الإمارات.. حراك دبلوماسي وإنساني نشط لدعم الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلة الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بـ«هدنة إنسانية فورية» في غزة ماكرون: القصف العشوائي لا يتسنى معه حماية المدنيينتواصل الإمارات حراكاً قوياً وفاعلاً وجهوداً حثيثة في أروقة مجلس الأمن الدولي وخارجه، من أجل حشد الجهود الدولية لبحث سبل وقف التصعيد في غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل، فيما تشكل حماية الشعب الفلسطيني أهم أولويات الدولة.
ويأتي ذلك في إطار دعم القضية الفلسطينية الذي يعتبر من ثوابت السياسة الخارجية للإمارات التي وضعها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي إن الإمارات تقوم بدور مشرف نيابة عن الدول العربية بالكامل، عبر تمثيلها في مجلس الأمن، حيث تعمل على إحلال السلام، خصوصاً فيما يتعلق بحماية المدنيين جراء الحرب في غزة.
وأضاف وزير الخارجية المصري السابق لـ«الاتحاد» أن الإمارات تلعب دوراً حيوياً على المستويين الإقليمي والدولي، لوقف استهداف المدنيين وتقديم الدعم الإنساني وإيجاد أفق للسلام، في رسالة إنسانية مهمة، مشيراً إلى أنها خير ممثل لوجهة النظر العربية داخل مجلس الأمن وخارجه.
وفي جميع جلسات مجلس الأمن المتعلقة بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية منذ بدء الأزمة، أكدت الإمارات ماهية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً، لاسيما ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، والوصول الآمن والدائم وعلى نطاق واسع للمساعدات الإنسانية، وإيصال الوقود للمستشفيات ومحطات تحلية المياه، وتوفير المياه، إضافة إلى التقيد بالقانون الدولي الإنساني، محملة كل طرف مسؤوليته التاريخية عما آلت إليه الأوضاع الآن، بما فيهم مجلس الأمن نفسه.
وعقد مجلس، الأمن يوم الأربعاء الماضي، جلسة للتصويت على مشروعي قرارين بشأن الحرب في غزة، حيث قدمت الولايات المتحدة القرار الأول، فيما قدمت روسيا القرار الثاني، ولم يتمكن مجلس الأمن من اعتماد أي من القرارين بسبب عدم الحصول على الأصوات المطلوبة أو استخدام حق النقض «الفيتو».
وتماشياً مع الموقف العربي، صوتت دولة الإمارات ضد القرار الأميركي، ولمصلحة القرار الروسي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراضٍ إنسانية.
ويجسد تصويت دولة الإمارات استقلالية الموقف الإماراتي، بعيداً عن أي ضغط من أي جهة، إضافة إلى سياستها المتزنة والمبنية على مبادئ واضحة لا تحيد عنها، وفي سياق الحرب في غزة، فإن حماية الشعب الفلسطيني تشكل أهم أولويات الدولة.
وجاء رفض دولة الإمارات للقرار نظراً لعدم تطرقه إلى أهم الشواغل والمطالب العربية بشأن الحاجة الملحة لوقف هذه الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، ولأنه يعطي الغطاء الشرعي لإسرائيل بإجراء عملية برية لغزو غزة تحت إطار مكافحة الإرهاب.
ومن الشواغل الأخرى بشأن القرار أنه لا يدين القرار الهجمات العشوائية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتي يحمل وطأتها المدنيين، كما أنه لا يتطرق إلى هول المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، واضطرارهم إلى النزوح قسراً بسبب القصف وأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وعلاوة على ذلك، لا يتطرق القرار إلى سياسية العقاب الجماعي الإسرائيلية تجاه المدنيين في قطاع غزة الذي يعد نصف سكانه من الأطفال، بما يشمل قطع الوقود والكهرباء والمياه عنهم، وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية التي تعد شريان الحياة لسكان القطاع.
كما أن القرار لا يعالج بالقدر الكافي مخاطر التصعيد الحالي، والذي يهدد بمزيد من التداعيات الخطيرة سواء على الوضع الإنساني أو الأمن الإقليمي.
ويعتبر هذا أول قرار تصوت دولة الإمارات ضده في مجلس الأمن منذ بدأت عضويتها في يناير 2022، ليكون بذلك تصويت دولة الإمارات على هذا القرار تاريخياً، ويوصف بأنه «فيتو عربي» لثقله وتجسيده الموقف العربي تجاه هذه الحرب.
ولم يعتمد مجلس الأمن مشروع قرار الولايات المتحدة، بسبب استخدام حق النقض من قبل عضوين دائمين، فيما صوتت 10 دول مع القرار، هي فرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وألبانيا، والإكوادور، وغابون، وغانا، واليابان، ومالطا، وسويسرا، وصوت ضد القرار 3 دول هي الصين، وروسيا، والإمارات العربية المتحدة، وامتنعت عن التصويت دولتان هما موزامبيق والبرازيل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني فلسطين الإمارات القضية الفلسطينية غزة قطاع غزة مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي دولة الإمارات فی قطاع غزة مجلس الأمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو لتقييد استخدام الفيتو في مجلس الأمن
طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة، وضع أسس لتقييد استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، مشيرةً إلى أنه وُضع لصون السلم والأمن الدوليين وليس لتجاهل إرادة المجتمع الدولي، ومؤكدةً أنه يجب عدم استخدام حق النقض بشكل غير مسؤول، خاصة في الصراعات التي تتطلب تدخلاً فورياً، بالإضافة إلى أن الاستخدام غير المسؤول يشكك في مصداقية مجلس الأمن.
وقالت الإمارات في بيان ألقته غسق شاهين، نائبة المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع للجمعية العامة حول استخدام حق النقض «الفيتو»: «إنه من المؤسف أن يعجز مجلس الأمن عن الوفاء بمسؤولياته في صون السلم والأمن الدوليين للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، وأن يخفق في إيجاد الحلول للأزمات التي يعاني منها العالم وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعوب، حيث فشل المجلس في اعتماد قرار وقف إطلاق النار في غزة، كما فشل في اعتماد قرار لحماية المدنيين في السودان، إلى جانب إخفاقه في تبني قرارات مهمة حول مسائل أخرى تتعلق بعدم تسليح الفضاء، وأنظمة العقوبات»، مشيراً إلى أنه تم استخدام حق النقض 7 مرات في هذا العام وحده، بالإضافة إلى استخدام «النقض الصامت» خلال المفاوضات على مشاريع قرارات مجلس الأمن، مما حال من دون طرحها للتصويت.
استخدام حق النقض مكفول للأعضاء الدائمين بموجب الميثاق
وأضاف البيان أن الإمارات تدرك أن استخدام حق النقض مكفول للأعضاء الدائمين بموجب الميثاق، ولكن يجب ألا يتم استخدامه بشكل غير مسؤول، خاصة في الصراعات التي تتطلب التدخل الفوري من مجلس الأمن وتوظيف أدواته، خصوصاً في حالات إجماع المجلس على اعتماد قرارات مهمة.
وقال إن الاستخدام غير المسؤول لحق النقض قد يشكك في مصداقية مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة، خاصةً أن هذه الممارسات تناقض الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه المنظمة، والمتمحورة حول إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب.
وقال البيان: «لا بد من وضع أسس لتقييد استخدام حق النقض، لا سيما في حالات الفظائع الجماعية، حيث إنه وُضع لدعم صون السلم والأمن الدوليين، وليس لتقويض القانون الدولي أو تجاهل إرادة المجتمع الدولي، كما ينبغي احترام رأي الأمين العام عندما يستند إلى المادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة كما جرى بالنسبة للحرب في غزة».
وأشار بيان الإمارات إلى أن المناقشة في مجلس الأمن أكدت أهمية دور الجمعية العامة واختصاصها في المسائل المتصلة بصون السلم والأمن الدوليين، في ظل عدم قدرة مجلس الأمن على القيام بمسؤوليته الرئيسة، حيث تلعب الجمعية العامة دوراً مهماً في عقد دورات استثنائية طارئة، إلى جانب الجلسات الخاصة بتبرير استخدام حق النقض وفقاً لقرار الجمعية العامة، والتي يجب تطويرها والبناء عليها بوصفها واحدة من الأدوات الحيوية للمساءلة.
وأشاد البيان بالمبادرة المهمة التي أطلقتها فرنسا والمكسيك بشأن تعطيل صلاحيات حق النقض في حالات الفظائع الجماعية، ومدونة قواعد السلوك المتعلقة بالإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن ضد الإبادة الجماعية أو الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية أو جرائم الحرب، على النحو الذي وضعه فريق المساءلة والاتساق والشفافية، حيث تسهم مثل هذه المبادرات في ضمان عدم إعاقة تحرك المجتمع الدولي لمنع ارتكاب فظائع بحق الإنسانية والمدنيين العزل.
وقال: «لتعزيز مناقشاتنا في هذا البند، ينبغي أن تتضمن مقدمة التقرير السنوي المقدم من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة تحليلاً لاستخدام حق النقض خلال الفترة المشمولة بالتقرير، ومقارنتها بالتقارير السابقة، وتخصيص جزءٍ مستقل لحق النقض إذا تم الأخذ به».
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات أنه في ظل هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها مجلس الأمن، بات العالم برمته يتطلع لقيام المجلس بدوره المنشود في صون الأمن والسلم الدوليين، كما أصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة نحو إصلاح مجلس الأمن، بما في ذلك إصلاح بند حق النقض.
وشددت على أهمية تعزيز فعالية العمل الجماعي في الاستجابة للأزمات، خاصة التي تعاني منها منطقتنا، بما في ذلك ضمان الامتثال للقوانين والأعراف الدولية.