هذا ما تريده واشنطن.. محللون ومسؤولون: قصف غزة ونهاية حماس لا توسيع الحرب
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
بينما تشتد الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة وسط خشية متصاعدة من هجوم عسكري إسرائيلي بري وشيك، تُردد الإدارة الأميركية أنه يجب منع اتساع رقعة الحرب، في رسالة إلى حزب الله وإيران، بعد تهديدهما بالتدخل.
وحول هذا الموقف الأميركي، قال ديفيد بولجير، المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة الأميركية تراقب التطورات الحالية في قطاع غزة، وتعتمد مقاربة "حذرة"، لكنها تخشى من فقدان السيطرة على الوضع في حال قامت إسرائيل بتوغل بري في القطاع.
وأضاف بولجير أن الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن دعيا الإسرائيليين إلى الحذر بشأن مسألة التوغل البري المحتمل، لأنه "لن تكون هناك إمكانية للرهان على أي شيء مضمون".
وأكد أن بلاده تحاول تشغيل القنوات الدبلوماسية والعسكرية لدعم إسرائيل، وهو قرار سياسي بارز ومهم للرئيس بايدن، لكنها لا تريد لجنودها وقواتها أن ينزلوا إلى الأرض، كما قال بولجير.
وبينما أقر بوجود قصف مكثف على مدار الساعة من قبل إسرائيل على قطاع غزة، نوّه المستشار الأميركي السابق إلى أن ردة الفعل داخل الولايات المتحدة، على مستوى الكونغرس أو الشارع، حيث المظاهرات والحديث عن تحرير فلسطين واللاجئين، من شأنها أن تؤثر تأثيرا كبيرا على الإدارة الأميركية.
وقال: "لا نريد للعالم أن يرى أننا نناصر وندعم عملية القصف المكثف بنتائجها الفظيعة"، مبرزا أن بلاده تريد أن تركز الضربات الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باعتبارها المسؤولة عن ما أطلق عليها "المأساة" التي وقعت منذ 3 أسابيع. وأضاف: "علينا أن نهاجم العدو وليس المدنيين، ولكن هذا أمر صعب جدا..".
ودعا في نفس السياق إيران إلى البقاء خارج الوضع الراهن، وهو ما تحاول إدارة بايدن أن تنقله بقولها: "نحن أصلا متورطون في غزة.. لا تحاولوا أن تضربوا أماكن أخرى لأن الرد سيكون فعلا قاسيا.."، كما أضاف نفس المتحدث.
إسرائيل عاجزة عن تدمير حماسومن وجهة نظر مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات الدولية، الدكتور علي واعظ، فإن إسرائيل غير قادرة على تدمير حركة حماس لا كأيديولوجية ولا كمؤسسة أو منظمة، وستسعى على الأقل إلى تدمير قدراتها الدفاعية، لكن ذلك سيؤدي إلى وضع خطير مع إيران.
فتدمير أحد عناصر محور المقاومة -يضيف واعظ ضمن الجلسة التحليلية التي تقدمها قناة الجزيرة لتطورات الأوضاع في غزة بعنوان "غزة.. إلى أين؟- دون أن تتحرك إيران للرد سوف يقوض مصداقية الردع التي تمتلكها إيران.
وتحدث عن ضعف التنسيق والتواصل بين واشنطن وطهران، باستثناء وساطة دولة قطر التي قال إنها سهّلت تفاهما لخفض التصعيد بين البلدين، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى عدم حصول أي اعتداءات ضد القوات الأميركية في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا التفاهم قد انهار حاليا والوضع بات خطيرا جدا.
وأعرب الضيف الإيراني عن قلقه من أن تقوم بعض المليشيات في العراق وسوريا والحوثيون في اليمن، والتي قال إن لديها روابط غير مضبوطة مع إيران ولا تنسق معها، بمبادرات أحادية تؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.
يذكر أن مواقع عسكرية أميركية تعرضت في كل من سوريا والعراق لهجمات أكدت واشنطن أن فصائل مدعومة من إيران هي من يقف وراءها، وهي هجمات اختار البنتاغون أن يرد عليها بضربات قال إنها استهدفت منشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني شرق سوريا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، بأن المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل قرر منح فرصة أخيرة للتفاوض قبل توسيع العملية العسكرية في غزة.
وأضافت الهيئة أن "أطراف دولية تضغط على حماس لقبول مقترح الوسيط الأميركي للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد وصفقة لتبادل المحتجزين".
وفي تفاصيل أحدث مقترح لوقف حرب غزة، اقترح وسطاء مصريون وقطريون صيغة جديدة لوقف الحرب تتضمن هدنة تستمر بين 5 و7 سنوات، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإنهاء الحرب رسميا والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
وصرّح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى مطلع على المفاوضات لهيئة الإذاعة البريطانية، الثلاثاء، أن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة لـ"أي كيان فلسطيني يتم الاتفاق عليه على الصعيدين الوطني والإقليمي".
وأضاف أن "هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، أو هيئة إدارية حديثة التأسيس".
وانهار آخر وقف لإطلاق النار قبل أكثر من شهر، عندما استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة يوم 18 مارس الماضي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال مساء الثلاثاء، إنه تم إحراز "تقدم كبير" في ملف غزة.
وذكر ترامب، في حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي: "أحرزنا تقدما كبيرا في ملف غزة.. وهجوم 7 أكتوبر لم يكن ليحدث لو كنت رئيسا".
وعندما سأله الصحفيون عما إذا كان سيمنع حماس من الاضطلاع بأي دور في إدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب، أجاب ترامب: "لن نسمح لحماس بفعل ذلك، وسنرى ما سيحدث في غزة".