الثورة /هاشم علي (متابعات)

نددت أوساط المعارضة السعودية بانفصال ولي العهد محمد بن سلمان عن الواقع بعد إطلاقه بطولة للرياضات الإلكترونية بالتزامن مع تكثيف قصف إسرائيل الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبينما يفترض أن ترسخ السلطات السعودية مكانة المملكة عربياً وعالمياً وإسلامياً ويكون لها دور فعال في إيقاف الحرب المستمرة على غزة للأسبوع الثالث، أطلق محمد بن سلمان، بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بدعوى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية.


إعلان إطلاق البطولة، جاء عقب تكثيف الاحتلال الإسرائيلي قصفه على غزة مستهدفا تدمير البنية التحتية وقصف المستشفيات والمباني المأهولة بالسكان دون سابق إنذار، وشنه أكثر من 25 غارة جوية على القطاع، وتسببه في قتل آلاف الفلسطينيين بحسب ما أوردت صحيفة “صوت الناس” المعارضة.
وتعاقب الإعلان السعودي مع تجديد زعماء الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، في بيان مشترك صدر في 22 أكتوبر 2023م، بعد اجتماع عبر الهاتف دعا إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، دعمهم لـلاحتلال الإسرائيلي بدعوى “حقها في الدفاع عن نفسها”؛ إلى جانب تقديم كافة أوجه الدعم العسكري والسياسي والإعلامي وغيره.
بينما لم تكلف المملكة السعودية التي يروج لها الذباب الإلكتروني والإعلاميون المحسوبون على النظام بأنها صاحبة دور ريادي في القضايا العربية والإسلامية، نفسها عناء الانخراط في حل الأزمة التي يعيشها أهالي غزة على وقع الحرب أو القيام بدور فعال لإنهائها، أو حتى الإعلان عن وقف الفعاليات الترفيهية في دعم إنساني ومؤازرة للفلسطينيين وتضامن معهم.
وتلتزم الرياض منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر، بإصدار بيانات الشجب والإدانة ومطالبة الأطراف بالتهدئة والدعوة لعقد اجتماعات لمناقشة الأحداث تختم فعالياتها ببيانات ركيكة لا تتماشى مع وحشية الاحتلال وما يحظى به من دعم غربي غير مسبوق، ولا مع تحول القطاع إلى أرض محروقة يرتكب بحق أهلها جريمة إبادة جماعية.
بن سلمان البالغ من العمر 38 عاما والذي يعد الحاكم الفعلي للمملكة والمعروف بشغفه للألعاب الإلكترونية أكثرها لعبة “كول أو ديوتي”، قال “إن كأس العالم للرياضات الإلكترونية هي الخطوة الطبيعية التالية في رحلة السعودية كي تصبح المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية”.
وأعلن إنشاء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية وهي مؤسسة غير ربحية ستتولى تنظيم البطولة وستكون المحرك الذي سينقل هذا القطاع إلى مرحلة جديدة من التعاون بين جميع الشركاء والجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية للاستفادة من إمكاناتها الحقيقية وتعزيز نمو واستدامة القطاع -بحسب بن سلمان-.

التجمع الوطني المعارض
واستنكر أعضاء بحزب التجمع الوطني السعودي المعارض وناشطون سعوديون وفلسطينيون وعرب، عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع إكس، إطلاق بن سلمان للبطولة، وتبرأوا من سياساته ومواصلته إقامة الفعاليات الترفيهية متجاهلا الحرب على غزة وكأنه يعيش في عالم مواز، ونعتوه بأوصاف عدة منها “الطفل، المراهق، الأرعن” وغيرها.
وقال الأمين العام للحزب الدكتور عبدالله العودة: “حتى المطبعين رسمياً في أبوظبي أوقفوا كل الحفلات في دبي.. إما مراعاة لمآسي أهل غزة.. أو تحوّطاً.. بينما المعتوه في الرياض يفتتح اليوم الرياضات الإلكترونية.. بلا دم ولا لون ولا رائحة!”.
