قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، إن قطاع غزة المحتل والضفة الغربية، رهينة منذ عام 1967، ويجب على العالم كله أن ينظر إلى ما يحدث في غزة تجاه المدنيين، وإذا كانت إسرائيل تنظر إلى الأسرى الإسرائيليين؛ فما بال العالم بما يحدث في غزة منذ عقود وليس سنوات، إذ أنه يوجد أكثر من 2 مليون نسمة رهائن تحت قصف الاحتلال.

 

أستاذ قانون دولي يتحدث عن الوضع في غزة 

وأضاف "سلامة"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أميرة بهي الدين، في تغطية خاصة لما يحدث في غزة، من خلال قناة "سي بي سي"، اليوم الجمعة، أن القصف الذي شهدته غزة لم تشهده لندن من الضربات النازية، إذ أن القصف الجوي عشوائي ولا يميز بين المقاتلين وبين المدنيين، ولا يميز بين المنشآت العسكرية والمدنية، ولا يحقق أي ميزة عسكرية للمهاجم. 

وتابع أستاذ القانون الدولي، أن كل العمليات العسكرية العدوانية الإسرائيلية، سواء كانت من البر أو من البحر، أو الجو، في حكم القانون الدولي، وإذا كان هناك قانون دولي إنساني ينطبق فأول مبدأ من مبادئ القانون الدولي الإنساني هو مبدأ الإنسانية، والقاصي والداني يدرك ما يحدث في غزة. 

وأردف، أن زيارة بايدن إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، لم يجتمع خلالها مع نتنياهو وحسب، وإنما اجتمع مع مجلس الحرب في إسرائيل، ومجلس الحرب طالما ارتكبوا جرائم دولية سواء ضد الإنسانية أو تطهير عرقي وما إلى ذلك، فكل مجلس الحرب الإسرائيلي حال إقرار المسؤولية سواء كانوا مدنيين ومن بينهم نتنياهو أو عسكريين، كلهم مسؤولين مسؤولية جنائية دولية حال إقرار المسؤولية. 

وواصل، أن العدوان الإسرائيلي يجب أن يراعي التناسب، إذ أنه وفق مصادر موثوقة وخبراء كلها في الغرب وليس في المنطقة العربية، أكدوا أن الأسبوع الأول من القصف العشوائي الهمجي البربري ناهز ربع قنبلة نووية التي ضربت في هيروشيما. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة الرهائن الإسرائيلية قصف الاحتلال المنشأت العسكرية العمليات العسكرية نتنياهو القانون الدولی یحدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

لبنانيون يحيون مناحلهم بعد أن أحرقتها إسرائيل

صور- يتنقّل حسين جرادي بين خلايا النحل التي يربيها في منحله ببلدة معركة، قضاء صور في الجنوب اللبناني، متفقدًا كل خلية بعناية، بعد غياب قسري استمر أكثر من شهرين بسبب اشتداد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

العودة لم تكن سهلة، إذ وجد منحله وقد نال منه الخراب، والنحل وقد ذبل أو رحل، والخلايا ماتت أو ضعفت بفعل الإهمال القسري والدمار المباشر وغير المباشر.

هذا الابتعاد عن المنحل لم يكن عابرًا، بل خلّف خسائر فادحة، إذ إن النحل يحتاج إلى رعاية أسبوعية دقيقة تشمل تقديم الأدوية اللازمة والتغذية التكميلية للحفاظ على صحة الخلايا وضمان تكاثرها.

غياب هذه العناية أدّى إلى نفوق عدد كبير من الخلايا، وإضعاف ما تبقى منها، مما ضاعف من الأعباء على المربين بعد انتهاء القصف.

أضرار جسيمة

يتحدث جرادي لـ"الجزيرة نت" عن الأضرار التي لحقت بقطاع النحل في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن المناحل تُركت دون متابعة طوال فترة الحرب، ولم يتمكّن مربوها من تأمين العلاج اللازم لها خلال فصل الخريف، تحديدًا بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.

وهذا الوقت حاسم لتقوية الخلايا قبل الشتاء، لكن هذا الإهمال القسري، إضافة إلى غياب التغذية التي عادة ما يقدّمها المربّي، أديا إلى ضعف النحل وتراجع قدرته على المقاومة.

خلايا نحل مدمّرة ومحترقة بسبب غارة إسرائيلية (الجزيرة)

ويضيف جرادي أن القصف الإسرائيلي لم يتسبب بأضرار مباشرة فقط، بل إن الروائح الكثيفة الناتجة عن البارود والدخان المنتشر في الأجواء أثّرت سلبًا على النحل وأدت إلى موته. حتى الخلايا التي لم تُصب بشكل مباشر جراء القصف تأثرت بالتلوث الناتج عن الحرب، ما أفقد النحالين عشرات القفران ليس في الجنوب فقط، بل في مناطق أخرى متفرقة من لبنان.

إعلان

وبحسب تقرير مشترك صادر عن البنك الدولي والمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، فإن عدد قفران النحل التي دُمّرت كليًّا بفعل القصف الإسرائيلي الأخير بلغ حوالي 5 آلاف قفير، في حين قدّرت قيمة التعويضات المطلوبة بنحو 800 ألف دولار، ما يعكس حجم الكارثة التي لحقت بهذا القطاع الحيوي.

من خط المواجهة

وفي بلدة جنّاتا، الواقعة في قضاء صور، أصيب منحل حسن طراد بأضرار بالغة جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة تبعد 50 مترًا فقط عن موقع القفران.

يقول طراد في حديثه لـ"الجزيرة نت" إن القصف أصاب الخلايا مباشرة، ما تسبب في احتراق وتدمير عدد منها بفعل الشظايا، في حين تضررت الخلايا الأخرى بسبب الدخان الكثيف والروائح الخانقة، وهو ما دفع الملكات والنحل إلى الهروب، لتُترك الخلايا خاوية أو شبه ميتة.

أما حسين قعفراني، النحّال من بلدة بدياس المجاورة، فقد تكبّد هو الآخر خسائر كبيرة نتيجة الغارات. يؤكد في حديثه للجزيرة نت أن القصف المتكرر والضوضاء المصاحبة له تسببا في هروب وموت عدد كبير من النحل، إذ فقد نحو 25 خلية من أصل مجموع خلاياه، بينما الخلايا الباقية وجدها في حالة صحية متدهورة وتحتاج إلى علاج ورعاية مكثفة لاستعادة نشاطها.

تجهيز صناديق لإنتاج خلايا نحل جديدة لتعويض ما دمره العدوان الإسرائيلي (الجزيرة) إصرار على الترميم

ولم ينتظر النحالون تدخل الجهات المعنية أو وصول فرق التقييم لتقدير الأضرار، بل سارعوا بأنفسهم إلى محاولة ترميم ما خلّفته الحرب. بدؤوا بإصلاح القفران التالفة، واستحداث خلايا جديدة تعويضًا عن تلك التي فُقدت، متحدّين الواقع القاسي بجهود فردية وإرادة جماعية.

ويؤكد حسين جرادي أن من حالفه الحظ واحتفظ بعدد قليل من القفران، استطاع أن يعيد تنشيطها كما فعل هو، موضحًا: "الآن أحاول أن أجري تكاثرًا اصطناعيًّا للخلايا لكي أستعيد القدرة الإنتاجية التي كانت عندي قبل الحرب".

إعلان

أما من فقد جميع خلاياه، فقد بدأ من الصفر بشراء خلايا جديدة لاستئناف عمله، لأن هذه المهنة هي مصدر رزقه الأساسي ولا يمكن التخلي عنها مهما بلغت الصعوبات.

ويشدد جرادي على أن قطاع تربية النحل في لبنان قادر على النهوض مجددًا، بشرط تأمين الدعم اللازم من الجهات الرسمية عبر توفير خلايا نحل أو تقديم مساعدات مالية تمكّن النحالين من استعادة نشاطهم.

بدوره، واصل حسن طراد العمل بما تبقّى لديه من خلايا، رغم ضعفها الشديد، موضحًا أنه لجأ إلى تقويتها من خلال التغذية والمعالجة، ونجح في استعادة ما بين 35 إلى 40 وحدة نحل جديدة حتى الآن، ويطمح إلى استعادة كامل إنتاجه السابق.

أعداد كبيرة من النحل ماتت بسبب القصف الإسرائيلي في الجنوب اللبناني (الجزيرة) أهمية اقتصادية

تربية النحل لم تعد مجرد هواية كما كانت في الماضي، بل تحوّلت إلى مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات في الجنوب اللبناني، خصوصًا في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد منذ أواخر عام 2019.

النحالون اليوم يعتمدون بشكل كلي أو جزئي على العسل ومنتجات النحل الأخرى لتأمين معيشتهم، وبيعها في الأسواق المحلية يشكّل دخلا حيويا لهم.

يوضح جرادي أن "آلاف العائلات في الجنوب تعتمد بشكل مباشر على النحل"، مشيرًا إلى أن هناك نحالين متفرغين تمامًا لهذا العمل، إذ يشكل مصدر دخلهم الأساسي، إلى جانب الفوائد البيئية الكبيرة التي يقدمها النحل من خلال تلقيح المزروعات، وخصوصًا في بساتين الحمضيات ومواسم الخضار، مما يدعم الاقتصاد الزراعي في الجنوب ولبنان عمومًا.

أما قعفراني، فيرى أن منحله بات مصدر رزقه الوحيد بعد تراجع عمله السابق في مجال البناء، ويصر على الاستمرار في المهنة رغم الخسائر، لأنه لا يملك بديلاً آخر لتأمين دخل ثابت.

بينما يلفت طراد إلى أن فوائد تربية النحل لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تشمل أيضًا الأثر البيئي العميق للنحل في حفظ التوازن الطبيعي من خلال عملية التلقيح.

شظايا صاروخ إسرائيلي دمّر خلايا النحل (الجزيرة) العودة من الرماد

رغم الدمار الذي خلّفته الحرب، لم يستسلم مربو النحل في الجنوب، بل واجهوا الواقع بالإرادة والعزيمة. عادوا إلى مناحلهم المحترقة لإعادة الحياة إليها، لأنهم يدركون أن النحل ليس فقط مصدر رزق، لكنه أيضًا جزء من دورة الحياة التي يرفضون أن تنكسر تحت وقع القصف.

إعلان

يقول أحدهم: "قد نحترق مثل خلايانا، لكننا لا نموت، لأن الحياة تبدأ من جديد… من خلية واحدة".

مقالات مشابهة

  • العدوان على غزة.. استشهاد 62 وعشرات الجرحى في يوم واحد
  • طبيب في خان يونس يفجع بوالديه بين ضحايا القصف الإسرائيلي
  • صحة غزة تكشف عن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي حتى اليوم
  • قانون جديد يسهّل على برشلونة تجديد عقد لامين جمال
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • يحدث الآن.. طيران العدوان الأمريكي يشن سلسلة غارات على اليمن (أماكن الاستهداف)
  • القصف لا يقتل وحده .. الجوع أيضًا يفعل
  • لبنانيون يحيون مناحلهم بعد أن أحرقتها إسرائيل
  • بالصور: بلدية جباليا النزلة تعقب على القصف الإسرائيلي للكراج الخاص بها
  • مع استمرار القصف العنيف.. جماعة «الحوثي» تتوعّد باستهداف شركات النفط والأسلحة الأمريكية‎