متحف «رامتان».. شاهد على استقبال عميد الأدب العربي لعبدالناصر في مكتبه
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
بضاحية الهرم، وعلى مقربة من أهرامات الجيزة العظيمة، عاش الدكتور طه حسين، هرماً رابعاً، فى فيلا «رامتان»، حيث أقام مع أسرته، زوجته الفرنسية سوزان، وابنيه أمينة ومؤنس، إلى أن رحل عن عالمنا فى مثل هذه الأيام وقبل 50 عاماً، وتحديداً فى 28 أكتوبر 1973. و«رامتان» كانت أرضاً اشتراها العميد وبنى الفيلا بحديقة كبيرة لأنه كانت لديه رغبة فى الشعور بأجواء الريف.
واختار لها العميد اسم «رامتان»، وهى كلمة عربية مثنى كلمة رامة، أى استراحة فى الصحراء، واختار مثنى الكلمة لكى تكون له واحدة ولابنه مؤنس الثانية، والذى تزوج ليلى العلايلى حفيدة الشاعر أحمد شوقى وعاش بالفيلا نفسها. ومنذ أواخر الخمسينات انتقل العميد إلى الفيلا «رامتان» التى شهدت على أيام جديدة من نضال وعطاء طه حسين للحياة، عطاء لم ينقطع إلى أواخر أيام حياته، كما شهدت أركانها أحاديث المحبة العميقة التى عاشها الزوجان المحبان طه وزوجته سوزان.
تجولت «الوطن» داخل أركان فيلا «رامتان» الكائنة بالشارع طه حسين بالهرم، والتى تبلغ مساحتها 680 متراً بالحديقة، وفى منتصفها تمثال نصفى للدكتور طه حسين من البرونز من عمل الفنان عبدالقادر رزق سنة 1936م.
تقع الفيلا فى طابقين يشغل كل طابق 250 متراً مربعاً، وهى الفيلا التى عاش بها العميد نحو 17 عاماً وإلى رحيله. يتسم المكان برقى الألوان المستخدمة فى الطلاء وقطع الأثاث التى تجمع بين البساطة والجمال، وهو المكان الذى شهد العديد من الأحداث وأوقات المحبة بين طه حسين وزوجته وأبنائه، إلى جانب الإبداعات واللقاءات المهمة.
وفى الخامس عشر من يوليو 1993 تسلَّم متحف طه حسين من أسرة العميد قلادة النيل الكبرى ونحو خمسين وساماً وميدالية ونيشاناً ومجموعة من الشهادات العلمية والفخرية حصل عليها العميد من مصر وتونس والمغرب وبلجيكا وإيران وإسبانيا والسنغال.
7 آلاف كتاب تضمها مكتبته.. أول من تُهدى له قلادة النيل الذهبية الكبرى دون أن يكون رئيس دولةوعند دخول الفيلا من الداخل وبعد تجاوز الحديقة إلى الطابق الأول، وعلى يمين المدخل ينفتح باب حجرة المكتبة التى تضم مكتب الدكتور طه حسين وبجانبه مقعد كان يجلس عليه وأنتريه بسيط، وأرفف المكتبة على جميع الجدران. وتضم المكتبة 7 آلاف كتاب، من بينها 4 آلاف كتاب عربى و3 آلاف كتاب أجنبى، ومن بينها مؤلفاته التى تتجاوز الـ50 إصداراً متنوعاً، وهذه الكتب تم تجليدها فى دار الكتب، بعد تحويل المقر إلى متحف قومى.
هذه المكتبة الثرية شهدت العديد من الأحداث واللقاءات، من بينها مراسم استقبال رئيس الجمهورية عندما منحه قلادة النيل فى عام 1965م، وهى من أبرز الأوسمة الموجودة فى المتحف وأهمها، ويُعد العميد أول من حصل عليها دون أن يكون رئيس دولة، وتعادل نصف كيلو من الذهب، وكانت القلادة فى ذلك الوقت لا تُهدى إلا للأمراء ورؤساء الدول، وهى محفوظة ومؤمّنة. كما كانت المكتبة أيضاً تجمع العميد مع سكرتيره الدكتور فريد شحاتة الذى كان يقرأ له.
ووفق تصريحات مروة شفيق، كبير أمناء المتحف، لـ«الوطن»، اشترت وزارة الثقافة الفيلا من الدكتور محمد حسن الزيات، زوج السيدة أمينة ابنة العميد، والذى كان مفوض الأسرة فى 1992، بسعر مليون و200 ألف جنيه، ومن دون المقتنيات، ولما علمت الأسرة بقرار تحويلها إلى متحف أهدت جميع المقتنيات إلى المكان.
