أكد ملتقى "أهل مصر" لأطفال المحافظات الحدودية ببورسعيد على ترسيخ قيم الانتماء للوطن والهوية الوطنية.

جاء ذلك خلال لقاء تعريفي بالورش الأدبية والفنية واليدوية المتنوعة لأطفال المحافظات الحدودية، والذي شهده قصر ثقافة بورسعيد، مساء الجمعة، إذ استقبال 200 طفل من أطفال المحافظات الحدودية في انطلاق اسبوع جديد من مشروع "أهل مصر" الذي يقام برعاية د.

نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمحافظة بورسعيد تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ويستمر حتى 3 نوڤمبر المقبل.

بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، أعقبه كلمة لاميس الشرنوبي، وكيل وزارة الثقافة والمشرف التنفيذي للمشروع، حيث طالبت الحضور بالوقوف دقيقة حداد على شهداء فلسطين، كما عبرت عن سعادتها بإقامة مشروع أهل مصر على أرض بورسعيد المدينة الباسلة وبلد البطولات والأمجاد، وبلغت تحيات د. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وعمرو البسيوني رئيس الهيئة، وتمنت للأطفال أسبوعا ثقافيا مميزا يثمر عن الاستفادة من المشروع.

تكوين صداقات 

 

من ناحيته، رحب المخرج أحمد السيد عضو اللجنة العليا للمشروع والمشرف العام، خلال كلمته، بالأطفال وطالبهم بالتعارف والاندماج بين بعضهم البعض لتكوين صداقات وثقافات مختلفة، والوقوف يد واحدة والحفاظ على الوحدة الوطنية، وحثهم على ضرورة التحلي بقيم الصدق والأمانة، وتمنى لهم بالاستفادة الكاملة من المشروع وتعلم فنون الورش، حتى نلتقي في ختام المشروع بنتاج مميز ومختلف على يد المدربين المتميزين.

تلى ذلك لقاء ثقافي قدمه محمد عبد القادر ابن مدينة بورسعيد، وهو بطل من أبطال حرب أكتوبر، وبدأ حديثه بتعريف الأطفال بتاريخ مدينة بورسعيد، المدينة الساحلية التي أنشئت منذ 154 عاما، بعد حفر قناة السويس بعشر سنوات، فهي مدينة مناضلة ومحاربة ضد الاستعمار، ثم تطرق بعد ذلك لمشاركته في حرب أكتوبر، حيث بدأ تجنيده في مدينة الشرقية وتعرضت وحدته للهجوم الإسرائيلي، فتم انتقالهم إلى صحراء مدينة الفيوم، ثم سافر إلى روسيا للتدريب على أسلحة الدفاع الجوي، وأشار أنه تخصص في قائد شاشة الرادار، ويسمون بعيون الجيش، ويرصدون الأجسام الغريبة من الطيران المعادي، ويبلغون قيادات الجيش ليتصدوا لهذا الطيران المعادي، فكان له أهمية كبيرة في حرب أكتوبر، وأصيب بالرأس والعين اليسرى حتى فقد النظر تماما، واختتم حديثه بالتأكيد على أنه من أجل الحفاظ على الوطن يهون كل شيء.

أعقب ذلك توزيع الأطفال على الورش الفنية والثقافية، فجاءت الورش الأدبية متضمنة ورشة كتابة السيناريو للكاتب وليد كمال وعرف الأطفال على مصطلح السيناريست بأنه كتابة سيناريو أفلام ومسلسلات، متحدثا عن كيفية كتابة السيناريو وتنمية إبداعهم في الكتابة، وفي ورشة الكتابة وإلقاء الشعر بدأ الشاعر محمود الحلواني بتعريف الأطفال معنى الشعر وتطوره والحديث عن أبرز الشعراء في الحياة الثقافية.

وفي جانب ورش الفنون التشكيلية جاءت ورشة التصوير بالموبايل للمدربين محمد إسماعيل، وأحمد فتحي بالحديث مع الأطفال عن قواعد التصوير المتعددة، ومعرفة تقنيات وزوايا التصوير، بينما تضمنت ورشة الرسم بالموسيقى ويقدمها الفنان وائل عوض الحديث عن تعريف الأغنية والمقطوعة الموسيقية التي تكون خالصة وبدون كلمات، والاستماع الي الموسيقى او الأغنية وترجمة ذلك بالرسم ع لوحة.

