أجزاء من متاهة راشد بن خليفة شاهدة على واقع لا زمن له
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
(القاهرة - خاص):
تنطلق اليوم السبت رسميًا فعاليات النسخة الثالثة من معرض الفن المعاصر «الأبد هو الآن»، بمنطقة أهرامات الجيزة والهضبة المحيطة بها، والذي تنظمه مؤسسة «كلتشرفيتور-آرت دي إيجيبت»، تحت رعاية وزارتي السياحة والآثار والخارجية والثقافة واللجنة الوطنية المصرية لمنظمة اليونسكو، ويجمع بين 14 فنانًا من المنطقة ومن مختلف دول العالم، للاشتباك فنيًا مع أحد أعرق المعالم التاريخية، وتقديم أعمالًا فنية معاصرة تعتمد على المزج بين الحاضر والماضي، وتحاكي في الوقت ذاته التاريخ والأرض والبيئة والإنسانية.
ويجمع المعرض 14 فنانًا عالميًا، يشتبكون فنيًا مع معلم الأهرامات ذات التاريخ الممتد لأكثر من 4500 عام، والمدرج ضمن قائمة «اليونسكو» لمواقع التراث العالمي.
وفي سياق هدف المعرض إلى خلق حوار استثنائي بين تاريخ البشرية وحاضرها المعاصر، والتأكيد على أهمية تراث مصر القديمة وقدرته على إلهام الخيال والإبداع الفني، يشارك الفنان راشد بن خليفة آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون، في المعرض بعمل «أجزاء من متاهة»، وهو عبارة مجسم من 12 قطعة تبرز من الأرض بزوايا مائلة وبارتفاعات تتراوح بين مترين وخمسة أمتار، على مساحة 171 مترًا مربعًا.
وأعرب الفنان راشد بن خليفة آل خليفة، خلال الجولة التي نظمها المعرض لوسائل الإعلام، عن سعادته بالمشاركة في الحدث الفني الكبير، الذي يقام في منطقة تاريخية عريقة.
وقال في تصريحات لوسائل الإعلام «أنا في غاية الامتنان لفرصة أن أكون جزءًا من النسخة الثالثة لمعرض (الأبد هو الآن)، بمشروعي الفني المستوحى من عظمة مصر، حيث إن إمكانية تقديم هذا المشروع بالقرب من إحدى عجائب الدنيا القديمة، إلى جانب هؤلاء الفنانين المتميزين، هو حلم بالفعل، مما يجعلني أشعر ببالغ التقدير، وأتمنى فقط أن يشعر المرء كما لو أنه متواجد في لحظة «خالدة» عند رؤية المشروع والتفاعل معه، حيث يلتقي الماضي والحاضر والمستقبل».
ولفت إلى أن إلى أن عمله الفني عبارة عن أجزاء متفككة بألوان مختلفة، خلافًا للمتاهات التي تكون مترابطة، فيما استغرقت تجارب تنفيذ النموذج الأولي للمجسم عدّة أشهر نظرًا للتحديات التي واجهها في إبقاء أجزاء العمل الفني ثابتة على الأرض بارتفاعاتها المتفاوتة، حيث لا يُسمح بحفر الأرض في منطقة الأهرامات، فيما استغرق تنفيذ وإنتاج العمل النهائي أربعة أشهر.
من جانبها، أوضحت مؤسسة «آرت دي إيجيبت» بقيادة «كلتشرفيتور» نادين عبدالغفار في تصريحات خاصة أن نسخة هذا العام من معرض «الأبد هو الآن» هي نسخة تفاعلية. «بعد ما استقبل المعرض أكثر من مليون زائر من مصر ومن أنحاء العالم خلال العامين الماضين، أردنا أن يكون معرض هذا العام تفاعليًا، بحيث يكون الزائر جزءًا من الأعمال الفنية ذات الصلة بحضارة مصر القديمة».