وعرض عضو الحزب عمر عبدالعزيز، مقطع فيديو لجزء من لقاء بن سلمان على قناة فوكس، يجيب فيه على سؤال المحاور له عما يفعله لتهدئة نفسه والاسترخاء، وما هي المتعة التي يفعلها، بالقول إنه يلعب ألعاب الفيديو التي يحبها منذ كان صغيرا لأنها تأخذه من الواقع، معلقا بالقول: “هنيئا لك هذا الانفصال عن الواقع يابن شولوم .
وذكر أيضا الطبيب السعودي المقيم في كندا الدكتور خالد الجبري، باللقاء ذاته لابن سلمان على قناة فوكس نيوز، مؤكدا أن إطلاق بطولة كأس العالم للرياضة الإلكترونية في وقت تغلي فيه منطقة الشرق الأوسط يشكل انفصالاً أصمّ عن الواقع، حيث سيكون الاستقرار الإقليمي حاسماً لنجاح رؤية 2030.
وعد الناشط ناصر بن عوض القرني، تصريح ولي العهد لقناة فوكس نيوز بأنه يحب الألعاب الإلكترونية لأنها تأخذه عن الواقع، مثالاً عملياً يظهر لأي مدى ممكن أن تأخذه عن الواقع، ساخرا بالقول: “العالم على أعتاب حرب إقليمية وغزة تحت القصف وولي العهد يدشن هوايته المفضلة!”.
ورأت الناشطة علياء الهذلول، إعلان ولي العهد عن إطلاق بطولة الرياضات الإلكترونية “هروب صادم من الواقع واستهانة بمشاعر الناس من أجل اللعب بالأتاري!”.
وقال العسكري السعودي المنشق مهند الصبياني: “في ظل الوضع الكارثي في غزة والأحداث الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتوتر في المنطقة محمد بن سلمان يفضل الهروب من الواقع إلى عالم ألعاب الفيديو التي تفصله عن الواقع حسب ما قال بدلا من إيجاد حلول عملية وواقعية لما يحدث”.
وانتقد ضابط الأمن السعودي المنشق العقيد رابح العنزي، إطلاق البطولة وسط غبار الحرب المستعرة في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، وحذر من أن هذه العقلية الطفولية التي يتمتع بها بن سلمان ستقود السعودية والمنطقة نحو الهاوية والهلاك، مؤكدا أنها عقلية صبي مراهق وليست عقلية زعيم سياسي.
وقال الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس: “تخيلوا، رغم المجازر وحملات الإبادة التي يتعرض لها العرب والمسلمون في غزة، لا يخجل الحكام المتواطئون من نشر أخبارهم وهم يعبثون ويستمرون في أنشطتهم الترفيهية والموسمية دون اكتراث بدماء المسلمين ولا حتى مشاعرهم”.
وعلق الشاعر والمدون والناقد المصري عبدالله الشريف، على خبر إعلان بن سلمان إطلاق بطولة كأس العالم للرياضة الإلكترونية، قائلا: “شوية متخلفين عقلياً بيحكمونا أقسم بالله”.
وأشار الإعلامي سامي الهاشمي، إلى أن ولي العهد السعودي يفتتح شخصياً بطولة لألعاب الفيديو ويحتفل بكيفية وضع السعودية نفسها في مركز ألعاب الفيديو العالمية، بينما غزة تحترق.
بن سلمان أطلق في 15 سبتمبر 2022م، الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، زاعما أنه يهدف لجعل المملكة مركزًا عالميًا في هذا القطاع بحلول عام 2030م، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م في تنويع الاقتصاد وتوفير الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء.
لكن تلك المراهنة على قطاع الألعاب الإلكترونية في تعزيز الدخل القومي وتوفير الوظائف لم يكشف عن نتائجها حتى اليوم، وما هو معلن مجرد ضخ لمزيد من الاستثمارات فيها وتوقعات بأن تصل إيراداتها إلى 1.33 مليار دولار أميركي، رغم أنها كبدت ميزانية الدولة مليارات الدولارات وأرهقت صندوق الاستثمارات.
وكان أول قرار لابن سلمان، عقب إصدار قرارا ملكيا بتعينه رئيسا للوزراء في 27 سبتمبر 2022، الإعلان عن استراتيجية استثمارية بقيمة 38 مليار دولار لمجموعة “سافي” التي يرأس مجلس إدارتها والتابعة لصندوق الاستثمارات العامة، وذلك بينما تتضاعف طوابير العاطلين عن العمل ويلجؤون لمنصات التواصل الاجتماعي للحديث عن معاناتهم.
