة الأزهر، و-حسب تصريحات الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي-، أن طه حسين بدأ حياته بالتمرد على شيوخ الأزهر وعلى مناهج التعليم فيه، مما جعل تمرده يحول بينه وبين النجاح فى امتحان شهادة العالمية، فغادر الأزهر مطرودا مغضوبًا عليه إلى الجامعة المصرية الأهلية عام ١٩٠٨م حيث درس فيها، وحصل منها على أول دكتوراه تمنحها هذه الجامعة عن «تجديد ذكرى أبى العلاء»، ثم سافر إلى فرنسا عام ١٩١٤م.
وفى طريقه إلى فرنسا ١٩١٤ وفقًا لحكايات الإسلاميين، قام بالإمساك بالعمامة الأزهرية وإلقائها فى البحر وهو على متن السفينة والذى كان رغم حصوله على الدكتوراه من جامعة القاهرة كان لا يزال يرتديها، ومن هنا انطلقت معاركه الفكرية مع الأزهر الشريف.
«سعد زغلول أنقذه»أعد طه حسين رسالته للدكتوراه وناقشها فى ١٩١٤م وكانت عن ذكرى أبى العلاء وأحدث نشر هذه الرسالة فى كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت إلى حد طلب أحد نواب البرلمان حرمانه من حقوق الجامعيين «لأنه ألف كتابا فيه إلحاد وكفر» لكن سعد زغلول أقنع النائب بالعدول عن مطالبه، ويعتبر أول كتاب قدم إلى الجامعة وأول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية.
وبعد عودة طه حسين من فرنسا عام ١٩١٩م، اشتد العداء بينه والأزهر بسبب معركة كتاب «الإسلام وأصول الحكم» عام ١٩٢٥م للشيخ على عبد الرازق، لأن الأزهريين اعتقدوا أن طه حسين كان المحامى عن هذا الكتاب، وكان شريكا فى تأليفه.
مظاهرات ضده وتحقيقات النيابة العامةوفى سنة ١٩٢٦م هاجت الدنيا بقيادة الأزهر، واندلعت مظاهرات طلاب الأزهر ضد الدكتور طه حسين بعد إصدار كتاب «فى الشعر الجاهلى»، وتقدم طلاب الأزهر وشيوخه بالبلاغات التى حققت فيها النيابة العامة مع طه حسين، وفى النهاية حفظت التحقيق، وتكررت نفس الأزمة مع الكتاب عام ولكن نجح ضغط الأزهر على الحكومة وعلى البرلمان، وصدر قرار مجلس الوزراء بفصله من الجامعة، وفى هذه المعركة أطلق طه حسين العنان لقلمه ضد الأزهر. أعلن العميد فى هذا الكتاب عن استخدامه لمنهجية نقدية، لم يعتد العقل الإسلامى تقبلها، فقد جاء فى أول كتابه أنه سيسلك فى هذا البحث منهج «ديكارت»، الذى يطالب الباحث بأن يتجرد من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن ينسى عواطفه القومية والدينية.
نصفه الطيبوصف الدكتور أحمد الطيب كتابات طه حسين بأنها حافلة باحترام النبى والصحابة والتراث الإسلامى وقال: «كنت وأبناء جيلى نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا فى هذا المعترك الثقافى الدولى، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا أننى مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله.