مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، فإن أنظار العالم تتجه إلى إيران وما يمكن أن تقدم عليه، في حال بدأت إسرائيل حرباً برية واسعة على غزة، حيث يرى البعض أن طهران ستتدخل بشكل مباشر في الحرب، في حين يستبعد آخرون هذه الفرضية ما لم يتم ضرب الأراضي الإيرانية بشكل مباشر.

وبهذا الخصوص، يرى خبراء، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن"، أن "إيران قلقة في حال انجرارها إلى الحرب الدائرة في غزة، بأن لا يكون لها السيطرة الكاملة على الميليشيات التي تدعمها في المنطقة، وأن تعمل هذه الميليشيات بشكل مستقل".

Iran may not want a full-blown war with Israel, but it may be dragged into onehttps://t.co/dW6wUYoikx

— Eve (@foxhaven333) October 27, 2023 إيران ووكلاؤها 

وذكر التقرير نقلاً عن رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، سيما شاين، قولها: إن "ما يربط كل هذه الجماعات بإيران هو سياساتها المناهضة لإسرائيل"، مشيرةً إلى أن "إيران لها تأثير بشكل متفاوت  على إسرائيل، ولكنها لا تملي على وكلائها بالمنطقة ما تفعله وما لا تفعله".

وأضافت سيما شاين، التي عملت سابقاً في الموساد الإسرائيلي، إن "إيران لا تريد حرباً مباشرة مع إسرائيل لأن ذلك يعني حرباً مباشرة مع الولايات المتحدة"، مضيفةً: "من الواضح جداً أن إيران لا تريد المشاركة بشكل مباشر، وتفضل أن تشارك فقط من خلال وكلائها بالمنطقة".

وتابعت قائلة لـ"سي إن إن": إن "هذا قد لن يحدث لا كما تريد إيران بالضبط"، مضيفةً "على إيران أن تأخذ في الاعتبار أن العالم لا يعمل وفقاً لما تقرره أو تريده إيران".. "لذا، إذا قرروا استخدام وكلائهم أكثر من اللازم، فقد يجدون أنفسهم في حرب لا يريدونها".

تدخل إيران

وفي الأيام الأولى، بعد هجوم حماس، أثيرت العديد من التساؤلات حول احتمالية تورط إيران في العملية، حيث أشادت طهران في ذلك الوقت بالهجوم لكنها سارعت إلى نفي أي دور لها فيها.

ومن جهتها، أشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن المسؤولين الإيرانيين فوجئوا بهجوم حماس، وأن طهران لم تشارك بشكل مباشر في التخطيط له أو توفير الموارد له أو الموافقة عليه، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.. لكن على الرغم من نفيها، كثفت إيران خطابها ضد عدوها اللدود "إسرائيل".

بعد "هجوم" #حماس.. واشنطن تحقق في "ضلوع" #إيران https://t.co/Oj0tRIPdei

— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023

وأمس، وجهت إيران تهديدات غير مسبوقة على لسان قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، للجيش الإسرائيلي حيال الحرب، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع وانجرار المنطقة نحو حرب إقليمية.

ومن جانبه، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، من أن القصف الإسرائيلي لغزة قد يكون له عواقب بعيدة المدى، قائلاً إنه إذا لم توقف إسرائيل غاراتها الجوية، "فمن المحتمل جداً أن يتم فتح العديد من الجبهات الأخرى".

وقال عبد اللهيان، الأسبوع الماضي: "هذا الخيار غير مستبعد وأصبح احتمالاً كبيراً على نحو متزايد"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة بعثت لإيران رسالتين بشأن التصعيد في المنطقة".

وفي مؤتمر صحافي في طهران، الإثنين الماضي، كشف  عبداللهيان عن تلقي طهران رسالتين من واشنطن بأنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وتطالب طهران بضبط النفس، وقال إن "الرسالة الأولى: أفادت بأن الولايات المتحدة غير مهتمة بتوسيع الحرب، والرسالة الثانية طالبت واشنطن من إيران ضبط النفس مشددةً على أن إيران يجب أن تطالب حلفاءها أيضاً من الدول الأخرى والأطراف الأخرى ضبط النفس".

وتابع وزير الخارجية قائلاً: "بينما تقول الولايات المتحدة إنها تريد وقف التصعيد، فإنها تناقض نفسها بمواصلة دعم إسرائيل".

تحذير إيراني: إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي #غزة "سيدفن فيها" https://t.co/CJW4oJCmus

— 24.ae (@20fourMedia) October 26, 2023 حرب أوسع نطاقاً

ومن جانبه، قال نائب رئيس معهد "كوينسي" في واشنطن، تريتا بارسي،  إنه "لا توجد شهية أو رغبة من جانب إيران أو الولايات المتحدة أو إسرائيل لحرب أوسع نطاقاً، لكن فشل واشنطن في كبح جماح إسرائيل قد يدفع المنطقة عن غير قصد نحو التصعيد".