ولفتت إلى أن فكرة «الأبد هو الآن» بدأت في العام 2020 عندما حصلنا على موافقة وزارة السياحة والآثار المصرية على إقامة معرض في الأهرامات. وتابعت: «الأهرامات رسالة للإنسانية وهذه الحضارة ملك للجميع وليست حكرا على المصريين، ومن هذا المنطلق أسسنا شركة (كلتشرفيتور) التي تمكننا من تنظيم معارض فنية في أنحاء العالم، فحضارة المنطقة العربية غنية جدًا ومع مثل هذا الفعاليات يمكننا الحفاظ عليها ونشرها وتعريف العالم بها».
وحول العمل الفني «أجزاء من متاهة»، قالت: «عندما أرسل الفنان راشد أل خليفة فكرة العمل الفني أعجبنا بها للغاية جميعًا. لقد سبق وأن زرته في الستيديو الخاص به في البحرين ووجدت جميع المدارس الفنية في فنان واحد وهو ما أبهرني حقًا».
وبالحديث عن المعرض، أوضحت أن نسخة هذا العام تطرح تساؤلًا عن المرحلة الجديدة من التكنولوجيا والتغيير الثقافي التي يمر بها العالم، من خلال الجمع بين التراث الثقافي، وبين التنوع الغني لممارسات الفن المعاصر. ولقد صُمّم المعرض لتتبع استمرارية الموضوعات التي تمتد من أساطير الماضي إلى الحاضر، بالإضافة إلى الأمل والحلم بمستقبل الإنسانية، فيما يسلط المعرض الضوء أيضًا على أهمية التبادل الثقافي بين الفنانين، وليظهر مكانة الإبداع البشري في قلب التاريخ النابض والحضارة المصرية القديمة، لا سيما مع تقديم أكبر مجموعة من الأعمال الفنية لفنانين محليين ودوليين، في خطوة بالتأكيد ستسهم في الترويج للسياحة المصرية.
المتاهة المصرية المفقودة.. لغز تاريخي حيّر العلماء «أجزاء من متاهة» مستوحى من قصة المتاهة المصرية التاريخية، الواقعة أمام هرم هوارة بمحافظة الفيوم المصرية بالقرب من بحيرة قارون. ودخلها الرحالة الإغريقي هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، برفقة أحد الكهنة الذي كان يحمل في يده خارطة، ولولا مساعدته لما استطاع الخروج منها.
وبحسب وصف هيرودوت، تتألف المتاهة من طابقين، في كل طابق 1500 غرفة متداخلة وممرات ملتوية ومتعرجة والكثير من الأعمدة. وقد أشارت كتب التاريخ والعلوم إلى وجود هذه المتاهة، ومن بينها كتاب «برج بابل» في القرن السابع عشر، للعالم والباحث الألماني أثناسيوس كيرشر، وهو الكتاب الذي استوحى الفنان راشد بن خليفة آل خليفة الزخارف المنقوشة على عمله منه.
ويُعتقد أنه يوجد في الطابق السفلي للمتاهة المفقودة 12 مدفنًا لاثني عشر ملكًا مصريًا بارزًا في تلك الحقبة، لم يُسمح للرحالة الإغريقي بزيارتها، بالإضافة إلى العديد من الكنوز والآثار من البرديات، التي تحتوي على العلوم والمعارف والأسرار لحضارة قدماء المصريين ومن قبلهم، وكيفية بناء الأهرامات وتحنيط الموتى.
ومنذ العام 1842، قامت العديد من البعثات الاستكشافية بالبحث والتنقيب عن هذه المتاهة - التي يعتقد أن ملوك مصر القديمة هم من بناها - دون الوصول إلى نتيجة تذكر، إذ لم يعلن عن أي بيان يؤكد وجود هذه المتاهة على الرغم من التصورات والخرائط والرسومات المتداولة عنها على مر التاريخ. وفيما قد تكون متاهة مصر المفقودة مجرد أسطورة وسر من أسرار فراعنة مصر القدماء، يأتي العمل الفني للفنان راشد آل خليفة شاهدًا رمزيًا على وجودها في مصر.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا راشد بن خلیفة الأبد هو الآن الفنان راشد العمل الفنی آل خلیفة
إقرأ أيضاً:
” خليفة التربوية ” تسلط الضوء على الممارسات العالمية الرائدة في رعاية الطفولة المبكرة
شاركت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية في المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS في الشرق الأوسط المقام في دبي 2024 ، وعرضت الجائزة خلال جناحها بالمعرض في مركز دبي التجاري العالمي نبذة شاملة حول رسالتها وأهدافها والمجالات المطروحة في دورتها الثامنة عشرة 2024-2025، مسلطة الضوء على اهتمام الجائزة برصد تأثير الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي على جودة التعليم محلياً واقليمياً ودولياً .
