لا تقتل طفلاً ولا تقطع شجرة مثمرة!
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
قانون الحرب مصطلح يشير إلى جانب من جوانب القانون الدولى العام فيما يتعلق بالمبررات المقبولة لخوض حرب وحدود السلوك المقبول فى زمن الحرب.
على مدار التاريخ، كانت ثمة محاولات لتحديد وتنظيم سلوك الأفراد والأمم فى الحروب والتخفيف من أسوأ آثار الحروب. أما أقدم الحالات المعروفة لهذه المحاولات فوجدت فى مناقشة دارت بين الحكام فى شبه القارة الهندية بخصوص السلوك المقبول فى ساحة المعركة.
تقول: «ينبغى ألا يهاجم المرء مركبات فيها فرسان؛ بل ينبغى على المحاربين مهاجمة العربات، يجب ألا يهاجم شخصاً فى محنة، ولا يجوز تخويفه أو هزيمته.. الحروب يجب أن تشن لهدف الفتوحات فقط، يجب ألا يكرس المرء غضبه على عدو لم يحاول التعرض له وقتله..
ويحدد سفر التثنية الضمانات المقبولة للضرر الممكن إلحاقه بالبيئة فيؤكد: «عندما تشارك فى حصار مدينة لمدة طويلة أثناء حرب احتلالها، يجب ألا تدمر أى شجر فيها بفأس، يمكنك الأكل منها لكن لا تقطعها (لأن شجرة فى سينان هى حياة الإنسان) لتستغلها فى الحصار، لكن يمكن فقط قطع الأشجار التى لا يمكن الأكل منها. أيضاً فى سفر التثنية: يجب على الإسرائيليين عرض السلام على الطرف الآخر قبل فرض الحصار على مدينتهم.
«عندما تسير لمهاجمة مدينة، اعرض على شعبها السلام، إن قبلوا وفتحوا أبوابها، يجب على جميع الشعب أن يتقبلوا العمل القسرى ويجب أن يعملوا من أجلك، إذا رفضوا السلام وتسببوا فى نشوب حرب، افرض على مدينتهم الحصار».
فى أوائل القرن السابع، أرسى أبوبكر الصديق أول الخلفاء القواعد التالية، فيما يتعلق بالحروب عندما كان يوجه جيوش المسلمين:
«يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً فاذكروا اسم الله عليها. وستلتقون بأقوام قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف حفقاً. اندفعوا باسم الله».
بعد ذلك أى بعد القرن السابع عشر شرعت القوانين لتقليل مدى الخراب الذى يلحق بالأشخاص والممتلكات ولمنع القسوة فى معاملة غير المحاربين وأسرى الحرب، وإقرار الأحوال التى يجوز فيها للمتحاربين أن يفاوض أحدهما الآخر.
من المبادئ الأساسية المتعلقة بقوانين الحرب: يجب أن تقتصر الحروب على تحقيق الأهداف السياسية التى بدأت الحرب لتحقيقها، يجب أن تنتهى الحرب بسرعة قصوى، ينبغى حماية الناس والممتلكات ممن لا يساهمون فى المجهود الحربى من القتل والتدمير، حماية المقاتلين وغير المقاتلين من المعاناة التى لا داعى لها، حماية بعض أساسيات حقوق الإنسان بالنسبة للأشخاص الذين يقعون فى أيدى العدو، خاصة أسرى الحرب والجرحى والمرضى والمدنيين، تيسير إعادة السلام لمناطق النزاع.
تميز القانون الدولى الإنسانى بطابع إنسانى محض، فهو يسعى إلى الحد من المعاناة الناجمة عن الحرب، بغض النظر عن المسائل المتعلقة بمبررات أو أسباب الحرب، أو منع نشوبها. ومن أهم المبادئ التى يقوم عليها القانون الدولى الإنسانى احترام كرامة الإنسان وحياته والمعاملة الإنسانية وتشمل خط عمليات الإعدام بإجراءات موجزة بدون اتباع الإجراءات الواجبة، لا يجوز لأطراف الحرب استهداف المدنيين، توفير تحذير كافٍ للسكان المدنيين بشأن هجوم وشيك، التأكد من أن العمليات والأسلحة التى يتم استخدامها ستقلل أو تتجنب وقوع إصابات فى صفوف المدنيين.
من أجل منع إنهاك الإنسانية فى الحروب، تم إنشاء المحكمة الجنائية الدولية وهى محكمة عالمية دائمة للمساعدة على إنهاء إفلات مرتكبى الجرائم الأكثر خطورة التى تثير قلق المجتمع الدولى من العقاب. وهى منظمة دولية مستقلة تعترف المحكمة الجنائية الدولية بفلسطين كدولة عضو، فى حين ترفض إسرائيل الولاية القضائية للمحكمة. الكثير من القوى الكبرى فى العالم ليسوا أعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، بما فى ذلك الصين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والهند ومصر.
تأسست هذه المحكمة عام 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قانون الحرب القانون الدولى السلوك المقبول زمن الحرب یجب أن
إقرأ أيضاً:
حسام زكي: القضية الفلسطينية هي الأولى والمركزية والمحورية للعرب
قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد الجامعة العربية، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية والمحورية بالنسبة للعرب وكل القضايا العربية الأخرى ليست محل توافق عربي، لأن كل قضية بها آراء واجتهادات كثيرة.
وأضاف «زكي»، خلال لقاء مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الجامعة العربية تحس الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب على أنها تقف موقفًا محايدًا على الأقل إن رغبت في أن تستمر في لعب دور في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما إذا لم تستطع أن تقوم بهذا الدور نتمنى أنها لا تصادر على الأدوار الأخرى التي يمكن أن يقوم بها أطراف أخرى.
وتابع الأمين العام المساعد الجامعة العربية: «هناك فرق كبير بين وقف الحرب وإحلال السلام بالمنطقة ونستطيع القول أن ترامب تعهد بإنهاء الحرب واعتقد أنه سوف يتمكن من تحقيق هذا الوعد، لكن مسألة إحلال السلام هي مسألة أخرى تمامًا وتحتاج إلى ظروف وتهيئة خاصة».