بينما تشتد الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة وسط خشية متصاعدة من هجوم عسكري إسرائيلي بري وشيك، تُردد الإدارة الأميركية أنه يجب منع اتساع رقعة الحرب، في رسالة إلى حزب الله وإيران، بعد تهديدهما بالتدخل.

وحول هذا الموقف الأميركي، قال ديفيد بولجير، المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة الأميركية تراقب التطورات الحالية في قطاع غزة، وتعتمد مقاربة "حذرة"، لكنها تخشى من فقدان السيطرة على الوضع في حال قامت إسرائيل بتوغل بري في القطاع.

وأضاف بولجير أن الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن دعيا الإسرائيليين إلى الحذر بشأن مسألة التوغل البري المحتمل، لأنه "لن تكون هناك إمكانية للرهان على أي شيء مضمون".

وأكد أن بلاده تحاول تشغيل القنوات الدبلوماسية والعسكرية لدعم إسرائيل، وهو قرار سياسي بارز ومهم للرئيس بايدن، لكنها لا تريد لجنودها وقواتها أن ينزلوا إلى الأرض، كما قال بولجير.

وبينما أقر بوجود قصف مكثف على مدار الساعة من قبل إسرائيل على قطاع غزة، نوّه المستشار الأميركي السابق إلى أن ردة الفعل داخل الولايات المتحدة، على مستوى الكونغرس أو الشارع، حيث المظاهرات والحديث عن تحرير فلسطين واللاجئين، من شأنها أن تؤثر تأثيرا كبيرا على الإدارة الأميركية.

وقال: "لا نريد للعالم أن يرى أننا نناصر وندعم عملية القصف المكثف بنتائجها الفظيعة"، مبرزا أن بلاده تريد أن تركز الضربات الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باعتبارها المسؤولة عن ما أطلق عليها "المأساة" التي وقعت منذ 3 أسابيع. وأضاف: "علينا أن نهاجم العدو وليس المدنيين، ولكن هذا أمر صعب جدا..".

ودعا في نفس السياق إيران إلى البقاء خارج الوضع الراهن، وهو ما تحاول إدارة بايدن أن تنقله بقولها: "نحن أصلا متورطون في غزة.. لا تحاولوا أن تضربوا أماكن أخرى لأن الرد سيكون فعلا قاسيا.."، كما أضاف نفس المتحدث.

إسرائيل عاجزة عن تدمير حماس

ومن وجهة نظر مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات الدولية، الدكتور علي واعظ، فإن إسرائيل غير قادرة على تدمير حركة حماس لا كأيديولوجية ولا كمؤسسة أو منظمة، وستسعى على الأقل إلى تدمير قدراتها الدفاعية، لكن ذلك سيؤدي إلى وضع خطير مع إيران.

فتدمير أحد عناصر محور المقاومة -يضيف واعظ ضمن الجلسة التحليلية التي تقدمها قناة الجزيرة لتطورات الأوضاع في غزة بعنوان "غزة.. إلى أين؟- دون أن تتحرك إيران للرد سوف يقوض مصداقية الردع التي تمتلكها إيران.

وتحدث عن ضعف التنسيق والتواصل بين واشنطن وطهران، باستثناء وساطة دولة قطر التي قال إنها سهّلت تفاهما لخفض التصعيد بين البلدين، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى عدم حصول أي اعتداءات ضد القوات الأميركية في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا التفاهم قد انهار حاليا والوضع بات خطيرا جدا.

وأعرب الضيف الإيراني عن قلقه من أن تقوم بعض المليشيات في العراق وسوريا والحوثيون في اليمن، والتي قال إن لديها روابط غير مضبوطة مع إيران ولا تنسق معها، بمبادرات أحادية تؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.

يذكر أن مواقع عسكرية أميركية تعرضت في كل من سوريا والعراق لهجمات أكدت واشنطن أن فصائل مدعومة من إيران هي من يقف وراءها، وهي هجمات اختار البنتاغون أن يرد عليها بضربات قال إنها استهدفت منشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني شرق سوريا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ما المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران في إسرائيل؟

شنت إيران هجوما بعشرات الصواريخ على إسرائيل، في أول رد من طهران على اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، ومن قبله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقالت الصحف العبرية، إن انفجارات عدة استهدفت تل أبيب، ما أجبر الملايين من الإسرائيليين على اللجوء إلى الملاجئ، وفقًا لقناة «القاهرة الإخبارية».

استهداف قاعدة نفايتم الجوية

وأعلنت قناة «12» الإسرائيلية، أن الصواريخ الإيرانية استهدفت بشكل مباشرة قاعدة نيفاتيم الجوية التابعة للسلاح الجوي، التي تقع في جنوب إسرائيل بالنقب بالقرب من بئر السبع، التي تعد واحدة من أهم القواعد داخل إسرائيل، وتعرضت من قبل للاستهداف في إبريل الماضي، عندما قامت إيران بهجمتها الأولى على إسرائيل، ردًا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

صافرات الإنذار تدوي في الأراضي المحتلة

وقالت وسائل إعلام عبرية، إن الصواريخ الإيرانية غطت سماء المدن الإسرائليلة، بما فيها تل أبيب ويافا، ما تسبب في إطلاق صافرات الإنذار بأنحاء أسرائيل وأمرت الحكومة المستوطنين بالاختباء داخل الملاجئ.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة، إطلاق صواريخ من مدن تبريز وكرمان وإصفهان وشيراز وأراك ورباط كريم في جنوب غرب طهران، وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى إطلاق 400 صاروخ على الأقل، 30 منها من مدينة تبريز الواقعة في شمال غرب البلاد.

7 صواريخ في الدقيقة الواحدة

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن إيران أطلقت أكثر من 180 صاروخًا بالستيًا، بمعدل 7 صواريخ في الدقيقة الواحدة، وأكدت أن الهجوم ركز على وسط وجنوب إسرائيل، ما جعل صافرات الإنذار تدوي في الجليل الأعلى وتحديدًا سهل الحولا، ما أجبر المسؤولين الإسرائيليين على وقف حركة الطيران بالمطار الدولي الإسرائيلي بن جوريون.

تعليق جيش الاحتلال على الهجوم الإيراني

وأكد المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، أن الرد الإيراني ستكون له تباعات خطيرة، مشيرًا إلى أن الجيش سيرد في الزمان والمكان المناسبين، ولم يذكر خلال المؤتمر الصحفي أي تفاصيل حول نتائج الهجوم الإيراني.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: إسرائيل تملك حق الرد على هجوم إيران
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • فلسطيني من غزة.. القتيل الوحيد بالهجوم الإيراني على إسرائيل يوارى الثرى
  • ‏إيران تؤكد أنها حذّرت واشنطن من التدخل بعد الهجوم على إسرائيل
  • وزير الدفاع الأميركي: هجوم إيران على إسرائيل عمل عدواني شائن
  • إيران تكشف عدد الصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل
  • تفاصيل المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران في إسرائيل
  • ما المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران في إسرائيل؟
  • بايدن يأمر الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في إسقاط صواريخ إيران
  • هل طفح الكيل بطهران؟..واشنطن: إيران تستعد لشن هجوم على إسرائيل