الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بـ«هدنة إنسانية فورية» في غزة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، بغالبية كبيرة بـ «هدنة إنسانية فورية»، في اليوم الحادي والعشرين من الحرب في غزة، وذلك بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي «توسيع» عملياته البرية في القطاع.
والقرار، غير الملزم، أيده على وقع التصفيق 120 عضواً وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضواً في الجمعية العامة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء أمس، أن الجيش «سيوسع عملياته البرية» في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي، إن القصف الكبير الجاري الآن على غزة مرحلة جديدة في الحرب على القطاع.
وحذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، أمس، من أن غزة بحاجة إلى مساعدات «متواصلة»، بينما تكثف إسرائيل قصفها على القطاع. ووصف لازاريني المساعدات التي تدخل القطاع حالياً بـ«الفُتات».
وقال خلال مؤتمر صحفي في القدس، إن «النظام القائم حالياً مصيره الفشل، وهناك حاجة لتدفق مساعدات متواصلة، وتحدث فرقاً، ولينجح ذلك، نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني، لضمان وصول هذه المساعدات للمحتاجين إليها».
كما أكد المفوض مقتل 57 من موظفي الوكالة في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر. وقال: «تأكد مقتل 57 من زملائي على الأقل.. أشخاص رائعون كرّسوا حياتهم من أجل مجتمعاتهم».
وعلّق لازاريني على الجدل المرتبط بحصيلة القتلى المدنيين التي أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع، مشيراً إلى أن الأرقام التي قدمتها الوزارة خلال نزاعات سابقة أثبتت صحّتها.
وقال للصحافيين: «في الماضي، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الست في قطاع غزة، اعتُبرت هذه الأرقام ذات مصداقية، ولم يسبق لأحد أن شكك فيها». يأتي ذلك فيما أفادت مصادر فلسطينية أمس، بانقطاع كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت.
وأعلنت وزارة الصحة مقتل أكثر من سبعة آلاف شخص معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 3000 طفل.
وقتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
وذكر فيليب لازاريني: «بينما نتحدّث، يموت الناس في غزة.. لا يموتون من القنابل والقصف فحسب، بل سيموت العديد من الأشخاص قريباً أيضاً جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة»، مضيفاً أن «الخدمات الأساسية تنهار والأدوية تنفد والمواد الغذائية والمياه تنفد، وبدأت شوارع غزة تفيض بمياه الصرف الصحي».
من جهتها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينجز: «إن من المتوقع عبور ثماني شاحنات أخرى تحمل المواد الغذائية والأدوية والمياه إلى قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي تعيق فيه مشكلات فنية وسياسية وأمنية نقل المساعدات».
وأضافت هاستينجز للصحفيين في جنيف: «سجلنا دخول نحو 74 شاحنة، ونتوقع ثماني شاحنات أخرى أو نحو ذلك اليوم».
وقالت إن مفاوضات مستفيضة جارية مع إسرائيل في محاولة لتوفير المزيد من المعابر الإنسانية في القطاع المكتظ بالسكان. وتابعت هاستينجز قائلة: «إضافة إلى القضايا الفنية والأمنية، هناك قضايا سياسية أيضاً، وهناك قدر معين من الضغوط على حكومة إسرائيل فيما يتعلق بسياساتها الداخلية».
ولم يتم الاتفاق بعد على إيصال الوقود إلى غزة، وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، إن عدم توافر الوقود يعرض العمليات الإنسانية المنقذة للحياة هناك للخطر. ويواجه المسؤولون مشكلة في تحديد طريقة توزيع المساعدات الضئيلة.
وقالت هاستينجز: «نحن على علم بوجود ألف مريض يحتاجون إلى غسيل الكلى، وأكثر من 100 طفل ورضيع في الحضانات، لذلك نبذل قصارى جهدنا لمحاولة تحديد الأولويات بما يتوافق مع الاحتياجات الأكبر».
وفي هذه الأثناء، قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أمس، إن المنظمة تلقت تقديرات بأنه لا يزال هناك 1000 جثة تحت الأنقاض في غزة لم يتم التعرف عليها، ولم يتم تسجيلها بعد ضمن عدد القتلى.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رداً على سؤال حول عدد القتلى في غزة: «حصلنا أيضاً على هذه التقديرات التي تشير إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 1000 شخص تحت الأنقاض لم يتم التعرف عليهم بعد». ولم يحدد المصدر.
من جهتهم، دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى «ممرات إنسانية وهدنات» للحرب في غزة، لإدخال مساعدات إلى سكان القطاع المحاصر، حيث أكدت الأمم المتحدة أن «لا أحد في أمان».
وأعرب رؤساء ودول وحكومات البلدان الـ27 عن «قلقهم العميق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة»، في بيان مشترك، طالب بـ«ممرات إنسانية وهدنات» لإيصال المساعدات.
وكان البيت الأبيض دعا الثلاثاء الماضي، إلى «هدنات إنسانية محدودة» لتسهيل إيصال المساعدات بدل وقف إطلاق نار، وأيد القادة الأوروبيون عقد «مؤتمر دولي للسلام قريباً» لبحث حل الدولتين، فيما تدخل الحرب يومها الـ21.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة الأونروا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الإمارات فلسطين غزة قطاع غزة إسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تطالب بقمة عربية طارئة لمواجهة خطط ترامب بشأن غزة
طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من غزة وبسط السيطرة الأمريكية على القطاع الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، إن "تصريحات ترامب مرفوضة قطعا، وغزة لأهلها ولن يغادروها"، مشددا على مطالب الحركة للدول العربية "بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع التهجير".
وأضاف قاسم في تصريحات عبر منصة "تلغرام"، أن حديث ترامب عن استلام واشنطن لقطاع غزة بمثابة إرادة معلنة لاحتلال القطاع"، مشيرا إلى أن غزة "لا تحتاج لأي دولة لتسيير القطاع ولا نقبل استبدال احتلال بآخر".
وشدد على أن "رفض مشروع ترامب لا يكفي، ولا بد من وحدة فلسطينية لمواجهة التهجير"، مطالبا "مختلف الأطراف الفلسطينية بوحدة الصفوف لمواجهة مشروع" الرئيس الأمريكي.
كما طالب المتحدث باسم حماس الدول العربية "بالتصدي لضغوط ترامب والثبات على مواقفها الرافضة للتهجير"، داعيا الشعوب العربية والمنظمات الدولية "بحراك قوي لرفض مشروع ترامب".
وفي وقت سابق الخميس، ادعى ترامب أن الفلسطينيين سيحظون بحياة "أكثر سعادة" بموجب الخطة التي أعلن عنها، زاعما أن الشعب الفلسطيني سيستقر في "مجتمعات أكثر أمانا وجمالا مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة".
وأضاف "ستعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع فرق تطوير رائعة من جميع أنحاء العالم، على بدء بناء ما سيصبح أحد أعظم وأروع المشاريع من نوعه على وجه الأرض".
ومساء الثلاثاء، تحدث ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وذلك بعد أيام قليلة من دعوته إلى تهجير أهالي القطاع وإعادة توطينهم في دول أخرى مثل مصر والأردن.
وقال ترامب بعد محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، مضيفا: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".
وزعم الرئيس الأمريكي أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في قطاع غزة.
وأثارت تصريحات ترامب بشأن قطاع غزة موجة واسعة من التنديد والرفض على الصعيدين الدولي والإقليمي، وسط دعوات للتراجع عنها والمضي قدما في مسار حل الدولتين.