وخارج المكتبة بالطابق الأول صالون استقبال صغير، مزين جداره بقطعة من كسوة الكعبة، أهداها له الملك السعودى عام 1954، وإلى جوار المكتبة الصالون الرئيسى بلونه النبيتى الفاتح والذى كان يقام به «صالون الأحد» من كل أسبوع، وتم به تسجيل أشهر اللقاءات مع صاحب المكان والمكانة، ومن بينها حلقاته من برنامج «نجمك المفضل» مع المذيعة ليلى رستم.
كما شهد الصالون أيضاً العديد من جلسات أعضاء مجمع اللغة العربية مع الدكتور طه حسين، حيث عُقدت الجلسات فى بيته بانتظام فى أيامه الأخيرة بعد تراجع صحته.
عاش هنا المفكر الكبير لنحو 17 عاماً إلى يوم رحيله فى 28 أكتوبر 1973 وشُيعت الجنازة يوم 31 أكتوبر من الشهر ذاته وخرجت الجنازة الشعبية الكبيرة من جامعة القاهرة العريقة كما يليق بصاحب المقامات الرفيعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طه حسين الهجرة الجماعية آلاف کتاب من بینها طه حسین
إقرأ أيضاً:
متحف كوم أوشيم يقيم ورشة كحك العيد فى مكتبة مطرطارس بالفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أختتم قسم التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بمتحف كوم أوشيم فى الفيوم أنشطته في شهر رمضان باقامة ورشة كعك العيد بمكتبة مطرطارس التابعة لقصر ثقافة الفيوم.
اقيمت الورشة باشراف الدكتور ممدوح الشوكى مدير عام المتحف وبحضور نورا حمدى مفتشة الاثار بالمتحف ,
وفي نهاية الورشة تم توزيع الهدايا التذكارية، والكعك الذى تم تنفيذه خلال الورشة على الأطفال، وقد عبر الأطفال المشاركون عن سعادتهم الكبيرة بأجواء العيد، مما يذكر انه تم انشاء المتحف عام 1974 وكان يضم حينها القطع الأثرية التي عثر عليها بمنطقة كوم أوشيم .
ثم زادت مساحة المبنى في عام 1993 وأُلحق به دورًا علويًا, و في فبراير عام 2006 تم غلق المتحف لتطويره وأفتتح مرة أخرى في نوفمبر عام 2016، بعد تطوير شامل للمبنى والعرض المتحفي الذي استهدف ربط سكان محافظة الفيوم بمتحف كوم أوشيم عن طريق عرض موضوعات متنوعة تختص بما توارثته الأجيال من مظاهر الحياة اليومية قديمًا وحديثًا .
أهم مقتنيات المتحف
ويضم المتحف 312 قطعة أثرية معروضة تبعًا للتسلسل التاريخي بدءً من العصر العتيق وحتى العصر الإسلامي، كما يتناول سيناريو العرض المتحفي محافظة الفيوم وعادات وتقاليد قاطنيها منذ أقدم العصور، وكذلك الفكر الديني الذي اعتنقه أهل المحافظة على مر العصور، تؤكد على الجذور القوية التي تربط بين مجتمع محافظة الفيوم وبين تاريخه المجيد وحضارته الراقية عبر مختلف العصور، كما يؤكد على تفرد مدينة الفيوم بحرفها وصناعاتها منذ قديم الأزل وإلى وقتنا الحاضر .
وأهم القطع الأثرية بمتحف آثار كوم أوشيم مومياء داخل تابوت خشبي مغطى بطبقة من الجص الملون والمومياء عليها كارتوناج مكون من قناع يغطي الرأس والوجه مذهب .
وجزء علوي مصنوع من الكارتوناج يمثل رأس سيدة ترتدي النمس المصري والوجه ملون بالأصفر الداكن وعلى الصدر زخارف هندسية ملونة وبورتريه يمثل أحد وجوه الفيوم مصنوع من الخشب الملون، إرتفاعه 40.1 سم يعود للعصر اليوناني الروماني وعقد مكون من القشاني الأزرق المغشي بالذهب وحبات من الأبوسيدوم وحبات صغيرة من القشاني الأزرق المغشي بالذهب منها حبات على هيئة أوشابتي مصنوع من القشاني المذهب والأوبسيدوم الأسوديرجع لعصر الدولة الوسطى.