وفي الأسبوع الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمواصلة الدعم لإسرائيل، الأمر الذي أدى إلى تأجيج المشاعر العربية في جميع أنحاء المنطقة، وترجم إلى احتجاجات حاشدة ضد السياسات الإسرائيلية والأمريكية.

وأضاف بارسي: "الطرف الوحيد الذي لديه مصلحة واضحة في (صراع أوسع نطاقاً) هو حماس، نظراً إلى أن توسيع الحرب يمكن أن يغير الديناميكيات بطريقة مواتية لهم".

وأردف "في غياب الجهود الأمريكية لكبح جماح إسرائيل، فسوف يشعر العديد من اللاعبين (الإقليميين) بأنهم مجبرون على التدخل.. بسبب حساباتهم الإستراتيجية الخاصة".

وتابع قائلاً: "عندما تحشد إسرائيل 300 ألف (جندي)، فمن غير المرجح أن يجلس حزب الله هناك ويفترض أن هذا يتم فقط لملاحقة حماس".

ويشار إلى أن حزب الله، يتبادل مع الجيش الإسرائيلي إطلاق النار  منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

والحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 كانت هي الأعنف، لكن القتال بين الجانبين الآن اقتصر  على الحدود.

#إسرائيل تتهم #حزب_الله بـ"جرّ" #لبنان إلى الحرب https://t.co/3Z5poT2EHU

— 24.ae (@20fourMedia) October 22, 2023

والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: إن "إسرائيل غير مهتمة بفتح جبهة أخرى  في الحرب".. في الإشارة إلى حزب الله، ومع ذلك، حولت إسرائيل المنطقة التي يبلغ قطرها 4 كيلومترات بالقرب من حدودها إلى منطقة عسكرية مغلقة، وأجلت السكان من 28 مستوطنة تقع على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية.

وبحسب التقرير، فإن نفوذ حزب الله يمتد إلى ما هو أبعد من لبنان.. كما أنه يعمل جنباً إلى جنب مع قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، حيث تفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن المقاتلين المتحالفين مع طهران.

وللجماعة اللبنانية أيضاً قنواتها الخاصة مع حركة حماس، وقد التقى زعيم حزب الله حسن نصر الله، الأربعاء الماضي، مع مسؤولين كبار من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، حسبما ذكر بيان له، من دون الكشف عن مكان عقد الاجتماع.

وجاء في البيان أنه "تم التقييم.. ما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين، ووقف العدوان الغادر والغاشم على شعبنا".

كما أدى الصراع بين حماس وإسرائيل إلى مناوشات في سوريا والعراق، حيث شنت الميليشيات المدعومة من إيران عدة هجمات بطائرات من دون طيار على القوات الأمريكية.

هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في #سوريا https://t.co/WtO3kcud9r

— 24.ae (@20fourMedia) October 25, 2023

وبحسب "سي إن إن"، فإن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية محددة مفادها أن تلك الجماعات نفسها يمكن أن تصعد الأمر أكثر، مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتواصل الولايات المتحدة تحذير طهران من استغلال الوضع الحالي أو تشجيع وكلائها على التصعيد، وحث وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الثلاثاء الماضي، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تحذير إيران من التورط في الحرب.

وقال بلينكن: “قولوا لإيران، قولوا لوكلائها علانية، سراً، وبكل الوسائل: لا تفتحوا جبهة أخرى ضد إسرائيل في هذا الصراع"، مضيفاً: "لا تهاجموا إسرائيل ولا حلفائها"، مشيراً إلى أن "الصراع الأوسع سيكون مدمراً، ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن لجميع أنحاء المنطقة، وفي جميع أنحاء العالم".

وأمس الخميس، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت منشأتين مرتبطتين بالميليشيات المدعومة من إيران في شرق سوريا، ووفقاً لبيان صادر عن وزير الدفاع لويد أوستن: "جاءت الضربات بعد سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد القوات الأمريكية في المنطقة"، مضيفاً إن "المنشآت المستهدفة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له".

الجيش الأمريكي يضرب منشأتين إيرانيتين في #سوريا https://t.co/5dnrkPtbIr

— 24.ae (@20fourMedia) October 27, 2023 الرأي العام الإيراني

وشهد الشارع الإيراني حراكاً شعبياً واسعاً دعماً للشعب الفلسطيني، وقد تمثل بمظاهرات عارمة عمت أرجاء طهران ومعظم المدن والمحافظات الإيرانية.

وكانت وسائل الإعلام الإيرانية مليئة بأخبار حرب غزة، حيث أعرب المسؤولون من مختلف  الأطياف السياسية في إيران عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، قال بارسي إن "الحكومة الإيرانية تقوم بإعداد شعبها للحرب"، مضيفاً "إنهم يقومون بالفعل بإعداد الرأي العام لهذا الاحتمال من خلال محاولة تقديم الحجة القائلة بأن هذا شيء وصل إلى عتبة بابهم بسبب ما يفعله الإسرائيليون وبسبب الدعم الأمريكي له".

وأردف أن "هذا يظهر أن هناك بالفعل مخاوف لدى الحكومة الإيرانية بشأن كيفية رد فعل المواطنين على حرب تشارك فيها إيران بشكل مباشر".

وختم بارسي حديثه قائلاً: "حتى لو كانت هناك حرب أوسع، لكن لا تزال إلى الآن، أقل من عتبة الحرب المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تقتصر الحرب على وكلاء إيران الذين يقاتلون ضد إسرائيل"، مشيراً إلى أن  الوضع الحالي غير مستقر.. ولا أحد يستطيع  السيطرة عليها أو  التأكيد على عدم تصعيده".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران حزب الله أمريكا الولایات المتحدة بشکل مباشر حزب الله سی إن إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

جهود مُكثفة لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على غزة

تُكثف السلطات الفلسطينية في غزة جهودها من أجل إعادة القطاع ليكون مكاناً قابلاً للحياة من جديد. 

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

ونقلت شبكة القاهرة الإخبارية تأكيد مسئولين في فلسطين عن تكثيف الجهود لإزالة الذخائر والصواريخ غير المنفجرة.

وأكد المسئولون في هذا السياق على تحييد العشرات من مخلفات الاحتلال في جميع محافظات قطاع غزة

كما يتم تكثيف الجهود لتأمين المناطق السكنية وتقليل المخاطر على المدنيين

وفي وقتٍ سابق، ذكرت وكالة مُنضوية تحت لواء الأمم المتحدة ن الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تسببت في استشهاد ما يزيد عن 13 ألف طفل فلسطيني. 

وأشارت الوكالة الأممية إلى إحصائية دموية تؤكد إصابة نحو 25 ألف طفل فلسطيني في الحرب، كما تم نقل أكثر من 25 ألفا آخرين إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية.

وفي هذا السياق، قال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريكي "كونك طفلا، فإن غزة هي اخطر مكان في العالم يمكن أن تكون فيه".

وأضاف بنبرةٍ حزينة :"أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن الأكبر".

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى بأنه من بين 40 ألفا و717 شهيدا تم التعرف عليهم حتى الآن في غزة، كان العدد 13319 لأطفال".

تأهيل المناطق المنكوبة بعد الحروب يتطلب مقاربة شاملة تجمع بين الجهود الإنسانية، الاقتصادية، والاجتماعية لإعادة بناء المجتمعات المتضررة. يبدأ التأهيل بتقديم المساعدات العاجلة، مثل توفير الغذاء، الماء، والرعاية الصحية للناجين، إضافة إلى إزالة الأنقاض لضمان بيئة آمنة. يُعتبر تأمين البنية التحتية الأساسية، كالكهرباء، المياه، وشبكات الطرق، من أولويات إعادة الإعمار. كما يتم التركيز على ترميم المدارس والمستشفيات لضمان استئناف الخدمات الحيوية. تسهم المؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة والصليب الأحمر، في توفير الدعم المالي والخبرات الفنية لضمان تنفيذ هذه العمليات بكفاءة.

على الجانب الاجتماعي، تهدف جهود التأهيل إلى معالجة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن الحرب. يتم ذلك عبر برامج دعم نفسي للناجين، خاصة الأطفال الذين يعانون من صدمات عميقة، إلى جانب مبادرات المصالحة الوطنية لتعزيز التعايش السلمي ومنع عودة النزاعات. اقتصاديًا، تسعى الجهود إلى تحفيز النمو الاقتصادي من خلال توفير فرص العمل، دعم المشاريع الصغيرة، وتشجيع الاستثمار. يتطلب ذلك إعادة بناء القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي للسكان.

التعاون بين الحكومات المحلية، المنظمات الدولية، والمجتمع المدني أمر أساسي لضمان استدامة عملية التأهيل. كما أن إشراك السكان المحليين في عمليات إعادة البناء يعزز الشعور بالانتماء والمساهمة في مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للمناطق التي عانت ويلات الحروب.

مقالات مشابهة

  • د. محمد خفاجى: 6 مبادئ كفيلة بحل الصراع الأبدى بين إسرائيل وفلسطين
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
  • الولايات المتحدة تنقل 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس ستظلّ تشكّل تحديا لنا
  • جهود مُكثفة لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على غزة
  • تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا
  • اقتصادية النواب: الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ليس سياسيًّا بل ضد الإنسانية
  • إيران تتحدث عن "مشاورات" للتعامل مع سياسات ترامب تجاه طهران
  • إيران تنفي طلب «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة