لجريدة عمان:
2024-11-20@14:29:50 GMT

نوافذ :أية بوصلة توجهنا؟

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

[email protected]

من يظن أنه حر في كل ما يريد فعله أو قوله أو حتى التفكير فيه فهو واهم، لا توجد حرية على الإطلاق، فهناك مخزون معرفي وأخلاقي وقيمي وموروثي، وتقاطع من الشبكات الاجتماعية، والجبهات المتصادمة، والعلاقات المتباينة، والخلافات المتنوعة، والمواقف المختزنة، والقناعات المتأصلة؛ ففي كل هذه المناخات؛ وهي حاضرة بقوة في المخزون المعرفي عند كل واحد منا؛ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتيح هذه التموضعات للفرد حرية مطلقة بنسبة (100%) فهذه العوامل كلها تتداخل لتوجيه البوصلة في لحظة اتخاذ أي قرار، سواء أكان هذا القرار خاصا جدا، أو عاما شاملا، والاستثناء الوحيد في خروج الفرد من هذه المعضلة المتشابكة عندما يكون في غير حالته الطبيعية، حيث يكون «خارج التغطية» إن تصح التسمية، وهي الحالات الثلاث المؤصلة بالنص: «رفع القلم عن ثلاثة؛ عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل»- حسب النص النبوي الشريف؛ على صاحبه الصلاة والسلام.

يقال في المثل: «المرء في المحنة عي» والإعياء هنا ليس الوهن أو الضعف، وإنما قلة الحيلة أو التردد، ويحل هذا الموقف ليس لقلة التجربة في الحياة، حتى يكون الفرد خاليا مصفرا مخزونه المعرفي، ولكن لأن كل هذه المناخات أعلاه تتصارع في لحظة صنع القرار، فلا يستطيع أن يتخذ قرارا يطمئن إليه نفسه، فيقع في حيرة؛ تعجزه عن التصرف السريع، حيث تتوارى سرعة البديهة في حينها حتى يسعفها مسعف، حيث يحتاج إلى دعم ممن حوله، ومن هنا تأتي أهمية أن يستشير أحدنا من يثق به، ويطمئن إليه «ما خاب من استشار»- مع ما في ذلك من خطورة - حيث يستلزم الأمر الانتقاء الشديد لمن يمكن أن يحل ضيفا في هذه الاستشارة؛ ومع ذلك تبقى الاستشارة مرحلة ضرورية لوقف حالة التردد، والاقتراب كثيرا من لحظة صنع قرار جيد، فتعدد الرؤى، وبيان جوانب الضعف والقوة للمواقف، يعطي الطرف الباحث عن رؤية سليمة لصنع قراره مساحة أفقية مهمة، حيث تتضح الرؤية أكثر وأكثر، ويضيف عليها هو أيضا من مخزونه المعرفي «البعد الرأسي» ليصل إلى قناعة أقرب إلى الاطمئنان.

(أية بوصلة توجهنا؟) في ظل هذا التزاحم من الشبكات والجبهات والعلاقات والخلافات، لا شك أن البوصلة التي نعنيها تحتاج إلى كثير من التحديد، والتحديد ليس أمرا يسيرا، ولا متاحا في أية لحظة نريد، وحتى أولئك الذين خبرتهم الحياة، وعصرتهم المواقف، وتأصلت فيهم القناعات لن يكونوا في مأمن من تعذر بوصلة الأمان، وتقاس هذه المسألة بمدى الوصول إلى قرار سليم، أو موقف تطمئن إليه الناس، أو قناعة من شأنها أن تخفف من وطأة التردد التي عادة ما تنتابنا في لحظة صنع قرار ما، ويحدث هذا ليس فقط في القرارات المصيرية، بل حتى في القرارات البسيطة، والتي قد يراها الآخر المراقب للموقف أن الحل بسيط، وأنه في متناول اليد، ولذلك عندما تهدأ النفس، وتتقارب المكونات الشعورية المستنفرة أثناء الحديث، نجد أنفسنا أننا بسطاء إلى حد الجهل، وقد تنتابنا حالة هيستريه من الضحك، وقد نتساءل؛ أيعقل أن نكون نحن في الموقف ذاته؛ نحن الذين نصول ونجول وننظر للآخرين حيث نقف عاجزين؟ لذلك من الشطط وقلة الحكمة أن يتخذ الواحد منا قرارا ما، بصورة ارتجالية مباشرة، اعتمادا على سرعة بديهيته، فقد تفقدنا البديهية في كثير من الأحيان التفاصيل الصغيرة، التي غالبا ما تكون تكلفتها ثقيلة، وبالتالي: فهل هناك بوصلة أمان جاهزة لتوجيهنا؟ لا أعتقد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لحظة انهيار جبل من النحاس في دولة إفريقية.. ماذا فعل السكان |شاهد

