طه حسين صاحب مواقف وطنية ورفض أرفع وسام فرنسي بسبب العدوان الثلاثي
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
حين شنَّت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثى على مصر، غضب عميد الأدب العربى طه حسين غضباً شديداً، وهاتف عبدالقادر حاتم، مدير الاستعلامات، الذى قرر إصدار كتاب بأقلام كبار كتاب مصر ضد العدوان، وأخبره بأنه سيضع بنفسه أول فصوله، وبمجرد تركه الهاتف قال لزوجته «سوزان» غاضباً، إن «فرنسا لا يمكن أن تؤمن بالحرية لنفسها وأبنائها، وتنكر هذه الحرية على غيرها من الأمم والشعوب!»، وسألها: «هل شعار الثورة الفرنسية «الحرية» للفرنسيين فقط؟ و«الإخاء» هل هو للأوروبيين فقط؟ وكذلك «المساواة»؟»، وفقاً لما ذكره محمد حسن الزيات، زوج أمينة طه حسين، فى فصل «رامتان» بكتاب «ما بعد الأيام».
السكرتير يقرأ: «ثار المراكشيون العام الماضى حين أراد الفرنسيون العبث بعرشهم وخلعوا سلطانهم بغياً وعدواناً، وكان فى هذه الثورة صدام بين الظالمين والمظلومين وكان فيها قتلى من الفريقين، وقد تغلب الأقوياء بالطبع وأُخذ المغلوبون من أصحاب الحق وألقوهم فى غياهب السجون، لأنهم ثاروا لحقّهم، وغضبوا لكرامتهم، وأبوا أن يحكم عليهم من لا يحبون، فكان هذا فى نفسه إنكاراً لأصل من أصول الثورة الفرنسية وانحرافاً عن أساس من أسس الديمقراطية التى تنكر الظلم، وتبيح للمظلومين أن ينكروه، وأن يصلحوه ما وسعهم إصلاحه».
قال طه حسين لسكرتيره: «اقرأ الفقرة الختامية للمقال»، فقرأ السكرتير: «هيهات لن تُحترم حقوق الإنسان ولن تُرعى كرامته، ولن تسمو الحضارة الحديثة إلى المثل العليا، ولن تُلغى الفروق بين الأقوياء والضعفاء إلا يوم يُلغى نظام الاستعمار إلغاءً، ويوم لا يُباح لفريق من أصحاب المطامع والمنافع أن يستغلوا ويستذلوا شعوباً بأسرها، وأن يضحوا فى سبيل منافعهم ومطالبهم ومطامعهم بحياة الناس وحقوقهم وكرامتهم، ومن يدرى؟ عسى أن يكون هذا اليوم قريباً، وعسى لله أن يكون أقرب مما يظن المستعمرون».
يقول الدكتور طه: «نعم، وأظن أن هذا اليوم قد حل فعلاً، إن هذا العدوان على السويس ترتكبه دول ثلاث مُدجّجة بالسلاح على شعب يريد أن يمارس حقه فى أرضه ومائه، هذه نهاية عصر الاستعمار، ويجب أن تعلم إنجلترا وفرنسا ذلك، ويجب أن تعلمه مصر، وتعلمه كل الشعوب المستعبدة»، وعقب ذلك يذهب إلى الصالون حيث تجلس زوجته سوزان ويسألها: «تذكرين وسام اللجيون دو نور الذى منحته الحكومة الفرنسية لى من طبقة «جراند أوفيسيه؟». وسرعان ما تقوم سوزان إلى دولاب فى الصالون فتفتحه وتخرج منه علبة وتقول نعم: «هذا هو، هل تريد رده إلى فرنسا».
يرد طه: «أنتِ تقرئين دائماً صفحة ضميرى»، فتقول «سوزان»: «ضميرك لن يغفر لفرنسا مشاركتها بالعدوان»، ثم يرد عليها: «سوزان، أين مبادئ الحرية والإخاء والمساواة التى تربيت عليها؟ ما مُقام فرنسا فى المغرب وتونس والجزائر بالرغم من أهلها واستغلالهم لهذه البلاد ولبلاد الشام بالقوة والعنف؟ والآن ما هذا العدوان على مصر وهذا الانحدار إلى التواطؤ عليه مع إنجلترا وإسرائيل عقاباً لنا لمطالبتنا بتحرير المستعمرات الفرنسية، وخاصة الجزائر وفقاً للمبادئ التى تأسست عليها الدولة الفرنسية نفسها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طه حسين الهجرة الجماعية طه حسین
إقرأ أيضاً:
أزمة داخل مجلس ممثلي اليهود في بريطانيا بسبب رسالة تنتقد العدوان على غزة
فتح مجلس الممثلين اليهود في بريطانيا، تحقيقا في رسالة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز الأسبوع الماضي ووقع عليها عدد من أعضاء المجلس وانتقدوا فيها أفعال الاحتلال في غزة.
وأضافت الصحيفة أن المجلس علق عضوية نائبة الرئيس ويحقق في الموقعين الناقدين لسياسة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في غزة.
ونشر مجلس الممثلين وهو أكبر مجلس تمثيلي ليهود بريطانيا بيانا ليلة الثلاثاء جاء فيه إنه تحرك بناء على شكاوى من رسالة وقعها 36 عضوا في المجلس.
ولفتت الصحيفة إلى أن تحرك المجلس يشير إلى خلاف متزايد داخله، حيث يشارك في تمثيل اليهود البريطانيين، حوالي 300 مفوضا من جهة والمجتمع اليهودي البريطاني تجاه السياسات المتشددة لرئيس الوزراء نتنياهو، من جهة أخرى. وقد تم تعليق عضوية هارييت غولدينبرغ، نائبة رئيس المجلس للشؤون الدولية، في وقت تعرضت فيه مع 35 من زملائها للشكاوى والتحقيقات، حسب بيان المجلس.
وقال الممثلون إنهم "لن يحرفوا النظر أو يظلوا صامتين على خسارة الحياة المتجددة والمعيشة".
كما وشجبوا عنف الاحتلال ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحذروا من أن "هذا التطرف يستهدف الديمقراطية الإسرائيلية".
وقالوا في الرسالة: "لقد تم تمزيق روح إسرائيل، ونخشى نحن أعضاء مجلس الممثلين اليهود في بريطانيا، على مستقبل إسرائيل التي نحب ولدينا علاقة قوية معها". و جاء في الرسالة أيضا: " ينظر للصمت على أنه دعم للسياسات والأفعال التي تتناقض مع القيم اليهودية".
ونقلت الصحيفة عن غولدينبرغ في الأسبوع الماضي قولها إنه من الضروري أن يتحدث يهود بريطانيا علانية و"إلا فإننا نخاطر بأن نكون متواطئين"، مضيفة: "في التاريخ اليهودي يعتبر الصمت أمرا غير جيد".
وقال رئيس المجلس فيل روزنبرغ في البيان إن المجلس تعامل مع "الخروقات المزعومة لقواعد السلوك على محمل الجد"، مضيفا: "مجلس الممثلين واضح: فقط ممثلونا المنتخبون ديمقراطيا وموظفونا هم المخولون للتحدث باسم المنظمة".
وقد عبر الموقعون على الرسالة عن مخاوفهم المتزايدة على مصير الأسرى المتبقين والكارثة الإنسانية في غزة والاعتداءات في الضفة الغربية وقرار نتنياهو فتح ملف الإصلاحات القضائية ووضع المؤسسات القضائية تحت سيطرة السياسيين.
واتهم الموقعون على الرسالة رئيس الوزراء بخرق وقف إطلاق النار وعدم منح الإفراج عن الأسرى الأولوية. ومنذ بداية العدوان استشهد أكثر من 51 ألف فلسطيني، فضل عن تدمير شامل لقطاع غزة.