مع احتدام الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. هل تنجر إيران إلى حرب مباشرة؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، فإن أنظار العالم تتجه إلى إيران وما يمكن أن تقدم عليه، في حال بدأت إسرائيل حرباً برية واسعة على غزة، حيث يرى البعض أن طهران ستتدخل بشكل مباشر في الحرب، في حين يستبعد آخرون هذه الفرضية ما لم يتم ضرب الأراضي الإيرانية بشكل مباشر.
وبهذا الخصوص، يرى خبراء، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن"، أن "إيران قلقة في حال انجرارها إلى الحرب الدائرة في غزة، بأن لا يكون لها السيطرة الكاملة على الميليشيات التي تدعمها في المنطقة، وأن تعمل هذه الميليشيات بشكل مستقل".
Iran may not want a full-blown war with Israel, but it may be dragged into onehttps://t.co/dW6wUYoikx
— Eve (@foxhaven333) October 27, 2023 إيران ووكلاؤهاوذكر التقرير نقلاً عن رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، سيما شاين، قولها: إن "ما يربط كل هذه الجماعات بإيران هو سياساتها المناهضة لإسرائيل"، مشيرةً إلى أن "إيران لها تأثير بشكل متفاوت على إسرائيل، ولكنها لا تملي على وكلائها بالمنطقة ما تفعله وما لا تفعله".
وأضافت سيما شاين، التي عملت سابقاً في الموساد الإسرائيلي، إن "إيران لا تريد حرباً مباشرة مع إسرائيل لأن ذلك يعني حرباً مباشرة مع الولايات المتحدة"، مضيفةً: "من الواضح جداً أن إيران لا تريد المشاركة بشكل مباشر، وتفضل أن تشارك فقط من خلال وكلائها بالمنطقة".
وتابعت قائلة لـ"سي إن إن": إن "هذا قد لن يحدث لا كما تريد إيران بالضبط"، مضيفةً "على إيران أن تأخذ في الاعتبار أن العالم لا يعمل وفقاً لما تقرره أو تريده إيران".. "لذا، إذا قرروا استخدام وكلائهم أكثر من اللازم، فقد يجدون أنفسهم في حرب لا يريدونها".
تدخل إيرانوفي الأيام الأولى، بعد هجوم حماس، أثيرت العديد من التساؤلات حول احتمالية تورط إيران في العملية، حيث أشادت طهران في ذلك الوقت بالهجوم لكنها سارعت إلى نفي أي دور لها فيها.
ومن جهتها، أشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن المسؤولين الإيرانيين فوجئوا بهجوم حماس، وأن طهران لم تشارك بشكل مباشر في التخطيط له أو توفير الموارد له أو الموافقة عليه، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.. لكن على الرغم من نفيها، كثفت إيران خطابها ضد عدوها اللدود "إسرائيل".
بعد "هجوم" #حماس.. واشنطن تحقق في "ضلوع" #إيران https://t.co/Oj0tRIPdei
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023وأمس، وجهت إيران تهديدات غير مسبوقة على لسان قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، للجيش الإسرائيلي حيال الحرب، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع وانجرار المنطقة نحو حرب إقليمية.
ومن جانبه، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، من أن القصف الإسرائيلي لغزة قد يكون له عواقب بعيدة المدى، قائلاً إنه إذا لم توقف إسرائيل غاراتها الجوية، "فمن المحتمل جداً أن يتم فتح العديد من الجبهات الأخرى".
وقال عبد اللهيان، الأسبوع الماضي: "هذا الخيار غير مستبعد وأصبح احتمالاً كبيراً على نحو متزايد"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة بعثت لإيران رسالتين بشأن التصعيد في المنطقة".
وفي مؤتمر صحافي في طهران، الإثنين الماضي، كشف عبداللهيان عن تلقي طهران رسالتين من واشنطن بأنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وتطالب طهران بضبط النفس، وقال إن "الرسالة الأولى: أفادت بأن الولايات المتحدة غير مهتمة بتوسيع الحرب، والرسالة الثانية طالبت واشنطن من إيران ضبط النفس مشددةً على أن إيران يجب أن تطالب حلفاءها أيضاً من الدول الأخرى والأطراف الأخرى ضبط النفس".
وتابع وزير الخارجية قائلاً: "بينما تقول الولايات المتحدة إنها تريد وقف التصعيد، فإنها تناقض نفسها بمواصلة دعم إسرائيل".
