Respect Celtic Fans.. جماهير سلتيك تتحدى أوروبا وتجسد ملحمة تاريخية لدعم غزة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
واصلت جماهير نادي سلتيك الإسكتلندي، دعمهما للقضية الفلسطينية مع كل تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة، وذلك خلال مباراة الفريق أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، التي جمعت بينهما في إطار منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، لتستمر في إبهار العالم بالتضامن مع فلسطين منذ قديم الأزل إلى الفترة الحالية، التي بدأت منذ عملية طوفان الأقصى وحتى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأبرياء المدنيين من أطفال ونساء ورجال وشيوخ.
جماهير سلتيك لفتت الأنظار إليها في الآونة الأخيرة، لما قدمته من دعم ومساندة قوية للقضية الفلسطينية، لتبرز لأوروبا والعالم أجمعه ظاهرة إنسانية، بالرغم من وجود لاعب إسرائيلي داخل صفوف الفريق، الذي لم يمنع الجماهير الإسكتلندية في مناصرة فلسطين في ظل عمليات قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. فضلًا عن أنها تتحدى القارة العجوز وإدارة ناديها في هذا الدعم، إذ اكتسى ملعب سلتيك بارك معقل «السيلتيون»، بالأعلام الفلسطينية، رغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، قبل مباراة الفريق أمام أتلتيكو مدريد بعدم إحضار الأعلام واللافتات المؤيدة لفلسطين، في ظل تبرؤ إدارة النادي الإسكتلندي من دعم الجماهير للفلسطنيين.
وهتفت جماهير سلتيك قائلة: «لن تسير وحيدًا أبدًا»، وصنعت «تيفو» للعلم الفلسطيني، لتستمر مدرجات سلتيك في التضامن مع غزة منذ يوم 7 أكتوبر الماضي، حينما رفعت جماهير سلتيك في مباراة فريقها أمام كيلمارنوك وهارتس في الجولتين الثامنة والتاسعة من الدوري الإسكتلندي، أعلام فلسطين ولافتات: «الحرية لفلسطين»، و«النصر للمقاومة» وذلك من جانب رابطة مشجعي النادي «جرين بريجاد»، التي تعني اللواء الأخضر، لتصدر بيانًا ردًا على تبرؤ النادي من تصرفات الجماهير تدعو من خلاله دعم فلسطين، وتخصيص صندوق التبرعات من أجل الشعب الفلسطيني.
وجاء في البيان: «ولد سلتيك من رحم المجاعة والقمع، نتيجة الحكم الاستعماري والموت والتهجير الجماعي، يقف سلتيك دائمًا إلى جانب المظلومين والمحرومين، سيظل سلتيك ثابتًا في دعمه للشعب الفلسطيني، لقد دعمنا العديد من المشاريع الفلسطينية طوال تاريخنا، وقمنا على مدار أكثر من عقد بتطوير علاقة وثيقة مع مخيمات اللاجئين، بلغت ذروتها في تشكيل أكاديمية سلتيك في بيت لحم بفلسطين».
تاريخ طويل من دعم فلسطينوتعتبر جماهير سلتيك أكثر أندية أوروبا الداعمة للقضية الفلسطينية في الفترة الحالية، وذلك امتدادًا لتاريخها الطويل في دعم القضايا الإنسانية، حيث ناصرت جماهير سلتيك فلسطين خلال مواجهة هبوعيل بئر السبع الإسرائيلي في تصفيات دوري أبطال أوروبا عام 2016، ليحقق الاتحاد الأوروبي وقتها في الواقعة ويغرم بطل إسكتلندا 10 آلاف يورو. في الوقت الذي جمع به المشجعون الإسكتلنديون أكثر من 34 ألف جنيه أسترليني لصالح الفلسطينيين، بعد إطلاق حملة دعم «مباراة الغرامة من أجل فلسطين»، وقبلها بعامين، عوقب سلتيك بغرامة 16 ألف جنيه إسترليني بسبب رفع الأعلام الفلسطينية خلال مواجهة الفريق أمام ريكيافيك الأيسلندي في دوري أبطال أوروبا.
كما ساندت جماهير سلتيك فلسطين عام 2021 بعد الهجوم الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، لتتحدى الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وتعلق الأعلام الفلسطينية في مدرجات ملعب سلتيك بارك، لتعيد تلك الوقائع مع فلسطين، الأذهان لاسترجاع الدعم التاريخي من جانب هذه الجماهير للقضايا الإنسانية بشكل عام، أبرزها مواجهة التطهير العرقي في جنوب أفريقيا، واستقلال إقليم كتالونيا الإسباني، والترحيب باللاجئين السوريين. بالإضافة إلى دعم القضية الفلسطينية، وذلك نتيجة معاناة مؤسسي النادي منذ تأسيسه في 1887، حينما أسسه مهاجرون أيرلنديون انتقلوا إلى إسكتلندا هربًا من المجاعة والاستعمار الإنجليزي.
ومنعت قوات الشرطة الإسكتلندية، جماهير سلتيك من الدخول إلى ملعب اللقاء قبل مواجهة أتلتيكو مدريد بأعلام فلسطين، بعد قرار يويفا بمنع رفع اللافتات السياسية داخل المدرجات في مباريات دوري أبطال أوروبا، لتقرر جماهير سيلتك دعم الشعب الفلسطيني في صراعه الأخير ضد الاحتلال الإسرائيلي، من خلال بناء المدرج كامل بعلم فلسطين، حيث قامت الجماهير بارتداء ملابس ملونة وشكلوا بها العلم وهم بالمدرجات بزاوية مميزة بالملعب.
جماهير سلتيك تتحدى أوروباوعلقت الصحف العالمية على هذا الموقف، أبرزها عنوان «BBC»: «مشجعو سلتيك يتحدون نداء النادي بشأن عدم رفع العلم الفلسطيني».
