أظهر تحقيق أجرته «الأيام» حول المعوقات التي تواجه خرّيجو تخصصات «الحقوق والقانون»، أن الكثير منهم يواجهون صعوبة في الحصول على «الفرصة التدريبية المناسبة»، والتي يجب ألّا تقلّ عن سنتين كاملتين بالعمل في أحد مكاتب المحاماة، من أجل الانطلاق في مهنة المحاماة، بالإضافة إلى استغلال بعض مكاتب المحاماة لتلك الفترة التدريبية.

وعن جوانب الاستغلال من قبل المكاتب، قال بعض من التقتهم «الأيام» - وجميعهم فضّل عدم ذكر اسمه - أنهم يعملون منذ أكثر من سنة بلا أي عائد مالي، بل إن بعضهم يتم استغلالهم بتكليفهم للقيام بمهام ومسؤوليات ليست من صميم عملهم، كالقيام بأعمال الضيافة في المكتب وتخليص المعاملات بل وأحيانًا تنظيف المكتب وبعض المشاوير الخاصة للمحامين، وأنهم فوق ذلك يستخدمون سياراتهم الخاصة في تلك المشاوير والمعاملات والتكليفات. وفي هذا السياق، قالت (ب.ي) خريجة حقوق منذ 2019 أنها تبحث عن فرصة تدريب في أحد مكاتب المحاماة، وبعد طول عناء، وجدة فرصة تدريبية في أحد المكاتب مطلع العام الجاري، إلّا أنها لم تستطع المواصلة، حيث انسحبت بعد مرور 3 أشهر.
غسل الصحون وعمل 10 ساعات وعن سبب انسحابها، قالت: «فضلًا عن أن الفرصة التدريبية كانت بلا مقابل مالي، فقد قبلت ذلك، وكنت أستخدم سيارتي الخاصة، ووالدي يدفع ثمن البنزين، ولكن بعد التحاقي بالتدريب، تفاجأت بأن صاحب المكتب يطلب غسل الصحون والكؤوس، بالإضافة لتجهيز القهوة والشاي لزبائن المكتب والإدارة، وفي حال تأخري عن الدوام يتم محاسبتي بالصراخ، لذلك فلم أقبل بالمعاملة المهينة». من جانبه، قال (ع.ح) لـ«الأيام» عن تجربته في التدريب «التحقت بأحد مكاتب المحاماة للحصول على رخصة التدريب، وقد اشترط عليّ أن يكون ذلك بلا مقابل مالي، وما زلت أكافح من أجل استكمال التدريب ومدته سنتين، حيث أنني أحصل على إعانة العاطلين عن العمل ومقدارها 200 دينار لمدة 9 أشهر، وهي الإعانة التي أعيش عليها وأدبّر أموري». وأضاف «بسبب تزايد المهام عليّ، حتى أنني أعمل بدوام طويل جدًا قد يصل إلى 10 ساعات في اليوم أحيانًا، فقط حاولت بعض المرّات طلب مكافأة شهرية بسيطة، ولكن الطلب جوابه الرفض، وتم تذكيري بأن الاتفاق يقضي أن يكون التدريب بلا مقابل».
تقدمت لـ50 مكتبَ محاماة قالت (ك.س) إنها خريجة قانون من جامعة البحرين، وإنها تبحث عن فرصة تدريبية في أحد مكاتب المحامين بدون أي مقابل مالي، ولكن حتى هذه الفرصة أصبحت غير مواتية. وأضافت «قدمت طلبي لدى 50 مكتبَ محاماة، وجميع تلك المكاتب ردّت عليّ بأنه لا يوجد أي شاغر تدريبي لديها، فكيف إذن سأحصل على الرخصة اللازمة لمزاولة مهنة المحاماة؟!». وتابعت: «قدمت مرارًا عبر النظام الإلكتروني بوزارة العمل في الشواغر المتاحة، ولكن أغلب الشواغر تشترط خبرة معينة أو رخصة مزاولة المهنة، فكيف سيُتاح لنا التأهل لتلك الشواغر والأبواب مغلقة أمامنا للتدريب؟!».
أقدّم الشاي والقهوة قال (ع.ي) انه تدرب لدى إحدى المكاتب والتي وعدته بالتوظيف بعد مرور 3 أشهر من العمل دون مقابل، وأضاف «ولكن بعد انقضاء الأشهر الثلاثة لم يتم توظيفي رغم قيامي بكافّة الأعباء والمهام والمسؤوليات، بل تم تطفيشي من خلال إسناد مهام ليست من عملي، حيث يتم الطلب منّي بإعداد الشاي وتقديمه للضيوف، وهو ما لم أقبل به ودفعني نحو الانسحاب، لأنني شعرت بأن هناك رغبة باستغلالي بشكل بشع».
مكافأة 30 دينارًا شهريًا قالت (ل.خ) إنها قبلت التدريب في أحد مكاتب المحاماة مقابل مكافأة شهرية مقدارها 30 دينارًا فقط. وأضافت «أتواجد في المكتب يوميًا لمدة 7 ساعات، ويتم محاسبتي لأي تأخر ولو بسيط، وأنجز مهامي كاملة». وتابعت: «أشعر بالغبن، ولكنني مضطرة لمواصلة التدريب للحصول على الرخصة، حيث إن صاحب المكتب يأمرني بتقديم الضيافة وإعداد الشاي والقهوة لضيوفه وأصدقائه وموكليه، بل إنه أحيانًا يأمرني بحضور دعوات غداء وعشاء في المطاعم، بل أتفاجأ أحيانًا بأن بعض الدعوات ليس لها علاقة بالعمل».
3 سنوات بحث قالت (ن.ج) إنها استمرت في البحث عن فرصة تدريبية، وبعد الحصول على تلك الفرصة، تفاجأت بحجم الاستغلال من قبل المكتب لها. وأفادت بأن المكتب تراجع حتى عن صرف المكافأة المتفق عليها، الأمر الذي اضطرها إلى الانسحاب من المكتب بعد فترة 3 أشهر فقط.
الرميحي: أكثر من نصف المحامين المتدربين بلا مقابل

