أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن  مصر حرصت على توجيه الأنظار إلى الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي على المستوى السياسي سواء من خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 واعداد مسودة الاطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠، أو خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27 نيابة عن افريقيا، مما جعلنا نصل الى اجتماع اليوم لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالأحواض الثلاثة فيما يخص التنوع البيولوجي وتغير المناخ، والبناء على اعلان شرم الشيخ لمؤتمر المناخ وفي قلبه التنوع البيولوجي، واعلان مونتريال والاطار العالمي لما بعد ٢٠٢٠ للتنوع البيولوجي وفي قلبه المناخ.

جاء ذلك خلال كلمة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في الجلسة الثانية تحت عنوان "استراتيجية وبرامج وخطط استثمار متكاملة"، لمناقشة ملامح الاعلان المنتظر حول الأحواض الثلاث للتنوع البيولوجي والنظم البيئية الاستوائية بحضور وزيرة البيئة الكونغولية، وذلك ضمن مشاركة الوزيرة المصرية نيابة عن رئيس الجمهورية في قمة برازافيل للأحواض الثلاث للتنوع البيولوجي والنظم البيئية الأستوائية" بالكونغو.

ولفتت الدكتورة ياسمين فؤاد لأهمية تناول هذه الجلسة لموضوع تمويل المناخ، والتخفيف بالتوازي مع التكيف، للأحواض الثلاث التي تسعى ان تكون منخفضة الكربون، وأهمية تقليل الخسائر والاضرار وربطها بالتمويل من اجل مصلحة المجتمعات التي تعيش حول تلك الأحواض، ومواصلة الحوار حول الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي بالنظر الى البرنامج العالمي لتطوير الغابات، والتأكيد على هذا التوجه خلال مؤتمر الاطراف لاتفاقية التصحر القادم، بحيث تتاح الفرصة للحديث عن التصحر ضمن تمويل المناخ، وتصبح هناك فرص اكبر بنهاية عام ٢٠٢٤ لتخصيص تمويلات للمناخ والتنوع البيولوجي والتصحر.

وأشارت وزيرة البيئة أيضا فيما يخص تعزيز الاستثمار، الى ضرورة التحرك قدما من الأنشطة الوطنية كالخطط الوطنية للتكيف، الى الانشطة الاقليمية كخطط المواجهة الإقليمية التي تشجع استثمارات القطاع الخاص، وصياغة خطط المساهمات الوطنية المحدثة التي تقدم فرصا لتقليل مخاطر الاستثمار للقطاع الخاص.

كما تحدثت الوزيرة عن أهمية التكيف والمواجهة للمجتمعات الأفريقية، والربط بين التصحر والتنوع البيولوجي والمناخ، موضحة ان ايجاد القارة لمسارات للحفاظ على الموارد المائية والأمن الغذائي ضمن عمليات النمو، يتطلب توحيد الصف الأفريقي مثلما حدث خلال اتفاق باريس في ٢٠١٥، حيث خرجت افريقيا بصوت واحد من أجل مصلحة شعوبها، أثمر عن اطلاق مبادرتين هامتين، هما المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، والمبادرة الافريقية للتكيف التي شهدت بعض الركود وحرصت مصر خلال مؤتمر المناخ COP27 على الدفع لتنفيذها.

وأضافت الوزيرة أن مصر أيضا كانت حريصة على الدفع بملف الخسائر والأضرار من أجل مصلحة الشعوب المتضررة، ليتم وضعه لأول مرة على أجندة مؤتمر المناخ COP27، بعد ٣٠ عام من مطالبات الدول النامية والمهددة، مشددة على أنه ليس هناك خيار بين مواجهة تغير المناخ والتنمية، مما يتطلب تغيير الحوار ليصبح تحويل التحدي إلى فرصة، بما يمكن الشعوب من مواجهة التحديات دون التخلي عن تحقيق النمو، حيث أشارت الى صغار المزارعين كمثال من خلال تمكينهم من الأرض الزراعية ومنحهم التسهيلات التمويلية لزراعة محاصيل جديدة قادرة على مواجهة آثار تغير المناخ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: والتنوع البیولوجی للتنوع البیولوجی وزیرة البیئة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

التوهج البيولوجي.. ظاهرة بحرية فريدة تقتنصها عدسة سالم الشملي في مسقط

لطالما عشق المصور الفوتوغرافي سالم بن حمدان الشملي البحر، متأملاً جماله في مختلف حالاته، فنراه تارةً يوثق الشطآن، وتارةً أخرى يخوض رحلات بحرية، ثم يغوص في أعماقه ليلتقط شيئًا من كنوز بحر عمان الزاخر بتنوع الأحياء البحرية والشعاب المرجانية الملونة.

من خلال عدسته، يأخذ متابعيه في منصات التواصل الاجتماعي إلى عوالم لم تألفها العين، مقدماً صورًا آسرة تعكس سحر البحر وأسراره.