وأكدت أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية على أهمية هذه المشاركة التي تتيح للجائزة التواصل مع الجهات المشاركة من المؤسسات المحلية والدولية المتخصصة في قطاع التعليم بالإضافة إلى القيادات التعليمية والأكاديمية وكذلك الطلبة وأولياء الأمور إذ يمثل المعرض منصة لعرض أبرز الحلول العلمية والتكنولوجية التي تستهدف تطوير بيئة التعلم خاصة في مجال الألعاب الإلكترونية وتصميمها، وكذلك التعلم القائم على الألعاب والرياضات الإلكترونية، وما يحمله هذا النمط التعليمي من قدرة على تطوير برامج التعلم التفاعلي والمدمج وغيرها من الأساليب التعليمية الحديثة .
وقالت العفيفي : إن جائزة خليفة التربوية حريصة على توثيق تعاونها مع مختلف الجهات ذات العلاقة بالشأن التعليمي ومن بينها هذا المعرض الذي يستقطب حوالي 8000 متخصص من جميع أنحاء العالم يمثلون 74 دولة لعرض أفضل الممارسات التعليمية والتطبيقية والحلول التعليمية المبتكرة في قطاع التعليم .
وأشارت إلى أن الجائزة نظمت جلسة حوارية بعنوان ” الذكاء الاصطناعي والطفولة المبكرة: الاعتبارات الأخلاقية والآثار المترتبة على الاتجاهات المستقبلية ” ، قدمتها كل من الدكتورة جانا فليمنج عضو اللجنة المانحة لمجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر ومدير تنمية الطفولة المبكرة في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وزيلدا مالك يانوفيتش الرئيس المشارك لجيل الذكاء الاصطناعي في جامعة أكسفورد والمؤسس المشارك لـ Fam، وتطرقا خلال الجلسة إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في بيئة التعلم للطفل في مرحلة عمرية مبكرة، والتوسع في استخدام الأجهزة والتطبيقات من جانب الأطفال الصغار ، وأولياء أمورهم ومقدمو الرعاية والمعلمون، وبينما تحولت أخلاقيات الذكاء الاصطناعي فأدت إلى إجماع متزايد على وضع مبادئ أخلاقية عالية المستوى لاستعمالات الذكاء الاصطناعي، ولا يزال هناك مراجعة أكاديمية محدودة من ناحية المشاركة مع قضايا الأطفال والذكاء الاصطناعي المسؤول، وخاصة فيما يتعلق بمجال الطفولة المبكرة.
وأضافت : إن الجلسة ناقشت عدداً من المحاور العلمية المرتبطة بأبحاث أخلاقيات الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بتنمية الطفولة المبكرة، وكيف تنتقل هذه المبادئ إلى التطبيق العملي، وقدمت المحاضرتان خلال الجلسة عرضاً لأفضل الممارسات العلمية التي تأخذ بها المؤسسات العريقة في العالم لتعليم الطفولة المبكرة في اطار من الجوانب الأخلاقية التي تحدد آليات التعامل من قبل المعلمين والآباء والطلبة، وضرورة دعم منظومة القيم لهذه الآليات التي تمكن الطفل من النمو والتميز في اكتساب محتوى معرفي يصقل شخصيته ويوسع من مداركه، ويفتح من آفاقه للتفاعل مع المستقبل .