بوابة الوفد:
2025-01-05@13:08:10 GMT

العميد.. ومفهوم «التمرد»

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

فى تعقيب للمتمرد د. طه حسين على خطبة العرش عام 1947، كانت كلماته الحادة والموجعة والمباشرة نقدًا ساخرًا وقراءة لواقع زمانه من وجهة نظره بشجاعة من جانب قارئ وطنى للأحداث بوعى وقدرة على الشغب المقلق لأهل السلطة.. قال: «كانت رائعة بارعة خطبة العرش التى ألقاها رئيس الوزراء فى البرلمان، صورت لنا الحياة المصرية كأحسن ما تكون حياة الأمم: حكومة جادة لا تنام ولا تنيم، وشعب عامل لا يريح ولا يستريح، وقد رضيت الحكومة عن نفسها فأثنت على نفسها، ورضى البرلمان عن الحكومة فصفق للحكومة، وسمع الشعب للحكومة تقول والبرلمان يصفق، فهز الأكتاف وهز الرءوس، وترك الخلق للخالق، وأقبل المترفون على ترفهم ينعمون بغير حساب، وأقبل المحرومون على حرمانهم يألمون بغير حساب».

. هكذا كان حال العميد فى بعض مواجهاته المشهود لها..

ولعل ما تميزت به شخصية العميد طه حسين (ونحن نحتفى بذكرى رحيله منذ نصف قرن) بين أقرانه من رواد النهضة فى مصر وعيه الكبير بقيمة التنوع عبر كل مراحل الحضارات العظيمة، واحترام وتقدير حالة التعدد المنتشرة فى معظم المجتمعات، وما يتلاحظ بردود فعل وأثر تلك المفاهيم بوضوح فى رؤيته لمستقبل الثقافة المصرية، وهذا ما كان يبدو مؤكدًا فى كتابه «مستقبل الثقافة فى مصر» حينما قال: «عناصر ثلاثة تكوّن منها الروح الأدبى المصرى منذ استعربت مصر، أولها العنصر المصرى الخالص الذى ورثناه عن المصريين القدماء، والعنصر الثانى هو العنصر العربى الذى يأتينا من اللغة ومن الدين ومن الحضارة، أما العنصر الثالث، فهو العنصر الأجنبى الذى أثر فى الحياة المصرية دائمًا، والذى يأتيها من اتصالها بالأمم المتحضرة.. وعليه، فإنى أحب أن يقوم التعليم المصرى على شيء واضح من الملاءمة بين العناصر الثلاثة..».

فى مشهد بديع ملهم عاشه رواد «مقهى ريش» ــ باعتباره بيتا من بيوت أهل الفكر والكتابة والإبداع المصرية ــ فى الأيام السابقة لاندلاع ثورة 30 يونية المجيدة، عندما طالعوا صورة فوتوغرافية لعميد الأدب العربى «طه حسين» وهو جالس إلى مكتبه مُبتسمًا وهو يُشهد الحضور أنه قد وقع على استمارة «تمرد» الشهيرة التى أبدع فكرتها وصممها شباب الثورة، وإلى جانبه جلس العظيم «رفاعة الطهطاوى» ممسكًا بنسخة من الاستمارة ذاتها.. هكذا قالت اللوحات المعلقة على أشهر مقاهى المثقفين فى وسط القاهرة..

ويقترب الحضور من الراحل المثقف الوطنى الجميل «مجدى عبدالملاك» مدير المقهى، وهو يؤكد أن زبائن المكان هم أصحاب فكرة تعليق لافتات وصور للمشاهير بعد تعديلها بالفوتوشوب لتُظهرهم وهم راضون عن حملة « الشباب الطاهر» على حد وصفه، موقعين على استمارة «تمرد».. 

وفى رد العميد على بعض أهل التشدد فى الجامعة، قال: إن المسألة التى أثيرت أخيراً والتى تتصل باختلاط الجنسين فى الجامعة مسألة سخيفة لا أكثر ولا أقل، فقد قلت ومازلت أقول إنى لا أعرف فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله نصًا يحرم على الفتيات والفتيان أن يجتمعوا فى حلقة من حلقات الدرس حول أستاذ يعلمهم العلم والأدب والفن..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العميد التمرد رؤية رئيس الوزراء خطبة العرش والبرلمان

إقرأ أيضاً:

بداية جديدة لمنظومة الإعلام الوطنية

لا شك أن الإعلام المصرى بات يشهد مرحلة جديدة ومختلفة من التطور والتحديث، بعد التغيرات الأخيرة التى طالت الهيئات الإعلامية، والتى أثارت حراكًا إيجابيًا فى منظومة الإعلام الوطنى.. هذه القرارات ليست مجرد تغييرات إدارية، بل هى انعكاس لرؤية جديدة تهدف إلى الارتقاء بالمحتوى الإعلامى، وتعزيز دور الإعلام كداعم رئيسى للدولة المصرية فى مختلف التحديات والقضايا.