وفي مجال الإبداع الفني وورش الحرف اليدوية والتراثية، تناولت إيمان مجدي في ورشة المصنوعات الجلدية كيفية تصنيع الشنط والمحافظ الجلد باستخدام جلد طبيعي حور، وباترونات بسيطة والتعرف على الخامات المستخدمة، إلى جانب ورشة إعادة تدوير الخامات للمدربة نجوى عبدالعزيز، بينما تتضمن ورشة الأركت للمدرب حسني إبراهيم استخدام خشب بخامات مختلفة والرسم عليه وتحويله إلى تابلوه، وفي ورشة الشنط بالشبك للمدربة نجلاء شحاته أوضحت أنه يتم استخدام شبك وتطريزه بنظام الكانافاه على الشنطة بخيوط سلسلة أو قطيفة، بجانب ورشة الخرز للمدربة منى عبدالوهاب وتصنيع عدد من الشنط والأساور والمشغولات، وتحدث عماد عاشور مدرب ورشة الخيامية عن كيفية تصنيع قطعة فنية من الخيامية والتطريز عليها  

وعن ورش الأداء جاءت ورشة المسرح البشري ويقدمها المخرج محمد الدسوقي موضحا أنها ورشة ارتجالية محاكاة للواقع بتقديم عرض مسرحي عن مراحل مشروع أهل مصر، بينما قام ماهر كمال في ورشة الموسيقى بتدريب الأطفال على الموسيقى والغناء، والمقامات المختلفة لعدد من الأغاني المسجلة، كما قام الفنان ناصر عبد التواب في ورشة مسرح العرائس والأراجوز بتعليم الأطفال كيفية صنع العرائس، والتمثيل بها.

مشروع أهل مصر أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة، المقدم لأبناء المحافظات الحدودية الستة شمال سيناء وجنوب سيناء وأسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر ومطروح، مع أطفال القاهرة، ويهدف للحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن من خلال التوعية بتاريخه وتراثه وثقافاته وفنونه.

تضم اللجنة العليا للمشروع المخرج هشام عطوة مستشار وزارة الثقافة لشئون الأنشطة الثقافية والفنية، وينظم فعاليات الأسبوع الثقافي الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة بورسعيد برئاسة د. چيهان الملكي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أهل مصر وزير الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة المحافظات الحدودیة فی ورشة أهل مصر

إقرأ أيضاً:

وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام"


قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التراث الثقافي غير المادي، في ظل حملة ممنهجة لمحو التراث العربي، وأكدت أن اللجنة الوطنية المصرية نجحت في تسجيل عدد من العناصر وتعمل على تسجيل عدد آخر في أقرب وقت ممكن.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لورش العمل الدولية، التي نظمتها اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في التنمية المستدامة في الدول العربية… تقاليد الطعام نموذجًا"، وأدارتها الدكتورة نهلة إمام- مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي.

وجهت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الشكر للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على دعمها الدائم لكافة الملفات المصرية على قوائم التسجيل، كما وجهت الشكر للدكتورة نهلة إمام على ما تبذله من جهد ومساهمة جادة في هذا الملف مع كل الدول العربية.

 

وقال الدكتور حميد بن سيف النوفلي، مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو"لم ينل مجال صون التراث الثقافي غير المادي من خلال تقاليد الطعام، ما يكفي من العناية بالمقارنة مع الأصناف الأخرى من التراث الحيّ، رغم ما ينطوي عنه من قيمة تراثية عميقة وأبعاد اقتصادية في سياق التنمية المستدامة على غرار ما تكشف عنه التجارب المقارنة في عالم اليوم.".

وأوضح أن الطعام يُظهر للعالم بوصفه إحدى التعبيرات الخاصة جدًّا عن الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، فهو يعكس الخصوصيات التاريخية والجغرافية والاجتماعية، وخلف هذا التنوع والاختلاف تكمن مظاهر عديدة من التشابه إلى حدّ التماثل أحيانًا، بما يجعل تقاليد الطعام هي بحقّ ملتقى للتواصل والتفاعل يكرّس بعفوية ضربا من الوحدة الثقافية.

وأضاف،تكتسب تقاليد الطعام اليوم أهمية بالغة لقيمتها الوظيفية من حيث هي مصدر ديناميكية تنموية، وتتميّز هذه الورشة، من خلال برنامجها، باعتمادها مقاربة شاملة تحاول أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف جوانب الموضوع، وهو ما سيساهم دون شكّ في تعزيز قدرات الخبراء المشاركين، بحيث سيكتسبون مهارات وتقنيات جديدة تساعدهم على التعامل الجيد مع مجال التراث الغذائي، بما يعود بالمنفعة على الممارسين له وحملته من الأفراد والجماعات والمجموعات المعنية.


