جاسم مرزوق بودي يكتب: لفلسطين.. وللكويت أيضًا !
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
بادئ ذي بدء، نقرأ هذه الأيام واحدة من أكثر صفحات التاريخ سوادا، يكتب الغرب فيها نهاية شعاراته التي اسقطها في حفرة المعايير المزدوجة.
ونقرأ واحدة من أكثر صفحات الصمود والفداء بياضا. شعب فلسطين المحاصر المذبوح الموضوع تحت سيف الإبادة الجماعية والمحرقة الإسرائيلية يقاوم باللحم الحي كاشفا عار الجميع من متواطئين وعاجزين وخائفين ومترددين ومراقبين ومنتظرين.
ونقول إن الغالبية العظمى المطلقة من الكويتيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم هم مع الفلسطيني الضحية وليس مع الجلاد. قيمنا وتاريخنا وتجاربنا لم تكن يوما خارج السرب مهما تعكرت مياه في جداول العلاقات ومهما أخطأ من أخطأ واعتذر من اعتذر... لأن القدس أكبر منا كلنا برمزيتها الشرعية والإنسانية.
نستهل هذا المدخل لنعبر منه إلى مساحة أخرى.
ليس غريبا هذا الحراك الكويتي المتعاطف مع أهلنا في فلسطين فهذه هويتنا، ولولا رسالتنا الإنسانية التي جبلنا عليها لما تعاطف العالم معنا يوم احتلت الأرض. الشعوب التي وصلتها رسالتنا قبل الدول عاشت ألمنا. رسالة بلسمة الجراح ومساعدة المحتاج والتوسط لحل الازمات واعلاء الحوار ودعم أصحاب الحق في كل مكان. فما بالنا والموضوع يتعلق بثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام، وبأرض حرقها احتلال، وبشعب تم تشريده ثم سجنه في زنازين الحصار، وبخريطة يقضمها الغاصب كل فترة بتواطؤ دولي، وبعصابات استيطانية أغلقت شرايين المساحات الباقية. ما بالنا والفلسطيني منذ ولادته يعرف انه سيوضع بين خيارين، فإما ان يكون قتيلا وإما أن يكون شهيدا... قتيلا من الاختناق والقمع والمرض والجوع والإحباط او شهيدا بمقاومته وارتقائه.
ولكن، حراكنا المتعاطف مع الفلسطينيين وقضيتهم يجب الا يحرفنا عن جملة أمور لا بد من التوقف عندها.
الكويتيون كمجتمع متنوع متحضر في غنى عن فحوصات الوطنية التي يوزع شهاداتها البعض وان كانوا قلة، فلا يجوز أن تستبد بأحد "نشوة" الصوت العالي والتصفيق ويسمح لنفسه بتصنيف الكويتيين بين متعاطف ومتخاذل ومهتم ومتجاهل ومتقدم ومتأخر. فهذا يحرف الحراك نفسه عن أهدافه ويخلق حالات انقسام تضر ولا تفيد، وقد يكشف – لا سمح الله – مقاصد أخرى له نربأ بأصحابه ان تكون لديهم.
والكويتيون على اختلاف آرائهم يلتقون عند دعم فلسطين، انما لا يصح ايضا أن يلزم أحد غيره بموقفه الخاص وخطابه وطريقته واسلوبه. تتعدد الطرق والعنوان واحد. ولا يجوز لأحد ان يفرض على الاخرين الدخول في مسارات التعبير التي يعتمدها... فتعددية التعبير تفيد الهدف وتغني الحراك.
والكويتيون يتمنون التزام الجميع برفض ازدواج المعايير، فالمخطئ تدل مواقفه عليه واستثناء البعض له وتغييبه لأهداف سياسية لا مبدئية أيضا لا يخدم الحراك الشعبي المناصر لفلسطين.
والكويتيون يتمتعون بقدر عال من الثقافة السياسية والرؤية الموضوعية ويزينون الأمور بميزان التجارب التاريخية والمصلحة الوطنية سواء تعلق الأمر بالأصدقاء والاشقاء. الخطاب القوي الموضوعي الواضح المنحاز لقضية العرب والمسلمين الأولى يجب أن يبقى على ثباته ولا يجنح إلى الجدالات والسجالات الجانبية.
والكويتيون يعتبرون ان وحدتهم الوطنية موضوع مصيري مثله مثل الحفاظ على الكيان. وبما أن قضية فلسطين أكبر منا كلنا فلا بد من الاعتصام بحبل الوحدة خدمة لها ودعما لعدالتها، ولا بد من تلافي الخطاب الذي يعتمد مفردات تستدرج ردودا ونعرات ويمكن ان تنعكس سلبا على الاحتضان الشعبي لقضية فلسطين.
والكويتيون يعلمون ان قيادتهم تمارس أقسى درجات الثبات في التعامل مع قضية فلسطين مع أقسى درجات الحكمة، ويتمنون أن ينسجم الخطاب الشعبي مع هذا الموقف ويكون الصدى الحضاري له.
اللهم إن الأرض أرضك والجند جندك والأمر أمرك، وأنت القوي العزيز.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
«التحذير من التكفير» موضوع القوافل الدينية المشتركة بمساجد شمال سيناء
انطلقت القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء المصرية، اليوم الجمعة، إلى مساجد محافظة شمال سيناء (الشيخ زويد ـ الجورة - رفح).
وذكرت مديرية أوقاف شمال سيناء في بيان، أن القافلة تضم سبعة من علماء الأزهر الشريف، وعشرة من علماء وزارة الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وموضوعها «التحذير من خطورة التكفير».
سلسلة قوافل دينية لقرى ومدن شمال سيناءبدوره، أكد الشيخ محمود مرزوق وكيل وزارة الأوقاف بشمال سيناء في بيان، أن القافلة هي الثانية ضمن سلسلة القوافل الدينية المشتركة التي تصل إلى المحافظة، في إطار الحرص الديني من الوزارة على ترشيد الشباب، وفهم الدين الوسطي الإسلامي، وكيفية البعد عن الشبهات.
وأضاف مرزوق أن الندوات الدينية والمحاضرات والخطب مستمرة بجميع المناطق بالمحافظة بحسب تعليمات الوزارة وتوجيهات الدولة.