بوابة الوفد:
2024-10-06@09:47:49 GMT

الجوع كافر

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

الأيام دول، هذه سُنة الحياة، يوم لك ويوم عليك. فلا يمكن أن يكون هناك ثبات للأشياء، لذلك يقول المثل «على الباغى تدور الدوائر» وهو أكثر الأمثال التى تُقال فى الظلم.

 وقد حذر الله سبحانه وتعالى الناس من الظلم فى العديد من السور منها ما جاء فى سورة يونس الآية (23) «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم» وفى هذه الآية يُرجع الله ضرر الباغى على نفسه.

 

والأمثلة كثيرة فهناك انهيار لدول وقيام لدول أخرى مما يؤكد أن الدول كالأيام، حيث يولد اليوم فى الفجر وينتهى فى الليل، ولا غرابة فى ذلك إنها سُنة الكون لا يدوم أى حال على حاله.

 والتاريخ ليس ببعيد، مثل نهاية عصر دولة الرعامسة الفرعونية وقيام دولة الكهنة فى عهد الأسرة الواحدة والعشرين، إذ عندما جاء الفرعون رمسيس التاسع وكان مثله مثل سابقيه من الرعامسة ليس له أعمال عظيمة، هكذا كشفت العديد من البرديات فى سبب انهيار هذا العصر وهو انتشار الفقر بين الناس الذى أدى إلى قيام الأهالى بنهب قبور الفراعنة، لأن الفقر والجوع جعل الناس يكفرون بقدسية الفراعنة وضربوا باحترامهم عرض الحائط. 

وليس من الغريب أن توجد كل تلك المشاكل من تدنيس المقابر الملكية والمعابد الإلهية، الأمر الذى انحط به الحكم فى مصر وضياع هيبة البلاد، لذلك يقولون لنا «الجوع كافر تنهار به الدول».

لم نقصد أحدا!!                    

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجوع كافر حسين حلمي

إقرأ أيضاً:

الشاطر حسن

فى غضون أسبوعين فقط نفذت اسرائيل ضربات نوعية قاصمة وغير مسبوقة هزت اركان محور المقاومة بشكل عام وحزب الله بشكل خاص بعدما اغتالت جميع قادته العسكريين والميدانيين فى مدة وجيزة بشكل سريع ومتتابع، لقد نزل خبر اغتيال «سيد المقاومة» كالصاعقه على روؤس مريديه الذين ما زالوا لا يصدقون ما حدث ولا يتصورون انهم لن يروا هذه الكاريزما الآسرة او يسمعوا خطاباته النارية التى كانت تدغدغ مشاعر المحبطين من جبروت الكيان الفاشي، فقد تولى نصر الله قيادة الحزب بعد ان أغتيل أمينه السابق عباس الموسوى فى غارة إسرائيلية استهدفته مع عائلته 1992 وسطع نجم الشاب الثلاثينى بعدما نجح فى قيادة المقاومة بتحرير جنوب لبنان 2000 ثم اصبح اسطورة ورمزا شعبيا بعد دحر الجيش الإسرائيلى فى حرب تموز 2006 لكن بعد 18 عاما تمكنت اسرائيل من القضاء على عدوها الأبرز الذى أذاقها مرارة الهزيمة وفرض عليها قواعد اشتباك مهينة أجبرتها على إخلاء الاف المستوطنين من الشمال وهو ما جعل نتنياهو المهزوز والمهزوم فى موقف ضعيف وصعب أمام كتلته المتطرفة التى تضغط عليه بوقف دعمها المشروط لحكومته الهشة.