من جانبه قال الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، " أن لكل أمة إرثها الثقافي، فالتراث هو السبيل الأمثل لمعرفة المكون الثقافي لحضارات تلك الأمم، ويمثل الرابط الأهم للتسلسل التاريخي الذي يشكل حلقة متصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لذلك يعد التراث جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وتجسيداً مادياً ومعنوياً لهذه الهوية، فهو يجمع بين الأماكن والمعالم، وبين القيم والتقاليد وأنماط التعبير البشري سواء كانت فردية أو جماعية، فتتشكل أمامنا لوحة تراثية نتعرف من خلالها على ماضينا وهويتنا الثقافية المتجذرة عبر العصور في التاريخ الإنساني.

وأضاف، يمثل التراث غير المادي جانباً هاماً من التراث الحضاري للأمم، فيعبر عن الهوية الثقافية لكل مجتمع ويعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسات التي مرت بها المجتمعات المحلية في المراحل الزمنية المختلفة لكونه يتمثل في التقاليد وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات الموروثة كالتقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والمعارف الاجتماعية والمناسبات، والاحتفالات، والممارسات، فالتراث معين لا ينضب من المعرفة، ومصدرا للهوية الإنسانية التي تكتمل بالتراث.

وأشار أن مصر تزخر بإرثها وتراثها الثقافي غير المادي والذي يعد في مجمله كنزا حضاريا يعكس الدور الذي قام به المصري القديم في بناء الحضارات التي تعاقبت على أرض الكنانة، وأصبحت الآن جزءاً مهماً من التراث الإنساني المسجل بعضه على قائمة التراث العالمي، وشهدت السنوات الأخيرة اهتمام الجهات المعنية بتراثنا الوطني، فتسابقت العديد من الجهات والمؤسسات والمراكز والمبادرات ومنظمات المجتمع المدني للعمل على حفظ وتوثيق التراث، وعملت الدولة على تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى التراثي، فقامت بتنظيم العديد من الدورات التدريبية في المجالات التراثية المختلفة، كما عملت الجهات المختصة على بناء البرامج التراثية التعليمية حيث يجري الآن العمل على إنتاج برامج يتم تدريسها في المدارس للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي ومن ثم رفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، بل وتنميته ليساهم في خطة التنمية المستدامة.

وأوضح أن مصر نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث الثقافي على قائمة التراث العالمي، وأصبح الآن ملف "الأغذية الشعبية والأطعمة التقليدية" من الملفات الملحة التي يجب العمل عليها بشكل عاجل ومكثف والتقاليد والعادات المتعلقة بها، حيث نادي الكثير من خبراء التراث والغذاء بأهمية البدء في تحقيق ذلك لافتين النظر إلى أنها خطوة تأخرت كثيراً باعتبار أن المطبخ المصري بل والعربي من أعرق مطابخ العالم وأن عدم توثيقه بشكل دولي، أو رسمي حتى الآن قد يؤدي إلى إدعاء بعض البلدان الأخرى نسب عدد من الأكلات المعروفة لنفسها.

يذكر أن الورشة التي تعقد على مدار يومين بالمجلس الأعلى للثقافة، تناقش مفهوم التراث الثقافي غير المادي وتطبيقاته في تقاليد الطعام، بالإضافة إلى دور تقاليد الطعام في التنمية المستدامة.

وتُشارك بها كل من: "المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة المغربية، السودان، المملكة العربية السعودية، ليبيا، الكويت، الجمهورية التونسية"، تجاربها في توثيق الأطعمة التقليدية وصونها.

وتهدف لنشر الوعي حول أهمية التراث الثقافي غير المادي، خاصة تقاليد الطعام، ودوره في التنمية المستدامة، ومناقشة سبل حماية وصون تقاليد الطعام العربية، واستكشاف آليات توثيقه.

مقالات مشابهة

  • غدا.. قصور الثقافة تطلق أولى فعاليات ورش "مصر جميلة" لرعاية الموهوبين
  • وزيرة الثقافة تفتتح ورشة العمل الدولية حول حماية وصون تقاليد الطعام
  • وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام"
  • بطلة المشروع القومي ببورسعيد تقتنص المركز الأول في تصفيات المنتخب المؤهلة لبطولة العالم
  • بعد تألقه بحضور ضخم فى أولى حفلات "ليالي مصر".. حماقى يروج لحفله القادم ببورسعيد
  • الثقافة تستضيف ورشة عمل دولية حول الحفاظ على تقاليد الطعام العربية
  • «الثقافة» تستضيف ورشة عمل دولية حول حماية وصون التراث غير المادي
  • الثقافة تستضيف ورشة عمل دولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام العربية"
  • بالصور.. استقبال حافل لـ "نوستالجيا 80/ 90" ببورسعيد
  • تفاعل وإقبال جماهيري كبير على عرض دراما الثمانينيات والتسعينيات ببورسعيد