بوابة الوفد:
2025-03-06@10:31:11 GMT

صمت مخزٍ

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

صمت مخزٍ من العالم الغربى تجاه ممارسات وحشية، غير إنسانية، تتحدى كل مبادئ وقواعد القانون الدولى، وكل مواثيق حقوق الإنسان. سقطت ورقة التوت، وانكشفت العورات الغربية، الآن عرفنا أن الأجندة الحقوقية المزعومة ما هى إلا أداة سياسية تستخدم للضغط تارة، وللترهيب تارة أخرى.

أجندة انتقائية؛ فاستمرار الأحكام والمدركات الغربية السلبية وغير الحيادية لطبيعة الأوضاع فى غزة؛ دلالة على أن العقل الغربى مستمر فى التعامل مع الآخر بمنطق الفصل والهيمنة، فمنذ انتهاء الحرب الباردة؛ الجماعة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تسعيان إلى فرض الأيديولوجية الرأسمالية مجسدة بالأساس فى مفاهيم واقترابات الليبرالية السياسية، حيث الأجندة الغربية المزعومة لحقوق الإنسان ما هى إلا توجهات انتقائية بحتة.

لذلك؛ حان الوقت لنظام عالمى جديد، أصبحت الحاجة له أكثر إلحاحاً، نظام أكثر توازناً، يتسم بحد أدنى من العدالة النسبية، ومؤسسات أممية أكثر فاعلية. جلسة مجلس الأمن الأخيرة الثلاثاء 24 أكتوبر، وما دار بها من مناقشات، وما شهدته من مشادة كلامية بين الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين خير دليل على ذلك.

السياق الدولى الذى تأسست فيه تلك المؤسسات فى إبريل 1945، الذى وضعت محدداته دول الحلفاء المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؛ هذا النظام تغير شكلاً ومضموناً. والمؤسسات الأممية المعنية بالنزاعات والصراعات وأهمها مجلس الأمن الدولى؛ فالتاريخ يشير إلى أنه منذ الجلسة للمجلس، والتى عقدت فى منزل رئيس الوزراء البريطانى الأشهر ونستون تشرشل فى يناير 1946 فى العاصمة الإنجليزية لندن؛ فإن كل وجميع القرارات الحاسمة الصادرة عن المجلس، خاصة تلك المتعلقة بتطبيق الفصل السابع من الميثاق المختص بما يتخذ من الإجراءات فى حالات تهديد السلم، والإخلال به، ووقوع العدوان، وتحديداً المادة (42) من الفصل السابع من الميثاق، والتى تنص على «إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها فى المادة 41 لا تفى بالغرض أو ثبت أنها لم تف به، جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولى أو لإعادته إلى نصابه. ويجوز أن تتناول هذه الأعمال المظاهرات والحصر والعمليات الأخرى بطريق القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة لأعضاء «الأمم المتحدة». وهى المادة التى تمكن المجلس من استعمال القوة لصون السلم والأمن الدوليين أو إعادتهما إلى نصابهما، إذا رأى أن التدابير غير العسكرية لا تفى بالغرض أو ثبت أنها لم تف به. وغيرها من المواد والنصوص التى تؤكد على الحماية الدولية للفلسطينيين من العدوان الغاشم فى غزة.

لكن الواقع العملى والتاريخ؛ يشيران إلى أن تلك المادة وغيرها لم يتم استخدامهم أو تفعيلهم إلا لصالح الدول الغربية فقط فى برجماتية انتقائية واضحة، تعكس ميزان القوى المختل فى المؤسسات الأممية.

الغريب أن العالم الغربى هو أول من يدفع ثمن هذا الانحياز الأعمى لإسرائيل، والتاريخ أيضاً خير دليل على أن هذا الانحياز يرتد على العالم الغربى ويكوى بناره فى شكل هجمات إرهابية؛ يستغل المتطرفون هذا الانحياز السافر ضد القضية الفلسطينية، فتنطلق الجماعات وقطعان الذئاب المنفردة فى هجمات وضربات انتقامية ضد العالم الغربى، وهو ما تعترف به مراكز الأبحاث الغربية نفسها. ثم يعودون ليصمونا نحن بتصدير الإرهاب. والسؤال الآن للعالم الغربى المتحيز، المتكتل خلف الدولة العبرية؛ هل يجوز أخلاقياً استخدام وسائل غير عادلة إذا كانت ضرورية حقاً للوصول إلى غاية عادلة أو تحقيق قضية عادلة؟ فإذا ما اعتبرنا أن دفاع الفلسطينيين عن قضيتهم العادلة إرهاب، فإن الإرهاب الإسرائيلى هو أيضاً أسوأ من الإرهاب الفلسطينى المزعوم لأنه دائما وأبداً ما يهاجم ويقتل الأبرياء فى حرب غير متكافئة وصراع غير عادل على الإطلاق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صمت مخز العالم الغربى القانون الدولى

إقرأ أيضاً:

محافظ بنك إنجلترا: العالم سيعاني حال انسحاب واشنطن من صندوق النقد

حذر محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، من أن أي انسحاب محتمل للولايات المتحدة من المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي سيؤدي إلى تداعيات سلبية خطيرة على الاقتصاد العالمي.

وفي وقت سابق، دعا بيلي الولايات المتحدة إلى معالجة مخاوفها بشأن الاقتصاد العالمي من خلال المناقشات بدلاً من فرض رسوم جمركية على الواردات.

 جاءت هذه الدعوة خلال حديث مع المشرعين البريطانيين يوم الأربعاء، في أعقاب الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وشدد بيلي على أهمية التجارة المفتوحة خلال اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي عقد الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا.

 ومن الجدير بالذكر أن وزير الخزانة الأمريكي الجديد سكوت بيسنت لم يحضر الاجتماع.

ودعا بيلي إلى اعتماد المنتديات متعددة الأطراف كأفضل إطار لمعالجة أي اختلالات في الاقتصاد العالمي، بدلاً من استخدام الإجراءات الثنائية. 

تأتي تصريحاته في ظل مواجهة الولايات المتحدة لعجز في الحساب الجاري وعجز مالي كبير، والذي تقوم بتمويله من خلال رأس المال الخارجي.

وفي حديثه مع لجنة الخزانة في البرلمان، أشار بيلي أيضاً إلى أن الصين لديها حالياً فائض كبير في الحساب الجاري. كما لفت الانتباه إلى الإعلان الأخير من قبل ألمانيا، وهي دولة أخرى تتمتع بفائض كبير، عن خطة استثمار رئيسية في البنية التحتية والدفاع يوم الثلاثاء.

مقالات مشابهة

  • مواعيد مباريات الزمالك في الدور الثاني للدوري
  • "الجارديان": تهديدات ترامب تقوض إصلاح النظام الضريبى الدولى.. تشكيل جبهة موحدة داخل الأمم المتحدة لصياغة نظام ضريبى عالمى أكثر عدالة
  • محافظ بنك إنجلترا: العالم سيعاني حال انسحاب واشنطن من صندوق النقد
  • لافروف يحذر من دعوات لشطب ميثاق الأمم المتحدة
  • وكيل أفريقية النواب يطالب المجتمع الدولى بتنفيذ البيان الختامي للقمة العربية
  • كيف قلب بوتين الطاولة باستراتيجية طويلة الأمد؟
  • تقرير: ترامب يقود العالم إلى مسار أكثر خطورة وفوضوية
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: منزعجون من استخدام أسلحة الجيش في الضفة الغربية
  • الأمم المتحدة تندد باستخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة في الضفة الغربية