وبحسب فرانس 24، فإن السعودية تلجأ إلى الرياضات الإلكترونية، كجزء من خطتها لغسيل سمعة سجلها الحقوقي الأسود، خاصة أن اهتمامها بقطاع ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية يأتي من أعلى سلم السلطة في المملكة، لافتة إلى أن تحركات الحكومة السعودية أثارت الانتقادات والاعتراضات من قادة الرياضات الإلكترونية إثر سجلها بحقوق الإنسان.
وبينت في مقال نشرته في سبتمبر 2022م، بعنوان “أمير لاعب مع مليارات من النفط، السعودية تلجأ إلى الرياضات الإلكترونية” أن السعودية تعرضت لأكبر انتكاسة في قطاع الرياضات الإلكترونية؛ عندما فسخت شركة Riot Games شراكتها مع نيوم، لأنها حرمتها من أن تكون راعياً للبطولة الأوروبية للعبة League of Legends.
وكان موقع “دوت إي سبورتس” المختص في الألعاب الإلكترونية، قد كشف في مايو 2020م، أن بن سلمان أنفق قرابة 70 ألف دولار خلال ثلاث سنوات على المشاركة في لعبة “باتل باس” Battle Pass) ) على الإنترنت، ليكون من أكبر المنفقين على هذه المنصة، موضحا أنه أنفق أكثر من 6000 دولار على لعبة “دوتا 2” Dota 2 الإلكترونية.
وقال إن مصطلح الحيتان في الألعاب الإلكتروني يطلق على اللاعبين الذين ينفقون مبلغًا مجنونًا من المال في لعبة واحدة، وهو ما ينطبق على بن سلمان، وتشير الإحصائيات المتوفرة في المنصة إلى أن ولي العهد أمضى أكثر من تسعة آلاف ساعة في لعبة “دوتا”، وأكثر من 550 ساعة في لعبة “تيم فورترس 2” (Team fortress 2).
وأشار إلى أن هذا الإنفاق الجنوني ليس جديدًا على بن سلمان، حيث إنه على مدار السنوات الثلاث السابقة لعام 2020 أنفق مبلغًا إجماليًا قدره 69.494 دولارًا ويعتمد على Battle Pass وحدها، مع 42.100 دولار في عام 2018م، ولم يكن المساهم الأول فقط في كل من تلك السنوات، ولكن أيضًا حقق رقمًا قياسيًا، وصل إلى مستوى 175.000 في عام 2017م.
وفي 2019م صنفت منظمة الصحة العالمية، رسميا مواصلة لعب ألعاب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية كإدمان يؤدي إلى الهوس، وأعلنت أن المصابين بهذا الهوس لديهم سمات معينة وهي عدم القدرة على التوقف عن اللعب، ووضع اللعب كأولوية قصوى أكثر من الأولويات الأخرى، ومواصلة اللعب بالحماس نفسه رغم المؤشرات السلبية التي تظهر على الشخص، سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رغم العدوان المستمر على غزة ودعوات المقاطعة

الثورة / متابعات
كشفت بيانات رسمية إسرائيلية حصلت عليها مواقع إخبارية عن وصول منتجات عربية، بما فيها منتجات سعودية إلى الأسواق الإسرائيلية في الفترة التي لحقت السابع من أكتوبر، ومختوم على هذه البضائع بشهادة (الكوشير) أي حلال، وهي شهادات يهودية إلزامية يجب أن تُطمغ على البضائع التي ستُباع في أسواق الاحتلال وتميّز بين البضائع التي وجهتها الأساسية الأسواق الفلسطينية وتلك التي وجهتها كيان الاحتلال منذ انطلاقها من بلد المنشأ. لعلّ “صُنع في السعودية” لم تكن الأبرز بين البضائع التي وصلت إلى أسواق العدو بقدر تلك التي وصلت من مصر والإمارات والأردن والمغرب إلى جانب تركيا، التي تجمعها علاقات رسمية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والتي زعمت ببياناتها إدانة الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق أبناء غزة، ”. ووفقًا لقاعدة بيانات المنتجات المعتمدة للكوشير والتي نشرتها الحاخامية الكبرى في إسرائيل وحصلت عليها كل من “العربي بوست” و”ميدل إيست آي”، تمت الموافقة على شهادات جديدة لعشرات المنتجات المصنعة في هذه البلدان منذ أكتوبر من العام الماضي. والحاخامية الكبرى في كيان العدو هي مؤسسة دينية تصدر شهادات الكوشر، التي تشير إلى الامتثال للقانون اليهودي، وهي ضرورية للمنتجات الغذائية المعدة للبيع في معظم المتاجر ومحلات السوبر ماركت “الإسرائيلية.”