في الأيام الأخيرة، ازدحم حساب سالم الشملي على منصة إنستجرام بصور رائعة لظاهرة بحرية نادرة تُعرف باسم "التوهج البيولوجي"، أو علميًا "Bioluminescence"، حيث تضيء حركة الأمواج باللون الأزرق المتوهج. هذه الظاهرة تنتج عن كائنات بحرية دقيقة تُعرف بـالعوالق النباتية، وخاصة نوع معين من الطحالب يُسمى "الدينوفيلاجيات"، والتي تطلق ضوءًا أزرق ساحرًا عند تحفيزها بحركة الأمواج أو اضطراب الماء بسبب قارب سريع أو احيانا من خلال تحريك أيدينا في الشاطئ، ويعود هذا التوهج إلى تفاعل كيميائي داخل خلاياها، حيث تتفاعل مادة "اللوسيفيرين" مع إنزيم "اللوسيفيراز" بوجود الأكسجين، مما يؤدي إلى هذا الإشعاع الطبيعي الخلاب.

وكما هو الحال في العديد من الشواطئ، تحدث هذه الظاهرة في فترات معينة من العام، وتختلف شدتها من عام إلى آخر، بل من يوم لآخر. وإذ سحرته هذه الظاهرة، شدّ سالم الشملي رحاله إلى الشواطئ الهادئة البعيدة عن التلوث الضوئي، ليقتنص بعدسته هذه المشاهد الفريدة التي تبدو كأنها تنتمي إلى أفلام الخيال العلمي، مثل فيلم "أفاتار"، أو إلى الأفلام الوثائقية التي يوثقها عادة مصورون عالميون. واليوم، يترك الشملي بصمته الفنية والتوثيقية عبر صوره التي توثق هذه الظاهرة بأسلوب يجمع بين الجمال والعلم.

وعلى المستوى الشخصي، لطالما شهدت هذه الظاهرة خلال رحلات بحرية مع الأصدقاء، إلا أن محاولاتنا لتوثيقها لم تقترب مما قدمه سالم الشملي بعدسته الاحترافية. ومن بين تلك الرحلات، كانت إحداها برفقة الصديق الخضر بن سالم المعشري، الذي يُعرف بعلاقته العميقة بالبحر، فهو خبير في عالمه ويدير شركة متخصصة في الرحلات البحرية.

يقول الخضر المعشري عن هذه الظاهرة التي اعتاد مشاهدتها، خاصة على شواطئ مسقط المتنوعة: "التوهج البيولوجي يعود إلى نوع معين من الطحالب المجهرية التي تعيش بها كائنات دقيقة تمتلك خاصية الإضاءة الحيوية. تحدث هذه الظاهرة مرتين في السنة على شواطئنا، وتكون أكثر وضوحًا خلال الفترات الانتقالية بين الصيف والشتاء، خصوصًا في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي. تبدأ الطحالب في التجمع والظهور بشكل ملحوظ، ثم تتلاشى تدريجيًا بعد شهر أو شهرين. في مسقط، تزداد فرص رؤية هذه الظاهرة في المواقع التي تتأثر بحركة الرياح والتي تشهد تجمعات للرواسب والطحالب. ويكون التوهج أكثر وضوحًا بين شهري فبراير ومارس، ثم يتلاشى مع ارتفاع درجات الحرارة. عادةً ما يبلغ ذروته عند انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 28 درجة مئوية، وهو ما يمكن ملاحظته في بعض المواقع البحرية المعروفة بمسقط".

وتزخر محافظة مسقط بالعديد من الشواطئ البديعة البعيدة عن التلوث الضوئي، مثل شاطئ السيفة، وشاطئ يتي، والخيران، وغيرها من الشواطئ التي تمنح زوارها فرصة مشاهدة هذه الظاهرة في ليل هادئ، حيث يكتمل المشهد بصوت أمواج البحر ونسماته العليلة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة: تحديات المناخ والعدوان الإسرائيلي تستدعي استجابة عاجلة
  • لصيد المستدام في محمية الشمال.. تجربة متكاملة تعزز التراث وتحافظ على البيئة
  • رئيس «شؤون البيئة»: مصر معرضة لفترات طويلة من الحر الشديد قد تؤثر على صحة الإنسان والزراعة (حوار)
  • «وزيرة البيئة»: دعم المصنعين لتنفيذ الاستراتيجية الطموحة للحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام
  • وزيرة البيئة: توفير حزم من الحوافز الخضراء للحد من الأكياس البلاستيكية
  • مصطفى الشربيني: سفراء المناخ في جولة أوروبية لمواجهة التحديات والمخاطر البيئة
  • وزيرة البيئة تتابع إجراءات تنفيذ استراتيجية التدوير والحد من الأكياس البلاستيكية
  • برلماني: فلسطين قضية سياسية وخطط ترامب بشأن غزة مرفوضة عربيا
  • التوهج البيولوجي.. ظاهرة بحرية فريدة تقتنصها عدسة سالم الشملي في مسقط
  • البيئة تشارك في المؤتمر السنوي للنمو الأخضر