قرارات تدفع نحو التغيير

مع التعديلات الجديدة التى شهدتها الهيئات الإعلامية، أصبح واضحًا أن هناك توجهًا جادًا نحو إعادة ضبط المشهد الإعلامى فى مصر، وأن قرارات اختيار القيادات الإعلامية الجديدة وتحديث الخطط الإعلامية، تعكس إرادة قوية لتحسين الأداء وضمان تقديم محتوى يخدم القضايا الوطنية، ويعبر عن طموحات الشعب المصرى.

وبدون شك أن الخطوات المتخذة مؤخرًا تحمل فى طياتها مؤشرات إيجابية، فهى تؤكد أن الدولة تولى اهتمامًا كبيرًا بدور الإعلام كوسيلة للتنوير والتوعية، وليس فقط كمنصة لنقل الأخبار، وهذا يدفع إلى التركيز على تقديم محتوى مدروس، يبنى الوعى ويدعم القيم الوطنية.

دعم الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية

من أبرز أهداف هذه المرحلة هو الوقوف بجانب الدولة المصرية فى قضاياها المحورية، فالإعلام اليوم ليس مجرد ناقل للأحداث بل شريك فى عملية البناء والتنمية، خصوصًا فى ظل التحديات الإقليمية والعالمية التى تواجهها مصر.

الملاحظ إذن أن هناك اهتمام واضح بتقديم محتوى يعزز الوحدة الوطنية، ويرسخ القيم التى تجمع بين مختلف فئات الشعب المصرى، ويتمثل ذلك فى تناول القضايا بموضوعية وشفافية، مع التركيز على ما يخدم مصلحة الدولة بعيدًا عن الخطابات المشتتة أو المثيرة للجدل.

حراك إعلامى جديد

يمكن وصف المشهد الحالى بأنه «حراك إعلامى جديد»، حيث تتكاتف الجهود لتطوير المؤسسات الإعلامية، سواء فى القطاع العام أو الخاص، حيث أن القرارات الأخيرة من شأنها تحسين كفاءة الأداء الإعلامى، وتعزيز التنافسية بين المؤسسات، مما يؤدى إلى تقديم محتوى أكثر جاذبية ومهنية.

وأرى أن الإعلام الجديد يتطلب استيعاب الأدوات الحديثة والتكنولوجيا، ومواكبة التغيرات فى سلوكيات الجمهور، ومن هنا يأتى التركيز على تدريب الكوادر الإعلامية، وصقل مهاراتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر، خاصة فى ظل انتشار الإعلام الرقمى ومنصات التواصل الاجتماعى.

آفاق المرحلة المقبلة

لا شك أن هذه التغييرات تمثل بداية جديدة لمنظومة الإعلام فى مصر، ومع استمرار الحراك الإيجابى يمكن للإعلام المصرى أن يستعيد ريادته فى المنطقة، ويقدم نموذجًا يُحتذى به فى الالتزام بالمعايير المهنية والوطنية.

وفى الختام لا يسعنا إلا أن نتفاءل بالمستقبل، حيث يثبت الإعلام المصرى مرة أخرى قدرته على التكيف مع التحديات، ليظل دائمًا صوتًا يعبر عن طموحات الأمة وآمالها.

 

مقالات مشابهة

  • بملابس جريئة.. زوجة ماجد المصري تلفت الأنظار مع سعد المجرد
  • ما سن الزواج القانوني للرجل والمرأة في مصر؟.. تعرف عليه
  • جروس يجهز الزمالك لموقعة المصري.. والقلعة البيضاء في مهمة صعبة بالميركاتو الشتوى
  • المحكمة الدستورية بكوريا الجنوبية تبدأ محاكمة عزل الرئيس "يون سيوك يول" 14 يناير
  • التنيسق التام بين المنظمات والتمرد السريع يؤكد أننا أمام تمويل جديد للمليشيا .. وأين ؟
  • برلماني: الإصلاحات الهيكلية وبرنامج الطروحات يقودان نمو الاقتصاد المصرى
  • يونهاب: وحدة عسكرية تمنع المحققين في كوريا الجنوبية من توقيف الرئيس المعزول
  • بداية جديدة لمنظومة الإعلام الوطنية
  • رئيس كوريا الجنوبية المعزول يتعهد بـ"القتال حتى النهاية" بعد قرار اعتقاله
  • رئيس كوريا الجنوبية المعزول يتعهد "بالقتال حتى النهاية"