مشروع 100 مدرسة لتعليم الصينية يتبنى مبادرة لدمج مفاهيم الاستدامة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
كشفت لي شين جو، خبيرة منهاج تدريس اللغة الصينية في الإمارات، عن أن مشروع 100 مدرسة لتعليم اللغة الصينية في مدارس الدولة تبنّى مبادرة لدمج مفاهيم الاستدامة ضمن المادة التدريسية للطلاب، في سياق الاستعدادات لاستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف «COP28» الذي سيعقد في مدينة إكسبو دبي، نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقالت في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن «مشروع 100 مدرسة» لتعليم اللغة الصينية يلعب دوراً مهماً في تعزيز التوعية البيئية لدى طلبة المدارس المشمولة به، إذ يشتمل منهاج المشروع على العديد من الموضوعات البيئية التي تمّ اعتمادها كجزء أساسي من خطته، والتي تتضمن إشراكهم في أنشطة تعليمية مبتكرة يتعرفون من خلالها إلى أهم المفردات ذات العلاقة، ومن بينها «التنمية المستدامة» و«حماية البيئة مسؤولية الجميع».
وأضافت أن المنهاج يمكّن الطلاب أيضاً من التعرف إلى تأثير أنشطة الحياة اليومية في البيئة، والعلاقة ما بين حوكمة هذه الأنشطة ومسألة المحافظة على البيئة، وتجنب الآثار الضارة بها.
وأوضحت لي، أن منهاج اللغة الصينية يقدم في هذا الصدد العديد من الأمثلة التي تعزز مفاهيم الاستدامة في أذهان الطلاب، ومن بينها مفهوم النقل الأخضر الذي يركز على التقليل من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة، ويشجع استخدام وسائل النقل المستدام، ومن بينها الدراجات الهوائية بدلاً من استخدام السيارات.
وأشارت إلى أن المشروع يتضمن أيضاً تعزيز وعي الطلاب بأهمية المحافظة على التوازن البيئي على المستوى العالمي بشكل عام، والمحلي على وجه الخصوص، من خلال حماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل حيوان الباندا في الصين، وسلاحف منقار الصقر في جزيرة بوطينة في دولة الإمارات.
وتأتي مبادرات تعزيز الوعي البيئي في صفوف طلبة مدارس الدولة في إطار خارطة طريق شراكة التعليم الأخضر التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم في إبريل الماضي، استعداداً لاستضافة الدولة ل «COP28».(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الصين اللغة الصینیة
إقرأ أيضاً:
مفاهيم اسلامية: الضلال والهدى
#مفاهيم_اسلامية: #الضلال و #الهدى
مقال الاثنين: 13/10/ 2025
بقلم د. #هاشم_غرايبه
هما مصطلحان اسلاميان بامتياز، لم يستعملهما بشر قبل نزول الدين، ودلالتهما اللغوية مشتقة من معرفة الطريق التي توصل الى المكان المنشود، والتي تمثل الاهتداء، والضلال هو سلوك أي طريق آخر غيره، لأنه لن يوصل المرء الى مقصده الصحيح.
من هنا كان اعتبار أن الهدى سبيل واحد لا يتعدد، هو الصراط المستقيم، فيما تتعدد الضلالات، لتشمل كل سبيل معوج أو منحرف عنه، لذلك دائما ما يعرّف الله الاهتداء بالمفرد ويسميه النور، والضلالة بالجمع لأن سبلها عديدة فيسميها الظلمات، فيقول تعالى: “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ” [البقرة:257].
لقد أراد الله من الدين أن يهدي الانسان الى سبيل الفلاح والصلاح، لكنه لم يشأ أن يجعل اتباعه أمرا مفروضا كالفطرة، التي لا يملك المرء الخيار في اتباعها أو رفضها، بل جعله اختياريا، خاضعا لإرادته الحرة، فيأخذ قراره باتباعه أو الاعراض عنه بعد محاكمة عقلية مستقلة عن أية ضغوط أو إكراه.
ولهذا خلق الله العقل للإنسان، ومنحه الأدوات المنطقية التي تساعده لاتخاذ الحكم الصحيح.
ذلك ليتوافق الأمر مع الطبيعة التي خلق الله البشر عليها، مسيّرين في الأمور الأساسية لوجودهم وادامة حياتهم، ومخيّرين في الأمور المساعدة لها، وفي سلوك طريق الهدى أو طريق الضلال.
فعلى سبيل المثال، لا يمكنه التحكم في نبضات قلبه، ولا إيقافه أو تشغيله، ولا في تشغيل الكليتين أو تعطيلهما، ولا في عمل الرئتين اللتان تظلان في عمل دؤوب طوال الوقت لتزويد القلب يالأوكسجين واخراج ثاني أوكسيد الكربون، لكن يمكنه كتم النفس لفترة محددة أو أخذ شهيق وزفيرإرادي، لأنه قد يحتاج أحيانا لذلك في حالة انعدام وجود هواء كالغطس تحت الماء.
إنه تعالى جعل الاهتداء الى وجوده والإيمان به اختياريا، ليتوافق مع سنة الابتلاء والتمحيص، ولذلك خلق الحياة الدنيا لتكون دار ابتلاء، والحياة الآخرة لتكون دار جزاء، فكان جعل الخيار متاحا لكل امرئ بحرية تامة بين الهداية والضلال، متطلبا للعدل بين الناس، واتاحة تكافؤ الفرص فيما بينهم للتنافس على بلوغ المراتب العليا في دار الخلود.
ولأجل التمايز بين النفوس، فقد جعل اختيار طريق الهدى محفوفا بالمكاره، لكي لا تقوى على تجاوزها إلا النفوس الأكبر، وجعل طريق الضلال مزينة بالمغريات من الشهوات والملذات، فتنجذب اليها النفوس الضعيفة المقاومة، فيما تصمد النفوس التي يضبطها العقل المؤمن، لأنه مقتنع بأن ما ستناله جزاء انضباطها أكثر وأدوم من تلك المتع الآنية الزائلة.
هنا نصل الى الحكمة التي أرادها الله من إخفاء ذاته العلية عن مدارك البشر، ومن تغييب كل الغيبيات التي أنبأهم بأمرها، إذ بإدراكها لا تعود من قيمة للابتلاء والتمحيص، فمن يمكنه انكار المرئي والملموس؟، ومن يرى الجنة والنار عيانا، هل يملك عصيانا أو طاعة!؟، لذا لن يكون هنالك من أهمية للحياة الدنيا، لأن كل البشر سينصاعون لأمر الله قسرا وعلى السواء.
لقد حبا الله العقل بوسائل منطقية لأجل تكوين قناعاته، فيبني عليها موقفا، وهذه الوسائل لا تقتصر على الحسية، فهذه أعطاها الله للحيوانات مثلما أعطاها للإنسان، لكنه ميز الغقل البشري بقدرات تأملية أوسع، بإمكانها اجراء محاكمات عقلية أبعد.
وهنا يظهر التمايز بين العقل المهتدي من الضال، فهو الذي أمكنه تكوين القناعات الإيمانية باستخدام العقل، أما الضال فهو من قعد به عقله عند المرحلة الحيوانية، التي تتوقف عن فهم المدركات الحسية فقط، لذلك يقول الضال: لا أومن إلا بما أراه.
ولهذا يعتبر الإلحاد عاهة عقلية.
ولأجل ذلك يعتبر الدين ضرورة أساسية للإنسان، وليس مجرد ترف فكري وقناعات شخصية.
وتحقق صلاح المجتمعات وفلاحها مرهون بمدى اتباعها وتطبيق تشريعاته، فقط لاغير.