قال النائب عبدالله الرميحي، إنّه - وفي سياق متابعته النيابية لملف المحامين المتدربين -، فقد أجرى إحصائية كشفت بان أكثر من نصف المحامين المتدربين لا يتقلّون أي أجر مالي مقابل تدريبهم لمهنة المحاماة. وذكر الرميحي - وهو أحد العاملين بمهنة المحاماة قبل دخوله مجلس النواب - بأن العوائد المالية القليلة لبعض مكاتب المحاماة سبب في عدم صرف أي مقابل للتدريب. وأشار الرميحي الى أن مسألة سن قانون للتدريب هي «سلاح ذو حدين» ومن الصعوبة ان يكون هناك قانون يلزم مكاتب المحاماة بقبول المتدربين واعطائهم راتبا ثابتا ففي حال الإصرار على وجود قانون مثل ذلك لن تستطيع المكاتب قبول عدة متدربين في نفس الوقت بسبب عدم وجود المقدرة المادية لدى بعض من أصحاب المكاتب. وأكد الرميحي انه يعمل على موضوع تدريب المحامين على (نار هادئة) فهو لا يستطيع التعجل واقتراح قانون من الممكن ان يصب في مصلحة المتدرب وفي المقابل يظلم مكاتب المحاماة، مؤكدًا على وجود تعاون مع جمعية المحامين لدراسة أفضل الحلول التي من شأنها حلحلة هذا الملف الشائك. مشيرًا أنـه وبعد التأكد من الإلمام بكافة الجوانب التي تضمن حقوق المتدربين والمكاتـب فسيقوم باقتراح قانون كما وسيقوم باستعمال أدواته النيابية والدستورية كنائب للتأكد من سير القانون في الاتجاه الصحيح.
الذوادي: التطور التكنولوجي سبب لتراجع توظيف المحامين