انهار جبل في منطقة كاتانغا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أدى إلى اكتشاف أطنان من النحاس، ظهر مقطع فيديو يصور السقوط الدراماتيكي للجبل على X. وفيه، يمكن رؤية الناس وهم يركضون بينما ينهار الجبل.

دراسة تفجر مفاجأة عن السبب وراء ارتفاع حالات البلوغ المبكر للفتيات| تفاصيل مش هتصدق.. ماذا يحدث للجسم عند تناول الموز على معدة فارغة؟

انتشر على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مقطع فيديو يصور الانهيار الدراماتيكي للجبل، يظهر حشدًا كبيرًا من الناس كانوا حاضرين في مكان الحادث أثناء انهيار الجبل، مع فرار الأشخاص بحثًا عن الأمان.

تشتهر منطقة كاتانغا في جمهورية الكونغو الديمقراطية بثروتها المعدنية الهائلة، وتقع ضمن الحزام النحاسي في أفريقيا، وهي منطقة بطول 450 كيلومترًا تمتد من شمال غرب لوانشيا في زامبيا إلى كاتانغا في الكونغو.

على مدار قرن من الزمان، كانت هذه المنطقة مركزًا رئيسيًا لتعدين النحاس، وفي الخمسينيات، كانت أكبر منتج للنحاس في العالم.

تساهم المنطقة حاليًا بأكثر من عشرة بالمائة من احتياطيات النحاس في العالم، والتي يتم تأمينها بشكل أساسي من الرواسب الرسوبية في أواخر عصر ما قبل الكمبري.

تعد احتياطيات النحاس مساهمًا رئيسيًا في اقتصادات زامبيا والكونغو التي تعزز تطوير البنية التحتية وتوفر فرص العمل في المنطقة.

يتم الحصول على النحاس والكوبالت بشكل أساسي لإنتاج البطاريات حيث نعلم جميعًا أن العالم يتحرك الآن نحو الطاقة النظيفة وأن الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة أدى أيضًا إلى زيادة الطلب على المعادن مثل النحاس والكوبالت.

هذه المعادن ضرورية لبطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في السيارات الكهربائية.

المصدر: jang

 لحظة انهيار جبل من النحاس في دولة افريقية

 

 

مقالات مشابهة

  • في قضية المول.. لحظة وصول إمام عاشور وتسليم نفسه للمحكمة
  • لحظة بلحظة.. آخر تطورات الأوضاع في غزة
  • البابا تواضروس الثاني: الوطن هو القيمة الأولى في حياة الإنسان
  • نجم الإسماعيلى السابق يعلن اعتزاله كرة القدم
  • الجديد: لن ينجح البيع الإلكتروني طالما تنظر المصارف إليه أنه فرصة للربح
  • ناطحة سحاب من دون نوافذ.. ما الغرض من بنائها؟
  • “التواصل المعرفي” يشارك في فعاليات منتدى فالداي الدولي للحوار
  • هدية بـ 30 ألف ريال.. أحلام في لحظة رومانسية مع زوجها
  • المقدسي كستيرو للجزيرة نت: أنا صاحب مقهى المُصرارة وسأعود إليه
  • لحظة انهيار جبل من النحاس في دولة إفريقية.. ماذا فعل السكان |شاهد