كشف الأستاذ الدكتور أيمن سلامة خبير القانون الدولي توصيف القانون الدولي لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم الشرعية، مشيرًا إلى أن الإبعاد القصري للفلسطينيين داخل حدود البلاد جريمة حرب في حد ذاتها، وأن  هدف الاحتلال الإسرائيلي أثناء الحملة وقبلها هو النقل التعسفي لسكان غزة خارج حدود الدولة الفلسطينية.

إبعاد الفلسطنيين عن أرضهم يدخل تحت جرائم الحرب

وأوضح خبير القانون الدولي، في تصريح خاص لـ«الوطن» أن ابعاد الفلسطنيين عن أرضهم يٌطلق عليه في القانون الدولي جريمة الإبعاد وهي من جرائم الحرب، لافتًا إلى أنه أذا ارتكبت أثناء السلم فهي جريمة ضد الإنسانية.

وشدد سلامة على أن فكرة إبعاد المدنيين الأبرياء في غزة إلى أي أقليم أو دولة خارج الحدد الدولية لفلسطين هي جريمة حرب وفقا للمادة الثامنة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وإذا ارتكبت أثناء السلم يتم توصيفها بأنها جريمة ضد الإنسانية طبقا للقانون الدولي.

ولفت سلامة، إلى أن جرائم الحرب لا ترتكب إلا أثناء الحرب، أما الجرائم ضد الإنسانية فيمكن أن ترتكب أثناء السلم وأثناء الحرب، والدليل أن اتفاقية جينيف الرابعة لحماية السكان المدنيين أثناء الاحتلال والتي صدرت عام 1949، تقول إن أي انتهاكات لحقوق المدنيين تحت الاحتلال بموجب الاتفاقية هي جريمة حرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الحرب على غزة العدوان على غزة القانون الدولی جریمة حرب

إقرأ أيضاً:

القانون الدولي يعتبره «جريمة حرب».. مصر تتصدى لمخطط ‏‏«تهجير» سكان غزة ‏

منذ وقوع النكبة في عام 1948، اتخذت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة سياسات من شأنها الضغط على الفلسطينيين بكل الوسائل من أجل طردهم من أراضيهم، وكذلك العمل على قدم وساق من أجل بناء مستوطنات جديدة، وتهويد القدس، ولا شك أن الدعم الأمريكي عبر عقود شجع الاحتلال على ممارسة جرائم الحرب ضد الفلسطينيين.

وكشف العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، الذي جاء ردا على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2024، ليكشف النوايا الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة وتفريغه القطاع تماما من سكانه، وقد خرجت تصاريح غير رسمية من الداخل الإسرائيلي تتحدث عن نقل الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضته مصر بشكل كامل على المستوى الرسمي والشعبي.

لكن مما أثار جدلا واسعا، خلال الآونة الأخيرة، هو ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وحديثه عن رغبته في استقبال البلدان العربية المزيد من اللاجئين الفلسطينين، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه يتفق تماما مع مخططات إسرائيل الشيطانية لاحتلال أراضي فلسطين، كما أنه محاولة لإعفاء إسرائيل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة، وعدم تحميلها فاتورة إعمار القطاع.

ونستعرض خلال السطور التالية كل ما يخص مقترح ترامب لـتهجير الفلسطينيين.

خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين

وطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت 25 يناير، خطة لـ «تطهير» غزة، قائلاً إنه «يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط».

وصرح ترامب للصحافيين:«نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها»، واصفاً غزة بأنها مكان مدمر، وقائلاً إن هذه الخطوة قد تكون Jموقتة أو طويلة الأجل».

مصر ترفض مخطط التهجير رفضا قطعيا

وأعلنت مصر رفضها لأي تهجير قسري للفلسطينيين، وشدد بيان لوزارة الخارجية المصرية على «استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسّكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه»، وقال البيان إن القاهرة ترفض أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل.

وسبق أن حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً، من أن التهجير سيكون هدفه تصفية القضية الفلسطينية. وخلال الشهر الأول من الحرب، قال الرئيس السيسي إن إسرائيل بإمكانها نقل سكان قطاع غزة إلى صحراء النقب حتى الانتهاء من الحرب في غزة، ورفض فكرة التهجير إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

تهجير الفلسطينيين رد فعل الجانب الأردني على تصريحات ترامب

وأما عن الجانب الأردني، فبعد تصريحات ترامب، أطل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قائلاً: «رفضنا للتهجير، ثابت لا يتغير»، مشيراً إلى أن الموقف الأردني ثابت راسخ لا يمكن أن تحيد عنه المملكة وأضاف: «نعمل وفق ثوابتنا، وحل القضية الفلسطينية في فلسطين، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين».

ودأبت عمّان منذ سنوات على تكرار رفضها لمخططات التهجير وجعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، وكان من أشهر المواقف لاءات العاهل الأردني الثلاثة التي رددها وهو يرتدي البزة العسكرية في 2019، حين قال «كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين».

في 2023، قال بشر الخصاونة إبان توليه رئاسة الوزراء في الأردن، إن «أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزَّة أو الضفَّة الغربيَّة خطٌّ أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة إعلان حرب».

حركة حماس ترد على مخطط ترامب للتهجير

من جانبه، قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحركة حماس، باسم نعيم، إن «الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عانى من الموت والدمار على مدى 15 شهرا في واحدة من أكبر جرائم الإنسانية في القرن 21، لمجرد البقاء على أرضه ووطنه. وبالتالي، لن يقبل بأي مقترحات أو حلول، حتى لو بدت حسنة النية تحت ستار إعادة الإعمار»، كما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مضيفا: «شعبنا أحبط كل مخططات التهجير والوطن البديل على مدى عقود، ويرفض مثل هذه المشاريع أيضاً. ونؤكد أن شعبنا قادر على إعادة إعمار غزة بشكل أفضل من ذي قبل، شريطة رفع الحصار عن المنطقة».

التهجير القسري في القانون الدولي

يعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

ووفق ما ورد في نظام روما الإنساني لـ المحكمة الجنائية الدولية، فإن «إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية».

كما أن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص، أو نفيهم من مناطق سكناهم إلى أراض أخرى، إلا في حال أن يكون هذا في صالحهم بهدف تجنيبهم مخاطر النزاعات المسلحة.

اقرأ أيضاًقبل مقترح ترامب.. تهجير الفلسطينيين مخطط شيطاني تبنته إسرائيل وأمريكا على مر السنين

أيمن سلامة: مقترح ترامب انتهاك جسيم لمعاهدة السلام.. ويحمل طابع المناورة السياسية

ترامب: سأبحث مسار حل الدولتين مع نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون دولي لـ«الأسبوع»: «مخطط ترامب يوسع دائرة الحرب ويهدد السلم والأمن الدوليين»
  • أستاذ قانون دولي لـ «الأسبوع»: دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين جريمة حرب تستوجب المحاكمة
  • القانون الدولي يعتبره «جريمة حرب».. مصر تتصدى لمخطط ‏‏«تهجير» سكان غزة ‏
  • تهجير الفلسطينيين| جريمة حرب ورفض دولي مستمر
  • عضو بـ«النواب»: أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسريا جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية
  • صراع البيت الأبيض مع القانون الدولي
  • أستاذ قانون دولي: دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين جريمة حرب ومخالفة صريحة للقانون الدولي
  • حركة "فتح": نرفض رفضًا قاطعًا محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • حركة فتح ترفض محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • الحرية: تصريحات ترامب بشأن مخطط تهجير الفلسطينيين خرقا صارخاً لمبادئ القانون الدولي