تضاعف الصادرات
ورغم استمرار العدوان الصهيوني ودعوات المقاطعة للعدو وداعميه تضاعفت صادرات دول عربية إلى (إسرائيل) في عام 2024م مقارنة بالعام السابق.
وأظهرت بيانات جديدة لمكتب الإحصاء الصهيوني، أن الصادرات المصرية إلى كيان العدو في مايو 2024 بلغت 25 مليون دولار، أي ضعف صادرات نفس الفترة من عام 2023.
وشهدت التجارة الإسرائيلية مع مصر خلال 2023 نمواً متسارعاً بنسبة ارتفاع بلغت 168%.
وفي عام 2022م، حدد الجانبان المصري والإسرائيلي هدفًا للتجارة السنوية بينهما بنحو 700 مليون دولار بحلول عام 2025م.
في الوقت نفسه، قال تقرير الإحصاء الصهيوني، إن الصادرات من الإمارات إلى إسرائيل ارتفعت أيضًا إلى 242 مليون دولار في مايو الماضي، مقارنة بـ 238.5 مليون دولار في مايو 2023.
كما واصلت الصادرات الأردنية إلى إسرائيل ارتفاعها، لتصل إلى 35.7 مليون دولار في مايو 2024 مقارنة بـ 32.3 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
يقول محمود نواجة، المنسق العام للجنة الوطنية لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، لموقع ميدل إيست اي “لا يمكن اعتبار نمو التجارة بين هذه الدول العربية وإسرائيل سوى تورطها وتواطؤها في الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والإبادة الجماعية”. مؤكدا على أن ذلك “لا يعكس موقف الشعب العربي الذي يدعو إلى المقاطعة الكاملة. فهذه الدول تدعم النظام الاستعماري الإسرائيلي بتوجيه من الولايات المتحدة”. وقد ورد في البيانات الصادرة عن مؤسسة الحاخامية الكبرى في كيان العدو اسم شركة الدرة السعودية، حيث تبيّن أن هذه الشركة التي مقرها “السعودية” قد دخلت بضاعتها من السكر الأبيض إلى أسواق الكيان الإسرائيلي والمُنتج بعد السابع من أكتوبر.
وتستورد “إسرائيل”، 442 منتجا عربيا، يشمل الخضار والفواكه المجمدة والمعلبة إلى جانب الزيوت والأطعمة المحلية من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمغرب بالإضافة إلى شركة من تونس وشركة من المملكة العربية السعودية. وأزيد من 2900 منتج من دول إسلامية على غرار تركيا وباكستان وماليزيا
ليصل عدد المنتجات المُصدرة إلى مستوردين في إسرائيل من شركات في دول عربية وإسلامية إلى 4403 منتجات.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل حفلات المملكة السعودية المصاحبة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية (صور)
  • تيك توك تتعاون مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • جولة المملكة 2024.. موعد ومكان حفل عبد المجيد عبد الله
  • جولة المملكة 2024| موعد ومكان حفل عبد المجيد عبد الله
  • ماجد المهندس يلتقي جمهوره في جولة المملكة 2024.. إليكم الموعد والمكان
  • ماجد المهندس مع جمهوره في جولة المملكة 2024..الموعد والمكان
  • عمرو دياب يفتتح كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض
  • مشروع سعودي يسعى لتحويل الكيمياء إلى لعبة إلكترونية
  • رغم العدوان المستمر على غزة ودعوات المقاطعة
  • 2000 رحلة عبر السكوتر لتيسير تنقّل الحجاج