أما صحيفة «ديلي ميل» قالت: «يتحدى أنصار سلتيك، النادي مرة أخرى من خلال عرض الأعلام الفلسطينية خلال مباراة دوري أبطال أوروبا مع أتلتيكو مدريد لترك العمالقة الإسكتلنديين عرضة لخطر غرامة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم».
بينما جاء عنوان في صحيفة «ميرور»: «مجموعة من مشجعي سلتيك تتحدى النادي وتخاطر بغضب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من خلال إظهار الدعم لفلسطين»، فيما نشرت «ذا صن» عنوانًا: «جمهور سلتيك يتحدون موقف النادي من الأعلام المؤيدة لفلسطين مع عرض عملاق للعلم».
ونالت جماهير سلتيك، احترام الجميع وأثبتت أنها أكثر جماهير نادي أوروبي يدعم القضية الفلسطينية، وتساند الشعب الفلسطيني في صراعه مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم الوحشية والعنف في الأراضي المقدسة.
جماهير سلتيكالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جماهير سلتيك غزة فلسطين القضية الفلسطينية أتلتيكو مدريد الاحتلال الإسرائیلی الأعلام الفلسطینیة دوری أبطال أوروبا الاتحاد الأوروبی أتلتیکو مدرید جماهیر سلتیک من خلال
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو إلى خريطة طريق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
نيويورك (الاتحاد)
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع خريطة طريق ثابتة لا تراجع عنها على أساس حل الدولتين، لإنهاء الحرب على غزة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددةً على أنه لا يمكن القبول بالعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل السابع من أكتوبر، والبقاء محاصرين في دوامة الدمار والإعمار.
وقالت الإمارات، في بيان ألقاه السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال إحاطة مجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط، إن الأولوية الآن تكمن في التوصل لوقف إطلاق نار فوري وعاجل في غزة ولبنان، ورفع العراقيل أمام الجهود الإنسانية للسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع، إلى جانب حماية المدنيين، والعاملين في المجال الإنساني، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، فضلاً عن ضرورة احترام جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والقرارات ذات الصلة، بما فيها القرار 1701.
وأكد البيان الحاجة الماسة لبلورة رؤية واضحة، وحلول مستدامة، ليس لوضع حدٍ للحرب في غزة فحسب، بل لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي ككل، مشيرةً إلى أنه لا يمكن البقاء في دوامة الإعمار والدمار، أو القبول بالعودة للوضع الذي كان قائماً قبل السابع من أكتوبر من العام الماضي، وبالأخص بعد الخسائر الهائلة في الأرواح جرّاء الحرب، مشيراً إلى أن التوقعات بأن يستغرق التعافي منها عقوداً طويلة، بما في ذلك التعافي من الآثار النفسية على الذين عاشوا ويلات هذه الحرب وفقدوا أحباءهم وكل ما يملكون.
وقال البيان: «تضعنا هذه التطورات الخطيرة أمام مسؤولية تاريخية، فإما أن نحول هذه المأساة إلى نقطة انتقال للمنطقة من الصراعات والحروب إلى السلام والازدهار، أو نسمح لها بأن تعمق دوامة العنف وعدم الاستقرار».
وأضاف: «يتطلب إنهاء هذا النزاع رؤية شاملة تتجاوز الخطوات العاجلة، وسبق أن طرحت الإمارات رؤيَتَها في هذه المسألة، والتي تقوم على إنشاء بعثة دولية مؤقتة، بدعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، لتعمل هذه البعثة على الاستجابة الفعالة للأزمة الإنسانية في غزة، وإرساء دعائم القانون والنظام، مع ضرورة حدوث إصلاح حقيقي للسلطة الفلسطينية، وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت تلك السلطة الفلسطينية، وسيتطلب كل ذلك انخراطاً بنّاءً وفعالاً من إسرائيل، وأهم الشركاء الإقليميين والدوليين، وفي طليعتهم الولايات المتحدة».
وأشار البيان إلى أنه لتحقيق هذه الرؤية، يجب إنهاء الاحتلال، ووضع مسار سياسي واضح وخارطة طريق شفافة وملزمة لا يمكن التراجع عنها، على أساس حل الدولتين، بما يقود إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.
ورحب البيان في هذا الإطار بإنشاء تحالف حل الدولتين، وانعقاد اجتماعه الأول في الرياض، مؤكداً أهمية منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كخطوة أساسية نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: «لن يأتي الحل فقط من الخارج، فالسلام يحتاج أيضاً لمن يناصرهُ في الداخل ويعمل جاهداً من أجله، ويتجاوب مع المبادرات المطروحة من المجتمع الدولي، كما يتطلب ذلك نبذ خطاب الكراهية».
وحول دور وكالة «الأونروا»، قال البيان، إن دور الوكالة محوري ولا غنى عنه طالما استمرت محنة اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن التشريعات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف عمل الوكالة لا تهدد الاستجابة الإنسانية العاجلة فحسب، بل أيضاً الاستقرار في المنطقة.
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات مواصلة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقِّه في تقرير مصيره، والدفع قدماً بجهود تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة كافة.
وفي سياق متصل، أعربت دولة الإمارات عن عميق أسفها لعدم تمكن مجلس الأمن مرة أخرى، من اعتماد قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، مشيرةً إلى أنه بعد مرور أكثر من 400 يوم من الوضع الكارثي في غزة، وتوسع رقعة النزاع ليطال جميع أنحاء المنطقة، فإن وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط والدائم، قد طال انتظاره، مؤكدةً أنه لا يمكن لمن يعاني على الأرض أن يحتمل أكثر.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أمس، حق النقض «الفيتو» لمنع صدور قرار بمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.