تحذير إيراني: إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي #غزة "سيدفن فيها" https://t.co/CJW4oJCmus
— 24.ae (@20fourMedia) October 26, 2023 حرب أوسع نطاقاًومن جانبه، قال نائب رئيس معهد "كوينسي" في واشنطن، تريتا بارسي، إنه "لا توجد شهية أو رغبة من جانب إيران أو الولايات المتحدة أو إسرائيل لحرب أوسع نطاقاً، لكن فشل واشنطن في كبح جماح إسرائيل قد يدفع المنطقة عن غير قصد نحو التصعيد".
وفي الأسبوع الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمواصلة الدعم لإسرائيل، الأمر الذي أدى إلى تأجيج المشاعر العربية في جميع أنحاء المنطقة، وترجم إلى احتجاجات حاشدة ضد السياسات الإسرائيلية والأمريكية.
وأضاف بارسي: "الطرف الوحيد الذي لديه مصلحة واضحة في (صراع أوسع نطاقاً) هو حماس، نظراً إلى أن توسيع الحرب يمكن أن يغير الديناميكيات بطريقة مواتية لهم".
وأردف "في غياب الجهود الأمريكية لكبح جماح إسرائيل، فسوف يشعر العديد من اللاعبين (الإقليميين) بأنهم مجبرون على التدخل.. بسبب حساباتهم الإستراتيجية الخاصة".
وتابع قائلاً: "عندما تحشد إسرائيل 300 ألف (جندي)، فمن غير المرجح أن يجلس حزب الله هناك ويفترض أن هذا يتم فقط لملاحقة حماس".
ويشار إلى أن حزب الله، يتبادل مع الجيش الإسرائيلي إطلاق النار منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
والحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 كانت هي الأعنف، لكن القتال بين الجانبين الآن اقتصر على الحدود.
#إسرائيل تتهم #حزب_الله بـ"جرّ" #لبنان إلى الحرب https://t.co/3Z5poT2EHU
— 24.ae (@20fourMedia) October 22, 2023والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: إن "إسرائيل غير مهتمة بفتح جبهة أخرى في الحرب".. في الإشارة إلى حزب الله، ومع ذلك، حولت إسرائيل المنطقة التي يبلغ قطرها 4 كيلومترات بالقرب من حدودها إلى منطقة عسكرية مغلقة، وأجلت السكان من 28 مستوطنة تقع على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية.
وبحسب التقرير، فإن نفوذ حزب الله يمتد إلى ما هو أبعد من لبنان.. كما أنه يعمل جنباً إلى جنب مع قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، حيث تفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن المقاتلين المتحالفين مع طهران.
وللجماعة اللبنانية أيضاً قنواتها الخاصة مع حركة حماس، وقد التقى زعيم حزب الله حسن نصر الله، الأربعاء الماضي، مع مسؤولين كبار من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، حسبما ذكر بيان له، من دون الكشف عن مكان عقد الاجتماع.
وجاء في البيان أنه "تم التقييم.. ما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين، ووقف العدوان الغادر والغاشم على شعبنا".
كما أدى الصراع بين حماس وإسرائيل إلى مناوشات في سوريا والعراق، حيث شنت الميليشيات المدعومة من إيران عدة هجمات بطائرات من دون طيار على القوات الأمريكية.
هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في #سوريا https://t.co/WtO3kcud9r
— 24.ae (@20fourMedia) October 25, 2023وبحسب "سي إن إن"، فإن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية محددة مفادها أن تلك الجماعات نفسها يمكن أن تصعد الأمر أكثر، مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتواصل الولايات المتحدة تحذير طهران من استغلال الوضع الحالي أو تشجيع وكلائها على التصعيد، وحث وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الثلاثاء الماضي، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تحذير إيران من التورط في الحرب.
وقال بلينكن: “قولوا لإيران، قولوا لوكلائها علانية، سراً، وبكل الوسائل: لا تفتحوا جبهة أخرى ضد إسرائيل في هذا الصراع"، مضيفاً: "لا تهاجموا إسرائيل ولا حلفائها"، مشيراً إلى أن "الصراع الأوسع سيكون مدمراً، ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن لجميع أنحاء المنطقة، وفي جميع أنحاء العالم".
وأمس الخميس، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت منشأتين مرتبطتين بالميليشيات المدعومة من إيران في شرق سوريا، ووفقاً لبيان صادر عن وزير الدفاع لويد أوستن: "جاءت الضربات بعد سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد القوات الأمريكية في المنطقة"، مضيفاً إن "المنشآت المستهدفة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له".
الجيش الأمريكي يضرب منشأتين إيرانيتين في #سوريا https://t.co/5dnrkPtbIr
— 24.ae (@20fourMedia) October 27, 2023 الرأي العام الإيرانيوشهد الشارع الإيراني حراكاً شعبياً واسعاً دعماً للشعب الفلسطيني، وقد تمثل بمظاهرات عارمة عمت أرجاء طهران ومعظم المدن والمحافظات الإيرانية.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية مليئة بأخبار حرب غزة، حيث أعرب المسؤولون من مختلف الأطياف السياسية في إيران عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، قال بارسي إن "الحكومة الإيرانية تقوم بإعداد شعبها للحرب"، مضيفاً "إنهم يقومون بالفعل بإعداد الرأي العام لهذا الاحتمال من خلال محاولة تقديم الحجة القائلة بأن هذا شيء وصل إلى عتبة بابهم بسبب ما يفعله الإسرائيليون وبسبب الدعم الأمريكي له".
وأردف أن "هذا يظهر أن هناك بالفعل مخاوف لدى الحكومة الإيرانية بشأن كيفية رد فعل المواطنين على حرب تشارك فيها إيران بشكل مباشر".
وختم بارسي حديثه قائلاً: "حتى لو كانت هناك حرب أوسع، لكن لا تزال إلى الآن، أقل من عتبة الحرب المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تقتصر الحرب على وكلاء إيران الذين يقاتلون ضد إسرائيل"، مشيراً إلى أن الوضع الحالي غير مستقر.. ولا أحد يستطيع السيطرة عليها أو التأكيد على عدم تصعيده".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران حزب الله أمريكا الولایات المتحدة بشکل مباشر حزب الله سی إن إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو إلى خلق مساحة لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
دعا نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي، إلى خلق مساحة لحل سياسي وليس حلا عنيفا للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وحذر من أنه إذا نجحت القوى التي تسعى إلى تقويض حل الدولتين، فإن انهيار المبادئ والهياكل المؤسسية ذات الصلة سيكون له تأثير مضاعف يمكن أن ينتشر إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال مهند هادي، في كلمته أمام مجلس الأمن - عبر الفيديو - نيابة عن المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، إنه لا ينبغي السماح بتكرار هجمات 7 أكتوبر، ويجب التعامل مع غزة والضفة الغربية بشكل موحد كأساس لدولة فلسطينية مستقلة والحفاظ على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.
وشدد نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي، على أن مستقبلا أكثر سلاما وأمانا في المنطقة يتطلب دعما متجددا من المجتمع الدولي، وخاصة من المنطقة، لخلق الظروف المواتية لتكون الدبلوماسية فعالة.
وأضاف هادي: نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإخراج الرهائن، وتقديم الدعم المنقذ للحياة بأمان الآن، وضمان سلامة وأمن الفلسطينيين والإسرائيليين على المدى الطويل.
وقال هادي إن الرعب في غزة لا يزال مستمرا دون نهاية في الأفق، وأشار إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تكثيفا مدمرا لعمليات الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، مما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا بشكل متكرر ومثير للقلق.
وأضاف: بالإضافة إلى المذابح اليومية، نستمر في مشاهدة النزوح والدمار، بما في ذلك البنية التحتية المدنية، في حين يظل الوصول إلى المساعدات الإنسانية صراعا يوميا، سواء نتيجة لتكثيف عمليات النهب المنظم والعنيف من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية أو بسبب عدم السماح لدخول مستويات كافية من المساعدات إلى القطاع.
وقال المسؤول الأممي، إن تسليم المساعدات الحيوية في جميع أنحاء غزة متوقف تماما وبقاء مليوني شخص على قيد الحياة على المحك، وحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بتسهيل المرور السريع وغير المقيد للإغاثة الإنسانية إلى غزة وفي جميع أنحائها، وأن تحترم جميع الأطراف التسليم الآمن للمساعدات.
وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، شدد نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، على أن العنف استمر هناك أيضا بمعدل ينذر بالخطر حيث تتكشف ديناميكية خطيرة بشكل متزايد، وقال إن الحكومة الإسرائيلية واصلت أيضا تقدمها في بناء المستوطنات وسياستها المتمثلة في إخلاء وهدم المباني المملوكة للفلسطينيين.
وبشأن الوضع في لبنان، أشار هادي إلى استمرار الاشتباكات المستمرة بين حزب الله وإسرائيل عبر الخط الأزرق وفي جنوب لبنان، مؤكدا أن الوضع لا يزال خطيرا جدا في جميع أنحاء المنطقة.
ورحب "هادي" بالجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى وقف للأعمال العدائية، وحث الأطراف على قبول وقف إطلاق النار على أساس التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: نزوح 540 ألف شخص من لبنان إلى سوريا.. واستشهاد أكثر من 200 طفل لبناني
مفوضية الأمم المتحدة: عدد طالبي اللجوء إلى الكونغو الديمقراطية تراجع من 1920 إلى 1155
الأمم المتحدة تؤكد أهمية إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في السودان