اعتبر المحامي محمد الذوادي أن التطور التكنولوجي الذي شهدته المنظومة القضائية في مملكة البحرين، وبقدر ما كان له أثر إيجابي هائل على سرعة التقاضي، فإنه أسهم في تقليل حاجة مكاتب المحاماة للمحامين. وقال في هذا السيتق «من ابرز التأثيرات السلبية الناتجة عن هذا التطور التكنولوجي الكبير جدًا، والذي نشيد به، هو قلّة الاحتياج للمحاميين في بعض القضايا، حيث أصبح (الموكل) باستطاعته ان يباشر ويتابع قضاياه دون الحاجة لتوكيل محامي». كما أشار في سياق آخر إلى وجود بعض الدخلاء على مهنة المحاماة، الذين يستغلون المواطنين بالإيهام لهم بأنهم قانونيون وقادرون على الدفاع عن المواطنين، فيطلبون من الموكلين المفتاح الإلكتروني الخاص بهم، ويدخلون في النظام الإلكتروني ويباشرون تقديم مذكرات الدفاع بأسماء الموكلين بشكل مباشر، ولاشكّ أن ذلك أثّر سلبًا على مهنة المحاماة وأدت لوجود نقص في عدد القضايا الموكلة الى المحامين. كما أكد الذوادي أنه بسبب هذه التطورات أصبحت مكاتب المحاماة تحتاج لمحامين من أصحاب الكفاءة والمهارة وأن تكون للمحامي الجديد قدرة على الاستنتاج والبحث والصياغة إضافة للعديد من المهارات الأخرى، مؤكدًا أن هذه المهارات تعد من النوادر في الوقت الحالي، وأن البعض من الخريجين عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد لإثبات انفسهم. مؤكدًا أن هذه المعطيات جعلت من مكاتب المحاماة تعاني من صعوبة في استيعاب عدد أكبر من الخريجين مشيرًا إلى ان اغلب المتدربين حاليًا يهتمون بالمقابل المادي طلبًا للاستقرار، وقد بيّن أنه في السابق كان مكتب المحامي يستقبل على الأقل من 3 إلى 5 متدربين ولكن مع قلة الدخل وقلة القضايا والحضور الالكتروني للقضايا أصبح أغلب المكاتب لا تستطيع أن تستقبل سوى متدرب واحد أو اثنين فقط. وأكد الذوادي على ضرورة الاهتمام بمهنة المحاماة ومستقبلها من خلال وضع آلية تضمن تدريب المحامين الجديد وتأهليهم لسوق العمل وتحقيق العوائد المالية لهم وللمكاتب التي تعمل على تدريبهم ورسم خطة تسعى لتعزيز دور المحامين في المجتمع.
جمعية المحامين: كثير من المكاتب تغلق خلال سنة واحدة بعد الافتتاح

قال نائب رئيس جمعية المحامين البحرينية صلاح المدفع، إن هناك حاجةً لزيادة صلاحيات جمعية المحامين، لتكون قادرة بشكل أكبر على البتّ في الشكاوى المتعلقة بمكاتب المحاماة. وذكر بأن الجمعية وحسب قانون الجمعيات، لا تستطيع ان تبتّ في أيّة شكاوى تصل إليها بخصوص مكاتب المحاماة، إلّا أنها تسعى إلى تسوية بعض المشكلات والشكاوى بشكل ودّي عن طريق التوفيق والوصول إلى التسويات المناسبة بين الطرفين. مضيفًا «لذلك لابدّ من إعطاء الجمعية المزيد من الصلاحيات وإضفاء الصفة الرسمية للجمعية كي تستطيع أن تواجه مشاكل المحامين والمتدربين». في ذات السياق، أكّد المدفع إلى الحاجة الماسة إلى المزيد من الإجراءات الحمائية لمكاتب المحامين بما يضمن استمراريتها، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن القيام بها للحفاظ على المكاتب وسيما الجديدة منها. وقال بأن ظروف المهنة باتت صعبة، حيث أن كثير من المبتدئين يضطرون إلى إغلاق مكاتبهم بعد سنة واحدة فقط من فتحها، وفي ذات الوقت فإن الكثير من المكاتب الموجودة حاليًا غير قادرة على استقبال المزيد من المتدربين والباحثين عن عمل، ولذلك لابدّ من إجراءات حكومية لتسهيل عمل المكاتب ودعمها.
توظيف 541 من خرّيجي «الحقوق».. الحكومة: مبادرة لدعم المتدربين بـ300 دينار شهريًا
قالت الحكومة في مذكرة لمجلس النواب وحصلت «الأيام» على نسخةٍ منها أن وزارة العمل نجحت في السنوات الست الماضية منذ عام 2017 في توظيف 541 خرّيجًا من تخصص الحقوق والقانون. وأكّدت بأنها دعمت عمليات التدريب والتوظيف في 231 مكتبَ محاماة ومنشأة في القطاع الخاص، وأنها أطلقت العديد من برامج توظيف خرّيجي كليات الحقوق بالتعاون مع «تمكين». في ذات السياق، قالت الحكومة إنها أطلقت مؤخرًا مسارًا خاصًا بالتدريب على رأس العمل موجّه للمحامين، حيث من المزمع أن يتم تغطية فترة تدريب المحامي في مكتب المحاماة بمبلغ 300 دينار شهريًا، وذلك لمدة سنتين، وهي المدّة اللازمة لحصول المتدرب على الرخصة اللازمة لمزاولة مهنة المحاماة. وذكرت بأن هذا المسار الخاص يأتي نظرًا لطبيعة المهنة والتي تتطلب خضوع المحامين للتدريب قبل حصولهم على رخصة ممارسة المحاماة في المملكة.
«العمل» لم تتجاوب مع «الأيام» حاولت «الأيام» الحصول على تعقيب من وزارة العمل حول ملف توظيف وتدريب المحامين، وقامت في هذا السياق بمخاطبة الوزارة منذ تاريخ 21 سبتمبر 2023، ولكن ورغم مرور أكثر من شهر، ورغم التذكيرات المتتالية، إلّا أنها لم تحصل على أي ردّ.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا جمعیة المحامین مهنة المحاماة فرصة تدریب المزید من أکثر من

إقرأ أيضاً:

أعضاء في الكونغرس يعملون على حظر مبيعات الأسلحة للإمارات.. ما فرص نجاحه؟

منع الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي غريغوري ميكس، مبيعات الأسلحة لدولة الإمارات، التي تعد شريكا رئيسيا في الشرق الأوسط، بسبب دورها المزعوم في الحرب الأهلية الجارية حاليا في السودان.

وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن هذا المنع "تم بهدوء منذ أواخر العام الماضي"، إلا أن ميكس يخطط للكشف عن ذلك بشكل علني عندما يقدم مشروع قانون لـ"اتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يغذون الحرب في السودان".

وأوضحت الصحيفة أن "الإمارات  اتُهمت على نطاق واسع من قبل جماعات حقوق الإنسان ومراقبي الصراع الخارجيين بتسليح وتمويل مليشيا متهمة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب في السودان سرا".

ويستطيع أي من كبار المشرعين الأربعة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب فرض حظر على مبيعات الأسلحة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان حظر ميكس قد منع بنشاط أي عمليات نقل أسلحة إلى أبو ظبي حتى الآن.

ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيلتزم بمثل هذا الحظر، ففي الشهر الماضي، أعلن عن بيع أسلحة بقيمة 7.4 مليار دولار لـ"إسرائيل" على الرغم من طلب ميكس إيقاف البيع مؤقتًا حتى يتلقى مزيدا من المعلومات، وهو ما مثّل سابقة بشأن مراجعات الكونغرس لمبيعات الأسلحة الكبرى.