ملابسات وطريقة اغتيال نصر الله شكلت صدمة مروعة لأنصاره ومؤيديه وحتى المراقبين والمحللين بسبب معرفتهم بمدى حرصه وحسه الأمنى واتخاذه كافة التدابير والاحتياطيات المشددة حتى ظن البعض أنه محصن من الموت لذا طرّح الاعلام تساؤلات وسيناريوهات حول كيف تمت عملية الاغتيال المعقدة التى كانت للأمانة احترافية وشديدة الدقة بالتأكيد تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تماما بسبب التعتيم المعتاد والمتعمد من الجانب الإسرائيلى لكن هنالك مؤشرات اولية تقول إن هناك اختراقا أمنيا كبيرا نتيجة عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكرى متقدم ربما تكون جهات دولية وإقليمية ضالعة فيه ولما لا والرجل المثير للجدل هو رأس الحربة الايرانية ليس فى لبنان فقط وإنما فى المنطقة كلها بصماته الطائفية المشيئة فى صراعات سوريا والعراق واليمن خصمت من رصيده لدى جمهور عريض صدق افعاله ووعوده فى تحرير القدس من دنس الصهيوينة لكن قتل الله الطائفية هى جوهر التشرذم والهزائم.

اخيرًا وجدت إسرائيل ضالتها المنشودة فى رسم صورة انتصار لطالما بحثت عنه فى غزة لكنها حققته فى الضاحية الجنوبية بعدما نجحت فى استعادة ماء وجهها باظهار مدى تفوقها التكنولوجى الكاسح، لذا التباهى والفخر هما الشعور السائد بين نخبتها السياسية التى لديها ثأر قديم مع حزب الله وقد جاء يوم الحساب وانتهزت الفرصة الثمينة على أكمل وجه، لكن ماكس بوت محرر الشئون الامن القومى فى الواشنطن بوست يرى ان اغتيال نصر الله ضربة موجعة لكنها لن تمحو حزب الله من الوجود ولا يزال بعيداً كل البعد عن الهزيمة. فالتقديرات تشير إلى أن لديه فى ترسانته ما بين 150 و200 ألف صاروخ وقذيفة. وصحيح أن الغارات الإسرائيلية دمرت جزءاً منها، لكن هذه الترسانة لا تزال فعالة، كما أن فى صفوف الحزب ما بين 40 و50 ألفاً من المقاتلين المدربين جيداً والمتحمسين للقتال بالإضافة ان إسرائيل ابتهجت من قبل باغتيال الموسوى فجاءهم الشاطر حسن الذى أثبت أنه أكثر فاعلية منه وحول الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية فى العالم. وربما يحدث نفس الأمر مع خليفته المنتظر ابن خالته هاشم صفى الدين الذى كان يتم إعداده لهذه اللحظة، لقد أثبتت الاحداث الاخيرة أن إسرائيل تعتمد فى قوة الردع الاستراتيجى على تفوق سلاح الجو الذى يلعب دورا مهما وفعالا فى سير المعارك لكنه لا يستطيع أن يحسمها بالكامل على الأرض دونما تدخل برى وهذه هى معضلتها الكبرى التى لا تجد لها حلاً فحصيلة خسائر اليوم الاول من الغزو البرى للجنوب اللبنانى 8 جنود من القوات الخاصة بينهم 3 ضباط وسقوط جرحى بينهم 7 فى حالة خطيرة وليس امامها الان سوى الجلوس على طاولة المفاوضات وإبرام صفقات رابحة مستغلة ضعف خصومها التى قاست من طول وشراسة القتال وحيداً، فقرار طهران هو الصبر على المكاره الإسرائيلية حتى تصنع خمس قنابل نووية وهو ما بات قريباً.

نعم غياب نصر الله المفاجئ والصادم عن المشهد السياسى والأمنى حدث جلل سيغير موازين القوى فى المنطقة وسيكون له تبعات خطيرة جداً ستظهر رويداً رويداً ليس على مصير لبنان بل والشرق الأوسط بأكمله.

مقالات مشابهة

  • اليمنيون المقاتلون في روسيا.. ضحايا الفقر وتضليل شركات الاتجار بالبشر الحوثية
  • في يومهم العالمي… معلمو اليمن بين مطرقة الجوع وسندان القمع والتهميش! (تقرير خاص)  
  • عصابة فوق القانون!
  • اكتشاف وفاة سيدة ماتت من الجوع منذ 3 سنوات داخل منزلها
  • محمود إسماعيل: ليبيا تعيش فقر الفكر وفكر الفقر
  • ‎دكتوراه فى العبط!!
  • المرءُ مع مَنْ أحَبَّ
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن
  • كاتب صحفي: نسبة الفقر في لبنان وصلت إلى 90%