«سواد اللوحة وبياض الحجر» لجمال عبدالرحيم.. اعتصارات بين ألم وأمل
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
في حلكة أحد الأيام، تولدت لوحة ملأها السواد المتحرك في داخلها، لتولد بعدها أخرى، فأخرى.. انعكاسًا لحلكة تلك الأيام، حيث الوباء يجتاح العالم ويطفئ بريق حيوية البشر، فيما تبعاته تواصل شراستها. وفي سيرورة تلك الأيام، شهدت بيروت انفجار مرفأها، ليسود فصل جديد من الأهوال والأحزان على تلك العاصمة الجملية، ومنذُ ذاك وهذه الويلات تعتصر قلب الفنان جمال عبدالرحيم، ليتمخض عن تلك الاعتصارات معرض «سواد اللوحة وبياض الحجر» الذي جاء في ميعاد لا يختلف مأساوية عن الميعاد الذي تولدت فيه أعماله، فبينما يُفتتح المعرض في الـ10 من أكتوبر، بـ«مركز الفنون»، تدور حرب طاحنة على (غزة).
وعلى النقيض من قتامة اللوحة، التي أضاف لها عبدالرحيم بعضًا من الضبابية كـ«شكلٍ من أشكال الغموض الذي كنت أشعر به في تلك الفترة.. والذي ملأني بأمل زائف في تغيير العالم إلى حال أفضل، ولو بقدر ضئيل، لمواجهة هذه التحديات»، تجيء المنحوتة، ببياض رخامها المتلألئ، لتوجد هذا الأمل أو بعضًا منه، فبياض المنحوتة وسط سواد اللوحة، شكل من أشكال البشرى المتجلية في المثل التقليدي «في آخر النفق ضوء»، يقول عبدالرحيم: «اللون الأبيض في أعمالي النحتية، كالقمر المنير في وسط الظلام الدامس».
وسواء كانت منحوتة أو لوحة، فابن الجزيرة لا يستطيع الفكاك من البحر. البحر الذي يتجلى في كلا النوعين التشكيليين، فتارةً تراه موجًا في اللوحة، وأخرى تراهُ لآلئ وأسماكًا وتموجات في المنحوتة. يقول عبدالرحيم في حديثه عن البحر وارتباطه بمعرضه: «تغلب علي البحر، بلونه الأزرق الآسر وأمواجه الساكنة حينًا والغاضبة حينًا، ليثبت وجوده في لوحاتي كما هو في حياتي». ولهذا يحضر البحر مأوًى ومستوحًى بوصفه فضاءً لخلق التأويل، فهو محط الحمولات، والرموز، والدلالات لكل الأرواح المتأوهة أو الفرحة. إنه الشيء ونقيضه، وفق رؤى الناظر إليه من خلال ذاته، وما يعيشه من حالة نفسانية تنعكس على البحر، فيفضي البحر قولًا.
ورغم أن المنحوتات بما تجسده من أمل «ظهرت بموسيقاها الحانية لتهدئ من روع الكون الثائر الذي عبرت عنه بالأشكال الدائرية اللامتناهية»، كما يقول عبدالرحيم، إلا أن البحر عاد ليفرض سطوته، «سرعان ما تحولت منحوتاتي مرة أخرى إلى أشكال بحرية من محارٍ، ولؤلؤٍ، وأسماكٍ تشق طريقها في سواد البحر».
وبعيدًا عن البحر، تكمن منحوتة لتفاحتين، ربما هي استيحاء رمزي للخطيئة الأولى، تلك التي أخرجت الإنسان من جنات عدن، إيذانًا بكل الشرور، لكن عبدالرحيم، يمزجُ هذه المنحوتة مناصفة بالأبيض والأسود، ليقول - ربما - إن الخطيئة ليست حجة لكل المآسي، وإن الأمل لا بد أن يكون موجودًا، مع إيمانٍ بأن صيرورة كل شيء في هذا المزيج معجونةً من الألم والأمل.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
عروض شراعية ضمن احتفال "فريق الظاهرة للهواة" بالأعضاء المجيدين
بركاء- خالد بن سالم السيابي
احتفل فريق الظاهرة للهواة بتكريم عدد من أعضائه المجيدين في كافة أنشطة وفعاليات ومشاركات الفريق داخل وخارج سلطنة عمان خلال العام المنصرم 2024م، وذلك تحت رعاية الدكتور عامر بن عوض الرواس مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الوئام، وبحضور الدكتور أحمد بن زاهر العلوي رئيس اللجنة العمانية للرياضات الجوية، وعدد كبير من المدعوين وأعضاء الفريق وأعضاء الفرق الرياضية بالسلطنة والمهتمين بالرياضات الجوية والإعلاميين. أقيم الحفل بشاطئ السوادي بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها أنس بن راشد الحوسني، ثم مقدمة وكلمة ترحيبية قدمها كلٌّ من الطيار الشراعي فيصل بن علي الكلباني رئيس لجنة الانضباط والسلامة بالفريق ورغد بن راشد الكلبانية أصغر طيارة شراعية بفريق الظاهرة للهواة، بعدها تم استعراض وتقديم مجموعة من التشكيلات وعروض الطيران الشراعي بمشاركة عدد من طياري الفريق؛ حيث جاءت اللوحة الأولى الترادف الفردي واللوحة الثانية الترادف المزدوج واللوحة الثالثة الترادف الثلاثي، وتشكيلات الهرم في اللوحة الرابعة وتشكيلة خط الحرب في اللوحة الخامسة، بينما جاءت اللوحة السادسة في استعراض فردي شارك فيها عدد من الطيارين الشراعيين.
وقدّم راشد بن خالد الكلباني أصغر طيار شراعي ولاسلكي بالفريق عروضا متنوعة لطائرات الطيران اللاسلكي؛ حيث قام بتشكيل واستعراض لوحات بهلوانية وقتالية بطائرة الطيران اللاسلكي نالت إعجاب واستحسان الحضور. كذلك شارك الطيار إبراهيم بن سيف الغافري بالقفز المظلي الحر؛ حيث قام بالقفز الحر من طائرة الطيران الشراعي مُشكّلا لوحات استعراضية قبل أن يهبط أمام منصة الحفل.
بعدها تم تكريم عدد من منتسبي فريق الظاهرة للهواة المجيدين في كافة فعاليات وأنشطة الفريق خلال العام المنصرم 2024م؛ حيث قام الدكتور عامر بن عوض الرواس مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الوئام بمعية رئيس الفريق الطيار الشراعي خالد بن راشد الكلباني ونائب الرئيس الطيار الشراعي محمد بن علي الجرادي بتكريم المجيدين من الطيارين الشراعيين والإداريين من أعضاء الفريق، وتكريم عدد من أعضاء فرق الطيران الشراعي الأخرى. واختتم الحفل بهدية تذكارية لرئيس اللجنة العمانية للرياضات الجوية الدكتور أحمد بن زاهر العلوي، وهدية تذكارية تسلمها الدكتور عامر بن عوض الرواس راعي الحفل من إدارة وأعضاء فريق الظاهرة للهواة وهي عبارة عن صورة لإحدى التشكيلات الجوية في الطيران الشراعي.