جرائم غزة تفضح زيف وأكاذيب شعارات المدنية والديمقراطية في بلدان الغرب
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
الثورة /ابراهيم الاشموري
الجرائم والمجازر المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة – منذ ثلاثة أسابيع بدعم مطلق من أمريكا وبلدان الغرب – تثبت مجددا زيف وأكاذيب شعارات المدنية والديمقراطية التي تتغنى بها تلك البلدان والأنظمة السياسية الاستعمارية الغارقة في مستنقعات الرذيلة والانحرافات الأخلاقية، فحتى يوم امس الجمعة بلغت حصيلة الشهداء المدنيين في قطاع غزة 7326 شهيدا منهم 3038 طفلا و1726 امرأة و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18 ألفا و967 آخرين بجراح مختلفة فيما يظل المئات من أولئك الضحايا الأبرياء تحت الأنقاض فيما تواصل آلة القتل الصهيونية البطش والتنكيل بالمدنيين معتمدة في مجازرها الوحشية على التبريرات والأعذار التي تسوقها دول الغرب “الحضارية” للقتلة في تل أبيب.
وأشارت إلى أن العدو الصهيوني ارتكب 731 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 5224 شهيداً منذ 7 أكتوبر وما يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض، لافتة إلى أن العدو يتعمد رفع فاتورة محرقة غزة بعشرات المجازر التي يرتكبها يومياً بحق أبناء شعبنا.
وأكدت الوزارة أنها تلقت 1700 بلاغ عن مفقودين منهم 940 طفلاً مازالوا تحت الأنقاض، مبينة أن الانتهاكات الصهيونية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 104 من الكوادر الصحية، إلى جانب تدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.
ولفتت إلى تعمد استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود.
كما استشهد 34 صحفيا وأصيب عشرات آخرون، خلال العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، إلى جانب قصف مقرات 50 مؤسسة إعلامية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صحفي، أن العدوان يزداد شراسة يوما بعد يوم مرتكبا أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين عامة والصحفيين خاصة، باستهدافهم بشكل مباشر وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم ورؤوس عائلاتهم وهدم مؤسساتهم الإعلامية، دون رادع للاحتلال من قبل المنظمات الدولية والعربية”.
وطالب الجهات الدولية المعنية التدخل لوقف هذا العدوان، وتوفير الحماية للصحفيين والمؤسسات الإعلامية في فلسطين لتمكينها من القيام بعملها.
واعتبر أن استهداف العدو للصحفيين يعني ضربه بعرض الحائط جميع المواثيق وخاصة قرار مجلس الأمن (2222)، الذي ينص على حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.
وشدد على أن إفلات كيان العدو من أي عقاب شجعه على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم، داعياً المقرر الخاص لحرية التعبير في الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتحقيق في جرائم العدو الصهيوني ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، وتقديم مرتكبيها وجميع الضالعين فيها للعدالة كسبيل وحيد لوضع حد لها.
ويواصل كيان الاحتلال مسلسل جرائم الإبادة الجماعية في مساحة صغيرة هي اكثر التجمعات البشرية اكتظاظا على وجه الأرض.
المجرم الصهيوني استباح كل مكان في غزة ، وكل قوانين العالم وقيمه وأخلاقه بل استباح شرف الإنسانية، بينما يواصل قادة الغرب المتشدق بالمدنية وقيم الحرية والإنسانية، كل الدعم والتشجيع لهذه الإبادة الجماعية بل ويحذرون أيا كان من مغبة التدخل لوقف المجازر أو الحيلولة أمام رغبة المحتل الصهيوني في القتل والجزر والهدم والحرائق والتفجير والتجويع والترويع والتهجير .
وقد عمدت بلدان الغرب بقيادة أمريكا إلى الاستماتة في تبرير جرائم الكيان بكذبة ان حماس ذبحت وأحرقت مواطنين “اسرائيليين” وهي الكذبة التي فبركها الصهيوني وتبناها صهاينة الغرب وأعطوه الحق في استباحة دماء وحرمات الفلسطينيين دون قيود أو ضوابط أو معايير قانونية أو اخلاقية وسخرت آلتها الإعلامية وإمكانياتها العسكرية في دعمه وتبريره وهو ما يجعل الحضارة الغربية اليوم في المحك ويظهرها على حقيقتها وأصل جوهرها أمام شعوبها أولا وأمام الرأي العام العالمي ثانيا.
ويقول محللون سياسيون إن جرائم الكيان الصهيوني المستمرة منذ اكثر من عشرين يوما وممارسة القتل العشوائي للمدنيين في قطاع غزة على مدار الساعة وموقف الغرب منها يضع الديمقراطيات الغربية كنموذج على المحك إذ ان هناك تنديدا شعبيا واضحاً في العديد من دول الغرب للانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان يقابله يأييد حكومي فاضحٌ للاستمرار في دعم المجازر بل وتبريرها بشتى السبل المتاحة، لدرجة أن المتابع العادي للإعلام الغربي لمس هذا التناقض بين الموقف الشعبي والحكومي، وتبادر لذهنه أسئلة كثيرة عن حقيقة هذه الديمقراطيات ومدى خضوعها للإملاءات الرأسمالية، ومدى صلاحيتها كنموذج لتسويق قيم الديمقراطية في العالم وهي محكومة بمثل هذه المواقف والممارسات التي تنطوي على كل هذا القدر والمستوى من دعم الوحشية والامتهان للحياة البشرية ومبادئ ومفاهيم حقوق الإنسان!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً: