لجريدة عمان:
2024-07-06@01:39:02 GMT

نوافذ :أية بوصلة توجهنا؟

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

[email protected]

من يظن أنه حر في كل ما يريد فعله أو قوله أو حتى التفكير فيه فهو واهم، لا توجد حرية على الإطلاق، فهناك مخزون معرفي وأخلاقي وقيمي وموروثي، وتقاطع من الشبكات الاجتماعية، والجبهات المتصادمة، والعلاقات المتباينة، والخلافات المتنوعة، والمواقف المختزنة، والقناعات المتأصلة؛ ففي كل هذه المناخات؛ وهي حاضرة بقوة في المخزون المعرفي عند كل واحد منا؛ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتيح هذه التموضعات للفرد حرية مطلقة بنسبة (100%) فهذه العوامل كلها تتداخل لتوجيه البوصلة في لحظة اتخاذ أي قرار، سواء أكان هذا القرار خاصا جدا، أو عاما شاملا، والاستثناء الوحيد في خروج الفرد من هذه المعضلة المتشابكة عندما يكون في غير حالته الطبيعية، حيث يكون «خارج التغطية» إن تصح التسمية، وهي الحالات الثلاث المؤصلة بالنص: «رفع القلم عن ثلاثة؛ عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل»- حسب النص النبوي الشريف؛ على صاحبه الصلاة والسلام.

يقال في المثل: «المرء في المحنة عي» والإعياء هنا ليس الوهن أو الضعف، وإنما قلة الحيلة أو التردد، ويحل هذا الموقف ليس لقلة التجربة في الحياة، حتى يكون الفرد خاليا مصفرا مخزونه المعرفي، ولكن لأن كل هذه المناخات أعلاه تتصارع في لحظة صنع القرار، فلا يستطيع أن يتخذ قرارا يطمئن إليه نفسه، فيقع في حيرة؛ تعجزه عن التصرف السريع، حيث تتوارى سرعة البديهة في حينها حتى يسعفها مسعف، حيث يحتاج إلى دعم ممن حوله، ومن هنا تأتي أهمية أن يستشير أحدنا من يثق به، ويطمئن إليه «ما خاب من استشار»- مع ما في ذلك من خطورة - حيث يستلزم الأمر الانتقاء الشديد لمن يمكن أن يحل ضيفا في هذه الاستشارة؛ ومع ذلك تبقى الاستشارة مرحلة ضرورية لوقف حالة التردد، والاقتراب كثيرا من لحظة صنع قرار جيد، فتعدد الرؤى، وبيان جوانب الضعف والقوة للمواقف، يعطي الطرف الباحث عن رؤية سليمة لصنع قراره مساحة أفقية مهمة، حيث تتضح الرؤية أكثر وأكثر، ويضيف عليها هو أيضا من مخزونه المعرفي «البعد الرأسي» ليصل إلى قناعة أقرب إلى الاطمئنان.

(أية بوصلة توجهنا؟) في ظل هذا التزاحم من الشبكات والجبهات والعلاقات والخلافات، لا شك أن البوصلة التي نعنيها تحتاج إلى كثير من التحديد، والتحديد ليس أمرا يسيرا، ولا متاحا في أية لحظة نريد، وحتى أولئك الذين خبرتهم الحياة، وعصرتهم المواقف، وتأصلت فيهم القناعات لن يكونوا في مأمن من تعذر بوصلة الأمان، وتقاس هذه المسألة بمدى الوصول إلى قرار سليم، أو موقف تطمئن إليه الناس، أو قناعة من شأنها أن تخفف من وطأة التردد التي عادة ما تنتابنا في لحظة صنع قرار ما، ويحدث هذا ليس فقط في القرارات المصيرية، بل حتى في القرارات البسيطة، والتي قد يراها الآخر المراقب للموقف أن الحل بسيط، وأنه في متناول اليد، ولذلك عندما تهدأ النفس، وتتقارب المكونات الشعورية المستنفرة أثناء الحديث، نجد أنفسنا أننا بسطاء إلى حد الجهل، وقد تنتابنا حالة هيستريه من الضحك، وقد نتساءل؛ أيعقل أن نكون نحن في الموقف ذاته؛ نحن الذين نصول ونجول وننظر للآخرين حيث نقف عاجزين؟ لذلك من الشطط وقلة الحكمة أن يتخذ الواحد منا قرارا ما، بصورة ارتجالية مباشرة، اعتمادا على سرعة بديهيته، فقد تفقدنا البديهية في كثير من الأحيان التفاصيل الصغيرة، التي غالبا ما تكون تكلفتها ثقيلة، وبالتالي: فهل هناك بوصلة أمان جاهزة لتوجيهنا؟ لا أعتقد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رضا سليم يكشف عن حقيقة العروض المقدمة إليه

 

كشف رضا سليم لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي عن حقيقة العروض المقدمة إليه للرحيل عن فريقه في الصيف الجاري، ولازال عقد رضا سليم مع النادي الأهلي ممتد لمدة 3 سنوات.

رضا سليم يكشف عن حقيقة العروض المقدمة إليه

وصرح موقع "البطولة" المغربي عن تواجد عروض مقدمة لض م رضا سليم، ودخول الوداد في مفاوضات للخصول على خدمات اللاعب، والحصول أيضا على الكرتي من بيراميدز ورضا سليم من الأهلي.

وأكد رضا سليم لاعب الأهلي لموقع "البطولة" المغربي أنه بالفعل هناك عروض مقدمه له لضمه قائلا: "بالفعل هناك عروض عديدة، لكن حاليا أنا لاعب للأهلي وتركيزي مُنصب على فريقي الذي قضيت معه موسما وحققت معه لقب دوري أبطال إفريقيا".

وأكمل: "مسؤولو الأهلي وكولر يرفضون التخلي عن خدماتي في الوقت الراهن، وأنا بدوري لا زلت أملك طموحات مع هذا النادي لتحقيقها مستقبلا".


واوضح التقرير الخاص بموقع البطولة المغربي ان اللاعبان رحبا بالعرض المغربي، ولكن هناك صعوبة في  المفاوضات بسبب المقابل المادي ومن المقرر حسمها خلال الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • رضا سليم يكشف عن حقيقة العروض المقدمة إليه
  • ما هو حلف الناتو وشروط الانضمام إليه؟
  • إنقاذ شاب مكسيكي بعد حصاره في المجاري 3 أيام.. كيف توصلوا إليه؟
  • الداخلية تكشف تفاصيل فيديو لأطفال يخرجون من نوافذ سيارة ملاكي حال سيرها بالمنصورة
  • «الدخلية» تكشف تفاصيل فيديو أطفال يخرجون من نوافذ سيارة بالمنصورة
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة الدكتور يحيى زيد الشامي
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا بمقيم قتل آخر في عسير
  • من كلّ بستان زهرة – 69-
  • علاج جديد للزهايمر في الأسواق.. يبطئ التدهور المعرفي والوظيفي
  • كي تبقى حاد الذهن فترة أطول.. تناول نظاما غذائيا صحيا الآن