وأسفرت الحرب الأهلية التي استمرت قرابة العامين في السودان عن مقتل ما يقدر بنحو 150 ألف شخص وتركت حوالي 30 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية وطبية. واتهمت الولايات المتحدة كلا الطرفين المتحاربين، الجيش السوداني ومليشيا قوات الدعم السريع، بارتكاب جرائم حرب وفظائع.

وقبل وقت قصير من مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه، قررت إدارته أن قوات الدعم السريع كانت ترتكب إبادة جماعية واتهمت القوات المسلحة السودانية باستخدام الأسلحة الكيميائية. 

وأكدت الصحيفة أن "الحرب الأهلية في السودان أصبحت بمثابة حاضنة للقوى بالوكالة التي تتنافس على النفوذ، حيث تُتهم الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، بينما تتلقى القوات المسلحة السودانية الدعم من مصر والسعودية وإيران".

وذكرت أن "مشروع قانون ميكس يهدف إلى دفع الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراع في السودان".

ونقلت عن ثلاثة مساعدين في الكونغرس مطلعين على الخطة تأكديهم أن هذا "يشمل منع نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى أي دولة تسلح أي من الجانبين في الحرب، كما أن مشروع القانون الذي يحمل عنوان "قانون المشاركة الأمريكية في السلام السوداني"، يحمل خططًا لتعزيز العقوبات على الأطراف المتحاربة ويخصص التمويل لمبعوث خاص للسودان".

وبيّنت أن الطريق إلى أن يصبح مشروع قانون ميكس قانونا غير مؤكد؛ نظرا لسيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، وحتى الآن لم تقل الإدارة الجديدة الكثير عن نهجها تجاه الحرب الأهلية في السودان. 

ودعم الجمهوريون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب قرارات ومشاريع قوانين تدين الحرب في السودان في الماضي، لكنهم لم يقدموا أي تشريع مهم بشأن الصراع منذ تولي ترامب منصبه.

ونهاية الأسبوع الماضي، رفعت الحكومة السودانية دعوى أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، متهمة الإمارات بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بسبب دعمها لقوات الدعم السريع. 


ورد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، على الاتهامات قائلا: "يجب أن تكون أولوية السودان وقف إطلاق النار في هذه الحرب السخيفة والمدمرة ومعالجة الكارثة الإنسانية الهائلة"، مضيفا أن القوات المسلحة السودانية كانت بدلاً من ذلك تجري "مناورات إعلامية ضعيفة لتبرير رفضها للسلام والمسار السياسي".

يذكر أن مشروع ميكس ليس الوحيد الذي يفحص دور الإمارات في الحرب الأهلية في السودان، نظرا لأن السيناتور كريس فان هولين، والنائبة سارة جاكوبس يعملان على تقديم تشريع منفصل خاص بهما بشأن هذه المسألة خلال الأسبوع الجاري.

 وعلى عكس مشروع قانون ميكس، الذي يدعو إلى منع مبيعات الأسلحة لأي دولة متورطة في الصراع، فإن مشروع قانون فان هولين وجاكوبس يدعو صراحة إلى منع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات بسبب دعمها لقوات الدعم السريع.

وفي الأيام الأخيرة من ولايته، قال فان هولين وجاكوبس إن مسؤولي إدارة بايدن أكدوا لهما أن الإمارات كانت تزود المجموعة بالأسلحة، في تناقض مباشر مع التأكيدات التي قدمتها لواشنطن.

وقال جاكوبس: "بينما الإمارات العربية المتحدة شريك مهم في الشرق الأوسط، لا ينبغي لأمريكا أن تزود أي دولة تستفيد من فظائع قوات الدعم السريع بالأسلحة".


قرار رفض
وبخلاف عملية مراجعة مبيعات الأسلحة من قبل قادة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال فان هولين في مقابلة إنه ينوي اتخاذ خطوة أخرى لمنع المبيعات، ستكون بتقديم قرار مشترك بالرفض، وهي وسيلة تشريعية يمكنها تجاوز قادة مجلس الشيوخ للحصول على تصويت تلقائي، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يمر في ظل أغلبية جمهورية.

ولم يسبق لأي قرار رفض أن يُمرر في مجلس النواب والشيوخ وينجو من الفيتو الرئاسي، وقد أدت مثل هذه القرارات في بعض الأحيان إلى مناقشات ساخنة سلطت الضوء على مخاوف حقوق الإنسان واستياء المشرعين من مبيعات الأسلحة.

ولطالما كانت الإمارات مشتريا رئيسيا للأسلحة الأمريكية. ففي أكتوبر، أعلنت إدارة بايدن، على سبيل المثال، أنها وافقت على بيع محتمل لذخائر "GMLRS" و"ATACMS"، والدعم المرتبط بها، مقابل 1.2 مليار دولار. 

وتصنع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية صواريخ نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (LMT.N)، مع إنتاج محرك الصواريخ الذي يعمل بالوقود الصلب للنظام، إضافة لتصنيعها أيضا صواريخ "ATACMS" طويلة المدى.


وتسعى القرارات والتحركات الحالية في الكونغرس حديثًا لوقف عمليات البيع هذه بالتحديد.

ويذكر أن الرئيس السابق جو بايدن، اعترف هذا العام بالإمارات كشريك دفاعي رئيسي، وتستضيف الدولة الخليجية قاعدة الظفرة الجوية التي تضم طائرات عسكرية أمريكية وآلاف الأفراد الأمريكيين.

واتهم جيش السودان الإمارات العربية المتحدة بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع في حرب السودان التي استمرت 17 شهرًا. وتنفي الدولة الخليجية هذه المزاعم. ووصف مراقبو عقوبات الأمم المتحدة الاتهامات بأن الإمارات العربية المتحدة قدمت دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع بأنها ذات مصداقية.

ونفت الإمارات ضلوعها في الدعم العسكري لأي من الأحزاب المتنافسة في السودان.

اندلعت الحرب في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الانتقال إلى انتخابات حرة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص - نصف سكان السودان - بحاجة إلى المساعدة، والمجاعة تلوح في الأفق وفر حوالي 8 ملايين شخص من منازلهم.

وقالت جاكوبس، التي التقت اللاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد هذا العام، في بيان: "الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكبر الجهات الخارجية التي تغذي العنف في السودان، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة على وشك بيع أسلحة أخرى لها بقيمة 1.2 مليار دولار قد تنتهي في أيدي قوات الدعم السريع".

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يرفض طلب إضافة رسوم للشهادات المتدربين بقانون العمل
  • مجلس النواب يرفض طلبا بإضافة رسوم على شهادات المتدربين
  • 4فئات معفية من المصاريف القضائية وأتعاب المحاماة بمشروع قانون العمل
  • ضرب لمهنة المحاماة.. علام: لن نسمح بمؤامرة إنشاء نقابة القانونيين
  • تحذيرات مشددة بإزالة العقارات غير القانونية..3 حالات يحظر التصالح فيها بمخالفات البناء
  • أعضاء في الكونغرس يعملون على حظر مبيعات الأسلحة للإمارات.. ما فرص نجاحه؟
  • نائب: المكاتب الاقتصادية للأحزاب الشيعية دمار البلد
  • مكاتب الصناعة والتجارة بمديريات العاصمة عدن تواصل برنامج نزولها الرقابي في رمضان
  • مسلسل 80 باكو الحلقة 8.. إنعام سالوسة تستغل بوسي من أجل مختار | صور
  • الغويل: زيادة مكاتب الصرافة تدعم الاقتصاد وتحد من الاحتكار